هل المال يجعلنا أكثر سعادة؟

المال لا يجعل الأشخاص أكثر فرحاً ورضاً (أ.ب)

كشفت دراسة استقصائية اختبرت العوامل المتصلة بالسعادة منذ ثلاثينات القرن الماضي أن المال لا يجعل الأشخاص أكثر فرحاً ورضاً.
ووفقاً لمجلة «فوربس» فقد بدأت الدراسة التي أجراها باحثون من جامعة هارفارد الأميركية، في أواخر الثلاثينات من القرن الماضي، حيث شملت عدداً من طلاب الجامعة ومجموعة من الأطفال الذين يعيشون في إحدى ضواحي بوسطن ذات الدخل المنخفض.
وتابع الباحثون عائلات أولئك الطلاب والأطفال أيضاً، وأجروا الآلاف من استطلاعات الرأي للمشاركين جميعاً على مدار السنوات، كما أخضعوهم لمئات القياسات والاختبارات الصحية، من فحوصات الدماغ إلى تحاليل الدم.
وكتب الباحثون في نتائج دراستهم التي نُشرت مؤخراً في كتاب جديد بعنوان The Good Life: «يعتقد الكثير من الناس أن السعادة تكمن في تحقيق أهداف بعينها مثل شراء منزل جميل، أو الحصول على ترقية في العمل، أو إنقاص الوزن... وما إلى ذلك، لكن البيانات التي توصلنا إليها تظهر بوضوح أن هذا الأمر غير صحيح، وأن هذه العوامل تؤدي فقط لسعادة قصيرة الأجل».
وأضافوا: «لقد اتضح لنا بعد سنوات من الدراسة أن المال لا يجعل الناس سعداء، كما أن المكانة والرتبة أيضاً لا علاقة لهما بالأمر؛ فالعلاقات والروابط القوية هي التي تؤدي إلى زيادة سعادة ورضا الأشخاص».
وتابعوا: «هذه الروابط والعلاقات لا تقتصر على الأهل والأصدقاء المقربين، بل تشمل أيضاً زملاء العمل أو الشركاء الرياضيين أو أولئك الأشخاص الذين نتقابل معهم في النوادي الثقافية بانتظام؛ فقد وجدنا أن الأشخاص الذين لديهم علاقات وروابط اجتماعية قوية في الخمسينات من العمر كانوا في أفضل حال من الناحية النفسية في الثمانينات من العمر».
ولخص الباحثون نتائج الدراسة بقولهم: «العلاقات الجيدة تجعلنا أكثر سعادة وصحة».