جدل بشأن تقديم مكملات الكروم لمرضى السكري

خبيرة تغذية دعت للحصول عليه من مصادره الطبيعية

الكروم يمكن الحصول عليه من مصادر طبيعية متعددة  (public domain)
الكروم يمكن الحصول عليه من مصادر طبيعية متعددة (public domain)
TT

جدل بشأن تقديم مكملات الكروم لمرضى السكري

الكروم يمكن الحصول عليه من مصادر طبيعية متعددة  (public domain)
الكروم يمكن الحصول عليه من مصادر طبيعية متعددة (public domain)

«بيكولينات الكروم» هو مكمل يأخذه العديد من الناس؛ حيث يتم الترويج له على أنه مفيد لمرضى السكري، غير أن هذه الفائدة لم يتم حسمها، ويوجد جدل علمي بشأنها؛ حيث تنفي دراسة علمية نشرتها مجلة «كلينكال نيوتريشن ريسيرش» وجود أي فوائد له.
وبينما ذهبت دراسة «كلينكال نيوتريشن ريسيرش» المنشورة في أبريل (نيسان) 2020 إلى أن الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع الثاني، لم يكن لمكملات الكروم أي تأثير مفيد لهم، سواء على مستوى الوزن أو مستويات السكر في الدم، قالت دراسة «جورنال أوف تريس إليمنتس إن ميدسين آند بيولوجي»، المنشورة في مارس (آذار) 2018، إن «بيكولينات الكروم» قد تقلل من خطر مقاومة الأنسولين، وبالتالي قد تقلل من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
وتقول سامانثا هيلر، اختصاصية التغذية السريرية في مركز لانجون الطبي بجامعة نيويورك في تقرير نشرته الثلاثاء شبكة «هيلث داي»: «رغم وجود دراسات تؤكد الفائدة، فإن أخرى تنفي هذا الأمر، فلا يوجد دليل معتبر يمكن الاستناد إليه، للقول إن مكملات الكروم تفيد مرضى السكري، وذلك رغم أن الإعلانات، تروج إلى أنها يمكن أن تعزز كتلة العضلات وتساعد في إنقاص الوزن وحساسية الأنسولين».
وسواء كانت مكملات الكروم مفيدة أو مضرة لمرضى السكري، ترى هيلر، أن «الكروم عنصر غذائي مهم، يسهم في نمو العظام ويعمل على تقويتها، ويسهم في حرق الدهون الموجودة في الجسم، ويقلل خطر الإصابة بأمراض القلب»، مشيرة إلى أنه يمكن الحصول عليه من المصادر الطبيعية، وليست المكملات الغذائية.
وأوضحت أنها لا تعارض تلك المكملات، لكنها ترفض التسويق لها بمعلومات غير دقيقة، هذا فضلاً عن أن «تناولها من دون استشارة طبيب قد يسبب بعض المشكلات الصحية»، على حد تعبيرها.
وتقول: «إذا كنت تتناول بالفعل أدوية السكري، فقد تخفض المكملات مستويات السكر في الدم إلى مستويات خطيرة، كما يحدث تفاعل بينها وبين بعض الأدوية مثل أدوية الحموضة، إذ يجب على الأشخاص الذين يعانون من مشكلات في الكبد أو الكلى، أو المصابين بفقر الدم، عدم استخدام الكروم دون التحدث إلى أطبائهم».
وتضيف أن «الجرعات العالية من الكروم يمكن أن تؤدي أيضاً إلى آثار جانبية خطيرة مثل تقليل تأثير الأنسولين الخافض للسكر، وتهيج المعدة والحكة واحمرار الجلد، كما تم الإبلاغ عن سرعة ضربات القلب أو عدم انتظامها، ومشكلات في الكبد وتلف الكلى».
من جانبه، يؤكد أحمد منتصر، باحث علوم الأغذية بمركز البحوث الزراعية، لـ«الشرق الأوسط»، أن «الكمية الكافية للرجال البالغين من الكروم محددة بـ35 ميكروغراماً يومياً. وللنساء البالغات 25 ميكروغراماً، يومياً».
ويوضح منتصر أن من بين المصادر الطبيعية لهذا العنصر الغذائي، «الخبز والحبوب الكاملة، واللحوم الخالية من الدهن، والجبن، والبهارات مثل الفلفل الأسود والزعتر، وخميرة البيرة، ودقيق الشوفان، والخوخ، والمكسرات».


