لأول مرة.. نجل الملك فاروق يشارك في احتفالات ثورة يوليو بمصر

القاهرة تطلق وثائق نادرة عن تاريخها > مصر تنفي وجود وساطة جزائرية لمنع إعدام مرسي

لأول مرة.. نجل الملك فاروق يشارك في احتفالات ثورة يوليو بمصر
TT

لأول مرة.. نجل الملك فاروق يشارك في احتفالات ثورة يوليو بمصر

لأول مرة.. نجل الملك فاروق يشارك في احتفالات ثورة يوليو بمصر

أقام السفير عمرو رمضان، مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة بجنيف، حفلا بمناسبة العيد الثالث والستين لثورة 23 يوليو (تموز) عام 1952، شارك فيه لأول مرة الأمير أحمد فؤاد، آخر أمراء أسرة محمد علي ونجل الملك فاروق، الذي تنازل له عن عرش مصر بعد ثلاثة أيام من قيام ثورة يوليو، وخرج منها منفيا في 26 منه على يخته الشهير «المحروسة»، بصحبة نجله فؤاد الذي كان طفلا وقتها صغيرا لا يتعدى عمره بضعة شهور.
وبهذه المناسبة، تلقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي برقية تهنئة من نظيره الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، أكد فيها ضرورة تكريس التشاور والتنسيق بين البلدين من أجل إرساء دعائم السلم والاستقرار في المنطقة. وقال الرئيس الجزائري في برقيته: «يطيب لي بمناسبة إحياء الشعب المصري الشقيق للذكرى 63 لثورة 23 يوليو المجيدة أن أتقدم إليكم باسم الجزائر شعبا وحكومة، وأصالة عن نفسي بأحر التهاني وأطيب التمنيات». وأضاف بوتفليقة: «أؤكد لكم حرصنا الدائم على العمل معكم على تعزيز وتعميق علاقات الأخوة والتعاون التي تربط بلدينا، والارتقاء بها إلى مستوى التاريخ النضالي المشترك لشعبينا الشقيقين».
وشدد الرئيس الجزائري على أن الظروف العصيبة التي تمر بها المنطقة، والتحديات الجسيمة التي تواجهها، تفرض ضرورة تكريس سنة التشاور والتنسيق المستمرين بين البلدين الشقيقين، بما يحقق مصالحهما المشتركة ويحفظ أمنهما، ويسهم في إرساء دعائم السلم والاستقرار في المنطقة.
وكان مندوب مصر في الأمم المتحدة قد دعا إلى الحفل أكثر من 900 شخصية دبلوماسية دولية في جنيف، منهم المندوبون الدائمون لدى الأمم المتحدة، ومجلس حقوق الإنسان، ومؤتمر نزع السلاح، ومنظمة التجارة العالمية، إلى جانب المديرين التنفيذيين لعدد من المنظمات الدولية، وممثلي الجالية المصرية والكنيسة المصرية في جنيف، وعدد من الأكاديميين والإعلاميين، وأعضاء المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية.
وشارك في الحفل لأول مرة نجل الملك فاروق الأمير أحمد فؤاد، الذي أبدى سعادة كبيرة لمشاركته، إلى جانب عدد من المسؤولين المصريين السابقين الموجودين في جنيف، ومن بينهم د. سمير رضوان وزير المالية الأسبق، ود. طارق كامل وزير الاتصالات الأسبق، ود. حسام بدراوي الرئيس الأسبق للجنة التعليم بمجلس الشعب.
وألقى السفير عمرو رمضان كلمة في بداية الحفل شكر فيها الحضور على تلبيتهم الدعوة، خاصة في ظل عاصفة رعدية شهدتها مدينة جنيف، مشيرًا إلى أن ثورة 23 يوليو أسفرت عن تحويل جذري في المجتمع المصري، وأسست لأول جمهورية في مصر التي يعود تاريخها إلى 10 آلاف سنة، وتمتد حضارتها لأكثر من 7 آلاف سنة، ومن هنا كان تاريخ ثورة يوليو هو العيد الوطني لمصر.
وشدد السفير على أن استذكار هذه الدروس يعد في غاية الأهمية، ومصر تعيش في بداية الجمهورية الثالثة بعد ثورتي 25 يناير (كانون الثاني) و30 يونيو (حزيران)، مشيرا إلى استحقاقات خريطة الطريق، والدستور المصري الجديد، وانتخاب الرئيس عبد الفتاح السيسي. وقال إن تحديات اليوم لا تقل عن مثيلاتها قبل 63 عامًا، ولكن المجتمع المصري أصبح أكثر إدراكًا بالتحديات التي تواجهه وطبيعة الخطوات المطلوبة لتجاوزها، وفقًا لأجندة مصرية خالصة.
في سياق متصل، قال وزير الثقافة المصري عبد الواحد النبوي إن الاحتفال بذكرى ثورة 23 يوليو سيمتد خلال الشهر الحالي بعدة فعاليات ثقافية وفنية، بالإضافة إلى نشر مجموعة من وثائق ثورة 23 يوليو، تستعد دار الوثائق القومية لإصدارها.
وأضاف النبوي أن كنوز دار الوثائق تضم وثائق نادرة ومهمة، يستفيد منها الباحثون في تاريخ مصر، مشيرا إلى أن إنشاء دار الوثائق كان أحد ثمار قرارات ثورة 23 يوليو، وأن نشر وثائق عن تاريخ الثورة فرصة لكي يتعرف الشباب المصري على مرحلة مهمة من تاريخ الوطن.
من جانبها، قالت الدكتورة نيفين محمد محمود، رئيسة دار الوثائق القومية، إن أبرز الوثائق التي سيتم نشرها قريبا تتضمن أهم القرارات التي أصدرها مجلس قيادة الثورة، ومنها تكليف البكباشي زكريا محيي الدين بأعمال مدير إدارة المخابرات، وقرار تعيين فتحي رشوان وزيرا للإرشاد القومي، وتشكيل دائرة جديدة لمحكمة الثورة، وتعيين جمال سالم وزيرا للمواصلات، والبكباشي أ. ح زكريا محيي الدين وزيرا للداخلية، موضحة أن دار الوثائق تعمل في مثل هذه المناسبات الوطنية على نشر مجموعات جديدة من الوثائق ذات الصلة بهذه المناسبات والاحتفالات القومية.
من جهة ثانية، أكد عمر أبو العيش، سفير مصر لدى الجزائر، أن بلاده لم تتلق طلبا جزائريا بالوساطة لمنع تنفيذ حكم الإعدام، الصادر بحق الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي، وقال في تصريحات لوسائل إعلام جزائرية إن الأخبار التي وردت بشأن تدخل الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة لدى نظيره المصري عبد الفتاح السيسي للوساطة في قضية إعدام مرسي، غير صحيحة.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».