هل باتت الأغنية الشعبية المصرية مُهددة بـ«المهرجانات» و«الراب»؟

بعد انتشارهما الواسع بالسنوات الأخيرة

الرابر المصري ويجز (إنستغرام)
الرابر المصري ويجز (إنستغرام)
TT

هل باتت الأغنية الشعبية المصرية مُهددة بـ«المهرجانات» و«الراب»؟

الرابر المصري ويجز (إنستغرام)
الرابر المصري ويجز (إنستغرام)

سهلة اللحن، سريعة الإيقاع، عذبة الكلمات، تنشر عطر البهجة في المناسبات السعيدة كالميلاد والحصاد والزواج، وتحفر عميقاً في الوجدان العام لتصبح ذكرى جميلة تتربى على أصدائها أجيال كاملة... إنها الأغنية الشعبية التي تطورت كثيراً لتسود الشارع المصري طوال قرن كامل، لكنها باتت أخيراً مهددة بالخروج من المشهد الغنائي نتيجة المنافسة الضارية التي تشهدها من جانب «المهرجانات» و«الراب».
وتتسم الأغنية الشعبية بعدة خصائص، وفق أساتذة الموسيقى والفلكلور، فهي تعكس خصوصية البيئة التي تخرج منها مثل الريف أو الصحراء، كما أن نصوص كلماتها قابلة للتعديل والتبديل.
وترى الأستاذة بأكاديمية الفنون د. ياسمين فراج أن «ظهور سيد درويش على المسرح الغنائي في مصر إبان ثورة 1919 يعد بمثابة المحطة الأولى في مسيرة الأغنية الشعبية الحديثة، حيث وضع الكثير من الأدوار والطقاطيق، وأغانٍ خفيفة سريعة، تنصف أبناء العديد من الحرف الشعبية».
مشيرة في كتابها «الأغنية الشعبية في مصر - دراسة مقاربة» إلى أن «الكاتب والباحث زكريا الحجاوي (1915 - 1975) كان له دور كبير في اكتشاف وتقديم عدد من نجوم هذا الفن مثل محمد طه وخضرة محمد خضر، والريس متقال قبل أن يتألق محمد العزبي ومحمد رشدي في تقديم هذا اللون الغنائي لاحقاً، ثم يصبح عدوية هو الاسم الأبرز على عرش هذا الغناء في السبعينات بأغنيات مثل (يا بنت السلطان) و(السح الدح إمبو)، ومع بداية الألفية الجديدة يصبح شعبان عبد الرحيم هو أشهر مطرب شعبي بأغنيات مثل (بحب عمرو موسى) و(هبطل السجاير) إلى جوار مطرب شعبي آخر هو حكيم».
ويؤكد متابعون أن «الأغنية الشعبية تواجه حالياً تحدياً هائلاً من نجوم أغاني المهرجانات مثل حمو بيكا وحسن شاكوش وغيرهما.

