بعد الفوز على آرسنال... هل يقود شون دايك إيفرتون للبقاء في «دوري الأضواء»؟

المدير الفني السابق لبيرنلي يبدو الرجل المناسب لإعادة تنشيط الفريق

فرحة لاعبي إيفرتون بتحقيق انتصار بعد غياب طال... وكان على آرسنال المتصدر (إ.ب.أ)
فرحة لاعبي إيفرتون بتحقيق انتصار بعد غياب طال... وكان على آرسنال المتصدر (إ.ب.أ)
TT

بعد الفوز على آرسنال... هل يقود شون دايك إيفرتون للبقاء في «دوري الأضواء»؟

فرحة لاعبي إيفرتون بتحقيق انتصار بعد غياب طال... وكان على آرسنال المتصدر (إ.ب.أ)
فرحة لاعبي إيفرتون بتحقيق انتصار بعد غياب طال... وكان على آرسنال المتصدر (إ.ب.أ)

استهل المدرب شون دايك مسيرته مع إيفرتون بالفوز 1-صفر على آرسنال المتصدر بفضل ضربة رأس من جيمس تاركوفسكي في الشوط الثاني بالدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم أمس السبت. وتحسن أداء إيفرتون بشكل ملحوظ في أول مباراة مع المدرب دايك بعد رحيل فرانك لامبارد، وتسبب في مشكلات لآرسنال واقترب من التسجيل في الشوط الأول بواسطة دومينيك كالفرت-لوين وعبدولاي دوكوري.
وقبل بدء المرحلة 22 من البطولة كان إيفرتون يحتل المركز قبل الأخير في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز، لذا فإن التعاقد مع شون دايك كان أذكى خطوة يمكن لإدارة النادي القيام بها في الوقت الحالي، نظرا لأن دايك تولى مهام مماثلة من قبل ويعرف جيدا كيف يقود فريقا يواجه شبح الهبوط. لم يحصل إيفرتون إلا على نقطتين فقط من آخر ثماني مباريات قبل أن يحصد ثلاث نقاط بعد تخطي آرسنال، كما لم يحقق سوى فوز وحيد في آخر 12 مباراة قبل إسقاط آرسنال، ولا شك في أن بداية دايك لمسيرته مع إيفرتون كانت مواجهة صعبة للغاية أمام المتصدر آرسنال.
ويتمثل أهم شيء الآن بالنسبة لدايك في إعادة إيفرتون إلى الأساسيات. إننا نعلم جيدا من الفترة التي قضاها مع بيرنلي أنه يفضل اللعب بطريقة 4-4-2، وأتوقع أنه سيلعب بنفس الطريقة مع إيفرتون. ويمكن تغيير هذه الطريقة بسهولة إلى 4-3-3 عندما يعود المهاجم الثاني إلى منتصف الملعب. لكن إيفرتون يمتلك خيارات محدودة في الخط الأمامي، لذلك من الممكن أن يدفع دايك بديماراي غراي أو أليكس أيوبي في مركز صانع الألعاب أو المهاجم الوهمي إلى جانب المهاجم الأساسي، الذي سيكون دومينيك كالفيرت لوين في حال نجاحه في الحفاظ على لياقته البدنية والذهنية.
قبل مواجهة آرسنال، قضى دايك بعض الوقت في ملعب التدريب هذا الأسبوع، وتحدث مع اللاعبين عن كيفية العمل في المساحات الضيقة، خاصة أن إيفرتون سيكون مطالبا بالقيام بالكثير من العمل بدون كرة خلال أول مباراتين. نادرا ما كان بيرنلي هو الأكثر استحواذا على الكرة تحت قيادة دايك، لكن الفريق كان منضبطا بشكل لا يُصدق عندما يستحوذ الفريق المنافس على الكرة. وسيطلب دايك من لاعبي إيفرتون، كما رأينا خلال مواجهة آرسنال، الضغط على حامل الكرة في المناطق الصحيحة، حتى يجعل من الصعب على المنافس اختراق خطوط ودفاعات الفريق. وكما حدث أمام آرسنال، سيلعب الفريق بشكل جماعي وكوحدة واحدة، وسيضغط على الفرق المنافسة في المساحات الضيقة حتى يجعل من الصعب عليه الخروج بالكرة.
من المعروف أن دايك بارع في تبسيط ما يريده من اللاعبين، وهو الأمر الذي سيساعدهم على فهم أدوارهم داخل المستطيل الأخضر بسهولة. وسيكون هناك دور محدد لكل لاعب في التشكيلة الأساسية لإيفرتون، وسيتعين على كل لاعب القيام بدوره بشكل مثالي حتى يتمكن الفريق ككل من تحقيق أهدافه. وعلاوة على ذلك، يجيد دايك مساعدة لاعبيه على تقديم أفضل ما لديهم، وسيعمل جاهدا على تطوير أداء الفريق عما كان عليه خلال الأشهر الثلاثة الماضية الصعبة تحت قيادة فرانك لامبارد. وخلال السنوات الأخيرة، كان دايك يحدد المباريات التي يتعين على فريقه الحصول على نقاط منها حتى يتمكن من البقاء في الدوري الإنجليزي الممتاز، ونادرا ما كانت هذه المباريات ضد الأندية الستة الأولى في جدول الترتيب. ليس هناك شكا في أن تحقيق على آرسنال يعد استثناء ومكافأة للفريق. ويعرف دايك جيدا أن العمل الحقيقي سيبدأ عندما يواجه منافسين في النصف الثاني من جدول الترتيب.
