أهالي العراق يخرجون من منازلهم خوفاً من الهزات الارتداديةhttps://aawsat.com/home/article/4141036/%D8%A3%D9%87%D8%A7%D9%84%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%82-%D9%8A%D8%AE%D8%B1%D8%AC%D9%88%D9%86-%D9%85%D9%86-%D9%85%D9%86%D8%A7%D8%B2%D9%84%D9%87%D9%85-%D8%AE%D9%88%D9%81%D8%A7%D9%8B-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%87%D8%B2%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B1%D8%AA%D8%AF%D8%A7%D8%AF%D9%8A%D8%A9
أهالي العراق يخرجون من منازلهم خوفاً من الهزات الارتدادية
فرق الإنقاذ السورية تبحث عن ناجين تحت الأنقاض جراء الزلزال في حماة (أ.ف.ب)
بدأ الكثير من سكان المحافظات العراقية الخروج من منازلهم بعد شعورهم بالارتدادات الزلزالية التي ضربت سوريا وتركيا، حيث سارعت إدارات المدارس في إقليم كردستان، القريب من مركز الزلزال، بإخراج الطلبة، كما بدأ الكثير من المواطنين الخروج من منازلهم بعد شعورهم بالهلع من ارتداد الهزة الأرضية.
وتأثرت العاصمة بغداد تأثراً طفيفاً بالهزات الارتدادية للزلزال، ونقل بعض مواقع التواصل الاجتماعي صوراً لخروج مواطنين في العاصمة من بعض المجمعات السكنية ذات الطراز العمودي من شققهم إلى الشارع؛ خوفاً من تعرضهم للخطر، بعد شعورهم بالحركة البطيئة في المباني نتيجة الهزة.
وأعرب رئيس حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني، عن تضامنه مع ضحايا الزلزال الذي ضرب المنطقة وأودى بحياة مئات الأشخاص وإصابة مئات آخرين بجروح متفرقة. وقال بارزاني، في تغريدة عبر تويتر: «أفكاري ومشاعري مع عائلات الضحايا والجرحى ممن تأثرت حياتهم إثر الزلزال الذي ضرب جميع أرجاء المنطقة فجر اليوم، تقف حكومة إقليم كردستان على أهبة الاستعداد للمساعدة في جهود الإنقاذ».
وأبدى معظم المواطنين العراقيين تعاطفاً كبيراً جراء الخسائر الفادحة بالأرواح والممتلكات التي خلّفها الزلزال في سوريا وتركيا، إذ أعلنت الهيئة العامة للأنواء الجوية والرصد الزلزالي، التابعة لوزارة النقل العراقية، تسجيل هزة أرضية بقوة 7.8 درجة في جنوب غربي تركيا. https://twitter.com/aawsat_News/status/1622518130172911623?s=20&t=2p3czRR7LTF2xCoIzU_ldQ
وذكرت الهيئة، في تقرير لها، أن «الهزة الأرضية سجلت في تمام الساعة 04:18:32 فجراً. وأضافت أنه «تم الشعور بها من قِبل المواطنين في مدن إقليم كردستان والموصل وبعض المحافظات».
ودعت الهيئة «المواطنين إلى أخذ الحيطة والحذر، والابتعاد عن الشائعات والأخبار الكاذبة والالتزام بالوصايا الزلزالية والصادرة من الهيئة العامة للأنواء الجوية والرصد الزلزالي».
وقال المتحدث باسم هيئة الأنواء الجوية عامر الجابري، في تصريحات صحافية، إن «مراصدنا الزلزالية سجلت هزة أرضية شديدة ضربت مناطق قرب الحدود العراقية التركية، والهزة هي ارتدادية جراء الزلزال الذي ضرب مناطق تركية وسورية قرب الحدود العراقية».
وأضاف أن «أهالي مناطق إقليم كردستان ونينوى وبعض المحافظات العراقية شعروا بالهزة التي تبعد عن الحدود العراقية التركية 400 كم». وأكد الجابري «عدم تسجيل العراق أي خسائر جراء الهزات».
الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
ضمن مخاوف الجماعة الحوثية من ارتدادات تطورات الأوضاع في سوريا على قوتها وتراجع نفوذ محور إيران في منطقة الشرق الأوسط؛ صعّدت الجماعة من ممارساتها بغرض تطييف المجتمع واستقطاب أتباع جدد ومنع اليمنيين من الاحتفال بسقوط نظام بشار الأسد.
واستهدفت الجماعة، حديثاً، موظفي مؤسسات عمومية وأخرى خاصة وأولياء أمور الطلاب بالأنشطة والفعاليات ضمن حملات التعبئة التي تنفذها لاستقطاب أتباع جدد، واختبار ولاء منتسبي مختلف القطاعات الخاضعة لها، كما أجبرت أعياناً قبليين على الالتزام برفد جبهاتها بالمقاتلين، ولجأت إلى تصعيد عسكري في محافظة تعز.
وكانت قوات الحكومة اليمنية أكدت، الخميس، إحباطها ثلاث محاولات تسلل لمقاتلي الجماعة الحوثية في جبهات محافظة تعز (جنوب غربي)، قتل خلالها اثنان من مسلحي الجماعة، وتزامنت مع قصف مواقع للجيش ومناطق سكنية بالطيران المسير، ورد الجيش على تلك الهجمات باستهداف مواقع مدفعية الجماعة في مختلف الجبهات، وفق ما نقله الإعلام الرسمي.
وخلال الأيام الماضية اختطفت الجماعة الحوثية في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها ناشطين وشباناً على خلفية احتفالهم بسقوط نظام الأسد في سوريا، وبلغ عدد المختطفين في صنعاء 17 شخصاً، قالت شبكة حقوقية يمنية إنهم اقتيدوا إلى سجون سرية، في حين تم اختطاف آخرين في محافظتي إب وتعز للأسباب نفسها.
وأدانت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات حملة الاختطافات التي رصدتها في العاصمة المختطفة صنعاء، مشيرة إلى أنها تعكس قلق الجماعة الحوثية من انعكاسات الوضع في سوريا على سيطرتها في صنعاء، وخوفها من اندلاع انتفاضة شعبية مماثلة تنهي وجودها، ما اضطرها إلى تكثيف انتشار عناصرها الأمنية والعسكرية في شوارع وأحياء المدينة خلال الأيام الماضية.
وطالبت الشبكة في بيان لها المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية بإدانة هذه الممارسات بشكل واضح، بوصفها خطوة أساسية نحو محاسبة مرتكبيها، والضغط على الجماعة الحوثية للإفراج عن جميع المختطفين والمخفيين قسراً في معتقلاتها، والتحرك الفوري لتصنيفها منظمة إرهابية بسبب تهديدها للأمن والسلم الإقليميين والدوليين.
تطييف القطاع الطبي
في محافظة تعز، كشفت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» عن أن الجماعة الحوثية اختطفت عدداً من الشبان في منطقة الحوبان على خلفية إبداء آرائهم بسقوط نظام الأسد، ولم يعرف عدد من جرى اختطافهم.
وأوقفت الجماعة، بحسب المصادر، عدداً كبيراً من الشبان والناشطين القادمين من مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، وأخضعتهم للاستجواب وتفتيش متعلقاتهم الشخصية وجوالاتهم بحثاً عمّا يدل على احتفالهم بتطورات الأحداث في سوريا، أو ربط ما يجري هناك بالوضع في اليمن.
وشهدت محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) اختطاف عدد من السكان للأسباب نفسها في عدد من المديريات، مترافقاً مع إجراءات أمنية مشددة في مركز المحافظة ومدنها الأخرى، وتكثيف أعمال التحري في الطرقات ونقاط التفتيش.
إلى ذلك، أجبرت الجماعة عاملين في القطاع الطبي، بشقيه العام والخاص، على حضور فعاليات تعبوية تتضمن محاضرات واستماع لخطابات زعيمها عبد الملك الحوثي، وشروحات لملازم المؤسس حسين الحوثي، وأتبعت ذلك بإجبارهم على المشاركة في تدريبات عسكرية على استخدام مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقنابل اليدوية وزراعة الألغام والتعامل مع المتفجرات.
وذكرت مصادر طبية في صنعاء أن هذه الإجراءات استهدفت العاملين في المستشفيات الخاصعة لسيطرة الجماعة بشكل مباشر، سواء العمومية منها، أو المستشفيات الخاصة التي استولت عليها الجماعة بواسطة ما يعرف بالحارس القضائي المكلف بالاستحواذ على أموال وممتلكات معارضيها ومناهضي نفوذها من الأحزاب والأفراد.
وتتزامن هذه الأنشطة مع أنشطة أخرى شبيهة تستهدف منتسبي الجامعات الخاصة من المدرسين والأكاديميين والموظفين، يضاف إليها إجبارهم على زيارة مقابر قتلى الجماعة في الحرب، وأضرحة عدد من قادتها، بما فيها ضريح حسين الحوثي في محافظة صعدة (233 كيلومتراً شمال صنعاء)، وفق ما كانت أوردته «الشرق الأوسط» في وقت سابق.
وكانت الجماعة أخضعت أكثر من 250 من العاملين في الهيئة العليا للأدوية خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، وأخضعت قبلهم مدرسي وأكاديميي جامعة صنعاء (أغلبهم تجاوزوا الستين من العمر) في مايو (أيار) الماضي، لتدريبات عسكرية مكثفة، ضمن ما تعلن الجماعة أنه استعداد لمواجهة الغرب وإسرائيل.
استهداف أولياء الأمور
في ضوء المخاوف الحوثية، ألزمت الجماعة المدعومة من إيران أعياناً قبليين في محافظة الضالع (243 كيلومتراً جنوب صنعاء) بتوقيع اتفاقية لجمع الأموال وحشد المقاتلين إلى الجبهات.
وبينما أعلنت الجماعة ما وصفته بالنفير العام في المناطق الخاضعة لسيطرتها من المحافظة، برعاية أسماء «السلطة المحلية» و«جهاز التعبئة العامة» و«مكتب هيئة شؤون القبائل» التابعة لها، أبدت أوساط اجتماعية استياءها من إجبار الأعيان والمشايخ في تلك المناطق على التوقيع على وثيقة لإلزام السكان بدفع إتاوات مالية لصالح المجهود الحربي وتجنيد أبنائهم للقتال خلال الأشهر المقبلة.
في السياق نفسه، أقدمت الجماعة الانقلابية على خصم 10 درجات من طلاب المرحلة الأساسية في عدد من مدارس صنعاء، بحة عدم حضور أولياء الأمور محاضرات زعيمها المسجلة داخل المدارس.
ونقلت المصادر عن عدد من الطلاب وأولياء أمورهم أن المشرفين الحوثيين على تلك المدارس هددوا الطلاب بعواقب مضاعفة في حال استمرار تغيب آبائهم عن حضور تلك المحاضرات، ومن ذلك طردهم من المدارس أو إسقاطهم في عدد من المواد الدراسية.
وأوضح مصدر تربوي في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن تعميماً صدر من قيادات عليا في الجماعة إلى القادة الحوثيين المشرفين على قطاع التربية والتعليم باتباع جميع الوسائل للتعبئة العامة في أوساط أولياء الأمور.
ونبه المصدر إلى أن طلب أولياء الأمور للحضور إلى المدارس بشكل أسبوعي للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة هو أول إجراء لتنفيذ هذه التعبئة، متوقعاً إجراءات أخرى قد تصل إلى إلزامهم بحضور فعاليات تعبوية أخرى تستمر لأيام، وزيارة المقابر والأضرحة والمشاركة في تدريبات قتالية.
وبحسب المصدر؛ فإن الجماعة لا تقبل أي أعذار لتغيب أولياء الأمور، كالسفر أو الانشغال بالعمل، بل إنها تأمر كل طالب يتحجج بعدم قدرة والده على حضور المحاضرات بإقناع أي فرد آخر في العائلة بالحضور نيابة عن ولي الأمر المتغيب.