الجيش الليبي يرفض محاولات إدراج حفتر والجروشي على قائمة العقوبات الدولية

تفجيرات إرهابية تهز درنة

الجيش الليبي يرفض محاولات إدراج حفتر والجروشي على قائمة العقوبات الدولية
TT

الجيش الليبي يرفض محاولات إدراج حفتر والجروشي على قائمة العقوبات الدولية

الجيش الليبي يرفض محاولات إدراج حفتر والجروشي على قائمة العقوبات الدولية

نفت مصادر في الجيش الليبي والحكومة المعترف بها دوليا في ليبيا، في تصريحات، لـ«الشرق الأوسط» صحة تسريبات بخصوص مساع تبذلها أطراف غربية لإدراج اسم الفريق خليفة حفتر قائد الجيش الليبي، وصقر الجروشي قائد القوات الجوية، على قائمة عقوبات اللجنة التابعة لمجلس الأمن الدولي.
والتزم الفريق حفتر الصمت حيال تسريبات حول إمكانية وضع اسمه على قائمة عقوبات دولية تابعة لمجلس الأمن الدولي، فيما قال مسؤول في مقر حكومة رئيس الوزراء عبد الله الثني بمدينة طبرق (أقصى الشرق الليبي)، إنه «لا صحة على الإطلاق لوجود مراسلات رسمية بهذا لخصوص بين الحكومة وأي دولة غربية»، لافتا النظر إلى أن حفتر يقود الجيش الليبي بتكليف رسمي من مجلس النواب المعترف به دوليا.
وتابع المسؤول الذي طلب عدم تعريفه: «نعتقد أنها مجرد محاولة للضغط على المؤسسة العسكرية الليبية لمنعها من مواصلة حربها على الإرهاب والجماعات المتطرفة المنتشرة على الأراضي الليبية».
من جهته، نفى السفير إبراهيم الدباشي، مندوب ليبيا لدى الأمم المتحدة، أن تكون لجنة العقوبات التابعة لمجلس الأمن الدولي، تدرس وضع اسمي حفتر والجروشي على قائمتها. واكتفى الدباشي في تعليق مقتضب من مقره بنيويورك بالقول إنه «لا شيء في لجنة العقوبات حتى الآن».
في المقابل، قال الرائد محمد حجازي، الناطق باسم عملية الكرامة العسكرية التي يشنها الجيش الليبي في مدينة بنغازي، إنه «لم نتلق أي رسالة رسمية.. وما سمعناه مجرد كلام يتردد في وسائل الإعلام»، معتبرا أن العقوبات لا معنى لها. وأكد حجازي في تصريحات نقلتها مواقع إلكترونية بريطانية وليبية أن «الجيش الليبي مستمر في محاربة الإرهاب، بغض النظر عن أي تلميحات أو تهديدات».
يشار إلى أن فيدريكا موغيريني، مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، سبق لها أن أعلنت أخيرا أن الاتحاد الأوروبي مستعد لفرض عقوبات على من يعرقلون التوصل إلى اتفاق سلام لإنهاء الأزمة الليبية الراهنة برعاية الأمم المتحدة، وقالت موغيريني التي لم تعط أي تفاصيل إضافية، «نحن ندرس أسماء».
وتتضمن ورقة نقاش سرية أعدها الجهاز الدبلوماسي بالاتحاد الأوروبي قبل أيام، مجموعة من الخيارات بشأن العقوبات، تشمل فرض حظر نفطي كامل، لكن بعض الدبلوماسيين أكدوا أن الخيار الأرجح هو وضع قائمة سوداء بأسماء أفراد لهم سلطة وتأثير في النزاع الداخلي المستمر في ليبيا.
وثمة احتمال لفرض عقوبات على ثلاثة من زعماء الفصائل المسلحة في طرابلس، يدعمون المؤتمر الوطني العام (البرلمان) السابق والمنتهية ولايته، أبرزهم عبد الرحمن السويحلي، وهو سياسي من مصراتة على صلة بالحكومة التي شكلتها جماعة فجر ليبيا في العاصمة طرابلس، كما أنه مدرج أيضا على قائمة عقوبات من الأمم المتحدة تعرقلها روسيا والصين. أما المسؤولان الآخران في طرابلس فهما صلاح بادي، وعبد الرؤوف المناعي، اللذان يعتبران من أبرز قيادات ميليشيات فجر ليبيا التي تسيطر بقوة السلاح على مقاليد الأمور في العاصمة الليبية طرابلس منذ العام الماضي.
