يبدو أن القتال شرق الكونغو الديمقراطية أخذ في الاتساع، مع تنامي التوترات مع دولة رواندا المجاورة، وسط تحذيرات من «مجزرة جديدة»، وتصاعد أعمال العنف.
ويقاتل الجيش الكونغولي عدداً من الجماعات المسلحة المتمردة، على رأسها حركة «23 مارس»، وهي مجموعة تمرّد يهيمن عليها التوتسي الكونغوليون. وتتهم الكونغو الديمقراطية رواندا بدعم الحركة. لكنَّ كيغالي تنفي ذلك، وتتهم كينشاسا في المقابل بالتواطؤ مع «القوات الديمقراطية لتحرير رواندا»، وهم متمردون من «الهوتو» الروانديين تمركزوا في الكونغو الديمقراطية منذ الإبادة الجماعية للتوتسي عام 1994 في رواندا.
والأحد، وقعت اشتباكات بين عناصر من الشرطة الكونغولية وجنود روانديين على جزيرة صغيرة في بحيرة «كيفو»، بعدما رصد الجانب الكونغولي زوارق رواندية.
وأوضح جندي لـ«رويترز»، أن الشرطة الكونغولية المتمركزة في جزيرة إبندجا، الواقعة جنوب البحيرة الممتدة على الحدود الكونغولية الرواندية، رصدت ثلاثة زوارق سريعة تقل جنوداً روانديين مسلحين يقتربون من موقعها في شيفومو. وأضاف أن شرطياً كونغولياً توجه ليسأل الجنود الروانديين عن سبب وجودهم على الجانب الكونغولي من الحدود، «ودار نقاش حاد تلاه تبادل لإطلاق النار».
وسادت حالة من الذعر بين سكان القرية بعد أن أصابت الأعيرة النارية منازل في القرية.
وترى ريم أبو حسين، الباحثة المصرية المتخصصة في الشأن الأفريقي، أن رواندا، وبحسب شهادات أممية، تستخدم حركة «23 مارس» المتمردة للعبث وإشاعة الفوضى في شرق الكونغو، واتهمتها في الأيام القليلة الماضية بتخريب اتفاق السلام الذي تم برعاية كينيا بين الحكومة الكونغولية وحركة «23 مارس».
واندلع قتال عنيف بين الأطراف المتحاربة يوم الثلاثاء الماضي، في نفس اليوم الذي هاجمت فيه رواندا طائرة حربية كونغولية بحجة اختراق مجالها الجوي، وهو ما نفته الحكومة الكونغولية.
وتعتقد أبو حسين، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «إذا لم يقم مجلس الأمن الدولي وكذلك الاتحاد الأفريقي بتوجيه رسائل شديدة اللهجة لرواندا متضمنة التلويح بعقوبات مباشرة للحكومة الرواندية حتى تتوقف عن دعم حركة (23 مارس) المتمردة، فإن الوضع مرشح للتصاعد بين الدولتين».
وأضافت «لكن لن يكون هناك تورط رواندي مباشر في شرق الكونغو، بل سيكون عن طريق ذراعها هناك، وهو حركة (23 مارس) المتمردة التي لم تلتزم بتنفيذ اتفاقية السلام التي وقعتها مع الحكومة الكونغولية بالعاصمة الكينية».
وحذر المتحدث باسم القوات المسلحة لجمهورية الكونغو الديمقراطية، الجنرال سيلفان إكينجي، من أن الجيش الرواندي يحضر لمجزرة تستهدف التوتسي الكونغوليين في إقليم ماسيسي، وإلصاق التهمة بها للقوات المسلحة الكونغولية، لتبرير وجودها في كيفو الشمالية.
وقال المتحدث العسكري، في بيان: «بعد المذابح التي تعرض لها السكان المدنيون في كيشيش وبامبو بإقليم روتشورو، تشير الوقائع الثابتة والمعلومات الدقيقة إلى وجود فرقة طلائعية من القوات الخاصة التابعة للجيش الرواندي، في ماسيسي، وهي متورطة في مذبحة أخرى مستهدفة للتوتسي الكونغوليين بغرض إلصاق التهم بارتكاب هذه الأعمال البشعة للقوات المسلحة الكونغولية، وإيجاد ذريعة تبرر أمام الرأي العام وجود قوات معتدية رواندية في جمهورية الكونغو الديمقراطية».
وأكد الجنرال إكينجي أن «هجوم الجيش الرواندي على كيتشانغا والتجمعات الأخرى في إقليم ماسيسي، يهدف إلى تنفيذ هذا العمل، ويعكس إرادة واضحة لسلطات كيغالي لارتكاب مذبحة أخرى وفقاً لعاداتها وثقافتها التي تقوم على الإبادة الجماعية».
ونهاية ديسمبر (كانون الأول) الماضي، عزز تقرير أممي، اتهامات متكررة موجهة إلى رواندا بلعب «دور رئيسي» في النزاع الدامي بشرق الكونغو الديمقراطية. ورصد التقرير، الذي أعده خبراء مفوّضون من الأمم المتحدة «أدلّة جوهرية» تثبت «التدخّل المباشر لقوات الدفاع الرواندية في أراضي الكونغو الديمقراطية»، فضلاً عن «إمداد المتمردين بأسلحة وذخائر».
وقالت مجموعة الخبراء إن «الجيش الرواندي شن عمليات عسكرية بهدف تعزيز حركة (23 مارس)، (إم 23) ضدّ القوات الديمقراطية لتحرير رواندا»، وهي مجموعة مسلّحة تضم المتمردين الهوتو الروانديين. وتعتبر كيغالي هذه الميليشيا الرواندية الهوتو تهديداً، وكان «وجودها والعنف الذي ترتكبه مبرّراً للتدخّلات الرواندية السابقة في الأراضي الكونغولية».
هل تتسع المواجهات بين الكونغو الديمقراطية ورواندا؟
اشتباكات في بحيرة كيفو... وتحذير من «مجزرة» جديدة
هل تتسع المواجهات بين الكونغو الديمقراطية ورواندا؟
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة