تركيا: تعليق بعض الدول الغربية عمل قنصلياتها «أمر متعمد»

خارجيتها استدعت سفراء 9 دول وأبلغتهم استياءها

سيارة شرطة مصفحة خارج قنصلية ألمانيا في إسطنبول أول من أمس (أ.ب)
سيارة شرطة مصفحة خارج قنصلية ألمانيا في إسطنبول أول من أمس (أ.ب)
TT

تركيا: تعليق بعض الدول الغربية عمل قنصلياتها «أمر متعمد»

سيارة شرطة مصفحة خارج قنصلية ألمانيا في إسطنبول أول من أمس (أ.ب)
سيارة شرطة مصفحة خارج قنصلية ألمانيا في إسطنبول أول من أمس (أ.ب)

اتّهمت تركيا بعض الدول الغربية بتعمد تعليق عمل قنصلياتها لديها دون التشاور معها، على خلفية «تهديدات إرهابية» مرتبطة بحوادث حرق متطرفين يمينيين نسخاً من القرآن الكريم في عدد من الدول الأوروبية. واستدعت الخارجية التركية 9 سفراء غربيين وأبلغتهم بأن تعليق عمل القنصليات لا يشكل نهجاً معتدلاً وحكيماً، ولا يخدم إلا أجندة التنظيمات الإرهابية الخبيثة.
وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، إن تعليق بعض الدول عمل سفاراتها وقنصلياتها مؤقتاً في تركيا دون التشاور مع سلطات بلاده هو «أمر متعمد». وأضاف في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأرجنتيني سنتياغو كافيرو في إسطنبول، الجمعة، أن سفارات بعض الدول الغربية أوقفت جميع الخدمات، بما في ذلك وحداتها القنصلية، أو حتى أغلقت بشكل مؤقت ممثلياتها الدبلوماسية وقنصلياتها بذريعة وجود «تهديد إرهابي». وتابع: «إذا كان هناك تهديد إرهابي ألا يجب على حليفنا أن يبلغنا من أين مصدر هذا التهديد؟ ومن يقف خلفه؟ يقولون لنا إن لدينا معلومات محددة، وهناك تهديد، لذلك نغلقها. إذن من أتى بهذا التهديد؟ ومن أين؟ ومن سيفعله؟ لا معلومات بهذا الخصوص».
وواصل جاويش أوغلو: «يجب عليهم نقل هذه المعلومات الصحيحة إلى قوات أمننا ووحداتنا الاستخبارية، وإذا كان هناك مثل هذا التهديد فيجب القضاء عليه قبل أن يتحول إلى هجوم». وأكد وزير الخارجية التركي عدم وجود أي مشاركة ملموسة للمعلومات مع الجانب التركي، متهماً تلك الدول بـ«التفكير بنفسها فقط»، قائلاً: «نعتقد أن هذه التصريحات والإغلاقات متعمدة، استدعينا السفراء وأبلغناهم ذلك». واستدعت وزارة الخارجية التركية، مساء الخميس، سفراء 9 دول هي: الولايات المتحدة، بريطانيا، فرنسا، ألمانيا، هولندا، سويسرا، السويد، بلجيكا وإيطاليا، بسبب تعليقها عمل ممثلياتها الدبلوماسية والقنصلية في تركيا، بعد تحذير نشرته السفارة الأميركية في أنقرة، الاثنين، من وجود تهديدات بهجمات إرهابية في مناطق بي أوغلو وغلطه وشارع الاستقلال، بمنطقة تقسيم في إسطنبول.
وأبلغت الخارجية التركية السفراء استياءها من تعليق عمل القنصليات، وأكدت أن السلطات التركية تضمن أمن جميع البعثات الدبلوماسية الأجنبية بموجب الاتفاقيات الدولية، كما تم التشديد على أن هذه الأنشطة المتزامنة لا تشكل نهجاً معتدلاً وحكيماً، إنما تخدم فقط أجندة التنظيمات الإرهابية الخبيثة، وأنها تنتظر من الدول الصديقة والحليفة التعاون مع الوحدات الأمنية التركية.
في الإطار ذاته، اعتبر جاويش أوغلو أن عزم هولندا نقل الطلبات التي تلقتها سفارتها في أنقرة إلى إسطنبول، واستكمال شؤون التأشيرة فيها نهاية الأسبوع مؤشر حسن نية، قائلاً إن «إغلاق القنصليات أو السفارات قبل مشاركة التفاصيل معنا، متعمد، وإذا كانوا يريدون إعطاء صورة بأن تركيا غير مستقرة وفيها تهديد إرهابي، فإن ذلك لا يتناسب مع الصداقة والتحالف». وأضاف أن الرسالة التي أكدتها وزارته لسفراء الدول الغربية التسع مفادها أنه «ينبغي لهم ألا يخدموا الأجندة الخبيثة للتنظيمات الإرهابية»، مشيراً إلى أن تركيا تكافح جميع التنظيمات الإرهابية بما فيها «داعش» و«حزب العمال الكردستاني» و«وحدات حماية الشعب الكردية»، وأنها أكثر بلد كافح ضد المقاتلين الإرهابيين الأجانب.
ولفت إلى أن وزارة الداخلية التركية شددت تدابيرها الأمنية على بعثات بعض الدول عقب حرق نسخ من القرآن الكريم، مبدياً استغرابه؛ لأن بعض البلدان الأوروبية التي لا علاقة لها بتلك الحوادث أغلقت بعثاتها أيضاً.