مقالات ذات صلة

صداقات «السوشيال ميديا» تعزز الثقة بالنفس

صحتك منصات التواصل الاجتماعي أصبحت جزءاً أساسياً من حياة كثيرين (رويترز)

صداقات «السوشيال ميديا» تعزز الثقة بالنفس

توصلت دراسة أميركية حديثة إلى أن جودة الصداقات عبر الشبكات الاجتماعية يمكن أن تسهم في تقليل الشعور بالوحدة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق الخفافيش تعتمد على حاسة السمع للتنقل والتواصل (رويترز)

الخفافيش تتكيف مع فقدان السمع بخطة بديلة

كشفت دراسة أميركية عن استراتيجية بديلة تلجأ إليها الخفافيش عندما تفقد قدرتها على السمع.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك السجائر الإلكترونية هي أجهزة تنتج رذاذاً يُستنشق إلى الرئتين (رويترز)

السجائر الإلكترونية تُضعف تدفق الدم

كشفت دراسة أميركية عن وجود تأثيرات فورية لاستخدام السجائر الإلكترونية على وظائف الأوعية الدموية، حتى في حالة عدم احتوائها على النيكوتين.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك مرض الكلى المزمن يؤثر في واحد من كل 10 أشخاص حول العالم (جامعة مينيسوتا)

دواء للسمنة والسكري يحمي الكلى من التلف

كشفت دراسة دولية عن أن فئة من الأدوية المستخدمة لعلاج السمنة والسكري يمكن أن تقلل من خطر الإصابة بالفشل الكلوي وتوقف تدهور وظائف الكلى لدى مرضى الكلى المزمن.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق الاكتئاب يُعد أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً على مستوى العالم (جامعة أوكسفورد)

العلاج لا يصل لـ91 % من مرضى الاكتئاب عالمياً

كشفت دراسة دولية أن 91 في المائة من المصابين باضطرابات الاكتئاب بجميع أنحاء العالم لا يحصلون على العلاج الكافي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

مهرجان للفيلم الأوروبي في العاصمة طرابلس لكسر حاجز الانقسام

بوستر فيلم «عاصفة» الفرنسي المشارك في مهرجان الفيلم الأوروبي بطرابلس (السفارة الفرنسية)
بوستر فيلم «عاصفة» الفرنسي المشارك في مهرجان الفيلم الأوروبي بطرابلس (السفارة الفرنسية)
TT

مهرجان للفيلم الأوروبي في العاصمة طرابلس لكسر حاجز الانقسام

بوستر فيلم «عاصفة» الفرنسي المشارك في مهرجان الفيلم الأوروبي بطرابلس (السفارة الفرنسية)
بوستر فيلم «عاصفة» الفرنسي المشارك في مهرجان الفيلم الأوروبي بطرابلس (السفارة الفرنسية)

بعيداً عن التكلس السياسي الذي تعانيه ليبيا، انطلق في العاصمة طرابلس مهرجان للفيلم الأوروبي تحت إشراف بعثة الاتحاد الأوروبي إلى البلاد، بالتعاون مع الهيئة العامة للسينما والمسرح والفنون، في خطوة تستهدف توسيع الشراكة الثقافية وكسر حاجز الانقسام، من خلال تجميع الليبيين بالثقافة والفن.

وتشارك في النسخة الأولى من المهرجان، التي انطلق الأحد، 5 سفارات أوروبية عاملة في ليبيا، بأعمال يتم عرضها للجمهور مجاناً لمدة 5 أيام، تنتهي الخميس المقبل. وعبّر سفير بعثة الاتحاد الأوروبي لدى ليبيا، نيكولا أورلاندو، عن سعادته لافتتاح أول مهرجان سينمائي ليبي - أوروبي في طرابلس، إلى جانب الهيئة العامة للسينما والمسرح والفنون، وسفارات فرنسا وألمانيا وإيطاليا ومالطا وإسبانيا. وعدّ هذا الحدث «علامة فارقة في الشراكة الثقافية بين ليبيا والاتحاد».

