كيف ينظر الليبيون لاستقبال سفارة أميركا قادة تشكيلات مسلحة؟

سياسيون عدّوها مجرد محاولة لـ«الحد من انتشار عناصر فاغنر» الروسية

من لقاء سابق بين ليزلي أوردمان القائم بالأعمال السفارة الأميركية ومعمر الضاوي (يمين) أحد قادة التشكيلات المسلحة في طرابلس (السفارة الأميركية على «تويتر»)
من لقاء سابق بين ليزلي أوردمان القائم بالأعمال السفارة الأميركية ومعمر الضاوي (يمين) أحد قادة التشكيلات المسلحة في طرابلس (السفارة الأميركية على «تويتر»)
TT

كيف ينظر الليبيون لاستقبال سفارة أميركا قادة تشكيلات مسلحة؟

من لقاء سابق بين ليزلي أوردمان القائم بالأعمال السفارة الأميركية ومعمر الضاوي (يمين) أحد قادة التشكيلات المسلحة في طرابلس (السفارة الأميركية على «تويتر»)
من لقاء سابق بين ليزلي أوردمان القائم بالأعمال السفارة الأميركية ومعمر الضاوي (يمين) أحد قادة التشكيلات المسلحة في طرابلس (السفارة الأميركية على «تويتر»)

طالع ليبيون باستغراب شديد خبر استضافة القائم بأعمال السفارة الأميركية في طرابلس، ليزلي أوردمان، آمر الكتيبة (55) معمر الضاوي، أحد قادة التشكيلات المسلحة البارزة بالمنطقة الغربية، والمتهم بارتكاب انتهاكات جسيمة ضد المهاجرين غير الشرعيين، وفقاً لمنظمات حقوقية ليبية؛ وهو ما أثار تساؤلات كثيرة عن مغزى وأهداف هذا اللقاء.
بداية، يرى عضو مجلس النواب الليبي، علي التكبالي، أن هدف لقاءات المسؤولين الأميركيين بتلك الشخصيات، والتي تعددت بين ما هو معلن وسري خلال الفترة الأخيرة «يتمثل في تحذيرهم من مغبة القيام بأي محاولة لعرقلة ما قد تقترحه واشنطن من خطط بمسار الأزمة الليبية».
وقال التكبالي في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن واشنطن «عازمة على إيجاد حكومة موحدة، تحظى ظاهرياً برضا أغلبية الليبيين، ويتم الاعتراف بها دولياً؛ كي تطالب عبر الأمم المتحدة بإخراج القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا، وفي مقدمتهم بالطبع عناصر شركة (فاغنر) الروسية».
أما وكيل وزارة الخارجية الأسبق، حسن الصغير، فرأى أن واشنطن «لن تتردد في التعاطي مع أي آلية تؤدي إلى إخراج عناصر (فاغنر) من ليبيا والقارة الأفريقية، بما في ذلك إمكانية إيجاد تنسيق، أو تكوين قوة مشتركة بين القوى المسلحة في عموم ليبيا، إضافة إلى المضي قدماً بمسار تشكيل حكومة منتخبة تطالب بإخراج عناصر (فاغنر)» من البلاد.
وأشار الصغير في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن واشنطن «تركز حالياً على العراقيل التي تواجه العملية السياسية، وتحديداً إيجاد القاعدة الدستورية المنظمة للانتخابات»، مشدداً على أنها ستحافظ على هذا الهدف «حتى لو تطلب ذلك توجيه تحذير مباشر للدول الراعية، وللمحركة الميليشيات إذا ما قامت هذه الأخيرة بتعطيل عملها».
مبرزاً أن «أحد أهداف زيارة مدير جهاز الاستخبارات الأميركية، وليام بيرنز، للعاصمة الليبية مؤخراً كان هو «تحذير الدبيبة من مغبة القيام بأي عمل يجدد الصراع العسكري، خاصة بالقرب من منابع النفط». ولم يبتعد المحلل السياسي الليبي، أحمد المهدوي، عن الآراء السابقة، حيث رجح أن «يكون نجاح (فاغنر) في توسيع وجودهم بأكثر من دولة أفريقية «دفع واشنطن وحلفاءها إلى تغيير سياساتهم بالقارة السمراء في محاولة لعزل تلك العناصر». وقال المهدوي لـ«الشرق الأوسط»، إن واشنطن «باتت لا تستبعد في خططها أي فرضية يمكن أن تقود لتوسيع نفوذ (فاغنر) في ليبيا، بما في ذلك إجراء تفاهمات مع التشكيلات المسلحة بعموم البلاد، رغم أن (فاغنر) تعمل بشكل منفرد، وبالتالي جاءت اللقاءات مع الشخصيات العسكرية والميليشياوية الليبية للتحذير من حدوث مثل هذه التفاهمات». وذهب إلى أن هذه اللقاءات تستهدف «التعرف على آخر المستجدات بشأن قنوات التواصل، التي دشنت مؤخراً بشكل غير مباشر بين الجيش الوطني، وبعض التشكيلات المتواجدة بالمنطقة الغربية».
من جهته، أشار الباحث بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية»، أحمد عليبة، إلى أنه بعد لقاء قائد القوات الجوية الأميركية في أفريقيا، الجنرال جون دي لامونتاني، بالمشير حفتر، انتشرت تسريبات حول وجود خطة أميركية لترتيبات أمنية بين القوى المسلحة في شرق البلاد وغربها. وقال عليبة في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن الخطة «تتركز على استيعاب الجيش الوطني بعض الفصائل في الغرب، ولكن ليس بشكل مؤسسي كما كان يطرح سابقاً، بل بشكل صفقة مصالح». ورأى، أن «الأميركيين يحاولون إقناع الأطراف المستهدفة بأن هذا الاندماج سيصبّ لصالحهما، عبر التلميح بمزايا التزود بالسلاح والتدريب. وبالأساس، فإن أغلب القوى الليبية تفضل التعاطي والتقرب من واشنطن مقارنة بباقي الدول الغربية».
وأضاف عليبة موضحاً، أن «ورقة (فاغنر) لم تعد بيد حفتر كما يتصور البعض، بل تحولت لورقة ضغط بيد أنقرة وموسكو، يقومان بتوظيفها لمواجهة باقي الأطراف الدولية، حيث باتت أنقرة تتذرع برفض مغادرة المرتزقة التابعين لها في ليبيا بوجود (فاغنر)، والعكس».
ويشدد الباحث المصري، على أن الهدف الأول لهذه الخطة الأميركية هو «محاربة وجود (فاغنر) في ليبيا، إلى جوار إمكانية الوصول لتهدئة وتسوية بين تلك المكونات المسلحة تحت مظلة سياسية، وهو ما سيحقق هدف انتهاء الحاجة إلى المرتزقة، والتخلص بشكل جزئي من معضلة التشكيلات المسلحة المعرقلة للعملية الانتخابية».


