سمير سرياني: اخترتُ البساطة وهي الطريق الصعبة

قال لـ«الشرق الأوسط» إن الصداقة بنانسي عجرم هي ما يبقى

نانسي عجرم في لقطة من «بدي حدا حبو»
نانسي عجرم في لقطة من «بدي حدا حبو»
TT

سمير سرياني: اخترتُ البساطة وهي الطريق الصعبة

نانسي عجرم في لقطة من «بدي حدا حبو»
نانسي عجرم في لقطة من «بدي حدا حبو»

غُرست بذور صداقة تجمع المخرج سمير سرياني بالفنانة نانسي عجرم، منذ كليب «بدنا نولّع الجو»؛ تعاونهما الأول. حفّزه نجاحها على العطاء من القلب، خصوصاً أنها منحته ثقتها. لم يُرد لتعاونهما أن يشكل أحد قرارتها الخاطئة. مرّت الأيام وفتك الوباء، فقدّمت خلاله حفلها الشهير على «يوتيوب» من إخراجه. البذرة تحوّلت جراء الأصداء الحلوة إلى صداقة.
يُخبر «الشرق الأوسط» بأن الأعمال أحياناً لا تستمر، لكنّ العلاقات الحقيقية هي ما يحرص على استمرارها. يصف نانسي بالصديقة، فلم تبخل عليه بحرّية إطلاق خياله، تستمع إليه ويستمع إليها، يتبادلان الأفكار ولا يتشبّث أحدهما برأي يفرضه على الآخر: «نفكر بالنجاح وهو هدف مشترك».
تُصدر كليب «بدي حدا حبو» (كلمات أحمد ماضي، ألحان زياد برجي، توزيع هادي شرارة)، بتوقيعه، قبل أيام من عيد العشاق والحاجة الإنسانية الدائمة إلى الحب. كان سرياني أمام احتمالين: أن يصل الإحساس فينجح العمل، أو العكس فلا يحظى بالتقبّل. «شعرتُ بالخوف، فالفكرة بسيطة. الارتكاز الأكبر على براعة نانسي في التمثيل. لم أُرد ممثلاً مشهوراً ولا قصة غرام عاصفة. تركتها مع مشاعرها تترجم الرغبة في التكامل البشري. هنا الرجل حاجة عاطفية أكثر مما هو كيان في ذاته».
يشير إلى اتّباع «الطريق الصعبة، وفي ذلك مخاطرة»، ويلمح إلى شخصية نانسي: «تهوى المغامرة والتجارب الجديدة». أرادها في منزل كبير مظلم، فارغ إلا من الوحدة والحاجة إلى دفء، ومهّد للخيال الطريق ليتقاطع مع الواقع. كان العناق بمثابة عالم من الرغبات المؤجلة، والسباحة في الأحلام بحجم التوق إلى تحقيقها. في النهاية، بالخيالات نحيا. ورغم الحزن في الأغنية، تتمكن الألفة من اختراق الوحشة.
لا يخفي سرياني هواجس تنتابه مع كل عمل جديد يجمعه بعجرم. فكلما صوَّر أغنية، قلِقَ بشأن الفكرة المقبلة: «لسنوات، قالت الكثير ونوّعت في الكراكتيرات. أتساءل دائماً عما سأقدّمه، وأتوصّل إلى الاتجاه نحو البساطة، فأُخرج منها العاطفة والإحساس، وأضعها في قوالب من الحياة. أعتمد على قدراتها التمثيلية وما تضخّه من مشاعر. هنا يطلّ هدف آخر؛ أن أجعلها تذهب أبعد في التمثيل».
