شاهد... فيضانات غير مسبوقة تغرق أكبر مدينة نيوزيلندية

الشرطة تعثر على جثة رابعة... ورئيس الوزراء يحذر من تغير المناخ

حفارة خلال العمل في منزل تضرر بشدة من الفيضانات والانهيارات الأرضية في أوكلاند (أ.ب)
حفارة خلال العمل في منزل تضرر بشدة من الفيضانات والانهيارات الأرضية في أوكلاند (أ.ب)
TT

شاهد... فيضانات غير مسبوقة تغرق أكبر مدينة نيوزيلندية

حفارة خلال العمل في منزل تضرر بشدة من الفيضانات والانهيارات الأرضية في أوكلاند (أ.ب)
حفارة خلال العمل في منزل تضرر بشدة من الفيضانات والانهيارات الأرضية في أوكلاند (أ.ب)

يواجه سكان أكبر مدينة في نيوزيلندا؛ أوكلاند، خطر الفيضانات، بعد وصول مستوى الأمطار إلى رقم قياسي جديد أدى إلى سقوط ضحايا.
ووصل عدد الضحايا إلى 4، بعد أن أعلنت الشرطة النيوزيلندية، أمس الأحد، أنها عثرت على جثة رابعة لضحايا الفيضانات التي أدت إلى هطول أمطار غزيرة في أوكلاند.
والجمعة، بلغت كمية الأمطار التي تساقطت في أوكلاند 249 ملم، وهو رقم قياسي جديد، علماً بأن الرقم القياسي السابق للأمطار المتساقطة خلال 24 ساعة كان يبلغ 161 ملم. ولا تزال حال الطوارئ مفروضة في أوكلاند التي تضم 1.6 مليون نسمة.
وفي ليل الجمعة، عُثر على جثتين في موقعين غمرتهما مياه الفيضانات في الضواحي الشمالية لمنطقة وادي وايرو، في حين عُثر على جثة ثالثة في وسط أوكلاند، حيث جرفت السيول أحد المنازل.
https://twitter.com/AFP/status/1619885632725344258
والأحد، رصد مشغّل طائرة مسيّرة جثة رجل في موقع يبعد نحو كيلومتر، حيث جرفته السيول، الجمعة، في وانويرو، في جنوب أوكلاند.
وقال رئيس الوزراء النيوزيلندي كريس هيبكنز، الذي أدى اليمين، الأربعاء، بعد استقالة جاسيندا أردرن المفاجئة، اليوم الاثنين، إن حوالي 350 شخصاً كانوا بحاجة إلى أماكن إقامة طارئة، وفق ما أفادت به هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي».
وتابع هيبكنز: «إنه حدث طقس واحد من كل 100 عام، ويبدو أننا سنتلقى الكثير منها في الوقت الحالي. أعتقد أن الناس يمكن أن يروا أن هناك رسالة في ذلك... تغير المناخ حقيقي، إنه معنا». وقال هيبكنز، لمحطة تلفزيون «تي في إن زد» المحلية: «سنضطر إلى التعامل مع المزيد من هذه الظواهر الجوية المتطرفة في المستقبل».

وأمس الأحد، قالت نائبة رئيس الوزراء النيوزيلندي كارمل سيبولوني، في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير النقل مايكل وود، إن «الفيضانات تجربة صادمة للجميع في أوكلاند».
ولدى سؤالها عن الجثة التي عُثر عليها في وانويرو، قالت إن «أكثر ما يثير الرعب هو خسارة الأرواح»، متقدّمة بالتعزية لذوي الضحية التي عُثر على جثّتها، السبت.
https://twitter.com/StephenPunwasi/status/1618986268238700545
وبلغت الفيضانات ذروتها، الجمعة، وقد تسبّبت بانقطاع التيار الكهربائي عن 24 ألف منزل، وفق ما كشف وزير النقل، في المؤتمر الصحافي، وهو أيضاً عضو في البرلمان عن كيلستون؛ إحدى ضواحي غرب أوكلاند.

وقالت نائبة رئيس الوزراء إن التيار الكهربائي كان لا يزال مقطوعاً عن نحو 3 آلاف منزل، الأحد، كما أن المياه مقطوعة عن عدد من المنازل، بما في ذلك منزلها. وأشارت إلى أن شركات تعمل على إعادة التغذية بالتيار الكهربائي وبالمياه.
وتسببت الأمطار الغزيرة، الجمعة، بإغلاق موقت لمطار أوكلاند، حيث استؤنفت، الأحد، الرحلات الدولية.
وألغيت حفلة للسير إلتون جون، يومي الجمعة والسبت، في ملعب ماونت سمارت في أوكلاند؛ حرصاً على سلامة الجماهير.