وسيعمل دايك على التأكد من أن يكون خط الدفاع منظما وفي كامل تركيزه، وسيعمل على تحسين ذلك من خلال التدريبات. نادرا ما كان بيرنلي يضم مهاجما قادرا على استغلال أنصاف الفرص أمام المرمى، لذلك كان الفريق يعتمد على التنظيم الدفاعي المحكم وشن هجمات مرتدة سريعة. ويعرف دايك جيدا أنه عندما تكون النتيجة هي التعادل السلبي، فهذا يعني أن هناك فرصة دائما لتسجيل هدف، ويمتلك إيفرتون مهاجمين قادرين على تسجيل الأهداف. لقد كان بيرنلي مميزا ومثيرا للإعجاب في الكرات الثابتة، وسوف يعمل دايك على تحقيق نفس الشيء مع إيفرتون، خاصة في ظل وجود لاعبين مميزين للغاية في تنفيذ الركلات الركنية والركلات الحرة، كما يضم الفريق عددا كبيرا من اللاعبين الذين يتميزون بالطول الفارع.
سوف يعتمد إيفرتون على الدفاع الصلب واللعب المنظم كوحدة واحدة، وهو ما يعني أن عامل السرعة سيكون مهما للغاية. ويمتلك كل من غراي وأيوبي القدرات والإمكانات التي تؤهلهما للقيام بدور فعال في التحولات الهجومية ونقل الكرة بسرعة إلى المناطق التي يمكن أن يشكل الفريق فيها خطورة على المنافسين. قد لا يرغب اللاعبون في اللعب بهذه الطريقة المباشرة، لكن هذه الطريقة قد تكون فعالة في خروج الفريق من هذا الموقف الصعب. من المؤكد أن جميع اللاعبين يريدون الاستمرار في اللعب في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم المقبل، لذا يتعين عليهم أن ينفذوا تعليمات دايك ويقتنعوا بها حتى يساعدوا الفريق على البقاء.
وتولى دايك قيادة إيفرتون بعد ابتعاده عن التدريب لمدة تسعة أشهر. أنا شخصيا أفضل أن يحصل المدير الفني على فرصة للراحة والتقاط الأنفاس قبل خوض تجربة تدريبية جديدة، لأن هذا قد يساعده كثيرا بعد ذلك، ويسمح له بمراجعة ما حدث في تجربته السابقة والتفكير فيما يمكن القيام به بشكل مختلف. وعلاوة على ذلك، فإن فترة الابتعاد عن التدريب سوف تسمح لدايك باستعادة نشاطه البدني والذهني، ويمكنه أن ينقل بعضا من ذلك إلى لاعبي إيفرتون الذين ربما شعروا بالإرهاق بعد النصف الأول الصعب من الموسم. لقد ابتعد إيدي هاو عن التدريب لفترة بعدما رحل عن بورنموث، ويحقق الآن نتائج استثنائية مع نيوكاسل، وربما ينجح دايك في تحقيق نفس الشيء.
كان إيفرتون يريد تدعيم صفوفه في فترة الانتقالات الشتوية الأخيرة، لكنه لم يضم أي لاعب وخسر جهود أنتوني غوردون الذي انتقل إلى نيوكاسل. لكن الآن، لا يمكن لدايك ولاعبي إيفرتون أن يفكروا فيما كان يمكن أن يحدث، بل يتعين عليهم التركيز على ما يتعين عليهم القيام به من أجل تطوير أداء إيفرتون عما كان عليه في آخر 18 مباراة. يعرف دايك جيدا اللاعبين الذين سيعمل معهم، وهو الأمر الذي سيوفر عليه بعض الوقت ويجعله يعمل وفق رؤية واضحة.
وعلاوة على ذلك، فإن الالتزام الذي سيفرضه دايك على الفريق سوف يجعل الجمهور يلتف حول النادي من جديد. لقد لعب مشجعو إيفرتون دورا كبيرا في مساعدة الفريق على البقاء في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، وكانت الأجواء استثنائية في المباريات القليلة الأخيرة التي لعبها الفريق على ملعبه. ويأمل دايك أن يتكرر نفس الأمر هذا الموسم. إن أهم شيء في إيفرتون الآن هو البقاء في الدوري الإنجليزي الممتاز، وبالتالي فإن دايك هو الرجل المناسب تماما لهذه المهمة، لكن يتعين عليه أن يثبت ذلك سريعا للجمهور المتحمس في ملعب «غوديسون بارك»!


