لبنان: تراجع عدد مسلحي «داعش» و«النصرة» إلى 700

عمليات تسلل لعناصر التنظيمين للهرب من جرود عرسال

لبنان: تراجع عدد مسلحي «داعش» و«النصرة» إلى 700
TT

لبنان: تراجع عدد مسلحي «داعش» و«النصرة» إلى 700

لبنان: تراجع عدد مسلحي «داعش» و«النصرة» إلى 700

خسر تنظيما «جبهة النصرة» و«داعش» في المنطقة الحدودية اللبنانية - السورية الشرقية معظم أوراقهما، بعد تشديد حزب الله الحصار من الجهة السورية على مناطق تمركزهما، واصطدامهما بالجيش اللبناني من الجهة اللبنانية، ما دفع بالعشرات محاولة التسلل للخروج من المنطقة.
ويتركز تواجد عناصر «جبهة النصرة» في منطقة الكسارات - وادي حميد وهي منطقة يحاصرها الجيش اللبناني غربا وحزب الله والجيش السوري شرقا، أما بالنسبة لعناصر «داعش» فيتحصن عناصره في جرود القاع - رأس بعلبك وجزء من جرود عرسال في القلمون الشمالي.
وأشارت مصادر ميدانية إلى أنّه وعلى وقع الحصار المشدد المفروض على عناصر التنظيمين، تشهد جرود عرسال عمليات فرار للمسلحين الذين يلجأون إلى هويات لبنانية وسورية مزورة، والتنكر بهدف مغادرة الجبهة إلى عرسال، وفق وجهتين، الأولى من عرسال الجرد تسللا عبر طريق جوسية - حسية - بادية الشام - الرقة ومن ثم إلى تركيا أو العراق. أما الوجهة الثانية، فغالبا ما تكون إلى الداخل اللبناني باتجاه قرى وبلدات الشمال أو البقاع الغربي.
وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط»، بأنه «بعد اشتداد الضغط على المسلحين وحصر حركتهم في رقعة ضيقة، إضافة إلى الاستهداف شبه اليومي لتحركاتهم من قبل مدفعية الجيش اللبناني البعيدة والمتوسطة المدى والأهم سقوطهم المفاجئ في كمائن الجيش خلال ساعات الليل، تفاقمت أوضاعهم كثيرا خاصة بعد معركة القلمون الأخيرة التي شنّها حزب الله بالتعاون والتنسيق مع النظام السوري».
ولا يزال تنظيما «داعش» و«جبهة النصرة» على الأراضي اللبنانية الحدودية يحتفظان بورقة قوة واحدة، هي ورقة العسكريين المخطوفين لديهما بعد أن شارف الملف على دخول عامه الثاني، بحيث تستمر «النصرة» باحتجاز 16 عسكريا منذ شهر أغسطس (آب) 2014. فيما يحتجز «داعش» 6 آخرين لا يزال مصيرهم مجهولا. وفي هذا الإطار، أشار مصدر أمني إلى أن «قياديي التنظيمين يعون تماما أنه في حال تخليهما عن هذه الورقة فذلك سيعني بداية النهاية لوجودهما في المنطقة، لذلك نراهم يعتمدون سياسة المماطلة بالتعاطي مع المفاوضات التي عرقلوها أكثر من مرة».
مع العلم أن «جبهة النصرة» سمحت قبل أيام لأهالي العسكريين المختطفين من قبلها بلقاء أولادهم في منطقة جرود عرسال بمناسبة عيد الفطر، وقد طالب أمير «جبهة النصرة» في منطقة القلمون أبو مالك الشامي (المعروف أيضا بأبو مالك التلي)، بالإفراج عن خمس نساء في السجون اللبنانية مقابل إطلاق سراح ثلاثة عسكريين مخطوفين منذ سنة.
وأوضح المصدر في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «الجرد الذي كان يعج بالمسلحين وبالأضواء وحركة السيارات الليلية أصبح أكثر هدوءا بعد أن تراجعت هذه الحركة إلى أقل من الربع، وقد خفت النسبة من 40 ضوءا إلى أقل من عشرة».
وكشف المصدر عن «انخفاض عدد المسلحين حاليا إلى الثلث باعتبار أنّه لم يعد يتواجد في الجرد أكثر من 700 مسلح من النصرة وداعش على حد سواء، يتوزعون على ربع المساحة المتبقية من جرد القلمون خاصة بعد حالات الفرار اليومية للمسلحين».
ويعاني التنظيمان بشكل خاص من عمليات الأسر التي يتعرض لها عناصرهما، إذ تشير المصادر الميدانية إلى أنه « لا يكاد يخلو يوم إلا ويقع فيه بيد الجيش اللبناني أسرى من هؤلاء، وقد ألقي القبض أخيرا على عشرة من مسلحي داعش على الطرقات الرئيسية والفرعية في البقاع الشمالي».
وتلفت المصادر إلى أن هناك «قيادات كبيرة من التنظيمين وقعت بأيدي الجيش اللبناني وحزب الله، ولكن لم يتم الإعلان عن ذلك لأن الأمور لا تزال رهن التحقيق»، لافتة إلى أن «حزب الله يحقق مع العناصر والقيادات التي يلقي القبض عليها قبل تسليمها للجيش اللبناني».