مقالات ذات صلة

أميركا وأوروبا ودول أخرى ترفع التمويل المناخي للدول النامية إلى 300 مليار دولار

الاقتصاد رجل يحمل حقيبة سفر بالقرب من مدخل مكان انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ COP29 في باكو (رويترز)

أميركا وأوروبا ودول أخرى ترفع التمويل المناخي للدول النامية إلى 300 مليار دولار

وافق الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى خلال قمة الأمم المتحدة المعنية بتغير المناخ (كوب29) على زيادة عرضها لهدف التمويل العالمي إلى 300 مليار دولار

«الشرق الأوسط» (باكو)
الاقتصاد سيارات تُحضر بعض الوفود إلى مقر انعقاد مؤتمر «كوب 29» في العاصمة الأذرية باكو (رويترز)

«كوب 29» يشتعل في اللحظات الحاسمة مع اعتراضات من كل الأطراف

سيطر الخلاف على اليوم الختامي لـ«كوب 29» حيث عبرت جميع الأطراف عن اعتراضها على «الحل الوسطي» الوارد في «مسودة اتفاق التمويل».

«الشرق الأوسط» (باكو)
الاقتصاد مفوض الاتحاد الأوروبي للعمل المناخي فوبكي هوكسترا في مؤتمر صحافي على هامش «كوب 29» (رويترز)

«كوب 29» في ساعاته الأخيرة... مقترح يظهر استمرار الفجوة الواسعة بشأن تمويل المناخ

تتواصل المفاوضات بشكل مكثّف في الكواليس للتوصل إلى تسوية نهائية بين الدول الغنية والنامية رغم تباعد المواقف في مؤتمر المناخ الخميس.

«الشرق الأوسط» (باكو)
بيئة أظهرت الدراسة التي أجراها معهد «كلايمت سنترال» الأميركي للأبحاث أنّ الأعاصير الـ11 التي حدثت هذا العام اشتدت بمعدل 14 إلى 45 كيلومتراً في الساعة (رويترز)

الاحترار القياسي للمحيطات زاد حدة الأعاصير الأطلسية في 2024

أكدت دراسة جديدة، نُشرت الأربعاء، أن ظاهرة الاحترار المناخي تفاقم القوة التدميرية للعواصف، مسببة زيادة السرعة القصوى لرياح مختلف الأعاصير الأطلسية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد رجل يقف بجوار شعار مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ «كوب 29» في أذربيجان (رويترز)

«أوبك» في «كوب 29»: التحول المتوازن في مجال الطاقة مفتاح الاستدامة العالمية

قال أمين عام «أوبك» إن النفط والغاز الطبيعي «هبة من الله»، وإن محادثات الحد من الاحتباس الحراري يجب أن تركز على خفض الانبعاثات وليس اختيار مصادر الطاقة.

«الشرق الأوسط» (باكو)

موسكو تلعب على التصعيد النووي في انتظار عودة ترمب إلى البيت الأبيض

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماع في موسكو 21 نوفمبر 2024 (رويترز)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماع في موسكو 21 نوفمبر 2024 (رويترز)
TT

موسكو تلعب على التصعيد النووي في انتظار عودة ترمب إلى البيت الأبيض

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماع في موسكو 21 نوفمبر 2024 (رويترز)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماع في موسكو 21 نوفمبر 2024 (رويترز)

يشكّل تحديث العقيدة النووية لروسيا الذي أعلنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مؤخراً، تحذيراً للغرب، وفتحاً ﻟ«نافذة استراتيجية» قبل دخول الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب البيت الأبيض، وفق تحليل لصحيفة «لوفيغارو» الفرنسية.

«إن تحديث العقيدة النووية الروسية يستبعد احتمال تعرّض الجيش الروسي للهزيمة في ساحة المعركة»، بيان صادر عن رئيس الاستخبارات الخارجية الروسية، سيرغي ناريتشكين، لا يمكن أن يكون بياناً عادياً، حسب «لوفيغارو». فمن الواضح، حسب هذا التصريح الموجه إلى الغربيين، أنه من غير المجدي محاولة هزيمة الجيش الروسي على الأرض، لأن الخيار النووي واقعي. هذه هي الرسالة الرئيسة التي بعث بها فلاديمير بوتين، الثلاثاء، عندما وقّع مرسوم تحديث العقيدة النووية الروسية المعتمد في عام 2020.

