نذر تنافس غربي روسي على السودان

ستة مبعوثين غربيين ولافروف في الخرطوم الأربعاء المقبل

وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف (رويترز)
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف (رويترز)
TT
20

نذر تنافس غربي روسي على السودان

وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف (رويترز)
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف (رويترز)

يصل إلى الخرطوم، الأربعاء المقبل، ستة مبعوثين دوليين في زيارة رسمية تستغرق يومين، لدفع عملية الانتقال السياسي، وتقريب وجهات النظر بين الأفرقاء السودانيين، وعقد لقاءات مع الفاعلين السياسيين والرسميين، فيما ينتظر أن يصل إلى السودان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في زيارة تستغرق يومين، يجري خلالها مباحثات مع المسؤولين السودانيين تتناول القضايا المشتركة والاستثمارية والتجارية.
وقالت وكالة الأنباء الرسمية السودانية (سونا)، أمس، إن كلاً من المبعوث الأميركي والفرنسي والنرويجي والبريطاني والألماني، ومبعوث الاتحاد الأوروبي، سيصلون البلاد الأربعاء المقبل، في زيارة تستغرق يومين، يلتقون خلالها المكونات المدنية والسياسية لتقريب وجهات النظر ودفع عملية المسار السياسي لتحقيق الانتقال الديمقراطي.
وذكرت الوكالة أن الدبلوماسيين الغربيين رفيعي المستوى سيلتقون كذلك بعثة الأمم المتحدة لدعم الانتقال في السودان (يونتامس) بقيادة فولكر بيرتس، ومنظمات الأمم المتحدة العاملة في السودان، للاطلاع على برامج العون الإنساني التي تدعمها بلدانهم عبر الوكالات وبرامج الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، كما سيلتقي الوفد المسؤولين في المجلس السيادي.
ويبدأ وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، زيارة رسمية للبلاد يوم الأربعاء المقبل، تستغرق يومين، ضمن جولة تشمل أيضاً العراق وموريتانيا ومالي. وسيجري لافروف مباحثات مع نظيره السوداني، وزير الخارجية المكلف السفير علي الصادق، تتناول القضايا الثنائية والإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وآليات رفع ميزان التبادل التجاري والاستثمارات الروسية في البلاد، خصوصاً تلك المتعلقة بالبنية التحتية.
ونقلت «سونا» عن السفير الصادق أن السودان يرحب بزيارة وزير الخارجية الروسي، ويتطلع إلى ترقية العلاقات الثنائية، وتفعيل برامج التعاون الثنائي المتفق عليها في اللجنة الوزارية المشتركة التي انعقدت في موسكو العام الماضي.
وقال الصادق، إن الحكومة السودانية تتطلع لوقف الحرب الروسية الأوكرانية وحل النزاع عبر الطرق السياسية والدبلوماسية، مؤكداً أنها أثرت بشكل سلبي على الاقتصادات الأفريقية، وزعزعت الأمن الغذائي في دول أفريقيا، بسبب ارتفاع تكلفة السلع والخدمات فيها.
ومنذ عهد نظام الرئيس المعزول عمر البشير، يحتفظ السودان بعلاقات قوية مع روسيا، توجت بلجنة تشاور سياسي مشترك، عقدت آخر اجتماعاتها في موسكو في أغسطس (آب) الماضي.
وذكرت تقارير صحافية دولية أن جولة لافروف الأفريقية تستهدف مواجهة السياسات الأميركية في القارة، والتحضير للقمة الروسية الأفريقية في نهاية يوليو (تموز) المقبل، وإضعاف الهيمنة الأميركية على اقتصادات أفريقيا، وكسب دعم الدول الأفريقية لروسيا في حربها في أوكرانيا، أو تحييدها على الأقل.
وتدعم الدول الغربية العملية السياسية الجارية في السودان، فيما تشير تقارير صحافية إلى أن الموقف الروسي داعم للمجموعة العسكرية. وفي وقت سابق، أثناء الفترة الانتقالية، احتدم التنافس الأميركي الروسي على موانئ البحر الأحمر السودانية، وكانت السلطات العسكرية السودانية قد منحت الروس قاعدة عسكرية على ساحل البحر الأحمر الغربي، مقابل الحصول على أسلحة ومعدات عسكرية روسية، قبل أن تستجيب للضغوط الأميركية وتتخلى عن المشروع.


