علاج لتقليل الألم مستوحى من الدجاج

مستقبلات ألم لدى الدجاج لا تستطيع استشعار مادة الكابسيسين (شاترستوك)
مستقبلات ألم لدى الدجاج لا تستطيع استشعار مادة الكابسيسين (شاترستوك)
TT

علاج لتقليل الألم مستوحى من الدجاج

مستقبلات ألم لدى الدجاج لا تستطيع استشعار مادة الكابسيسين (شاترستوك)
مستقبلات ألم لدى الدجاج لا تستطيع استشعار مادة الكابسيسين (شاترستوك)

توصل باحثو المركز الطبي لجامعة ستانفورد الأميركية إلى علاج جديد لتخفيف الألم، مستوحى من الدجاج، وذلك للحد من استخدام المواد الأفيونية، المستخدمة لهذا الغرض.
ويعرف الكثير من مزارعي الدجاج أن السناجب والفئران لا تأكل علف الدجاج المحتوي على مادة «الكابسيسين»، وهي المادة الكيميائية التي تعطي الفلفل الحار طعمه، وذلك لأنه ينشط في الثدييات، مستقبلات الألم (TRPV1)، ما يؤدي لإحداث الإحساس بالحرقان، بينما في معظم أنواع الطيور، يكون له تأثير ضئيل.
ودفعت هذه الحقيقة، الفريق البحثي إلى التساؤل عما إذا كان من الممكن للبشر أن يكون لديهم متغير جيني يجعل مستقبلات الألم، أكثر شبهاً بالطيور، وأكثر مقاومة للألم.
في دراسة نُشرت الخميس في دورية «جورنال أوف كلينيكال انفستيجيشن»، حدد الفريق البحثي نوعاً جينياً محدداً من مستقبلات (TRPV1) يقلل من حساسية الألم لدى البشر، وهو المتغير (K710N)، على الرغم من أن هذا البديل نادر للغاية، فإن الباحثين تمكنوا من تكرار تأثيراته باستخدام عقار مصمم خصيصاً، وعندما اختبروا هذا العقار في الخلايا المعدلة وراثياً، قلل بشكل كبير من تفاعل مستقبلات الألم مع «الكابسيسين».
ويقول إريك جروس، أستاذ مساعد في التخدير والجراحة وطب الألم، الباحث الرئيسي بالدراسة، في تقرير نشره الموقع الإلكتروني للمركز الطبي لجامعة ستانفورد، بالتزامن مع نشرها: «لقد اندهشنا تماماً من حدوث مثل هذا الانخفاض في نشاط استجابة هذا المتغير الجيني (TRPV1) للكابسيسين». ويضيف: «استخدمنا بعد ذلك تقنية التحرير الجيني (كريسبر- كاس 9) لإكساب الفئران هذا المتغير الجيني، لمعرفة ما إذا كانت هذه الفئران ستتناول طعام الطيور المغطى بالكابسيسين الذي ترفضه الفئران العادية، وكانت الاستجابة فورية أكثر مما توقع الباحثون، فبمجرد وضع طعام الطيور الحار على أرضية القفص، رفعت الفئران العادية مخالبها بقدر ما تستطيع لتجنب لمس مادة الكابسيسين، ما يشير إلى أنه حتى ملامسة الجلد تسبب الألم، وفي الوقت نفسه، تناولت الفئران التي تحمل المتغير (K710N) بعض طعام الطيور الحار».
وبناء على هذه الاستجابات السلوكية وغيرها، يقدر جروس أن الطفرة قللت الألم بنحو 50 في المائة.
ومن خلال فهم دقيق لكيفية تغيير المتغير الجيني (K710N) بنية ووظيفة مستقبلات الألم (TRPV1)، تمكن الباحثون من تصميم دواء له نفس التأثير، وعندما أعطوا الدواء للفئران عن طريق الحقن أو التسريب، قلل من حساسيتها للكابسيسين وقلل من الألم المزمن الناجم عن إصابة الأعصاب.