يستوقفه كلام يربط البساطة بضآلة الميزانية، فيؤكد عدم الصلة بين المسألتين: «عرض العضلات أمام الكاميرا أسهل من تنفيذ فكرة بسيطة تطفح بالمشاعر. والبساطة لا تعني تقشفاً في الإنتاج، أقله بالنسبة إلى نانسي الحريصة على المستوى. نحن نؤمن بالتجربة والبحث عن جديد».
ماذا لو أتى يومٌ ودّعتَ فيه التعاون مع نانسي، إما لخشية من تكرار الأفكار، وإما لرغبتها في التنويع؟ يجيب بأن ذلك قد يكون صحياً، فلا يجد في الاحتكار ما يحرِّض على مزيد من الإبداع. من وجهته، «كل مخرج يمنح نانسي شيئاً من ذاته، ويُخرج منها الأجمل. لا أمانع تعاونها مع آخرين. الشوق جميل، ويحلو لنا دائماً القول (عبالي نرجع نشتغل سوا). ذلك محفِّز، على عكس التعوّد فإنه يراكم أعمالاً قد تخمد شعلتها مع الوقت».
بينما يصوّران «بدي حدا حبو»، أخبرته عن تطلّعها إلى تصوير كليب جديد مع مخرج آخر. «سُررت. علاقتنا غير مكبَّلة ولا تحكمها شروط. حين أشاهد كليباً لنانسي بغير كاميرتي، تتحرّك رغبتي بإعطاء المزيد. هذه المنافسة الصحية من أجل الأفضل. نجاحها مع الجميع يجعلني أطوّر أدوات نجاحي. لها الحق بالعمل مع مَن تشاء. ما لا أفرّط به هو صداقتنا».
إقامة الصداقات تقتصر عند سرياني على قلّة، ليحظى برفقة نانسي الحقيقية تتويجاً لعلاقاته في الوسط الفني. «أساس علاقتنا هي الثقة، ومع الوقت رحتُ أتعامل مع نانسي الإنسانة في نانسي الفنانة. هذا ما يدوم».
وعلاقته بالكليبات مبنية أيضاً على الشعور: «أستمع إلى الأغنية وأتصوّرها. أنطلق من نفسي، وصولاً إلى الجمهور. لا أسير بالعكس؛ أي من إرضاء الجمهور قبل إرضاء قناعاتي. النجاح بالنسبة لي ليس عدد المشاهدات الهائل على فيديو كليب أغنية. هو إدراكي أنني فعلتُ شيئاً وقدمت جديداً، وألا أتّبع الطريق السهلة، ومع ذلك أجد التقبّل. أزيد من صعوبة الأشياء على نفسي لأستحق أصداءها».
يعمل سمير سرياني أساساً في الإعلانات، أما الكليبات، وفق قوله، «فلأعبّر بحرّية وأتسلّى، وأسافر بأفكاري. في (ما تعتذر) قدّمتُ ما يشبه الفيلم القصير». تتغيّر الأزمان، وبرأيه، «للفيديو كليب وقعه في كل زمن، إنه أكثر وسيلة لانتشار الأغنية؛ بشرط أن تستحق انتشارها». يلفت انتباهه الأثر في الناس؛ كأن يكونوا في سهراتهم وتمرّ الأغنية فيلوح في البال مشهد من الكليب أو لحظة من لحظاته. هذا برأيه طعم النجاح.
يحضّر لفيلم طويل، ينتظر البتّ بتفاصيله في المرحلة المقبلة، على أن يبدأ تصويره في الصيف. مخرجو كليبات التحقوا بالصناعة الدرامية ووقّعوا أسماءهم على مسلسلات قصيرة تعرضها المنصات. أين هو منهم؟ ردّه أنه ينتظر الفرصة «الصح»: «لم يُعرَض عليّ سيناريو يجعلني أهتف (هذا هو!). لديّ قناعتي: إما أن أدخل من الباب العريض أو أبقى في الخارج».


