وفد من «حزب الله» يزور عون في مسعى لإحياء «التفاهم»

الرئيس ميشال عون مستقبلاً وفد «حزب الله» أمس (الوكالة الوطنية)
الرئيس ميشال عون مستقبلاً وفد «حزب الله» أمس (الوكالة الوطنية)
TT

وفد من «حزب الله» يزور عون في مسعى لإحياء «التفاهم»

الرئيس ميشال عون مستقبلاً وفد «حزب الله» أمس (الوكالة الوطنية)
الرئيس ميشال عون مستقبلاً وفد «حزب الله» أمس (الوكالة الوطنية)

زار وفد من «حزب الله» الرئيس اللبناني السابق ميشال عون، في لحظة توتر سياسي مع رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، وتعثّر التوافقات بين الطرفين على اسم واحد لرئاسة الجمهورية، في مؤشر جديد على الجهود التي يبذلها الحزب مع حليفه؛ للحفاظ على التفاهم الذي يدخل عامه الـ17 في الأسبوع المقبل.
واستقبل عون في دارته في الرابية وفداً نيابياً من كتلة «الوفاء للمقاومة»، ضم رئيس الكتلة النائب محمد رعد، والنواب حسين الحاج حسن، وأمين شري، وعلي عمار، وحسن فضل الله. وشدد الرئيس عون خلال اللقاء على «أهمية الشراكة الوطنية، واستكمال مشروع بناء الدولة، ومكافحة الفساد، وصون حقوق المواطنين».
ووصف النائب رعد اللقاء بـ«الوديّ جداً»، مضيفاً: «أعربنا خلال اللقاء مجدداً عن تقديرنا الكبير للعلاقة الثابتة الوازنة فيما بيننا، التي عززت الشراكة الوطنية وحمت السلم الأهلي، وحصنت السيادة الوطنية عبر ردع جدي وحقيقي وفره التزام معادلة الجيش والشعب والمقاومة، التي دفعت عن لبنان مخاطر الغزوة التكفيرية الإرهابية الجامحة، كما دفعت وتدفع عنه مخاطر الاعتداءات والانتهاكات الصهيونية».
وأشار إلى أن «هذه العلاقة التشاركية وفّرت مناخاً مواتياً لبناء مشروع الدولة وفق ما نصت عليه وثيقة الوفاق الوطني والتي لم ترُق لكثر»، مؤكداً: «عزمنا وحرصنا على مواصلة العلاقة التشاركية المهمة مع (التيار الوطني الحر) وفق الأسس التي أسهم الرئيس العماد ميشال عون في إرسائها، والتي تقوم على الصدق والوضوح والشجاعة في مقاربة المختلف بروح حوارية جادة ووطنية وتفهم متبادل، بعيداً من الضوضاء والصخب».
وقال رعد إن «بلدنا اليوم بحاجة إلى تضافر جهود الجميع وفق هذه الأسس؛ للنهوض من الأزمة الراهنة واستئناف مسيرة بناء الدولة لوطن حر سيد مستقل منفتح على العالم، على قاعدة الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة».
وتأتي زيارة وفد «حزب الله» لعون بعد أقل من أسبوع على انتقادات وجهها النائب جبران باسيل للحزب، على خلفية الملف الرئاسي، ورفض باسيل دعم النائب السابق سليمان فرنجية الذي يدعم «حزب الله» وصوله للرئاسة، كما رفض باسيل وصول قائد الجيش العماد جوزيف عون إلى الرئاسة كمرشح توافقي، وهو ملف طرحه رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط مع «حزب الله» في وقت سابق. ويدعو «حزب الله» للتوافق على اسم للرئاسة، فيما لوّح باسيل باحتمال إعلان ترشحه.
وأعلن عضو كتلة «اللقاء الديمقراطي» النائب وائل أبو فاعور أن «الاسم الأكثر تداولاً هو اسم قائد الجيش، وهو ليس الاسم الوحيد الذي يتم التداول به»، مضيفاً أن السؤال اليوم هو: «هل يكون قائد الجيش رئيساً للجمهورية أو لا يكون؟».
وكشف أبو فاعور، في تصريح تلفزيوني، أنه «في خانة الأسماء التوافقية يُطرح اسم قائد الجيش، أما سليمان فرنجية فيُطرح كمرشح لفريق ما»، مضيفاً: «من الواضح أن الرئيس نبيه بري يفضل فرنجية ويدعم وصوله إلى رئاسة الجمهورية».
وقال أبو فاعور إنه «ليس لدى جنبلاط أي هدف سياسي خاص فيما يقوم به، فالهدف الوحيد الذي يدفع جنبلاط للقيام بما يقوم به هو شعوره بالأزمة الاقتصادية ومدى المعاناة التي يقوم بها المواطن اللبناني، وشعوره بضرورة التسوية السياسية، وقناعته بأنه في نهاية المطاف ستنتهي الأمور بتسوية سياسية، وبالتالي لا بد من تفادي إضاعة الوقت، وتحميل المواطن اللبناني أعباء إضافية». وقال: «الأمور ليست سهلة، وجنبلاط ليس واهماً بأن الأوضاع سهلة، وهناك مجموعة تشابكات محلية وغير محلية، وصراع على موقع الرئاسة، ولا تعلن جميع الأطراف ما تُضمر من مواقف سياسية»، لافتاً إلى أن جنبلاط يحاول مع جميع الأطراف السياسية، ولكن الأمور حتى اللحظة لا تبدو واعدة على المدى القريب».
وتحاول مختلف القوى السياسية البحث عن مرشحين يمكن تسويق ترشيحاتهم، ويحصدون أكبر عدد من أصوات النواب. وقال عضو كتلة «الكتائب» النائب سليم الصايغ: «نبحث مع (المرشح الرئاسي) النائب ميشال معوض عن مرشح بديل في حال الوصول إلى حائط مسدود، ولكن مستمرون في المعركة إلى جانب معوض حتى الساعة». وأوضح الصايغ أن «رئيس حزب (الكتائب) النائب سامي الجميّل زار قائد الجيش جوزيف عون، وعون يتمتّع بميزات القيادة، ومؤهل لتسلّم القيادة، ولكن هناك سلة أسماء أخرى». وأكد أن «على قائد الجيش التعبير عن رغبته صراحة في الترشح لسدة الرئاسة، وهو ضمن سلة أسماء يمكن لحزب (الكتائب) السير بها».