وحققت بعض أغاني المهرجانات نسب مشاهدات تقدر بمئات الملايين على «يوتيوب»، على غرار أغنيات «بنت الجيران»، ومهرجان «وداع يا دنيا وداع»، ومهرجان «أندال أندال».
من جانبه، يؤكد الشاعر الغنائي والناقد الفني فوزي إبراهيم أن «أغاني المهرجانات مجرد ظاهرة عابرة في التاريخ الغنائي المصري، وسرعان ما ستنتهي قريباً كما سبق وانتهت ظواهر مشابهة»، مشيراً في تصريح إلى «الشرق الأوسط» إلى أن «المهرجانات انتشرت كرد فعل على تراجع الأغنية الشعبية والملل من الصوت الأوحد الذي كان يمثله شعبان عبد الرحيم وحكيم فظهرت الحاجة إلى الأداء الجماعي، وهو ما لبّاه مطربو المهرجانات».
ويضيف إبراهيم: «الأغنية الشعبية تمرض ولا تموت، وحالياً هي بصدد استعادة عافيتها كما رأينا في الأعمال الأخيرة لعبد الباسط حمودة وعمر كمال».
وتعد أغاني الراب مصدر التهديد الآخر، الذي يشكل تحدياً للأغنية الشعبية. وهنا يتوقف الناقد الموسيقي محمد شميس عند عام 2018 باعتباره «الانطلاقة الكبرى لفن الراب في مصر حيث ظهر جيل جديد ومختلف، حققت أعماله مشاهدات غير مسبوقة على منصات مثل (يوتيوب) و(ساوند كلاود) كما أن جمهور حفلاته في الساحل الشمالي يقدر بعشرات الآلاف من الشباب والفتيات»، مؤكداً في تصريح إلى «الشرق الأوسط» أنه «ليس صعباً رصد أشهر الأسماء والأغنيات في هذا السياق، فهناك على سبيل المثال (البخت) لويجز، التي حطمت حاجز المائة مليون مشاهدة على (يوتيوب)، وأغنية (غابة) لمروان بابلو، التي حققت 23 مليون مشاهدة، أما (شيراتون) لمروان موسى فقد تجاوزت 17 مليون مشاهدة، أما مؤدي الراب شاهين فقد حققت أغنيته (سيري) أكثر من 20 مليون مشاهدة».
ويرى الملحن والناقد الموسيقي حسن زكي، أن الأغنية الشعبية محفورة عميقاً في وجدان الشعب عبر أغاني عدوية وحكيم وبدرية السيد، وغيرهم، كما أن أم كلثوم وعبد الحليم وعبد الوهاب قدموا أغاني شعبية، وفق التعريف الذي يحبذه كثيرون لهذا اللون الغنائي، وهو «كل أغنية انتشرت على نطاق واسع لدى جميع فئات الشعب»، فعلى سبيل المثال هناك فلاحون في الحقول يغنون قصيدة الأطلال لكوكب الشرق».
ويضيف زكي لـ«الشرق الأوسط»: «أغاني الراب مجرد ظاهرة مؤقتة، ولا يمكن الحكم عليها حالياً مهما حققت أرقاماً مليونية في عدد المشاهدات، وتظل العبرة بالقدرة على الاستمرارية في المستقبل».


مقالات ذات صلة

مشاركات مسرحية وغنائية مصرية «لافتة» في الرياض وجدة

شمال افريقيا مشاركات مسرحية وغنائية مصرية «لافتة» في الرياض وجدة

مشاركات مسرحية وغنائية مصرية «لافتة» في الرياض وجدة

شهدت الرياض وجدة فعاليات مسرحية وغنائية عقب انتهاء شهر رمضان، حيث بدأت تلك الفعاليات خلال إجازة عيد الفطر، واستقطبت هذه الفعاليات مشاركات مصرية «لافتة»، ومنها مسرحية «حتى لا يطير الدكان» من بطولة الفنان أكرم حسني، والفنانة درة، في موسمها الثاني على مسرح «سيتي ووك جدة»، بالإضافة لعرض ستاند أب كوميدي «ذا إيليت»، الذي أقيم على مسرح «محمد العلي» بالرياض، بينما شاركت الفنانة المصرية أنغام بحفلات «عيد القصيم»، كما شارك الفنان عمرو دياب في حفلات «عيد جدة»، بجانب ذلك تشهد الرياض حفل «روائع الموجي»، الذي يحييه نخبة كبيرة من نجوم الغناء، حيث يشارك من مصر، أنغام، وشيرين عبد الوهاب، ومي فاروق، بجانب نجوم

داليا ماهر (القاهرة)
الرياضة مساهمون يقاضون «أديداس» بعد إنهاء التعاون مع كانييه ويست

مساهمون يقاضون «أديداس» بعد إنهاء التعاون مع كانييه ويست

تُواجه شركة «أديداس»، المتخصصة في المُعدات الرياضية، دعوى قضائية في الولايات المتحدة رفعها مجموعة مساهمين يعتبرون أنهم خُدعوا، بعد الفشل المكلف للشراكة مع كانييه ويست، والتي كان ممكناً - برأيهم - للمجموعة الألمانية أن تحدّ من ضررها، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية». ورُفعت دعوى جماعية أمام محكمة منطقة أوريغون؛ وهي ولاية تقع في شمال غربي الولايات المتحدة؛ حيث المقر الرئيسي للمجموعة في البلاد، وفقاً لنص الإجراء القضائي، الذي اطلعت عليه «وكالة الصحافة الفرنسية»، والمؤرَّخ في 28 أبريل (نيسان). وكانت «أديداس» قد اضطرت، في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إلى إنهاء تعاونها مع مُغنّي الراب الأميركي كانيي

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق تامر حسني وبسمة بوسيل يعلنان «طلاقاً هادئاً»

تامر حسني وبسمة بوسيل يعلنان «طلاقاً هادئاً»