مقالات ذات صلة

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

شمال افريقيا «أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

نقلت سفينة «أمانة» السعودية، اليوم (الخميس)، نحو 1765 شخصاً ينتمون لـ32 دولة، إلى جدة، ضمن عمليات الإجلاء التي تقوم بها المملكة لمواطنيها ورعايا الدول الشقيقة والصديقة من السودان، إنفاذاً لتوجيهات القيادة. ووصل على متن السفينة، مساء اليوم، مواطن سعودي و1765 شخصاً من رعايا «مصر، والعراق، وتونس، وسوريا، والأردن، واليمن، وإريتريا، والصومال، وأفغانستان، وباكستان، وأفغانستان، وجزر القمر، ونيجيريا، وبنغلاديش، وسيريلانكا، والفلبين، وأذربيجان، وماليزيا، وكينيا، وتنزانيا، والولايات المتحدة، وتشيك، والبرازيل، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وهولندا، والسويد، وكندا، والكاميرون، وسويسرا، والدنمارك، وألمانيا». و

«الشرق الأوسط» (جدة)
شمال افريقيا مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

بعد 3 أيام عصيبة قضتها المسنة السودانية زينب عمر، بمعبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان، وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على غر

شمال افريقيا الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

أعلنت الأمم المتحدة، الخميس، أنها تحتاج إلى 445 مليون دولار لمساعدة 860 ألف شخص توقعت أن يفروا بحلول أكتوبر (تشرين الأول) المقبل من القتال الدامي في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع. وأطلقت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين هذا النداء لجمع الأموال من الدول المانحة، مضيفة أن مصر وجنوب السودان سيسجّلان أكبر عدد من الوافدين. وستتطلب الاستجابة للأزمة السودانية 445 مليون دولار حتى أكتوبر؛ لمواجهة ارتفاع عدد الفارين من السودان، بحسب المفوضية. وحتى قبل هذه الأزمة، كانت معظم العمليات الإنسانية في البلدان المجاورة للسودان، التي تستضيف حالياً الأشخاص الفارين من البلاد، تعاني نقصاً في التمو

«الشرق الأوسط» (جنيف)
شمال افريقيا الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

وجّه الصراع المحتدم الذي يعصف بالسودان ضربة قاصمة للمركز الرئيسي لاقتصاد البلاد في العاصمة الخرطوم. كما عطّل طرق التجارة الداخلية، مما يهدد الواردات ويتسبب في أزمة سيولة. وفي أنحاء مساحات مترامية من العاصمة، تعرضت مصانع كبرى ومصارف ومتاجر وأسواق للنهب أو التخريب أو لحقت بها أضرار بالغة وتعطلت إمدادات الكهرباء والمياه، وتحدث سكان عن ارتفاع حاد في الأسعار ونقص في السلع الأساسية. حتى قبل اندلاع القتال بين طرفي الصراع في 15 أبريل، عانى الاقتصاد السوداني من ركود عميق بسبب أزمة تعود للسنوات الأخيرة من حكم الرئيس السابق عمر البشير واضطرابات تلت الإطاحة به في عام 2019.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)
شمال افريقيا فيصل بن فرحان وغوتيريش يبحثان وقف التصعيد في السودان

فيصل بن فرحان وغوتيريش يبحثان وقف التصعيد في السودان

بحث الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم (الخميس)، الجهود المبذولة لوقف التصعيد العسكري بين الأطراف في السودان، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين السودانيين والمقيمين على أرضه. وأكد الأمير فيصل بن فرحان، خلال اتصال هاتفي أجراه بغوتيريش، على استمرار السعودية في مساعيها الحميدة بالعمل على إجلاء رعايا الدول التي تقدمت بطلب مساعدة بشأن ذلك. واستعرض الجانبان أوجه التعاون بين السعودية والأمم المتحدة، كما ناقشا آخر المستجدات والتطورات الدولية، والجهود الحثيثة لتعزيز الأمن والسلم الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

الدبيبة يتعهد بمكافحة «الفساد» في القطاع الصحي الليبي

الدبيبة خلال اجتماع بمسؤولي القطاعات الصحية في غرب ليبيا مساء الأحد (حكومة «الوحدة»)
الدبيبة خلال اجتماع بمسؤولي القطاعات الصحية في غرب ليبيا مساء الأحد (حكومة «الوحدة»)
TT
20

الدبيبة يتعهد بمكافحة «الفساد» في القطاع الصحي الليبي

الدبيبة خلال اجتماع بمسؤولي القطاعات الصحية في غرب ليبيا مساء الأحد (حكومة «الوحدة»)
الدبيبة خلال اجتماع بمسؤولي القطاعات الصحية في غرب ليبيا مساء الأحد (حكومة «الوحدة»)

وسط اتهامات بالفساد تحاصر حكومة «الوحدة الوطنية» الليبية المؤقتة، وفق تقارير رسمية، تعهّد رئيسها عبد الحميد الدبيبة بعدم التساهل مع «أي ممارسات تضر بمصالح المواطنين»، وبالتصدي لأي تجاوزات في كل القطاعات.

