توقيع اتفاق انضمام قطر إلى ائتلاف التنقيب عن النفط في المياه اللبنانية

ميقاتي: يعزز ثقة الاستثمار في لبنان ويضعه على الخريطة النفطية

ميقاتي يرعى توقيع اتفاق انضمام قطر إلى ائتلاف التنقيب عن النفط في المياه اللبنانية (الشرق الأوسط)
ميقاتي يرعى توقيع اتفاق انضمام قطر إلى ائتلاف التنقيب عن النفط في المياه اللبنانية (الشرق الأوسط)
TT

توقيع اتفاق انضمام قطر إلى ائتلاف التنقيب عن النفط في المياه اللبنانية

ميقاتي يرعى توقيع اتفاق انضمام قطر إلى ائتلاف التنقيب عن النفط في المياه اللبنانية (الشرق الأوسط)
ميقاتي يرعى توقيع اتفاق انضمام قطر إلى ائتلاف التنقيب عن النفط في المياه اللبنانية (الشرق الأوسط)

وقَّع لبنان أمس (الأحد) اتفاق «الملحقين التعديليين لاتفاقيتي الاستكشاف والإنتاج في الرقعتين 4 و9»، بمناسبة دخول شركة قطر للطاقة شريكة مع «توتال إنرجيز» و«إيني» في عملية التنقيب عن النفط في المياه اللبنانية، وذلك برعاية رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وحضوره، حيث كان هناك تعويل على هذه الخطوة في مستقبل لبنان الاقتصادي.
وتولى مهمة التوقيع كل من وزير الطاقة والمياه وليد فياض عن الجانب اللبناني ووزير الدولة لشؤون الطاقة القطري والرئيس التنفيذي لقطر للطاقة المهندس سعد بن شريدة الكعبي عن الجانب القطري، والمدير التنفيذي لمجموعة «توتال» المهندس باتريك بويانيه عن الشركة الفرنسية والمدير التنفيذي لمجموعة «إيني» المهندس كلاوديو ديسكالزي عن الشركة الإيطالية، وذلك في حضور سفراء قطر وفرنسا وإيطاليا.
وقال ميقاتي في كلمة بالمناسبة: «يشكل دخول شركة قطر للطاقة واستحواذها على نسبة 30 في المائة من اتفاقيتي الاستكشاف والإنتاج في البلوكين 4 و9 حدثاً مهماً واستثنائياً في قطاع الاستكشاف والإنتاج عن البترول في المياه البحرية اللبنانية، وسوف يقوم المشغل شركة «توتال إنرجيز» التي تملك حصة 35 في المائة، بالإضافة إلى «شركة إيني» التي تملك حصة 35 في المائة، ببدء الحفر في البلوك 9 بعد إتمام المسوحات البيئية وعمليات التازيم المرتبطة بالحفر وإطلاق الأنشطة اللوجيستية من مرفأ بيروت».
ولفت إلى أن «بدء عملية الاستكشاف والأنشطة البترولية سوف يكون له الأثر الإيجابي في المديين القصير والمتوسط على إيجاد فرص للشركات اللبنانية المهتمة بقطاع الخدمات في مجال البترول ويوفر فرص عمل للشباب اللبناني، وبخاصة للعاملين في المجال التقني، كما أنه في حال اكتشاف كميات تجارية، فإنه سوف يصار إلى تطوير هذا الاكتشاف بالسرعة المطلوبة وإمداد السوق اللبنانية وبخاصة معامل الكهرباء بالغاز الطبيعي مما سوف يسهم بالنمو في الاقتصاد المحلي».
وشدد على أن «ائتلاف الشركات العاملة في البلوكين 4 و9 سوف يسهم في دفع الاستثمارات في قطاع الطاقة في لبنان قُدماً، وهو استثمار طويل الأمد سوف تواكبه الدولة اللبنانية بحوكمة رشيدة وشفافية مطلقة».
وأكد أن «ائتلاف هذه الشركات المرموقة عالمياً يعزز ثقة الاستثمار في لبنان، رغم الظروف الصعبة التي يمّر بها، ويضع لبنان في المستقبل على الخريطة النفطية في الحوض المشرقي للبحر الأبيض المتوسط. وإن موقع لبنان الجغرافي سوف يمكنه من لعب دور محوري، بالإضافة إلى الدول الصديقة، في المنطقة لإمداد الغاز إلى أوروبا كما أنه يشجع أيضاً الشركات العالمية على المشاركة في دورة التراخيص الثانية للبلوكات البحرية المطروحة للمزايدة».
وشدد على أن «الاستثمار القطري في قطاع الطاقة يشكل شراكة استراتيجية بين لبنان ودولة قطر الشقيقة، ويفتح الطريق مستقبلاً لاستثمارات عربية وخليجية على وجه الخصوص لما في مصلحة لبنان وأشقائه العرب».
من جهة أخرى، شكر ميقاتي مجدداً الإدارة الأميركية على «الجهود التي بذلتها في سبيل إنجاز اتفاق ترسيم الحدود اللبنانية الجنوبية»، وحيا الوسيط الأميركي آموس هوكستين وفريق عمله الذي قاد عملية التفاوض بدقة وحرفية وصبر للتوصل إلى الاتفاق»، معرباً عن أمله في أن «تبلغ الأمور خواتيمها بالمباشرة بالخطوات العملانية للتنقيب عن الغاز في المياه اللبنانية»، كما حيا المتابعة الدؤوبة للسفيرة الأميركية في بيروت دوروثي شيا في هذا الإطار.