أعلن كل من الفنان المصري تامر حسني، والفنانة المغربية بسمة بوسيل، طلاقهما اليوم (الخميس)، بشكل هادئ، بعد زواج استمر نحو 12 عاماً، وأثمر إنجاب 3 أطفال تاليا، وأمايا، وآدم. وكشفت بوسيل خبر الطلاق عبر منشور بصفحتها الرسمية بموقع تبادل الصور والفيديوهات «إنستغرام» قالت فيه: «(وجعلنا بينكم مودة ورحمة) ده كلام ربنا في الزواج والطلاق، لقد تم الطلاق بيني وبين تامر، وسيظل بيننا كل ود واحترام، وربنا يكتبلك ويكتبلي كل الخير أمين يا رب». وتفاعل تامر حسني مع منشور بسمة، وأعاد نشره عبر صفحته وعلق عليه قائلاً: «وجعلنا بينكم مودة ورحمة بين الأزواج في كل حالاتهم سواء تزوجوا أو لم يقدر الله الاستمرار فانفصلوا ب

محمود الرفاعي (القاهرة)
يوميات الشرق آيتن عامر لـ«الشرق الأوسط»: أُحب العمل مع الأطفال

آيتن عامر لـ«الشرق الأوسط»: أُحب العمل مع الأطفال

عدّت الفنانة المصرية آيتن عامر مشاركتها كضيفة شرف في 4 حلقات ضمن الجزء السابع من مسلسل «الكبير أوي» تعويضاً عن عدم مشاركتها في مسلسل رمضاني طويل، مثلما اعتادت منذ نحو 20 عاماً.

محمود الرفاعي (القاهرة)
الولايات المتحدة​ «فخورة»... شاكيرا ترد على انتقادات جيرارد بيكيه لمعجبيها

«فخورة»... شاكيرا ترد على انتقادات جيرارد بيكيه لمعجبيها

كشفت المغنية الشهيرة شاكيرا أنها «فخورة» بكونها تنحدر من أميركا اللاتينية بعد أن بدا أن شريكها السابق، جيرارد بيكيه، قد استهدفها ومعجبيها في مقابلة أُجريت معه مؤخراً. وبينما تستعد المغنية الكولومبية لمغادرة إسبانيا مع طفليها، تحدث لاعب كرة القدم المحترف السابق عن التأثير المرتبط بالصحة العقلية لتلقي تعليقات سلبية عبر الإنترنت بعد انفصاله عن شاكيرا، وفقاً لصحيفة «إندبندنت». واستخدم بيكيه معجبي شاكيرا في أميركا اللاتينية كمثال على بعض الكراهية التي يتلقاها على وسائل التواصل الاجتماعي. وقال بيكيه: «شريكتي السابقة من أميركا اللاتينية وليس لديك أي فكرة عما تلقيته عبر وسائل التواصل الاجتماعي من أشخا

«الشرق الأوسط» (مدريد)

حرفيون من 25 دولة يشاركون في ملتقى «الحرف اليدوية» بالرياض

النسخة الأولى من الأسبوع السعودي الدولي للحرف اليدوية (بنان) الذي نظمته هيئة التراث العام الماضي (واس)
النسخة الأولى من الأسبوع السعودي الدولي للحرف اليدوية (بنان) الذي نظمته هيئة التراث العام الماضي (واس)
TT

حرفيون من 25 دولة يشاركون في ملتقى «الحرف اليدوية» بالرياض

النسخة الأولى من الأسبوع السعودي الدولي للحرف اليدوية (بنان) الذي نظمته هيئة التراث العام الماضي (واس)
النسخة الأولى من الأسبوع السعودي الدولي للحرف اليدوية (بنان) الذي نظمته هيئة التراث العام الماضي (واس)

في حدث يعكس اهتماماً بالتراث ومكوناته، يشارك حرفيون من مختلف دول العالم في النسخة الثانية من الأسبوع السعودي الدولي للحرف اليدوية (بنان)، الذي يجتمعون فيه لأيام تحت سقف واحد؛ لتسليط الضوء على تنوع الصناعات التقليدية والمهارات اليدوية التي يتقنها بنان كل حرفي وحرفيّة عبر العصور والثقافات.

وتشهد النسخة القادمة من «بنان» الذي تنظمه هيئة التراث في واجهة روشن بالعاصمة السعودية الرياض، في الفترة من 23 إلى 29 نوفمبر (تشرين الثاني)، مشاركة أكثر من 500 حرفي يمثلون 25 دولة، يلتقون للتعبير عن روح التراث الثقافي الحي في نفوس مختلف المجتمعات.