وكان ديوان المحاسبة الليبي قد كشف عن «تجاوزات وتبديد» للمال العام من قبل أطراف كثيرة بالبلاد، من بينها حكومة «الوحدة الوطنية». لكن تقريراً منسوباً لما يسمى «تحالف المحامين الليبيين» خصَّ بالذكر وزارة الصحة التابعة لحكومة «الوحدة» ونسب إليها «وقائع فساد مالي وإداري».

وتضمن تقرير «تحالف المحامين»، الذي نفته وزارة الصحة، اتهامات بـ«اختلاسات واسعة»، و«تهريب أدوية مرضى السرطان بأكثر من 500 مليون دينار» (الدولار يساوي 5.47 دينار في السوق الرسمية)، بالإضافة إلى اتهامات فساد وتجاوزات في عمليات شراء الأدوية والمعدات الطبية المتعلقة بمرضى الكلى، وصيانة المستشفيات.

وعلى خلفية هذه الاتهامات، عقد الدبيبة اجتماعاً موسعاً مع مسؤولي القطاع الصحي، مساء الأحد، أكد خلاله أن مكافحة الفساد داخل القطاع الصحي تمثل أولوية قصوى لحكومته، وحذر «من أي تورط أو تهاون في هذا الملف الحساس»، كما شدد على «عدم التهاون في جودة الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين».

وصدرت أحكام بالسجن على عدد من وزراء حكومة «الوحدة الوطنية» في قضايا فساد، آخرهم وزير التربية والتعليم موسى المقريف، الذي قضت محكمة في طرابلس في منتصف مارس (آذار) الماضي بحبسه ثلاث سنوات وستة أشهر بتهمة «ممارسته الوساطة والمحسوبية» عند التعاقد على طباعة الكتاب المدرسي.

ولم يمثُل المقريف حتى الآن لتنفيذ الحكم، الذي علّق عليه الدبيبة حينها قائلاً: «حُكم على وزير التعليم بالسجن لعدة سنوات بسبب تأخره في توريد الكتب، رغم حصانته كوزير».

النائب العام الليبي الصديق الصور (مكتب النائب العام)
النائب العام الليبي الصديق الصور (مكتب النائب العام)

كان النائب العام الليبي الصديق الصور قد أمر بحبس وزيرة الثقافة بحكومة «الوحدة الوطنية»، مبروكة توغي عثمان، احتياطياً لاتهامها بالتورط في قضايا «فساد»، كما أمر بحبس وزير الصحة السابق على الزناتي ونائبه سمير كوكو، على خلفية تجاوزات مالية وإدارية، لكن جميعهم أُطلق سراحهم.

وتحل ليبيا في المرتبة 172 من بين 180 بلداً ضمن قائمة الدول الأكثر معاناة من الفساد، حسب تقرير لمنظمة الشفافية الدولية عن عام 2021.

رد الوزارة

في مواجهة الاتهامات المنسوبة إليها، عدّت وزارة الصحة كل ما يثار عن وجود فساد في عمليات توريد الأدوية والمعدات الطبية «محض افتراء من شأنه المساس بسمعة المؤسسة الصحية الوطنية»، كما رأت أنه يهدف إلى «التشكيك في نزاهة جهود كوادرها، واستغلال معاناة المرضى لتحقيق مصالح شخصية أو مكاسب سياسية ضيقة».

وأكدت الوزارة أن «جميع عمليات توريد الأدوية والمعدات الطبية، لا سيما المخصصة لمرضى الأورام، تتم وفق إجراءات رقابية صارمة وبالتنسيق مع الجهات الرقابية ذات العلاقة، وتُوثّق في سجلات رسمية متاحة للتدقيق أمام كافة الجهات المختصة».

في السياق ذاته، قالت حكومة «الوحدة الوطنية»، اليوم الاثنين، إنها تعمل على تطوير القطاع الطبي؛ بما في ذلك إجراءات إنشاء مؤسسات جديدة، وعلى رأسها استكمال تأسيس الهيئة العامة للسُكّري، مشيرةً إلى استحداث هيئة للرعاية الطبية الأولية تتولى الإشراف على العيادات والمراكز الصحية في مختلف المناطق «بما يسهم في رفع كفاءة خدمات الرعاية الصحية الأساسية».

وتطرقت الحكومة إلى ملف علاج الليبيين بالخارج، وقالت إن الدبيبة شدد على ضرورة «وضع ضوابط إضافية للحد من ازدياد أعداد المرضى الموفدين»، مؤكداً على أهمية «ربط هذا الملف بخطط توطين العلاج داخلياً؛ بهدف تعزيز قدرات المؤسسات الصحية الوطنية، والحد من الاعتماد على العلاج في الخارج».