الحوثيون يوافقون على قطْر ناقلة النفط «سونيون» بضوء أخضر إيراني

مخاوف يمنية من انفجار ناقلة النفط اليونانية في البحر الأحمر إثر هجمات الحوثيين (إ.ب.أ)
مخاوف يمنية من انفجار ناقلة النفط اليونانية في البحر الأحمر إثر هجمات الحوثيين (إ.ب.أ)
TT

الحوثيون يوافقون على قطْر ناقلة النفط «سونيون» بضوء أخضر إيراني

مخاوف يمنية من انفجار ناقلة النفط اليونانية في البحر الأحمر إثر هجمات الحوثيين (إ.ب.أ)
مخاوف يمنية من انفجار ناقلة النفط اليونانية في البحر الأحمر إثر هجمات الحوثيين (إ.ب.أ)

وافقت الجماعة الحوثية في اليمن على طلب أوروبي لقطْر ناقلة النفط اليونانية «سونيون» المشتعلة في جنوب البحر الأحمر، بعد تلقيها ضوءاً أخضر من إيران، وغداة إعلان تعيين طهران مندوباً جديداً لها في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء تحت اسم «سفير».

وكانت الناقلة تعرضت لسلسلة هجمات حوثية في غرب الحديدة ابتداء من يوم 21 أغسطس (آب) الحالي، ضمن هجمات الجماعة التي تزعم أنها لمناصرة الفلسطينيين في غزة، قبل أن تقوم بإشعال الحرائق على متنها، عقب إجلاء طاقمها المكون من 29 بحاراً بواسطة سفينة فرنسية.

الحرائق مستمرة على متن ناقلة «سونيون» اليونانية منذ أسبوع (إ.ب.أ)

وتنذر الناقلة التي تحمل نحو مليون برميل من المواد البترولية بأسوأ كارثة بحرية في حال انفجارها وتسرب النفط منها أو غرقها، وسط مساع لقطرها لإنقاذ الموقف.

وجاء الضوء الأخضر الإيراني عبر بعثة طهران في الأمم المتحدة، الأربعاء، حيث ذكرت أن الحوثيين وافقوا على السماح لزوارق قطر وسفن إنقاذ بالوصول إلى ناقلة النفط المتضررة بالبحر الأحمر سونيون.

وأشارت البعثة الإيرانية إلى أن عدة دول «تواصلت لتطلب من أنصار الله (الحوثيين) هدنة مؤقتة لدخول زوارق القطر وسفن الإنقاذ إلى منطقة الحادث، وأن الجماعة وافقت على الطلب (مراعاة للمخاوف الإنسانية والبيئية)»، بحسب ما نقلته «رويترز».

وعقب الإعلان الإيراني، ظهر المتحدث باسم الجماعة الحوثية، محمد عبد السلام، في تغريدة على منصة «إكس»، زعم فيها أن جهات دولية عدة تواصلت مع جماعته، خصوصاً الجهات الأوروبية، وأنه تم السماح لهم بسحب سفينة النفط المحترقة «سونيون».

وفي نبرة تهديد، أكد المتحدث الحوثي أن احتراق سفينة النفط «سونيون» مثال على جدية جماعته في استهداف أي سفينة تنتهك قرار الحظر القاضي بمنع عبور أي سفينة إلى موانئ إسرائيل.

وأضاف المتحدث الحوثي أن على جميع شركات الشحن البحري المرتبطة بإسرائيل أن تدرك أن سفنها ستبقى عرضة للضربات أينما يمكن أن تطولها قوات الجماعة.