مقالات ذات صلة

لقاح مبتكر وفعّال ضد فيروس «سي»

يوميات الشرق الدكتور كومار ناغارثينام وفريقه يعملون على تصميم مبتكر للقاح ضد «فيروس سي» (جامعة لوبيك)

لقاح مبتكر وفعّال ضد فيروس «سي»

طوّر باحثون في جامعة لوبيك الألمانية تصميماً أولياً مبتكراً للقاح ضد فيروس التهاب الكبد الوبائي «سي»، يمكن أن يُحدث تحولاً في سعي العالم للقضاء على هذا الفيروس.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد خلال إحدى النسخ السابقة لـ«سي بي إتش أي الشرق الأوسط» (الموقع الرسمي للمعرض)

السعودية تستعد لنمو قطاع الأدوية 7.6% سنوياً حتى 2030

قطاع الأدوية في السعودية يشهد تغيراً جذرياً، حيث بلغت قيمته نحو 12.6 مليار دولار في العام الماضي ومن المتوقع أن يسجل نمواً سنوياً مركباً قدره 7.6 في المائة.

زينب علي (الرياض)
أفريقيا أشخاص يتلقون جرعات من اللقاح المضاد لـ«الكوليرا» في جنوب السودان (أرشيفية - منظمة الصحة العالمية)

«أطباء بلا حدود»: انتشار «سريع» للكوليرا في جنوب السودان

حذّرت منظمة «أطباء بلا حدود»، في بيان اليوم (الجمعة)، من أن وباء الكوليرا «ينتشر سريعاً» في شمال جنوب السودان الذي يضم آلاف اللاجئين.

«الشرق الأوسط» (جوبا)
صحتك الأزمة القلبية حالة طارئة تتطلب علاجاً فورياً (جامعة أكسفورد)

6 علامات تشير لمشكلة صحية في القلب

ست علامات يجب أن تكون على دراية بها لمعرفة إذا كانت هناك خطورة على عضلة قلبك.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك الزنك... وهرمون الذكورة

الزنك... وهرمون الذكورة

في رسالة إلكترونية وصلت إلى بريد «استشارات» في «الشرق الأوسط»، سأل القارئ عبد الإله يقول: «نصحني أحدهم بتناول حبوب الزنك من الصيدلية واستخدامها بشكل يومي

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)

«إلى عالم مجهول» يسلّط الضوء على معاناة اللاجئين الفلسطينيين بأوروبا

أفيش الفيلم  (البحر الأحمر السينمائي)
أفيش الفيلم (البحر الأحمر السينمائي)
TT

«إلى عالم مجهول» يسلّط الضوء على معاناة اللاجئين الفلسطينيين بأوروبا

أفيش الفيلم  (البحر الأحمر السينمائي)
أفيش الفيلم (البحر الأحمر السينمائي)

يجدد الفيلم الفلسطيني «إلى عالم مجهول» للمخرج مهدي فليفل، تسليط الضوء على معاناة اللاجئين الفلسطينيين في أوروبا. ويشارك الفيلم ضمن مسابقة الأفلام الطويلة بمهرجان البحر الأحمر السينمائي بمدينة جدة السعودية.

ويؤدي بطولته محمود بكري، وآرام صباح، وإنجليكا بابوليا، ومحمد الصرافة، ومنذر رياحنة، وكتب السيناريو مهدي فليفل، بالاشتراك مع فيصل بوليفة وجيسون ماك كولجن، فيما شاركت في إنتاجه 7 دول هي فلسطين، وبريطانيا، وفرنسا، واليونان، وألمانيا، والسعودية، وقطر، واستحوذ الفيلم على اهتمام الجمهور السعودي وضيوف المهرجان، حيث نفدت تذاكره قبل العرضين الأول والثاني له.

وفي الفيلم يغادر الفلسطينيان «شاتيلا» وابن عمه «رضا» مخيم «عين الحلوة» بلبنان إلى أثينا لرغبتهما في الهجرة إلى ألمانيا، يحلم «شاتيلا» بافتتاح محل صغير هناك ليجمع شمله مع زوجته نبيلة وطفله الصغير اللذين تركهما، حيث يؤكد «شاتيلا» أن مهمته ستكون سهلة لبراعة زوجته بالطبخ، وأن الجميع حين يُشم رائحة طعامها سوف يصبحون زبائن دائمين له.