ويدرك الاستراتيجيون الجيوسياسيون الحقيقة الآتية جيداً: الردع هو مسألة غموض (فيما يتعلّق باندلاع حريق نووي) ومسألة تواصل. «وفي موسكو، يمكننا أن نرى بوضوح الذعر العالمي الذي يحدث في كل مرة يتم فيها نطق كلمة نووي. ولا يتردد فلاديمير بوتين في ذكر ذلك بانتظام، وفي كل مرة بالنتيجة المتوقعة»، حسب الصحيفة. ومرة أخرى يوم الثلاثاء، وبعد توقيع المرسوم الرئاسي، انتشرت موجة الصدمة من قمة مجموعة العشرين في كييف إلى بكين؛ حيث حثّت الحكومة الصينية التي كانت دائماً شديدة الحساسية تجاه مبادرات جيرانها في ما يتصل بالمسائل النووية، على «الهدوء» وضبط النفس. فالتأثير الخارق الذي تسعى روسيا إلى تحقيقه لا يرتبط بالجوهر، إذ إن العقيدة النووية الروسية الجديدة ليست ثورية مقارنة بالمبدأ السابق، بقدر ارتباطها بالتوقيت الذي اختارته موسكو لهذا الإعلان.

صورة نشرتها وزارة الدفاع الروسية في الأول من مارس 2024 اختبار إطلاق صاروخ باليستي عابر للقارات تابع لقوات الردع النووي في البلاد (أ.ف.ب)

العقيدة النووية الروسية

في سبتمبر (أيلول) الماضي، وفي حين شنّت قوات كييف في أغسطس (آب) توغلاً غير مسبوق في منطقة كورسك في الأراضي الروسية، رد فلاديمير بوتين بتحديد أنه يمكن استخدام الأسلحة النووية ضد دولة غير نووية تتلقى دعماً من دولة نووية، في إشارة واضحة إلى أوكرانيا والولايات المتحدة. لكن في نسخة 2020 من الميثاق النووي الروسي، احتفظت موسكو بإمكانية استخدام الأسلحة الذرية أولاً، لا سيما في حالة «العدوان الذي تم تنفيذه ضد روسيا بأسلحة تقليدية ذات طبيعة تهدّد وجود الدولة ذاته».

وجاء التعديل الثاني في العقيدة النووية الروسية، الثلاثاء الماضي، عندما سمحت واشنطن لكييف باستخدام الصواريخ بعيدة المدى: رئيس الكرملين يضع ختمه على العقيدة النووية الجديدة التي تنص على أن روسيا ستكون الآن قادرة على استخدام الأسلحة النووية «إذا تلقت معلومات موثوقة عن بدء هجوم جوي واسع النطاق عبر الحدود، عن طريق الطيران الاستراتيجي والتكتيكي وصواريخ كروز والطائرات من دون طيار والأسلحة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت». وحسب المتخصصة في قضايا الردع في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية (إيفري)، هيلواز فايت، فإن هذا يعني توسيع شروط استخدام السلاح النووي الروسي.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يصافح الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب خلال اجتماع على هامش قمة مجموعة العشرين في أوساكا باليابان 28 يونيو 2019 (رويترز)

انتظار عودة ترمب

لفترة طويلة، لاحظ صقور الاستراتيجية الجيوستراتيجية الروسية أن الردع الروسي تلاشى. وبالنسبة إليهم، فقد حان الوقت لموسكو لإعادة تأكيد خطوطها الحمراء من خلال «إعادة ترسيخ الخوف» من الأسلحة النووية، على حد تعبير سيرغي كاراجانوف، الخبير الذي يحظى باهتمام فلاديمير بوتين. ةمن هذا المنظار أيضاً، يرى هؤلاء المختصون اندلاع الحرب في أوكرانيا، في 24 فبراير (شباط) 2022، متحدثين عن «عدوان» من الغرب لم تكن الترسانة النووية الروسية قادرة على ردعه. بالنسبة إلى هؤلاء المتعصبين النوويين، ينبغي عدم حظر التصعيد، بل على العكس تماماً. ومن الناحية الرسمية، فإن العقيدة الروسية ليست واضحة في هذا الصدد. لا تزال نسخة 2020 من العقيدة النووية الروسية تستحضر «تصعيداً لخفض التصعيد» غامضاً، بما في ذلك استخدام الوسائل غير النووية.

وحسب قناة «رايبار» المقربة من الجيش الروسي على «تلغرام»، فإنه كان من الضروري إجراء تحديث لهذه العقيدة؛ لأن «التحذيرات الروسية الأخيرة لم تُؤخذ على محمل الجد».

ومن خلال محاولته إعادة ترسيخ الغموض في الردع، فإن فلاديمير بوتين سيسعى بالتالي إلى تثبيط الجهود الغربية لدعم أوكرانيا. وفي ظل حملة عسكرية مكلفة للغاية على الأرض، يرغب رئيس «الكرملين» في الاستفادة من الفترة الاستراتيجية الفاصلة بين نهاية إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن ووصول الرئيس المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض، الذي يتوقع منه بوتين مبادرات سلام محتملة لإنهاء الحرب.

يسعى بوتين، وفق الباحثة في مؤسسة «كارنيغي»، تاتيانا ستانوفايا، لوضع الغرب أمام خيارين جذريين: «إذا كنت تريد حرباً نووية، فستحصل عليها»، أو «دعونا ننهي هذه الحرب بشروط روسيا».