قبرص تختار رئيساً جديداً من بين 14 مرشحاً

في سباق يشهد تنافساً محموماً

مرشح الرئاسي القبرصي المستقل نيكوس كريستودوليدس يشير إلى خارج مركز اقتراع في جيروسكيبو بالقرب من بافوس (رويترز)
مرشح الرئاسي القبرصي المستقل نيكوس كريستودوليدس يشير إلى خارج مركز اقتراع في جيروسكيبو بالقرب من بافوس (رويترز)
TT

قبرص تختار رئيساً جديداً من بين 14 مرشحاً

مرشح الرئاسي القبرصي المستقل نيكوس كريستودوليدس يشير إلى خارج مركز اقتراع في جيروسكيبو بالقرب من بافوس (رويترز)
مرشح الرئاسي القبرصي المستقل نيكوس كريستودوليدس يشير إلى خارج مركز اقتراع في جيروسكيبو بالقرب من بافوس (رويترز)

بدأ القبارصة التصويت لانتخاب رئيس لهم، اليوم الأحد، بينما تشغل الناخبين مسائل مرتبطة بفضائح فساد وتضخم متزايد، أكثر من قضية إعادة توحيد الجزيرة الواقعة على البحر المتوسط المقسمة منذ نحو نصف قرن.
ويبدو أن المنافسة ستكون حادة بين ثلاثة من المرشحين الـ14 - بينهم امرأتان - وهو عدد قياسي.
وإذا تخطى أي مرشح عتبة 50 في المائة من الأصوات، سيفوز بالرئاسة خلفاً للرئيس المنتهية ولايته نيكوس أناستاسيادس الذي تولى المنصب لولايتين. لكن استطلاعات الرأي تشير إلى أن أياً من المرشحين لن يكون قادراً على الحصول على أغلبية مطلقة، ومن المرجح تنظيم دورة ثانية للاقتراع في 12 فبراير (شباط).
ودعي أكثر من 561 ألف ناخب إلى التصويت في 1113 مركزاً فتحت أبوابها عند الساعة السابعة (05.00 ت.غ)، على أن يستمر الاقتراع حتى الساعة 18.00 (16.00 ت.غ) مع توقف مدته ساعة في منتصف النهار.
وقال مدير الاقتراع كوستاس كونستانتينو، إن «التصويت بدأ بدون عراقيل».
وقبرص عضو في الاتحاد الأوروبي منذ 2004، وهي مقسومة منذ الغزو التركي للثلث الشمالي من الجزيرة في 1974، رداً على انقلاب قام به قبارصة يونانيون قوميون أرادوا إلحاق الدولة باليونان.
وتمارس الحكومة القبرصية اليونانية سلطتها على الجزء الجنوبي فقط من الجزيرة التي تفصل منطقة منزوعة السلاح بإشراف الأمم المتحدة تسمى الخط الأخضر، بينها وبين «جمهورية شمال قبرص التركية» المعلنة من جانب واحد ولا تعترف بها سوى تركيا.
ويبدو وزير الخارجية السابق نيكوس خريستودوليدس (49 عاماً)، الذي يقدم نفسه على أنه «مستقل» المرشح الأوفر حظاً للفوز في الاقتراع ويحظى بتأييد الأحزاب الوسطية. وهو يتصدر استطلاعات الرأي، لكن الفارق بينه وبين منافسيه لا يسمح له بحسم الاستحقاق من الدورة الأولى.
وكان هذا الدبلوماسي البالغ من العمر 49 عاماً وزيراً للخارجية في حكومة الرئيس أناستاسيادس بين 2018 و2022.
أما خصماه الرئيسيان فهما الدبلوماسي أندرياس مافرويانيس (66 عاماً) الذي يدعمه الحزب الشيوعي (أكيل) والرئيس السابق للمفاوضين القبارصة اليونانيين في محادثات إعادة التوحيد (2013 - 2022)، وكذلك أفيروف نيوفيتو (61 عاماً) زعيم حزب التجمع الديمقراطي المحافظ الحاكم (ديسي).
وقال هوبرت فوستمان أستاذ السياسة والتاريخ في جامعة نيقوسيا، إنه اقتراع «غريب»، لأن «المرشحين الثلاثة مرتبطون بالرئيس الحالي» الذي ينهي ولايتين مدة كل منهما خمس سنوات في سن السادسة والسبعين.
التحدي الأول الذي سيواجهه الرئيس الجديد هو التضخم الذي بلغت نسبته 10.9 في المائة في 2022، ورغم تباطؤ في يناير (كانون الثاني) (7.1 في المائة)، ما زال ارتفاع الأسعار ولا سيما أسعار الطاقة والغذاء على رأس الهموم، وشهدت البلاد في نهاية يناير إضراباً عاماً.