مقالات ذات صلة

صلاح يحطم الأرقام وتجديد عقده «ضرورة حتمية» في ليفربول

رياضة عالمية صلاح سجل هدفه الشخصي رقم 165 في الدوري الإنجليزي (د.ب.أ)

صلاح يحطم الأرقام وتجديد عقده «ضرورة حتمية» في ليفربول

أصبحت جملة «محمد صلاح هو الوحيد الذي...» شائعةً للغاية خلال السنوات الأخيرة عند الحديث عن أي بيانات أو إحصاءات هجومية في عالم كرة القدم. ويقدم النجم المصري

ديفيد سيغال (لندن)
رياضة عالمية بوستيكوغلو مدرب توتنهام (رويترز)

بوستيكوغلو: غوارديولا في طريقه لأن يصبح أحد عظماء التدريب

قال أنجي بوستيكوغلو مدرب توتنهام هوتسبير إن بيب غوارديولا رفع سقف المنافسة مع مدربي الدوري الإنجليزي الممتاز.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية غوارديولا (أ.ف.ب)

غوارديولا بعد تجديد عقده: لم يحن وقت الرحيل

قال المدرب الإسباني بيب غوارديولا الخميس عقب تمديد عقده مع مانشستر سيتي بطل إنجلترا لعامين اضافيين حتى العام 2027 إنّه «لم يستطع الرحيل الآن».

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية غوارديولا مدد عقده لعامين مقبلين (أ.ف.ب)

ماذا يعني بقاء بيب غوارديولا لمانشستر سيتي؟

في وقت تسود فيه حالة كبيرة من عدم اليقين حول مانشستر سيتي والدوري الإنجليزي الممتاز، فإن العقد الجديد لبيب غوارديولا يمثل دفعة كبيرة للنادي.

The Athletic (مانشستر)
رياضة عالمية غوارديولا مدد تعاقده مع سيتي معلنا التحدي بإعادة الفريق للقمة سريعا (رويترز)

غوارديولا أكد قدرته على التحدي بقرار تمديد عقده مع مانشستر سيتي

يُظهر توقيع جوسيب غوارديولا على عقد جديد لمدة عام واحد مع مانشستر سيتي أن المدير الفني الإسباني لديه رغبة كبيرة في التغلب على التحديات الكثيرة التي تواجه فريقه

جيمي جاكسون (لندن)

بطولة إيطاليا: إنتر للنهوض من كبوة الديربي... ويوفنتوس للعودة إلى سكة الانتصارات

لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
TT

بطولة إيطاليا: إنتر للنهوض من كبوة الديربي... ويوفنتوس للعودة إلى سكة الانتصارات

لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)

يسعى إنتر حامل اللقب إلى النهوض من كبوة الديربي وخسارته، الأحد الماضي، أمام جاره اللدود ميلان، وذلك حين يخوض (السبت) اختباراً صعباً آخر خارج الديار أمام أودينيزي، في المرحلة السادسة من الدوري الإيطالي لكرة القدم. وتلقى فريق المدرب سيموني إينزاغي هزيمته الأولى هذا الموسم بسقوطه على يد جاره 1-2، بعد أيام معدودة على فرضه التعادل السلبي على مضيفه مانشستر سيتي الإنجليزي في مستهل مشواره في دوري أبطال أوروبا.

ويجد إنتر نفسه في المركز السادس بثماني نقاط، وبفارق ثلاث عن تورينو المتصدر قبل أن يحل ضيفاً على أودينيزي الذي يتقدمه في الترتيب، حيث يحتل المركز الثالث بعشر نقاط بعد فوزه بثلاث من مبارياته الخمس الأولى، إضافة إلى بلوغه الدور الثالث من مسابقة الكأس الخميس بفوزه على ساليرنيتانا 3-1. ويفتقد إنتر في مواجهته الصعبة بأوديني خدمات لاعب مؤثر جداً، هو لاعب الوسط نيكولو باريلا، بعد تعرّضه لإصابة في الفخذ خلال ديربي ميلانو، وفق ما قال بطل الدوري، الثلاثاء.