مقالات ذات صلة

«حزب الله» يصطدم بـ«ترويكا» مسيحية يحاصرها الاختلاف رئاسياً

المشرق العربي «حزب الله» يصطدم بـ«ترويكا» مسيحية يحاصرها الاختلاف رئاسياً

«حزب الله» يصطدم بـ«ترويكا» مسيحية يحاصرها الاختلاف رئاسياً

كشف مصدر نيابي لبناني محسوب على «محور الممانعة»، عن أن «حزب الله»، بلسان رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد، بادر إلى تلطيف موقفه حيال السجال الدائر حول انتخاب رئيس للجمهورية، في محاولة للالتفاف على ردود الفعل المترتبة على تهديد نائب أمين عام الحزب الشيخ نعيم قاسم، المعارضين لانتخاب زعيم تيار «المردة» النائب السابق سليمان فرنجية، بوضعهم أمام خيارين: انتخاب فرنجية أو الفراغ.

محمد شقير (بيروت)
المشرق العربي تصعيد إسرائيلي ضد «حلفاء إيران» في سوريا

تصعيد إسرائيلي ضد «حلفاء إيران» في سوريا

شنَّت إسرائيل هجوماً بالصواريخ بعد منتصف ليل الجمعة - السبت، استهدف مستودعاً للذخيرة لـ«حزب الله» اللبناني، في محيط مطار الضبعة العسكري بريف حمص، ما أدَّى إلى تدميره بشكل كامل وتدمير شاحنات أسلحة. جاء هذا الهجوم في سياق حملة إسرائيلية متصاعدة، جواً وبراً، لاستهداف مواقع سورية توجد فيها ميليشيات تابعة لطهران على رأسها «حزب الله». وأشار «المرصد السوري لحقوق الإنسان» (مقره بريطانيا)، إلى أنَّ إسرائيل استهدفت الأراضي السورية 9 مرات بين 30 مارس (آذار) الماضي و29 (أبريل) نيسان الحالي، 3 منها براً و6 جواً، متسببة في مقتل 9 من الميليشيات وإصابة 15 آخرين بجروح. وذكر أنَّ القتلى 5 ضباط في صفوف «الحرس ا

«الشرق الأوسط» (لندن)
المشرق العربي «حزب الله» و«الوطني الحر» يعترفان بصعوبة انتخاب رئيس من دون تفاهم