مقالات ذات صلة

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

شؤون إقليمية أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

استبقت تركيا انعقاد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجيتها وروسيا وإيران وسوريا في موسكو في 10 مايو (أيار) الحالي في إطار تطبيع مسار العلاقات مع دمشق، بمطالبتها نظام الرئيس بشار الأسد بإعلان موقف واضح من حزب «العمال الكردستاني» والتنظيمات التابعة له والعودة الطوعية للاجئين والمضي في العملية السياسية. وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين إن بلاده تتوقع موقفاً واضحاً من دمشق حيال «تنظيم حزب العمال الكردستاني الإرهابي» والتنظيمات التابعة له، في إشارة إلى وحدات حماية الشعب الكردية، أكبر مكونات قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، التي تنظر إليها أنقرة على أنها امتداد لـ«العمال الكردستاني» في سوريا.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية خصوم إردوغان يتهمونه بـ«مفاوضة» أوجلان في سجنه طلباً لأصوات كردية

خصوم إردوغان يتهمونه بـ«مفاوضة» أوجلان في سجنه طلباً لأصوات كردية

واجه الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ادعاءً جديداً من خصومه في المعارضة، بشأن إرساله مبعوثين للتفاوض مع زعيم «حزب العمال الكردستاني» السجين مدى الحياة، عبد الله أوجلان، من أجل توجيه رسالة للأكراد للتصويت لصالحه في الانتخابات الرئاسية المقررة في 14 مايو (أيار) الحالي. وقالت رئيسة حزب «الجيد» المعارض، ميرال أكشنار، إن إردوغان أرسل «شخصية قضائية» إلى أوجلان في محبسه، وإنها تعرف من الذي ذهب وكيف ذهب، مشيرة إلى أنها لن تكشف عن اسمه لأنه ليس شخصية سياسية. والأسبوع الماضي، نفى المتحدث باسم الرئاسة التركية، إعلان الرئيس السابق لحزب «الشعوب الديمقراطية» السجين، صلاح الدين دميرطاش، أن يكون إردوغان أرسل وف

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية دخول تركيا «النادي النووي» مهم... وزوال مخاوف «تشيرنوبل» مسألة وقت

دخول تركيا «النادي النووي» مهم... وزوال مخاوف «تشيرنوبل» مسألة وقت

<div>دفع إقدام تركيا على دخول مجال الطاقة النووية لإنتاج الكهرباء عبر محطة «أككويو» التي تنشئها شركة «روساتوم» الروسية في ولاية مرسين جنوب البلاد، والتي اكتسبت صفة «المنشأة النووية» بعد أن جرى تسليم الوقود النووي للمفاعل الأول من مفاعلاتها الأربعة الخميس الماضي، إلى تجديد المخاوف والتساؤلات بشأن مخاطر الطاقة النووية خصوصاً في ظل بقاء كارثة تشيرنوبل ماثلة في أذهان الأتراك على الرغم من مرور ما يقرب من 40 عاما على وقوعها. فنظراً للتقارب الجغرافي بين تركيا وأوكرانيا، التي شهدت تلك الكارثة المروعة عام 1986، ووقوعهما على البحر الأسود، قوبلت مشروعات إنتاج الكهرباء من الطاقة النووية باعتراضات شديدة في البد</div>

شؤون إقليمية أنقرة: وزراء خارجية تركيا وسوريا وروسيا قد يجتمعون في 10 مايو

أنقرة: وزراء خارجية تركيا وسوريا وروسيا قد يجتمعون في 10 مايو

قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، اليوم الأربعاء، إن اجتماع وزراء خارجية تركيا وسوريا وروسيا قد يُعقَد بموسكو، في العاشر من مايو (أيار)، إذ تعمل أنقرة ودمشق على إصلاح العلاقات المشحونة. كان جاويش أوغلو يتحدث، في مقابلة، مع محطة «إن.تي.في.»