وأفاد إنتر بأنّ لاعب وسط منتخب إيطاليا تعرّض لتمزق عضلي في فخذه اليمنى، مضيفاً أنّ «حالته ستقيّم من جديد الأسبوع المقبل». وذكر تقرير إعلامي إيطالي أنّ باريلا (27 عاماً) سيغيب إلى ما بعد النافذة الدولية المقررة الشهر المقبل، ما يعني غيابه أيضاً عن المباراتين أمام النجم الأحمر الصربي (الثلاثاء) في دوري أبطال أوروبا، وتورينو متصدر ترتيب الدوري.

«كانوا أفضل منا»

وأوضحت صحيفة «غازيتا ديلو سبورت»، التي تتخذ من ميلانو مقراً لها، أن إينزاغي حاول تخفيف عبء الخسارة التي تلقاها فريقه في الديربي بهدف الدقيقة 89 لماتيو غابيا، بمنح لاعبيه فرصة التقاط أنفاسهم من دون تمارين الاثنين، على أمل أن يستعيدوا عافيتهم لمباراة أودينيزي الساعي إلى الثأر من إنتر، بعدما خسر أمامه في المواجهات الثلاث الأخيرة، ولم يفز عليه سوى مرة واحدة في آخر 12 لقاء. وأقر إينزاغي بعد خسارة الدربي بأنهم «كانوا أفضل منا. لم نلعب كفريق، وهذا أمر لا يمكن أن تقوله عنا عادة».

ولا يبدو وضع يوفنتوس أفضل بكثير من إنتر؛ إذ، وبعد فوزه بمباراتيه الأوليين بنتيجة واحدة (3 - 0)، اكتفى «السيدة العجوز» ومدربه الجديد تياغو موتا بثلاثة تعادلات سلبية، وبالتالي يسعى إلى العودة إلى سكة الانتصارات حين يحل (السبت) ضيفاً على جنوا القابع في المركز السادس عشر بانتصار وحيد. ويأمل يوفنتوس أن يتحضر بأفضل طريقة لرحلته إلى ألمانيا الأربعاء حيث يتواجه مع لايبزيغ الألماني في مباراته الثانية بدوري الأبطال، على أمل البناء على نتيجته في الجولة الأولى، حين تغلب على ضيفه أيندهوفن الهولندي 3-1. ويجد يوفنتوس نفسه في وضع غير مألوف، لأن جاره اللدود تورينو يتصدر الترتيب في مشهد نادر بعدما جمع 11 نقطة في المراحل الخمس الأولى قبل استضافته (الأحد) للاتسيو الذي يتخلف عن تورينو بفارق 4 نقاط.

لاعبو إنتر بعد الهزيمة أمام ميلان (رويترز)

من جهته، يأمل ميلان ومدربه الجديد البرتغالي باولو فونسيكا الاستفادة من معنويات الديربي لتحقيق الانتصار الثالث، وذلك حين يفتتح ميلان المرحلة (الجمعة) على أرضه ضد ليتشي السابع عشر، قبل رحلته الشاقة جداً إلى ألمانيا حيث يتواجه (الثلاثاء) مع باير ليفركوزن في دوري الأبطال الذي بدأه بالسقوط على أرضه أمام ليفربول الإنجليزي 1-3. وبعد الفوز على إنتر، كان فونسيكا سعيداً بما شاهده قائلاً: «لعبنا بكثير من الشجاعة، وأعتقد أننا نستحق الفوز. لا يمكنني أن أتذكر أي فريق آخر تسبب لإنتر بكثير من المتاعب كما فعلنا نحن».

ويسعى نابولي إلى مواصلة بدايته الجيدة مع مدربه الجديد، أنطونيو كونتي، وتحقيق فوزه الرابع هذا الموسم حين يلعب (الأحد) على أرضه أمام مونتسا قبل الأخير، على أمل تعثر تورينو من أجل إزاحته عن الصدارة. وفي مباراة بين فريقين كانا من المنافسين البارزين الموسم الماضي، يلتقي بولونيا مع ضيفه أتالانتا وهما في المركزين الثالث عشر والثاني عشر على التوالي بعد اكتفاء الأول بفوز واحد وتلقي الثاني ثلاث هزائم. وبعدما بدأ مشواره خليفة لدانييلي دي روسي بفوز كبير على أودينيزي 3-0، يأمل المدرب الكرواتي إيفان يوريتش منح روما انتصاره الثاني هذا الموسم (الأحد) على حساب فينيتسيا.