مقالات ذات صلة

القاهرة لإطلاع حفتر وصالح على نتائج زيارة شكري لتركيا

العالم العربي القاهرة لإطلاع حفتر وصالح على نتائج زيارة شكري لتركيا

القاهرة لإطلاع حفتر وصالح على نتائج زيارة شكري لتركيا

كشفت مصادر ليبية ومصرية متطابقة لـ«الشرق الأوسط» عن سلسلة اتصالات، ستجريها القاهرة مع السلطات في شرق ليبيا، بما في ذلك مجلس النواب و«الجيش الوطني»، لإطلاع المعنيين فيهما على نتائج زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري إلى تركيا أخيراً. وأدرجت المصادر هذه الاتصالات «في إطار التنسيق والتشاور بين السلطات المصرية والسلطات في المنطقة الشرقية». ولم تحدد المصادر توقيت هذه الاتصالات، لكنها أوضحت أنها تشمل زيارة متوقعة إلى القاهرة، سيقوم بها عقيلة صالح رئيس مجلس النواب، والمشير خليفة حفتر القائد العام لـ«الجيش الوطني». وكان خالد المشري رئيس المجلس الأعلى الدولة الليبي، ناقش مساء السبت مع وزير الخارجية ا

خالد محمود (القاهرة)
العالم العربي خطة حكومية عاجلة لوقف هجرة الأطباء الجزائريين إلى أوروبا

خطة حكومية عاجلة لوقف هجرة الأطباء الجزائريين إلى أوروبا

أعلنت الحكومة الجزائرية عن «خطة عاجلة» لوقف نزيف الأطباء الذين يهاجرون بكثرة، كل عام، إلى أوروبا وبخاصة فرنسا، بحثاً عن أجور عالية وعن ظروف جيدة لممارسة المهنة. وتفيد إحصاءات «مجلس أخلاقيات الطب»، بأن 15 ألف طبيب يشتغلون في المصحات الفرنسية حالياً، وقد درسوا الطب في مختلف التخصصات في الجزائر. ونزل موضوع «نزيف الأطباء» إلى البرلمان، من خلال مساءلة لوزير الصحة وإصلاح المستشفيات عبد الحق سايحي، حول ما إذا كانت الحكومة تبحث عن حل لهذه المشكلة التي تتعاظم من سنة لأخرى.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
العالم العربي تونس تتهيأ لاستقبال وزير الخارجية السوري تتويجاً لإعادة العلاقات