كما هيمنت مكافحة الفساد على النقاشات الانتخابية، خصوصاً بعد فضيحة «جوازات السفر الذهبية». وألغي هذا البرنامج لمنح جوازات السفر مقابل الاستثمارات في الجزيرة بسبب اتهامات بالفساد أضرت بصورة حكومة أناستاسيادس.
لكن يبدو أن نيكوس خريستودوليدس لم يتأثر. وقال أندرياس ثيوفانوس من المركز القبرصي للشؤون الأوروبية والدولية إن «التفسير الذي قدمه يبدو معقولاً بالنسبة للسكان»، مشيراً إلى أنه «قال إنه لا يتحمل مسؤولية مباشرة» في هذه القضية.
من جهته، رأى يورغوس كنتاس الأستاذ المساعد في العلاقات الدولية في جامعة نيقوسيا، أن «الفساد يقع في صلب الجدل مثل الاقتصاد والحياة اليومية. مشكلة قبرص (التقسيم) هي موضوع ثانوي».
والموضوع الحساس الآخر في هذه الجزيرة الواقعة في شرق البحر الأبيض المتوسط بالقرب من سواحل الشرق الأوسط وتركيا هو تدفق المهاجرين الذي وعد المرشحون بالتحرك للحد منه.
وتقول السلطات القبرصية، إن 6 في المائة من السكان البالغ عددهم حوالي 915 ألف نسمة شخص في جنوب الجزيرة هم من طالبي اللجوء.
تفيد أرقام الاتحاد الأوروبي بأن قبرص سجلت ثاني أعلى معدل لطالبي اللجوء في الاتحاد الأوروبي مقارنة بعدد السكان، بعد النمسا.
وتتهم الحكومة تركيا بتدبير جزء كبير من تدفق اللاجئين من سوريا والمهاجرين من أفريقيا جنوب الصحراء عبر الخط الأخضر.
وسيكون على رئيس الدولة المقبل العمل لاستئناف محادثات السلام المتوقفة منذ 2017 من أجل إنهاء تقسيم الجزيرة.
وحول هذه القضية، يعد خريسوتودوليدس من «الصقور» ويريد من الاتحاد الأوروبي عزل تركيا. أما نيوفيتو فيعد براغماتياً، وخفف مافرويانيس من حدة موقفه ليتماشى مع خط الحزب الشيوعي.
وتتعثر العملية الدبلوماسية التي ترعاها الأمم المتحدة في العديد من النقاط مثل وجود 40 ألف جندي تركي في «جمهورية شمال قبرص التركية».
من أصل 561 ألفاً و33 شخصاً يحق لهم التصويت هناك 730 قبرصياً تركياً مسجلون في جنوب الجزيرة، وفق ما أفاد الجمعة المسؤول في اللجنة الانتخابية كوستاس كونستانتينو.
ويقول كونستانتينو، إن عشرة آلاف و346 قبرصياً من المقيمين في الخارج تسجلوا للإدلاء بأصواتهم.


مقالات ذات صلة

الروس والإسرائيليون يسببون ارتفاعاً حاداً لأسعار العقارات في ليماسول

الاقتصاد الروس والإسرائيليون يسببون ارتفاعاً حاداً لأسعار العقارات في ليماسول

الروس والإسرائيليون يسببون ارتفاعاً حاداً لأسعار العقارات في ليماسول

ارتفعت اسعار العقارات بشكل حاد في مدينة ليماسول الساحلية القبرصية، مع إقبال كبير للإسرائيليين واستعداد روس أو أوكرانيين لدفع إيجارات باهظة، فيما يواجه القبارصة صعاباً في العثور على سكن فيها. كانت ايليني كونستانتينيدو تستأجر شقة قرب الشاطئ لقاء 400 يورو في 2016، لكنها تحتاج الآن، على حد قولها، إلى دفع "1500 يورو على الأقل من أجل شقة مؤلفة من غرفتين" في ليماسول، المدينة الواقعة في جنوب الجزيرة المتوسطية. واضطرت الشابة، مع زوجها واطفالها، للانتقال والعيش مع والديها، نظراً لعدم تمكنها من دفع هذا المبلغ. وقالت الشابة التي ولدت في ليماسول، ثاني أكبر مدينة في البلاد والبالغ عدد سكانها حوالي 176 ألف ن

شمال افريقيا وزير الخارجية السعودي يبحث مع نظيريه الجزائري والقبرصي المستجدات الدولية

وزير الخارجية السعودي يبحث مع نظيريه الجزائري والقبرصي المستجدات الدولية

بحث الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي، الخميس، مع نظيريه الجزائري أحمد عطاف، والقبرصي كونستانتينوس كومبوس، التطورات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، كما تبادل معهما وجهات النظر حيالها. جاء ذلك خلال اتصالين هاتفيين، هنأ فيهما الأمير فيصل بن فرحان، عطاف وكومبوس، بمناسبة توليهما منصبيهما الجديدين، وتناولا العلاقات الثنائية بين السعودية وكل من الجزائر وقبرص، وسبل دعمها وتعزيزها بما يخدم المصالح المشتركة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
العالم خريستودوليدس يلتقط صوراً مع أنصاره بعد الإدلاء بصوته أمس (إ.ب.أ)

خريستودوليدس يفوز برئاسة قبرص

تصدر وزير الخارجية القبرصي السابق نيكوس خريستودوليدس نتائج الدورة الثانية للانتخابات الرئاسية، اليوم (الأحد)، في الجزيرة الواقعة بشرق البحر المتوسط، والعضو في الاتحاد الأوروبي، حسبما أظهرت استطلاعات رأي أوردتها قنوات تلفزيونية محليّة. وواجه خريستودوليدس (49 عاماً) في الدورة الثانية دبلوماسياً آخر هو أندرياس مافرويانيس (66 عاماً) في انتخابات تركزت رهاناتها على مكافحة التضخم والفساد. وبلغت نسبة المشاركة 72.2 في المائة حسب مصدر رسمي.

«الشرق الأوسط» (نيقوسيا)
العالم المرشح الرئاسي وزير الخارجية القبرصي السابق نيكوس خريستودوليدس (Cyprus Forum 2022)

وزير خارجية سابق يتصدر سباق الرئاسة في قبرص

أفادت هيئة البث الرسمية القبرصية (سي واي بي سي)، بأن المرشح الرئاسي القبرصي نيكوس كريستودوليدس يتصدر في استطلاع لآراء الناخبين لدى خروجهم من مراكز الاقتراع بعد الجولة الثانية الحاسمة من الانتخابات اليوم (الأحد)، وفق وكالة «رويترز» للأنباء. وقالت هيئة البث إن كريستودوليدس حصد نسبة أصوات ما بين 50.5 إلى 53.5 في المائة من التصويت مقارنة بأندرياس مافرويانيس الذي حصد ما بين 46.5 إلى 49.5 في المائة. وأفادت هيئات بث أخرى بأن كريستودوليدس متقدم. وكريستودوليدس (49 عاماً) هو وزير الخارجية السابق، فيما كان الدبلوماسي مافرويانيس (66 عاماً) كبير المفاوضين في محادثات السلام مع القبارصة الأتراك، وممثلاً دائم

«الشرق الأوسط» (نيقوسيا)
العالم من الاقتراع في مدينة ليماسول (أ.ف.ب)

قبرص تختار رئيساً جديداً وسط تحديات التضخم والفساد... واللجوء

أدلى القبارصة بأصواتهم، الأحد، لانتخاب رئيس، خلفاً للرئيس المنتهية ولايته نيكوس أناستاسيادس الذي تولى المنصب لولايتين. ويبدو وزير الخارجية السابق نيكوس خريستودوليدس (49 عاماً) الذي يقدم نفسه على أنه «مستقل»، المرشّح الأوفر حظاً للفوز في الاقتراع، وهو الذي يحظى بتأييد الأحزاب الوسطية. وكان هذا الدبلوماسي وزيراً للخارجية في حكومة الرئيس أناستاسيادس بين 2018 و2022.

«الشرق الأوسط» (نيقوسيا)

الصين تفرض عقوبات على شركات دفاع أميركية رداً على بيع أسلحة لتايوان

علما الولايات المتحدة والصين في منتزه جنتنغ الثلجي 2 فبراير 2022 في تشانغجياكو بالصين (أ.ب)
علما الولايات المتحدة والصين في منتزه جنتنغ الثلجي 2 فبراير 2022 في تشانغجياكو بالصين (أ.ب)
TT

الصين تفرض عقوبات على شركات دفاع أميركية رداً على بيع أسلحة لتايوان

علما الولايات المتحدة والصين في منتزه جنتنغ الثلجي 2 فبراير 2022 في تشانغجياكو بالصين (أ.ب)
علما الولايات المتحدة والصين في منتزه جنتنغ الثلجي 2 فبراير 2022 في تشانغجياكو بالصين (أ.ب)

فرضت الصين عقوبات على 10 شركات دفاعية أميركية، اليوم (الخميس)، على خلفية بيع أسلحة إلى تايوان، في ثاني حزمة من نوعها في أقل من أسبوع تستهدف شركات أميركية.

وأعلنت وزارة التجارة الصينية، الخميس، أن فروعاً لـ«لوكهيد مارتن» و«جنرال داينامكس» و«رايثيون» شاركت في بيع أسلحة إلى تايوان، وأُدرجت على «قائمة الكيانات التي لا يمكن الوثوق بها».

وستُمنع من القيام بأنشطة استيراد وتصدير أو القيام باستثمارات جديدة في الصين، بينما سيحظر على كبار مديريها دخول البلاد، بحسب الوزارة.

أعلنت الصين، الجمعة، عن عقوبات على سبع شركات أميركية للصناعات العسكرية، من بينها «إنستيو» وهي فرع لـ«بوينغ»، على خلفية المساعدات العسكرية الأميركية لتايوان أيضاً، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

مركبات عسكرية تايوانية مجهزة بصواريخ «TOW 2A» أميركية الصنع خلال تدريب على إطلاق النار الحي في بينغتونغ بتايوان 3 يوليو 2023 (رويترز)

وتعد الجزيرة مصدر خلافات رئيسي بين بكين وواشنطن. حيث تعد الصين أن تايوان جزء من أراضيها، وقالت إنها لن تستبعد استخدام القوة للسيطرة عليها. ورغم أن واشنطن لا تعترف بالجزيرة الديمقراطية دبلوماسياً فإنها حليفتها الاستراتيجية وأكبر مزود لها بالسلاح.

وفي ديسمبر (كانون الأول)، وافق الرئيس الأميركي، جو بايدن، على تقديم مبلغ (571.3) مليون دولار، مساعدات عسكرية لتايوان.

وعدَّت الخارجية الصينية أن هذه الخطوات تمثّل «تدخلاً في شؤون الصين الداخلية وتقوض سيادة الصين وسلامة أراضيها».

كثفت الصين الضغوط على تايوان في السنوات الأخيرة، وأجرت مناورات عسكرية كبيرة ثلاث مرات منذ وصل الرئيس لاي تشينغ تي إلى السلطة في مايو (أيار).

سفينة تابعة لخفر السواحل الصيني تبحر بالقرب من جزيرة بينغتان بمقاطعة فوجيان الصينية 5 أغسطس 2022 (رويترز)

وأضافت وزارة التجارة الصينية، الخميس، 28 كياناً أميركياً آخر، معظمها شركات دفاع، إلى «قائمة الضوابط على التصدير» التابعة لها، ما يعني حظر تصدير المعدات ذات الاستخدام المزدوج إلى هذه الجهات.

وكانت شركات «جنرال داينامكس» و«شركة لوكهيد مارتن» و«بيونغ للدفاع والفضاء والأمن» من بين الكيانات المدرجة على تلك القائمة بهدف «حماية الأمن والمصالح القومية والإيفاء بالتزامات دولية على غرار عدم انتشار الأسلحة»، بحسب الوزارة.