مقالات ذات صلة

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

يوميات الشرق رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً. فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه.

يوميات الشرق ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.

محمود الرفاعي (القاهرة)
يوميات الشرق معرض «أحلام الطبيعة» في ألمانيا

معرض «أحلام الطبيعة» في ألمانيا

زائرون يشاهدون عرضاً في معرض «أحلام الطبيعة - المناظر الطبيعية التوليدية»، بمتحف «كونستبلاست للفنون»، في دوسلدورف، بألمانيا. وكان الفنان التركي رفيق أنادول قد استخدم إطار التعلم الآلي للسماح للذكاء الصناعي باستخدام 1.3 مليون صورة للحدائق والعجائب الطبيعية لإنشاء مناظر طبيعية جديدة. (أ ب)

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق «نلتقي في أغسطس»... آخر رواية لغارسيا ماركيز ترى النور العام المقبل

«نلتقي في أغسطس»... آخر رواية لغارسيا ماركيز ترى النور العام المقبل

ستُطرح رواية غير منشورة للكاتب غابرييل غارسيا ماركيز في الأسواق عام 2024 لمناسبة الذكرى العاشرة لوفاة الروائي الكولومبي الحائز جائزة نوبل للآداب عام 1982، على ما أعلنت دار النشر «راندوم هاوس» أمس (الجمعة). وأشارت الدار في بيان، إلى أنّ الكتاب الجديد لمؤلف «مائة عام من العزلة» و«الحب في زمن الكوليرا» سيكون مُتاحاً «عام 2024 في أسواق مختلف البلدان الناطقة بالإسبانية باستثناء المكسيك» و«سيشكل نشره بالتأكيد الحدث الأدبي الأهم لسنة 2024».

«الشرق الأوسط» (بوغوتا)

رغم المرض... سيلين ديون تبهر الحضور في افتتاح أولمبياد باريس

النجمة العالمية سيلين ديون تغني خلال فعاليات افتتاح الأولمبياد (رويترز)
النجمة العالمية سيلين ديون تغني خلال فعاليات افتتاح الأولمبياد (رويترز)
TT

رغم المرض... سيلين ديون تبهر الحضور في افتتاح أولمبياد باريس

النجمة العالمية سيلين ديون تغني خلال فعاليات افتتاح الأولمبياد (رويترز)
النجمة العالمية سيلين ديون تغني خلال فعاليات افتتاح الأولمبياد (رويترز)

لم يمنع المرض النجمة العالمية سيلين ديون من إحياء افتتاح النسخة الـ33 من الألعاب الأولمبية في باريس، مساء الجمعة، حيث أبدعت في أول ظهور لها منذ إعلان إصابتها بمتلازمة الشخص المتيبس.

وأدت المغنية الكندية، الغائبة عن الحفلات منذ 2020، أغنية «L'hymne a l'amour» («نشيد الحب») لإديت بياف، من الطبقة الأولى لبرج إيفل.

ونجحت الفنانة الكندية رغم أزمتها الصحية الأخيرة في مواصلة شغفها كمغنية عالمية، كما أثارث النجمة البالغة من العمر 56 عاماً ضجة كبيرة بين معجبيها في عاصمة الأنوار هذا الأسبوع الحالي، حيث شوهدت محاطة بمعجبيها.

وتعاني ديون بسبب هذا المرض النادر، الذي يسبب لها صعوبات في المشي، كما يمنعها من استعمال أوتارها الصوتية بالطريقة التي ترغبها لأداء أغانيها.

ولم يشهد الحفل التاريخي في باريس عودة ديون للغناء المباشر على المسرح فقط، بل شمل أيضاً أداءها باللغة الفرنسية تكريماً لمضيفي الأولمبياد.

وهذه ليست أول مرة تحيي فيها سيلين ديون حفل افتتاح الأولمبياد، إذ أحيته من قبل في عام 1996، حيث أقيم في أتلانتا في الولايات المتحدة الأميركية.

وترقبت الجماهير الحاضرة في باريس ظهور ديون، الذي جاء عقب أشهر عصيبة لها، حين ظهر مقطع فيديو لها وهي تصارع المرض.

وأثار المشهد القاسي تعاطف عدد كبير من جمهورها في جميع أنحاء المعمورة، الذين عبّروا عبر منصات التواصل الاجتماعي عن حزنهم، وفي الوقت ذاته إعجابهم بجرأة سيلين ديون وقدرتها على مشاركة تلك المشاهد مع العالم.

وترتبط المغنية بعلاقة خاصة مع فرنسا، حيث حققت نجومية كبيرة مع ألبومها «دو» («D'eux») سنة 1995، والذي تحمل أغنياته توقيع المغني والمؤلف الموسيقي الفرنسي جان جاك غولدمان.

وفي عام 1997، حظيت ديون بنجاح عالمي كبير بفضل أغنية «My Heart will go on» («ماي هارت ويل غو أون»)، في إطار الموسيقى التصويرية لفيلم «تايتانيك» لجيمس كامرون.