«حزب الله» و«الوطني الحر» يعترفان بصعوبة انتخاب رئيس من دون تفاهم

يبدو أن «حزب الله» أعاد النظر بسياسة التصعيد التي انتهجها، الأسبوع الماضي، حين خير القوى السياسية بين مرشحَيْن: رئيس تيار «المردة»، سليمان فرنجية، أو الفراغ؛ إذ أقر رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة»، النائب محمد رعد، يوم أمس، بأنه «لا سبيل لإنجاز الاستحقاق الرئاسي إلا بتفاهم الجميع». وقال: «نحن دعمنا مرشحاً للرئاسة، لكن لم نغلق الأبواب، ودعونا الآخرين وحثثناهم من أجل أن يطرحوا مرشحهم، وقلنا: تعالوا لنتباحث.

بولا أسطيح (بيروت)
المشرق العربي إسرائيل تدمر مستودعاً وشاحنات لـ«حزب الله» في ريف حمص

إسرائيل تدمر مستودعاً وشاحنات لـ«حزب الله» في ريف حمص

أعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن صواريخ إسرائيلية استهدفت بعد منتصف ليل الجمعة - السبت، مستودعاً للذخيرة يتبع «حزب الله» اللبناني، في منطقة مطار الضبعة العسكري في ريف حمص، ما أدى لتدميره بشكل كامل، وتدمير شاحنات أسلحة.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي إسرائيل: «حزب الله» وراء انفجار قنبلة شمال البلاد الشهر الماضي

إسرائيل: «حزب الله» وراء انفجار قنبلة شمال البلاد الشهر الماضي

قال مستشار الأمن الوطني الإسرائيلي تساحي هنجبي أمس (الجمعة) إن «حزب الله» اللبناني كان وراء هجوم نادر بقنبلة مزروعة على جانب طريق الشهر الماضي، مما أدى إلى إصابة قائد سيارة في شمال إسرائيل، وفقاً لوكالة «رويترز». وقال الجيش الإسرائيلي إن قوات الأمن قتلت رجلا كان يحمل حزاما ناسفا بعد أن عبر على ما يبدو من لبنان إلى إسرائيل وفجر قنبلة في 13 مارس (آذار) بالقرب من مفترق مجيدو في شمال إسرائيل. وأوضح مسؤولون في ذلك الوقت أنه يجري التحقيق في احتمال تورط «حزب الله» المدعوم من إيران في الانفجار.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)

جنبلاط: دور الجيش أسقط «الأمن الذاتي»... وجعجع: لا عودة إلى ما قبل 7 أكتوبر

اجتماع تكتل «الجمهورية القوية» برئاسة رئيس «القوات» سمير جعجع (حزب القوات اللبنانية)
اجتماع تكتل «الجمهورية القوية» برئاسة رئيس «القوات» سمير جعجع (حزب القوات اللبنانية)
TT

جنبلاط: دور الجيش أسقط «الأمن الذاتي»... وجعجع: لا عودة إلى ما قبل 7 أكتوبر

اجتماع تكتل «الجمهورية القوية» برئاسة رئيس «القوات» سمير جعجع (حزب القوات اللبنانية)
اجتماع تكتل «الجمهورية القوية» برئاسة رئيس «القوات» سمير جعجع (حزب القوات اللبنانية)

قال الرئيس السابق لـ«الحزب التقدمي الاشتراكي»، وليد جنبلاط، إن الدور الذي قام به الجيش اللبناني خلال الحرب أسقط كل الادعاءات السخيفة ولكن الخطيرة بما يُسمى في الأمن الذاتي، في وقت عدّ فيه رئيس حزب «القوات اللبنانية»، سمير جعجع، أن «(حزب الله) ارتكب جريمة كبيرة بحق اللبنانيين»، مؤكداً أنه لا عودة إلى ما قبل 7 أكتوبر.

وتأتي مواقف جنبلاط وجعجع مع ارتفاع الأصوات في لبنان، بعد وقف إطلاق النار، الرافضة لما يقول «حزب الله» على لسان مسؤوليه إنه «انتصار»، لا سيما في ظل الخسائر البشرية والاقتصادية والاجتماعية التي نتجت عن الحرب التي استمرت أكثر من شهرين.