موعد الحفر
وبعد حفل التوقيع عُقد مؤتمر صحافي، ألقى خلاله الوزير فياض كلمة أكد فيها أن «التوقيع يشكل انطلاقة لمرحلة جديدة تسهم في تثبيت موقع لبنان على الخريطة البترولية في المنطقة، ويعزز دوره كوجهة استثمارية ويفتح نافذة أمل لمرحلة مقبلة تبشر بازدهار بلدنا الحبيب لبنان ورفاه شعبه».
وأمل أن يؤسس التوقيع إلى «شراكة طويلة الأمد تبدأ من البلوكين رقم 4 و9 لتستتبع بعروض إضافية للبلوكات المعروضة للمزايدة حالياً»، معبراً عن أمله «بأن تسهم الاكتشافات في المستقبل القريب في مساعدة لبنان على تحقيق أهدافه الاستراتيجية»، آملاً «ألا تنحصر شراكتنا بقطاع التنقيب عن الموارد الهيدروكربونية، بل تتعداه إلى استثمارات في قطاعات الطاقة كافة، لا سيما الطاقة المتجددة التي ستساعد لبنان على تلبية حاجاته عبر طاقة نظيفة ومستدامة وتسهم في تعزيز أمنه الطاقوي وتنويع مصادر الطاقة فيه».
من جهته، أوضح الوزير القطري أنه «بموجب الاتفاقيات، ستستحوذ قطر للطاقة على حصة تبلغ 30 في المائة في كلتا المنطقتين، بينما ستحتفظ (توتال إنرجيز) و(إيني) بحصة قدرها 35 في المائة لكل منهما» مشيراً إلى أنها «ليست محاولة الاستكشاف الأولى في لبنان، ولكنها محاولة جدية لاستكشاف واعد في حوض شرق البحر المتوسط. ونحن موجودون في هذه المنطقة بالفعل، وليس بعيداً عن هنا - في قبرص، حيث اكتشفنا الغاز في حقل غلوكاس، هناك العديد من العناصر التي تجعل هذه الاتفاقيات مهمة بالنسبة للبنان، وكذلك بالنسبة لقطر للطاقة. أحد هذه العناصر يتمثل بكونها أتت في أعقاب التوصل إلى اتفاق ترسيم الحدود البحرية، الذي مهّد لنا الطريق لبدء هذا الجهد الطموح». وأضاف: «أما بالنسبة لنا في قطر، فإن هذه الاتفاقية المهمة تمنحنا فرصة لدعم التنمية الاقتصادية في لبنان، خلال هذا المنعطف الحرج».
من جهته، لفت المدير التنفيذي لمجموعة «توتال» إلى أن «الترسيم الأخير للحدود البحرية أعطى زخماً جديداً لاستكشاف إمكانات البلاد الهيدروكربونية، وأننا مع شركائنا مصممون على حفر بئر استكشافية في الرقعة 9 في أقرب وقت ممكن من عام 2023 ويتم تجهيز فرقنا بالكامل، لتنفيذ هذه العمليات»، معلناً أن هذه الشراكة الجديدة بين «توتال إنيرجيز» و«قطر للطاقة» توسع نطاق التعاون الدولي في مجال الاستكشاف وترفع عدد الدول التي تتعاون فيها الشركتان إلى تسعة بلدان».
وأكد المدير التنفيذي لمجموعة «إيني» أن «هذا التوقيع اليوم يأتي في توقيت دقيق، حيث تشكل الطاقة أساساً للعلاقات بين الدول، وفي وقت توقفت فيه إمدادات الغاز الروسي إلى أوروبا»، وعبّر عن «تفاؤله بالعمل مع أفضل الفرق في هذا المجال ومع أهم الشركات العالمية: (قطر للطاقة) و(توتال إنرجيز) ونأمل في الوصول إلى الاستكشافات التجارية المرجوة لصالح الشعب اللبناني».