لا يملك أي من «شاتيلا» و«رضا» جواز سفر ولا أي مال يعينهما على رحلتهما، لا سيما بعدما وقع «رضا» في هوة الإدمان وقد أنفق على المخدرات ما جمعاه معاً لأجل تحقيق حلمهما، ثم يتعرف «شاتيلا» على مزَور ليقوم بعمل جواز سفر لكل منهما ليتمكنا من السفر، يبدو «شاتيلا» مُصراً على وجهته حتى لو ارتكب جريمة، فيما يشعر رضا بتأنيب الضمير، ويُظهر الفيلم كثيراً من إنسانيتهما بعد لقائهما بصبي فلسطيني ويساعدانه للوصول لعمته بإيطاليا.

فليفل الذي يعيش بين الدنمارك وبريطانيا كان قد أسس شركته الإنتاجية مع المنتج الآيرلندي باتريك كامبل، وقد أنتجت فيلمه الوثائقي «عالم ليس لنا» 2012، فيما يعود في فيلمه «إلى عالم مجهول» إلى أثينا التي صور بها فيلمه الروائي القصير «رجل يغرق».

وكشف فليفل في مؤتمر صحافي عقب عرض الفيلم بمهرجان البحر الأحمر أن العمل استغرق تصويره 11 عاماً منذ طرح عليه صديق له الفكرة التي راقت له كثيراً، قائلاً: «في البداية أردت تقديمها بعمل وثائقي، لكنني فضلت تقديمها في إطار روائي وهو ما أميل إليه أكثر».

مهدي فليفل يؤكد اهتمامه بتقديم وجوه مختلفة في أفلامه (البحر الأحمر السينمائي)

وتطرق المخرج الفلسطيني متحدثاً عن مرحلة اختيار أبطاله، قائلاً إنه «يهوى تقديم وجوه مختلفة على الشاشة، وأوضح أنه اختار محمود بكري لأنه، حسب وصفه، (جوهرة خام)، وقد عمل معه لفترة على الشخصية ومع كل الممثلين، وجاءت النتيجة جيدة كما تمناها».

وبحسب الناقد الكويتي عبد الستار ناجي فإنه «رغم أن موضوع الفيلم ينخرط في إطار أفلام الهجرة، فإن فلسطين تظل النبض الحقيقي لإيقاع هذا العمل بكل مضامينه وأبعاده».

ويضيف ناجي في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «منذ المشهد الأول يدفعنا مهدي فليفل إلى عمق الأزمة وكأنه يريد اختصار المسافات عبر تقديم وتحليل الشخصيات المحورية، فيما يدهشنا الفنان الشاب محمود بكري بأدائه لشخصية (شاتيلا) وهو يسير على درب والده الفنان محمد بكري وأشقائه، كما يدهشنا أرام صباغ (رضا) وبقية الممثلين».

المخرج مهدي فليفل مع بعض فريق عمل الفيلم على الرد كاربت (البحر الأحمر السينمائي)

ويرى ناجي أن «رحلة تحقيق الحلم تبدو موؤودة منذ البداية حيث تتسع الهوة وتتوالى الخيبات والعثرات في فيلم مصنوع بعناية ومتماسك عبر مجموعة ممثلين تعاملوا باحترافية رغم أن بعضهم يقف أمام الكاميرا للمرة الأولى، وعبر مخرج يتجاوز كثيراً من الصيغ التقليدية والمستعادة من خلال إيقاع محكوم وحوارات عفوية تجعل المشاهد يدخل إلى عوالم تلك الشخصيات ببساطة، وكتابة تحمل الكثير من المعايشة للحالة الآنية للمهاجرين».

ويختتم ناجي رؤيته للفيلم مؤكداً أنه «فيلم شديد القسوة، لكنه في الوقت ذاته شديد الشفافية والوضوح، يحقق نقلة إضافية في مسيرة مخرجه السينمائية».