وتحدّث جنبلاط، في لقاء موسع مع حزبيين، عن اتفاق وقف إطلاق النار الأخير والقرارات الدولية السابقة، قائلاً: «بانتظار الانسحاب الإسرائيلي الكامل من الأرض اللبنانية، وتطبيق كل القرارات الدولية من (1701) إلى اتفاق الهدنة، لا بد من الأخذ بعين الاعتبار أن القرار الدولي (242)، الصادر في عام 1967، لا يشمل لبنان، أي أن مزارع شبعا وتلال كفرشوبا هي عملياً أراضٍ سورية محتلة، إلى أن يجري الترسيم بين الدولة اللبنانية والدولة السورية، وعندها تصبح لبنانية. لكن في الوقت الحاضر ليست لبنانية، والقرار (242) لا يشمل لبنان».

وأضاف: «بانتظار أن تعود إلى الدولة اللبنانية حصرية امتلاك السلاح، وحصرية إعلان قرار الحرب والسلم»، موجهاً التحية إلى «رئيس البرلمان نبيه بري الصديق الكبير والحليف التاريخي، ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي؛ اللذين عملا على إنجاح وقف إطلاق النار عبر الوسيط الأميركي آموس هوكستين، وأيضاً الاهتمام الدائم والكبير للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون».

رئيس «الاشتراكي» السابق وليد جنبلاط (رويترز)

من جهته، تحدّث جعجع عن سقوط نظرية «وحدة الساحات»، مشيراً إلى أن نتائج «حرب الإسناد» التي فتحها «حزب الله» كانت دمار غزة كلياً ودمار لبنان، ومنتقداً كلام مسؤولي «حزب الله» عن «الانتصار بمنطق عجيب غريب لا يمت إلى الواقع بصلة».

رئيس حزب «القوات» سمير جعجع (حزب القوات)

وقال جعجع، بعد اجتماع استثنائي عقده تكتل «الجمهورية القوية» والهيئة التنفيذية في حزب «القوات»، لمناقشة اتفاق وقف إطلاق النار: «(حزب الله) أخذ لبنان إلى حرب كان غالبية اللبنانيين ضدها، وبُذلت جهود كثيرة لإيقافها طوال الأشهر الماضية، عبر وزراء خارجية؛ لإقناعه بوقفها، لكنه تمسّك بموقفه وأصر على الاستمرار بما يقوم به».

ورأى أن «(حزب الله) ارتكب جريمة كبيرة في حق اللبنانيين، وفي حق سكان البقاع والجنوب والضاحية، وكنا في غنى عن استشهاد أكثر من 4000، وعن تهجير من تهجّر وتدمير ما تدمّر، ورغم كل هذه الكوارث لا يزال نواب الحزب يتحدثون عن (انتصار) بمنطق عجيب غريب لا يمت إلى الواقع بصلة».

وأضاف: «على جماعة (حزب الله) أن يكونوا صادقين مع أنفسهم، وعليهم الاجتماع مع قيادة الجيش ووضع خطة لتفكيك بنيتهم العسكرية شمال الليطاني»، مجدداً تأكيد عدم شرعية سلاح «الحزب»، وقال: «نحن في الأساس، لا نعد أن سلاح (حزب الله) شرعي، والقرار الذي وافق عليه الحزب بنفسه لوقف إطلاق النار يشكّل أكبر دليل على عدم شرعية هذا السلاح»، مشدداً: «لا يمكن العودة إلى الوضعية التي كنا عليها قبل السابع من أكتوبر في لبنان».

وأضاف: «ولّى زمن عدم تنفيذ الاتفاقات والتعهدات. الحكومة ومجلس النواب، كما (حزب الله)، يجب أن يقفوا أمام مسؤولياتهم، ويعملوا على تنفيذ ما تم الاتفاق عليه، بما يخدم مصلحة لبنان ويؤمن استقراره. ووفق الاتفاق، السلاح يجب أن يبقى في يد الجيش اللبناني والقوى الأمنية فقط».

وعبّر جعجع في المقابل «عن التعاطف مع العائلات التي فقدت أحد أفرادها ومع الجرحى، وكل من فقد منزلاً أو رزقه، وكل من اضطر إلى ترك منزله».

وأكد جعجع أن «جميع اللبنانيين مع القضية الفلسطينية؛ لأنها قضية حق، ولا يمكن لأحد أن يزايد على الآخر في هذا الشأن، ولكن الكارثة تكمن في زجّ لبنان في المشكلات عبر المتاجرة بهذه القضية، وكأن لبنان هو من يستطيع حلها».