تهنئة هوكستين
وغرّد المنسق الرئاسي الأميركي الخاص لشؤون الطاقة آموس هوكستين، عبر حسابه على «تويتر»، قائلاً: «تهانينا للبنان على انضمام qatarenergy إلى eni وTotalEnergies، نرحب بالاستثمارات الإضافية الجديدة في قطاع الطاقة في لبنان»، معتبراً أنه «مثال آخر على التقدم المحرز في الاتفاقية البحرية».


مقالات ذات صلة

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

المشرق العربي رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

تُوفّي الموسيقار اللبناني إيلي شويري، عن 84 عاماً، الأربعاء، بعد تعرُّضه لأزمة صحية، نُقل على أثرها إلى المستشفى، حيث فارق الحياة. وأكدت ابنته كارول، لـ«الشرق الأوسط»، أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قبل أن تعلم به العائلة، وأنها كانت معه لحظة فارق الحياة.

المشرق العربي القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

وجّه المجلس التأديبي للقضاة في لبنان ضربة قوية للمدعية العامة في جبل لبنان القاضية غادة عون، عبر القرار الذي أصدره وقضى بطردها من القضاء، بناء على «مخالفات ارتكبتها في إطار ممارستها لمهمتها القضائية والتمرّد على قرارات رؤسائها والمرجعيات القضائية، وعدم الامتثال للتنبيهات التي وجّهت إليها». القرار التأديبي صدر بإجماع أعضاء المجلس الذي يرأسه رئيس محكمة التمييز الجزائية القاضي جمال الحجار، وجاء نتيجة جلسات محاكمة خضعت إليها القاضية عون، بناء على توصية صدرت عن التفتيش القضائي، واستناداً إلى دعاوى قدمها متضررون من إجراءات اتخذتها بمعرض تحقيقها في ملفات عالقة أمامها، ومخالفتها لتعليمات صادرة عن مرجع

يوسف دياب (بيروت)
المشرق العربي جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

رأى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أن فرص انتخاب مرشح قوى 8 آذار، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، «باتت معدومة»، مشيراً إلى أن الرهان على الوقت «لن ينفع، وسيفاقم الأزمة ويؤخر الإصلاح». ويأتي موقف جعجع في ظل فراغ رئاسي يمتد منذ 31 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حيث فشل البرلمان بانتخاب رئيس، وحالت الخلافات السياسية دون الاتفاق على شخصية واحدة يتم تأمين النصاب القانوني في مجلس النواب لانتخابها، أي بحضور 86 نائباً في دورة الانتخاب الثانية، في حال فشل ثلثا أعضاء المجلس (86 نائباً من أصل 128) في انتخابه بالدورة الأولى. وتدعم قوى 8 آذار، وصول فرنجية إلى الرئاسة، فيما تعارض القوى المسيحية الأكثر

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

جدد سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان، وليد بخاري، تأكيد موقف المملكة من الاستحقاق الرئاسي اللبناني بوصفه «شأناً سياسياً داخلياً لبنانياً»، حسبما أعلن المتحدث باسم البطريركية المارونية في لبنان بعد لقاء بخاري بالبطريرك الماروني بشارة الراعي، بدأ فيه السفير السعودي اليوم الثاني من جولته على قيادات دينية وسياسية لبنانية. وفي حين غادر السفير بخاري بكركي من دون الإدلاء بأي تصريح، أكد المسؤول الإعلامي في الصرح البطريركي وليد غياض، أن بخاري نقل إلى الراعي تحيات المملكة وأثنى على دوره، مثمناً المبادرات التي قام ويقوم بها في موضوع الاستحقاق الرئاسي في سبيل التوصل إلى توافق ويضع حداً للفراغ الرئا