مندوب إيران الجديد لدى الحوثيين في صنعاء (يسار) يسلم أوراق اعتماده لوزير خارجية الجماعة (إعلام حوثي)

وكانت وسائل إعلام الجماعة الحوثية ذكرت أن وزير خارجية حكومتها الانقلابية التي لا يعترف بها أحد، استقبل في صنعاء من وصفته بالسفير الإيراني الجديد علي محمد رمضاني، الذي قدم نسخة من أوراق اعتماده.

وسبق أن عينت طهران في 2020 القيادي في الحرس الثوري حسن إيرلو مندوباً لها لدى الجماعة الحوثية في صنعاء تحت اسم «السفير» قبل أن يلقى حتفه في نهاية 2021 في ظروف غامضة، ويتم إجلاء جثمانه إلى إيران.

كما قامت الجماعة الحوثية بتعيين ما تسميه سفيراً لليمن في طهران، حيث مكنت السلطات الإيرانية عناصر الجماعة لديها من السيطرة على المباني الدبلوماسية اليمنية في أراضيها.

لا يوجد تسرب

في أحدث بيانات أوردتها المهمة البحرية الأوروبية في البحر الأحمر (أسبيدس) ذكرت أن الأصول العاملة في المنطقة التابعة للمهمة أفادت، الأربعاء، بأنه تم اكتشاف حرائق في عدة مواقع على السطح الرئيسي للسفينة «سونيون» وأنه لا يوجد تسرب نفطي، وأن الناقلة لا تزال راسية ولا تنجرف.

وأضافت المهمة في بيان أنه «يجب على جميع السفن المارة في المنطقة أن تتحرك بأقصى درجات الحذر، حيث إن السفينة (سونيون) تشكل خطراً ملاحياً وتهديداً خطيراً وشيكاً للتلوث الإقليمي».

ولتجنب أزمة بيئية كارثية، قالت «أسبيدس»: «إن القوات البحرية التابعة للاتحاد الأوروبي، تقوم بالتنسيق مع السلطات الأوروبية، بتقييم الوضع وهي على استعداد لتسهيل أي مسارات عمل». وأضافت أن «التخفيف الناجح سوف يتطلب التنسيق الوثيق والمشاركة الفعالة من جانب الدول الإقليمية».

ومع المخاوف من كارثة بيئية كبرى، كان وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، كشف عن أن الهجوم الذي تعرّضت له «سونيون» هو التاسع من نوعه منذ نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي ضد ناقلات النفط في البحر الأحمر، مشيراً إلى أنها تحمل 150 ألف طن من النفط الخام.

وقال الإرياني إن الحوثيين استهدفوا الناقلة بسلسلة من الهجمات، ما أدّى لجنوحها وتعطّل محركاتها، وإجلاء طاقمها، وتركها عرضةً للغرق أو الانفجار على بُعد 85 ميلاً بحرياً من محافظة الحديدة، واصفاً ذلك بأنه «إرهاب ممنهج يُنذر بكارثة بيئية واقتصادية وإنسانية غير مسبوقة».

دخان يتصاعد من جراء حرائق على متن ناقلة نفط يونانية تعرضت لهجمات الحوثيين في البحر الأحمر (رويترز)

يشار إلى أن الحوثيين تبنّوا مهاجمة نحو 182 سفينة منذ بدء التصعيد في 19 نوفمبر الماضي، وأدّت الهجمات إلى إصابة نحو 32 سفينة، غرقت منها اثنتان، البريطانية، «روبيمار» واليونانية «توتور»، كما قرصنت السفينة «غالاكسي ليدر» وحوّلتها إلى مزار لأتباعها.

وتنفّذ واشنطن منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي ضربات دفاعية استباقية لحماية السفن من الهجمات الحوثية ضمن ما سمّته «تحالف حارس الازدهار»، وأقرّت الجماعة بتلقّيها أكثر من 600 غارة شاركت فيها بريطانيا 4 مرات.

وتشنّ الجماعة الحوثية منذ 19 نوفمبر الماضي هجماتها في البحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي؛ إذ تدّعي أنها تحاول منع ملاحة السفن المرتبطة بإسرائيل، بغضّ النظر عن جنسيتها، وكذا السفن الأميركية والبريطانية.

كما تدّعي تنفيذ هجمات في البحر المتوسط وموانئ إسرائيلية، بالاشتراك مع فصائل عراقية مسلّحة موالية لإيران، ضمن عمليات الإسناد للفلسطينيين في غزة، وهو الأمر الذي تقول الحكومة اليمنية إنه يأتي هروباً من استحقاقات السلام، وخدمةً لأجندة طهران بالمنطقة.