ويسعى الاتحاد الأوروبي إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية ليحصل على موافقة ليبية رسمية على مهمة بحرية لمكافحة مهربي البشر، الذين يعملون قبالة الساحل الليبي، والذين يتحملون مسؤولية التدفق الهائل للمهاجرين على أوروبا.
وكانت الأمم المتحدة قد جمعت طرفي الأزمة في مدينة الصخيرات المغربية لتوقيع اتفاق مبدئي لتقاسم السلطة في يوليو (تموز) الماضي بعد شهور من التفاوض. وينص الاتفاق على تشكيل حكومة وفاق وطني في ليبيا لمدة عام، على أن يتولى السلطة التنفيذية مجلس وزراء يرأسه رئيس للوزراء ونائبان له، بينما يتولى مجلس النواب السلطة التشريعية للبلاد، وهو ما يعارضه البرلمان السابق.
إلى ذلك، ذكر سكان ومصدر عسكري أن سيارتين ملغومتين انفجرتا أول من أمس في مدينة درنة معقل الجماعات المتطرفة في شرق ليبيا، لكن دون سقوط ضحايا.
وتشهد المنطقة المحيطة بدرنة، والواقعة إلى الشرق من مدينة بنغازي، قتالا عنيفا منذ أسابيع بين مقاتلي تنظيم داعش وجماعة إسلامية أخرى.
من جهة أخرى، أعلن متحدث باسم شركة الخليج العربي للنفط (أجوكو)، أن الشركة الحكومية التي يوجد مقرها شرق ليبيا، تضخ نحو 220 ألف برميل يوميا من النفط الخام، بما يسلط الضوء على تحديات الإنتاج في البلد الذي مزقه الصراع.
وتدير أجوكو حقل السرير، وهو أكبر حقل نفطي في البلاد وميناء الحريقة، علما بأنها أعلنت الشهر الماضي أن إنتاجها يتراوح بين 250 ألفا و290 ألف برميل يوميا، وقال المتحدث إن حقل النافورة النفطي التابع للشركة لا يزال مغلقا بسبب الاعتصامات، كما أن حقل البيضاء مغلق أيضا بسبب مشكلات الكهرباء.
ولم تعلن المؤسسة الوطنية للنفط رقما لحجم الإنتاج منذ أسابيع، لكن محللا نفطيا ليبيا قال إن الإنتاج يبلغ نحو 450 ألف برميل يوميا.
ويقل هذا الرقم كثيرا عن معدل إنتاج ليبيا البالغ 1.6 مليون برميل يوميا قبل الانتفاضة التي اندلعت في فبراير (شباط) 2011، وأطاحت بالعقيد الراحل معمر القذافي بعد 41 عاما قضاها في السلطة. ومنذ ذلك الحين تعطل الإنتاج والعمل بالموانئ كثيرا بسبب الصراع الدائر بين الحكومة المعترف بها دوليا في الشرق، والحكومة المنافسة التي سيطرت على العاصمة طرابلس في أغسطس (آب) الماضي.
وقال مسؤول نفطي آخر إنه لا توجد عمليات تحميل في ميناء الزويتينة بشرق ليبيا، بسبب استمرار تعطل إمدادات الخام من الحقول المتصلة به، جراء احتجاج سكان محليين يطالبون بتوفير فرص العمل. وبينما قال مسؤول بميناء البريقة، إن الميناء ما زال يستقبل السفن التي تنقل لليبيا شحنات من الإسمنت والشعير، نقلت تقارير إخبارية عن مسؤول آخر أن ميناءي السدر ورأس لانوف في الشرق، وهما الأكبر في البلاد، ما زالا مغلقين.
وأغلق الميناءان في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، عندما اندلع القتال بين مجموعات متحالفة مع الحكومتين المتنافستين في ليبيا.



مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اليوم (الأحد)، إن الوزير بدر عبد العاطي تلقّى اتصالاً هاتفياً من نظيره الصومالي أحمد معلم فقي؛ لإطلاعه على نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت مؤخراً في العاصمة التركية، أنقرة، بين الصومال وإثيوبيا وتركيا؛ لحل نزاع بين مقديشو وأديس أبابا.

ووفقاً لـ«رويترز»، جاء الاتصال، الذي جرى مساء أمس (السبت)، بعد أيام من إعلان مقديشو وإثيوبيا أنهما ستعملان معاً لحل نزاع حول خطة أديس أبابا لبناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية، التي استقطبت قوى إقليمية وهدَّدت بزيادة زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.

وجاء في بيان وزارة الخارجية المصرية: «أكد السيد وزير خارجية الصومال على تمسُّك بلاده باحترام السيادة الصومالية ووحدة وسلامة أراضيها، وهو ما أمَّن عليه الوزير عبد العاطي مؤكداً على دعم مصر الكامل للحكومة الفيدرالية (الاتحادية) في الصومال الشقيق، وفي مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار».

وقال زعيما الصومال وإثيوبيا إنهما اتفقا على إيجاد ترتيبات تجارية للسماح لإثيوبيا، التي لا تطل على أي مسطح مائي، «بالوصول الموثوق والآمن والمستدام من وإلى البحر» بعد محادثات عُقدت يوم الأربعاء، بوساطة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وهذا الاجتماع هو الأول منذ يناير (كانون الثاني) عندما قالت إثيوبيا إنها ستؤجر ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية بشمال الصومال مقابل الاعتراف باستقلال المنطقة.

ورفضت مقديشو الاتفاق، وهدَّدت بطرد القوات الإثيوبية المتمركزة في الصومال لمحاربة المتشددين الإسلاميين.

ويعارض الصومال الاعتراف الدولي بأرض الصومال ذاتية الحكم، والتي تتمتع بسلام واستقرار نسبيَّين منذ إعلانها الاستقلال في عام 1991.

وأدى الخلاف إلى تقارب بين الصومال ومصر، التي يوجد خلافٌ بينها وبين إثيوبيا منذ سنوات حول بناء أديس أبابا سداً مائيّاً ضخماً على نهر النيل، وإريتريا، وهي دولة أخرى من خصوم إثيوبيا القدامى.

وتتمتع تركيا بعلاقات وثيقة مع كل من إثيوبيا والصومال، حيث تُدرِّب قوات الأمن الصومالية، وتُقدِّم مساعدةً إنمائيةً مقابل موطئ قدم على طريق شحن عالمي رئيسي.

وأعلنت مصر وإريتريا والصومال، في بيان مشترك، في أكتوبر (تشرين الأول) أن رؤساء البلاد الثلاثة اتفقوا على تعزيز التعاون من أجل «تمكين الجيش الفيدرالي الصومالي الوطني من التصدي للإرهاب بصوره كافة، وحماية حدوده البرية والبحرية»، وذلك في خطوة من شأنها فيما يبدو زيادة عزلة إثيوبيا في المنطقة.

وذكر بيان وزارة الخارجية المصرية، اليوم (الأحد)، أن الاتصال بين الوزيرين تطرَّق أيضاً إلى متابعة نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت في أسمرة في العاشر من أكتوبر.

وأضاف: «اتفق الوزيران على مواصلة التنسيق المشترك، والتحضير لعقد الاجتماع الوزاري الثلاثي بين وزراء خارجية مصر والصومال وإريتريا؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادات السياسية في الدول الثلاث؛ لدعم التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك».

وفي سبتمبر (أيلول)، قال مسؤولون عسكريون واثنان من عمال المواني في الصومال إن سفينةً حربيةً مصريةً سلَّمت شحنةً كبيرةً ثانيةً من الأسلحة إلى مقديشو، تضمَّنت مدافع مضادة للطائرات، وأسلحة مدفعية، في خطوة من المرجح أن تفاقم التوتر بين البلدين من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر.

وأرسلت القاهرة طائرات عدة محملة بالأسلحة إلى مقديشو بعد أن وقَّع البلدان اتفاقيةً أمنيةً مشتركةً في أغسطس (آب).

وقد يمثل الاتفاق الأمني مصدر إزعاج لأديس أبابا التي لديها آلاف الجنود في الصومال، يشاركون في مواجهة متشددين على صلة بتنظيم «القاعدة».