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

تأتي جولة سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا على المرجعيات الروحية والسياسية اللبنانية في سياق سؤالها عن الخطوات المطلوبة لتفادي الشغور في حاكمية مصرف لبنان بانتهاء ولاية رياض سلامة في مطلع يوليو (تموز) المقبل في حال تعذّر على المجلس النيابي انتخاب رئيس للجمهورية قبل هذا التاريخ. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر نيابية ووزارية أن تحرك السفيرة الأميركية، وإن كان يبقى تحت سقف حث النواب على انتخاب رئيس للجمهورية لما للشغور الرئاسي من ارتدادات سلبية تدفع باتجاه تدحرج لبنان من سيئ إلى أسوأ، فإن الوجه الآخر لتحركها يكمن في استباق تمدد هذا الشغور نحو حاكمية مصرف لبنان في حال استحال عل

محمد شقير (بيروت)

«الجهاد الإسلامي»: أغلقنا ملف الأسرى الإسرائيليين

عناصر من «حماس» برفقة أعضاء من اللجنة الدولية للصليب الأحمر يتوجهون إلى حي الزيتون في مدينة غزة للبحث عن رفات الرهائن المتوفين (أ.ب)
عناصر من «حماس» برفقة أعضاء من اللجنة الدولية للصليب الأحمر يتوجهون إلى حي الزيتون في مدينة غزة للبحث عن رفات الرهائن المتوفين (أ.ب)
TT

«الجهاد الإسلامي»: أغلقنا ملف الأسرى الإسرائيليين

عناصر من «حماس» برفقة أعضاء من اللجنة الدولية للصليب الأحمر يتوجهون إلى حي الزيتون في مدينة غزة للبحث عن رفات الرهائن المتوفين (أ.ب)
عناصر من «حماس» برفقة أعضاء من اللجنة الدولية للصليب الأحمر يتوجهون إلى حي الزيتون في مدينة غزة للبحث عن رفات الرهائن المتوفين (أ.ب)

قالت «سرايا القدس»، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، اليوم الثلاثاء، إنها التزمت وبقية الفصائل الفلسطينية بكل بنود المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، داعية الوسطاء إلى الضغط على إسرائيل لتنفيذ التزاماتها المتعلقة بالاتفاق.

وذكر أبو حمزة المتحدث العسكري باسم «سرايا القدس»، في بيان، أن السرايا أغلقت ملف الأسرى الإسرائيليين لديها بعد أن سلمت جثة آخر رهينة يوم الأربعاء الماضي في شمال القطاع.

وقال الناطق العسكري باسم «سرايا القدس»، في تصريحات اليوم، أوردتها وكالة «شهاب» للأنباء الفلسطينية: «أغلقنا ملف أسرى العدو لدينا بعد أن قمنا بتسليم آخر جثة يوم الأربعاء الماضي شمال القطاع ضمن صفقة مشرفة نتيجة معركة بطولية خضنا غمارها بكل عزة وشرف ووفاء أكدنا فيها أن أسرى العدو لن يعودوا إلا بقرار من المقاومة أو في توابيت وقد لا يعودوا أبداً».

وأضاف: «نؤكد أن سرايا القدس وفصائل المقاومة التزمت بكل بنود الاتفاق المنصوص عليه للمرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار... وندعو الوسطاء والضامنين للضغط على العدو لتنفيذ التزاماته المتعلقة بالاتفاق ووقف خروقاته الإجرامية المتكررة».

وسط سعي حثيث للانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، صرَّحت مصادر مطلعة من حركة «حماس» بأن محادثات «أكثر جدية» تجري حالياً سواء داخل الحركة، أو مع الوسطاء، أو بينهم وبين إسرائيل، للتمهيد لمرحلة مفاوضات غير مباشرة متقدمة.

وصرَّحت المصادر لـ«الشرق الأوسط» بأن الحركة تنتظر من الوسطاء تحديد موعد هذه الجولة من المفاوضات غير المباشرة المرتقبة حال تم التوصل لاتفاق بشأنها بين الولايات المتحدة وإسرائيل، وهو أمر توقعت أن يكون بنهاية الشهر الحالي أو بداية المقبل.

وعُقدت عدة جلسات منفصلة ما بين قيادة «حماس»، وأطراف من الوسطاء منها ثنائية وثلاثية، في عدة عواصم منها الدوحة والقاهرة، وكذلك في مدينة إسطنبول. كما جرت اتصالات في سياق المحادثات الحالية. وأشارت المصادر إلى ترتيبات لعقد المزيد منها.

ورأت المصادر أن الضغوط الأميركية وتحركات الوسطاء «جعلت هذه المحادثات أكثر جدية».