ويسلط الحدث التراثي الضوء على أنواع من الحرف اليدوية، وعلى الماهرين في الصناعات المحلية التي تجسد تنوع الثقافات، وإبراز العادات والتقاليد المحلية من دول العالم، بالإضافة إلى التعريف بتراث السعودية الغني بالمشغولات والمصنوعات اليدوية، وتنميته ونقله إلى الأجيال الجديدة، وذلك في الوقت الذي تستعد فيه السعودية لتسمية عام 2025 بعام الحرف اليدوية؛ تقديراً لقيمتها التاريخية ووزنها في تراث المجتمعات.

ويضم المعرض مجموعة من الأجنحة والفعاليات التي تثري تجارب الزوار تشمل قرية فنون الحرف، وجناح العروض الحرفية الحية، والمعرض الحرفي، إضافة إلى جناح ورش العمل الحرفية، ومنطقة التجارب التفاعلية، إلى جانب منصة رواد الأعمال والمؤسسات الحرفية، فضلاً عن جناح الطفل، الذي يتضمن مجموعة من الأنشطة المخصصة للأطفال.

ويأتي المهرجان الدولي في نسخته الثانية بوصفه جزءاً من رؤية لدعم وتمكين القطاع الثقافي الحرفي، وجعله رافداً مهماً للاقتصاد في المملكة، وذلك بما يتماشى مع مستهدفات الاستراتيجية الوطنية للثقافة المستمدة من «رؤية السعودية 2030»، وللالتزام بتوفير بيئة محفزة للحرفيين والمبدعين.

كما تسعى هيئة التراث إلى أن يكون «بنان» واحداً من أبرز المعارض الثقافية على الصعيدين المحلي والدولي، ووجهة لجمهور واسع من المهتمين بالتراث والحرف اليدوية.

يأتي المهرجان الدولي في نسخته الثانية على مشارف عام 2025 الذي اختارت السعودية تسميته بعام الحرف اليدوية (واس)

وأجرى المركز الوطني لاستطلاعات الرأي العام (رأي)، التابع لـ«مركز الملك عبد العزيز للتواصل الحضاري»، استطلاعاً عاماً، عن تسمية عام 2025 بعام الحرف اليدوية في السعودية، وشملت عينة الاستطلاع 1071 مواطناً، 63 في المائة منهم ذكور، 37 في المائة إناث. وأظهرت النتائج أن 38 في المائة من المشاركين يرون أن أبرز ما يميز الحرف اليدوية في المملكة يكمن في التنوع والتعدد، فيما عدَّ 31 في المائة منهم أن توظيف خامات من البيئة المحلية هو ما يميزها، في حين رأى 31 في المائة أن الإبداع أبرز مميزات الحرف اليدوية السعودية.

وأعرب 35 في المائة من العينة عن أمانيهم أن تكون لكل منطقة من مناطق المملكة حرفة يدوية تكون رمزاً حضارياً لها، بينما تمنى 28 في المائة منهم أن تنظم وزارة التعليم مسابقات للمدارس تفوز في نهايتها أفضل مدرسة من كل مرحلة تعليمية في تقديم الحرف السعودية بشكل إبداعي. وقال 24 في المائة إنهم يتمنون أن تتضمن احتفالات «يوم التأسيس» أو «اليوم الوطني» في عام 2025 عناصر من الحرف اليدوية أو عنها لكل منطقة من مناطق المملكة الثلاثة عشر، ونال خيار إنتاج فيلم وثائقي عن الحرف اليدوية السعودية اختيار نسبة 13 في المائة من أفراد العينة.

وعن اقتناء الحرف اليدوية في البيوت، أوضح 42 في المائة من العينة أن لديهم في بيوتهم منتجات من الحرف اليدوية السعودية، وحول أكثر الحرف اليدوية التي تشدهم، اختار 26 في المائة من العينة حرفة صناعة الفخار، بينما حاز تزيين البيوت بأعمال حرفية يدوية (كالقط العسيري وتزيين الجدران بأعمال جصصية) على نسبة 21 في المائة من أفراد العينة، فيما رأى 17 في المائة منهم أن أعمال النسيج هي أكثر ما يشدهم من الحرف، واختار 14 في المائة من العينة منتجات سفّ الخوص، مثل الحصير والمهاف والقلل، وحظيت حياكة البشوت على 13 في المائة، وفضل 9 في المائة من العينة صناعة الحُلي والمجوهرات.