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
شؤون إقليمية «أككويو» تنقل تركيا إلى النادي النووي

«أككويو» تنقل تركيا إلى النادي النووي

أصبحت تركيا رسمياً عضواً في نادي الدول النووية بالعالم بعدما خطت أولى خطواتها لتوليد الكهرباء عبر محطة «أككويو» النووية التي تنفذها شركة «روسآتوم» الروسية في ولاية مرسين جنوب البلاد. ووصف الرئيس التركي رجب طيب إردوغان خطوة تزويد أول مفاعل من بين 4 مفاعلات بالمحطة، بـ«التاريخية»، معلناً أنها دشنت انضمام بلاده إلى القوى النووية في العالم، مشيراً إلى أن «أككويو» هي البداية، وأن بلاده ستبني محطات أخرى مماثلة. على ساحل البحر المتوسط، وفي حضن الجبال، تقع محطة «أككويو» النووية لتوليد الكهرباء، التي تعد أكبر مشروع في تاريخ العلاقات التركية - الروسية.


إيطاليا تعين سفيراً لدى سوريا

وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني (أرشيفية - إ.ب.أ)
وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني (أرشيفية - إ.ب.أ)
TT

إيطاليا تعين سفيراً لدى سوريا

وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني (أرشيفية - إ.ب.أ)
وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني (أرشيفية - إ.ب.أ)

أعلن وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني، الجمعة، أن بلاده قررت تعيين سفير لدى سوريا «لتسليط الضوء» عليها، ما يجعل إيطاليا أول دولة من مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى التي تستأنف عمل بعثتها الدبلوماسية في دمشق منذ أن عصفت حرب أهلية بالبلاد.

استدعت إيطاليا جميع الموظفين من سفارتها بدمشق عام 2012، وعلقت النشاط الدبلوماسي في سوريا احتجاجاً على «العنف غير المقبول» من حكومة الرئيس بشار الأسد ضد المواطنين.

واستعاد الأسد السيطرة على معظم سوريا بعد أن ساعدته إيران وروسيا على هزيمة جماعات من المعارضة المسلحة، تحركت ضده قبل 13 عاماً، مما أدى إلى حرب راح ضحيتها مئات الآلاف ودفعت ملايين من اللاجئين صوب أوروبا.

وتم الإعلان عن تعيين المبعوث الخاص حالياً لوزارة الخارجية إلى سوريا، ستيفانو رافاجنان، سفيراً. وقال تاياني لوكالة «رويترز» إنه من المقرر أن يتولى منصبه قريباً.

أرسلت إيطاليا و7 دول أخرى في الاتحاد الأوروبي، الأسبوع الماضي، رسالة إلى مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد، جوزيب بوريل، تطلب أن يلعب التكتل دوراً أكثر فاعلية في سوريا.

وجاء في الرسالة التي اطلعت عليها «رويترز»: «لا يزال السوريون يغادرون بأعداد كبيرة، مما يزيد من الضغوط على الدول المجاورة، في فترة يتصاعد فيها التوتر في المنطقة، ما ينذر بخطر موجات جديدة من اللاجئين».

وإلى جانب إيطاليا، وقّعت النمسا وقبرص وجمهورية التشيك واليونان وكرواتيا وسلوفينيا وسلوفاكيا على الرسالة. وعبّرت عن أسفها إزاء «الوضع الإنساني» في البلاد الذي «زاد تدهوراً» في ظل بلوغ اقتصادها «حالة يرثى لها».

وقال تاياني، الجمعة: «كلف بوريل دائرة العمل الخارجي الأوروبي بدراسة ما يمكن القيام به»، مضيفاً أن تعيين سفير جديد «يتماشى مع الرسالة التي أرسلناها إلى بوريل... لتسليط الضوء على سوريا».

هناك 6 سفارات لدول في الاتحاد الأوروبي مفتوحة في الوقت الحالي بدمشق، وهي سفارات رومانيا وبلغاريا واليونان وقبرص وجمهورية التشيك والمجر. ولم تُقْدم باقي دول مجموعة السبع بعد، وهي الولايات المتحدة واليابان وبريطانيا وكندا وفرنسا وألمانيا، على خطوة إعادة تعيين سفراء لها لدى سوريا.