68 مليون طن من الأنقاض فوق غزة… تحديات هائلة في الطريق إلى إعادة الإعمار

جانب من الدمار جراء الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة (أ.ف.ب)
جانب من الدمار جراء الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

68 مليون طن من الأنقاض فوق غزة… تحديات هائلة في الطريق إلى إعادة الإعمار

جانب من الدمار جراء الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة (أ.ف.ب)
جانب من الدمار جراء الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة (أ.ف.ب)

حوَّلت الحرب في غزة معظم القطاع إلى ركام، بعدما دُمّرت أو تضررت الغالبية الساحقة من مبانيه. وسيكون رفع هذا الركام تمهيداً لإعادة الإعمار مهمة ضخمة قد تستغرق سنوات وتُكلّف أكثر من مليار دولار.

ووفق تقرير نشرته صحيفة «وول ستريت جورنال»، أدّت آلاف الغارات الإسرائيلية، إضافة إلى القتال البري وعمليات التفجير المتعمّد، إلى تدمير أكثر من 123 ألف مبنى وإلحاق أضرار متفاوتة بنحو 75 ألف مبنى آخر، أي ما يعادل 81 في المائة من منشآت القطاع، وفق أحدث مراجعة لصور الأقمار الاصطناعية أجرتها الأمم المتحدة.

ويقدّر البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة كمية الركام المتولدة بنحو 68 مليون طن، وهو ما يساوي وزن نحو 186 مبنى بحجم مبنى «إمباير ستيت» الشهير في نيويورك. ولو جرى توزيع هذا الركام بالتساوي على حي مانهاتن في نيويورك، لبلغ نحو 215 رطلاً فوق كل قدم مربعة.

ويختلط بين هذا الركام الكثير من الذخائر غير المنفجرة - من قنابل وصواريخ وقذائف - إضافة إلى رفات بشرية، إذ تشير السلطات الصحية في غزة إلى أن جثامين نحو 10 آلاف شخص ما زالت عالقة تحت الأنقاض.

ولا يمكن بدء عملية رفع الأنقاض بالشكل المطلوب إلا إذا سمحت السلطات الإسرائيلية بدخول آليات ثقيلة إلى داخل غزة لنقل الركام والتعامل مع الذخائر غير المنفجرة. ومن غير المتوقع حدوث ذلك قبل توصّل الفصائل الفلسطينية وإسرائيل إلى اتفاق بشأن المرحلة الثانية من خطة وقف الحرب التي طرحها الرئيس الأميركي دونالد ترمب، وهي مفاوضات لا تزال متعثّرة بسبب رفض حركة «حماس» نزع سلاحها والخلافات حول مستقبل إدارة القطاع.

وفي هذه الأثناء، يعيش أكثر من مليوني فلسطيني أوضاعاً إنسانية مأساوية، إذ يقيم معظمهم في خيام داخل مخيمات مكتظّة وبين شوارع تغمرها الأنقاض، بينما أدّى بدء موسم الشتاء إلى تفاقم الأزمة بعد أن أغرقت الأمطار الغزيرة عدداً من المخيمات.

ستستغرق سنوات

وعندما تبدأ عملية رفع الركام فعلياً، فمن المتوقع أن تستغرق سنوات. ويقول جاكو سيلييرز، المسؤول عن عمليات البرنامج الإنمائي في الأراضي الفلسطينية: «نأمل أن تتم العملية بأسرع ما يمكن، لكنها ستستغرق سنوات. في أفضل الأحوال قد تستغرق خمس سنوات، وربما أقرب إلى سبع».

ويعتمد الزمن الفعلي لهذه العملية على حجم التمويل المتاح، وعلى سماح إسرائيل بدخول المعدات اللازمة، وعلى قدرة الطرفين على الحفاظ على وقف إطلاق النار.

حالياً، لا يتوفر في غزة سوى 9 حفارات، و67 جرافة، و75 شاحنة نقل، وآلة سحق واحدة لتحويل الركام إلى مواد بناء يمكن استخدامها مجدداً. وهذه المعدات هي ما تبقّى من آليات القطاع قبل الحرب، إذ دُمّر جزء كبير منها خلال القتال.

وللوصول إلى السيناريو المثالي الذي تتحدث عنه الجهات الدولية، يحتاج القطاع إلى دخول أعداد كبيرة من الآليات الثقيلة خلال المرحلة المقبلة.