ويعرض مساء اليوم (الاثنين) فيلم «راعي البقر من الحجر الجيري» المقدم من سفارة مالطا، بقاعة الهيئة العامة للسينما والمسرح في شارع الزاوية بطرابلس، التي دعت الجمهور للاستمتاع بمشاهدته.

البوستر الترويجي لفيلم «فتاة عادت» الإيطالي (إدارة المرجان)

وبجانب الفيلم المالطي، فإن العروض المفتوحة للجمهور تتضمن، وفق ما أعلنت إدارة المهرجان، ورئيس بعثة الاتحاد، «طفلة عادت» من إيطاليا، و«قصر الحمراء على المحك»، إسباني، ويعرض الثلاثاء، ثم «كليو» (ألمانيا) الذي يعرض للجمهور الأربعاء، على أن يختتم المهرجان بفيلم «عاصفة» الفرنسي.

ولوحظ أن الدول المشاركة في المهرجان حرصت على تروّج الأعمال المشاركة، من هذا المنطلق دعا المركز الثقافي الفرنسي والسفارة الفرنسية في ليبيا الجمهور الليبي لحضور الفيلم الفرنسي الذي أخرجه كريستيان دوغواي، وقالا في رسالة للجمهور الليبي: «نحن في انتظاركم لتشاركونا هذه اللحظة السينمائية الاستثنائية».

جانب من افتتاح مهرجان الفيلم الأوروبي في طرابلس (البعثة الأوروبية إلى ليبيا)

وكان رئيس هيئة السينما والمسرح والفنون، عبد الباسط بوقندة، عدّ مبادرة الاتحاد لإقامة المهرجان «خطوة إيجابية في مسار الشراكة بين ليبيا، متمثلة في هيئة السينما والمسرح والفنون، والاتحاد الأوروبي والدول الخمس المشاركة».

وأضاف بوقندة، في كلمة الافتتاح، الذي بدأ الأحد بعرض الأفلام، أن المناسبة «تفتح آفاقاً واسعة في مجالات السينما كواحدة من أهم أنواع التواصل بين الشعوب ومرآة عاكسة لكثير من القضايا الاجتماعية والإنسانية والثقافية التي تسهم بفاعلية في توعية الناس، وتدفع بهم تجاه الارتقاء والإحساس بالمسؤولية».

بوستر فيلم «عاصفة» الفرنسي (السفارة الفرنسية لدى ليبيا)

وخلال مراسم الافتتاح، عُرض فيلم «شظية» الليبي الذي أنتج في الثمانينات، من تأليف الأديب الليبي المعروف إبراهيم الكوني، ويحكي قصة معاناة الليبيين مع الألغام التي زرعت في صحراء ليبيا خلال الحرب العالمية الثانية، وراح ضحيتها كثير من المواطنين في مدن ومناطق مختلفة من البلاد.

وبجانب العروض السينمائية في ليبيا، تُجمّع الفنون في ليبيا عادةً من فرقت بينهم السياسة، ويحشد المسرح على خشبته ممثلين من أنحاء البلاد، كانت قد باعدت بينهم الآيديولوجيات في زمن ما، يحكون جميعاً أوجاعهم عبر نصوص ولوحات إبداعية، ويفتحون نوافذ جديدة للتلاقي والحوار بعيداً عن النزاع والانقسام السياسي.

وسبق أن تعطلت الحركة الفنية المسرحية في ليبيا، مُتأثرة بالفوضى الأمنية التي شهدتها ليبيا عقب اندلاع ثورة «17 فبراير» التي أسقطت نظام الرئيس الراحل معمر القذافي عام 2011. لكن مع الاستقرار النسبي الذي تشهده ليبيا يظل الرهان على الفن في اختبار الانقسام السياسي، الذي ضرب البلاد، لتوحيد الليبيين.