تونس تتهيأ لاستقبال وزير الخارجية السوري تتويجاً لإعادة العلاقات

يبدأ وزير الخارجية السوري فيصل المقداد اليوم زيارة إلى تونس تستمر حتى الأربعاء بدعوة من نظيره التونسي نبيل عمار، لإعلان استكمال المراحل المؤدية إلى إعادة العلاقات الثنائية بين البلدين، والبحث في كثير من الملفات الشائكة والعالقة على رأسها ملف الإرهاب، واستقبال الساحة السورية لآلاف من الشباب التونسيين المنضوين في صفوف التنظيمات الإرهابية. وأوردت مختلف وسائل الإعلام التونسي أخباراً حول الزيارة، وبقراءات عدة، من بينها التأكيد على أنها «ترجمة للتوازنات الجيوسياسية الإقليمية التي تعرفها المنطقة العربية، ومن بينها السعي نحو عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية». وكانت مؤسسة الرئاسة التونسية صورت عودة ا

المنجي السعيداني (تونس)
العالم العربي المغرب: دعوة لإسقاط مشروع قانون «اللجنة المؤقتة» لتسيير مجلس الصحافة

المغرب: دعوة لإسقاط مشروع قانون «اللجنة المؤقتة» لتسيير مجلس الصحافة

دعت «الفيدرالية المغربية لناشري الصحف بالمغرب» -أحد ممثلي ناشري الصحف في البلاد- أعضاء البرلمان بغرفتيه (مجلس النواب ومجلس المستشارين)، إلى إسقاط مشروع قانون صادقت عليه الحكومة، يقضي بإنشاء لجنة مؤقتة لتسيير «المجلس الوطني للصحافة» المنتهية ولايته، بدل إجراء انتخابات. وجاءت هذه الدعوة في وقت ينتظر فيه أن يشرع مجلس النواب في مناقشة المشروع قريباً. وذكر بيان لـ«الفيدرالية» مساء السبت، أنه تلقى «بارتياح، التصدي القوي والتلقائي لهذا المشروع من طرف الرأي العام المهني، والمجتمع المدني، وفاعلين جمعويين وسياسيين، وشخصيات مشهود لها بالنزاهة والكفاءة»، معتبراً: «إن هذا الموضوع لا يهم باستهداف منظمات مهن

«الشرق الأوسط» (الرباط)
العالم العربي باشاغا: ترشحي للرئاسة الليبية سيتحدد بعد صدور القوانين المنظمة للانتخابات

باشاغا: ترشحي للرئاسة الليبية سيتحدد بعد صدور القوانين المنظمة للانتخابات

قال فتحي باشاغا، رئيس حكومة «الاستقرار» الليبية، إنه باقٍ في منصبه «إلى أن تتفق الأطراف الليبية كافة على قوانين انتخابية يُرحب بها دولياً، والبدء في الإعلان عن مواعيد محددة للاستحقاق الانتخابي...

جاكلين زاهر (القاهرة)

الجيش الأميركي يحبط هجوما شنه «الحوثي» على سفن في خليج عدن

صورة وزّعها الحوثيون لطائرة مسيّرة (أ.ف.ب)
صورة وزّعها الحوثيون لطائرة مسيّرة (أ.ف.ب)
TT

الجيش الأميركي يحبط هجوما شنه «الحوثي» على سفن في خليج عدن

صورة وزّعها الحوثيون لطائرة مسيّرة (أ.ف.ب)
صورة وزّعها الحوثيون لطائرة مسيّرة (أ.ف.ب)

قال الجيش الأميركي اليوم الثلاثاء إن مدمرتين تابعتين للبحرية الأميركية كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية عبر خليج عدن أحبطتا هجوما شنته جماعة الحوثي اليمنية المتحالفة مع إيران.

وقالت القيادة المركزية الأميركية في منشور على منصة إكس إن الحوثيين أطلقوا عدة طائرات مسيرة وصاروخ كروز أثناء عبور السفن للخليج أمس الاثنين واليوم الثلاثاء. وأضافت "لم تسفر الهجمات الطائشة عن إصابات أو أضرار لأي سفن أو مدنيين أو البحرية الأميركية".

وكان المتحدث العسكري باسم جماعة الحوثي قال في وقت سابق اليوم الثلاثاء إن الجماعة استهدفت ثلاث سفن إمداد أميركية ومدمرتين أميركيتين مرافقتين لها في خليج عدن.