طلبت الأمم المتحدة من إسرائيل السماح بإدخال 120 شاحنة تفريغ و80 جرافة و20 حفّارة، إضافة إلى مزيد من آلات السحق، لتوسيع نطاق عمل إزالة الركام. وتخضع المعابر لسيطرة إسرائيل التي تتولّى عمليات التفتيش الأمني وتقرر ما يُسمح بدخوله إلى غزة. وترى إسرائيل أن الآليات الثقيلة تُعدّ معدات «ثنائية الاستخدام»، يمكن توظيفها لأغراض عسكرية، مشيرةً إلى استخدام معدات البناء سابقاً في تشييد شبكة الأنفاق الواسعة التابعة لـ«حماس».

وتقدّم مركز التنسيق المدني - العسكري الذي تديره الولايات المتحدة في إسرائيل، والمكلّف بمراقبة وقف إطلاق النار وتنسيق المساعدات لغزة، بمقترحات خاصة بعملية رفع الأنقاض ضمن جهود إعادة الإعمار. ويقول مسؤولون أميركيون إن لديهم قدراً من التأثير على ما تسمح إسرائيل بإدخاله، لكن القرار النهائي يبقى بيد السلطات الإسرائيلية.

ويُقدّر مقاولون في غزة تكلفة رفع الأنقاض بنحو 23 دولاراً للطن الواحد، من دون أن يكون واضحاً من سيتحمّل هذه الفاتورة. وتأمل الولايات المتحدة أن تتكفل دول الخليج بجزء كبير من مشروع إعادة إعمار القطاع، الذي تُقدّر الأمم المتحدة تكلفته الإجمالية بنحو 70 مليار دولار، غير أن أي اتفاق لم يُبرم حتى الآن.

رفع الركام

وبدأ البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة قبل نحو عام عمليات رفع الركام بالمعدات المحدودة المتوافرة لديه، لكنه كان يتوقف كلما اشتد القتال. وجُمِع حتى الآن نحو 209 آلاف طن من الحطام، جرى تدويرها أو إعادة استخدامها. وتتمثل الأولوية الحالية في فتح الطرقات وتسهيل الوصول إلى المستشفيات والمخابز والمدارس المؤقتة.

ويقول أليساندرو مراكيتش، مدير مكتب البرنامج الإنمائي في غزة: «هذا لا يمثّل سوى قمة جبل الجليد. سنجد المزيد من الذخائر غير المنفجرة عندما نبدأ دخول المنازل».

بعض الغزيين يحاولون الاعتماد على أنفسهم. فقد عاد عبد الله الهنداوي إلى منزله في حي الشيخ رضوان ليكتشف أنه دُمّر قبل أيام من بدء وقف إطلاق النار. ويقول: «حاولنا إزالة الركام بأنفسنا، لكن الأمر كان مستحيلاً. الشارع كله أكوام من الأنقاض، وكل شيء مختلط ببعضه... لم نعد نعرف أي منزل يعود لمن». فعاد إلى خيمته التي يعيش فيها مع عائلته في دير البلح.

جثامين نحو 10 آلاف شخص ما زالت عالقة تحت الأنقاض في غزة (أ.ف.ب)

أما ريم عجور (25 عاماً)، فكانت قد فرت من منزلها في غزة في مارس (آذار) 2024، تاركةً خلفها زوجها وابنتها الصغيرة. انهار منزلهم المؤلف من ثلاثة طوابق بعد ذلك بوقت قصير، ولم تسمع منهم شيئاً منذ ذلك الحين. وتقول: «نحتاج إلى حفّارة أو جرافة لرفع الأنقاض حتى أبحث عن زوجي وابنتي... لم يعد أمامي أي خيار آخر سوى البحث عن جثتيهما».

ورغم أن إزالة كميات صغيرة من الركام قد تُحدث فرقاً كبيراً، فإن نحو 270 طريقاً أُعيد فتحها خلال العام الماضي، مما سمح للباعة بإقامة أكشاك لبيع الخضراوات والمواد الغذائية. وأصبحت الرحلة بين دير البلح وغزة تستغرق 30 دقيقة فقط بعدما كانت تتجاوز ساعة ونصف قبل أشهر، وفق محمد مزياد، المسؤول عن متابعة عمليات إزالة الركام لصالح البرنامج الإنمائي.

ووفق عاملين في المجالَيْن الطبي والإنساني، يُصاب أسبوعياً عدد من السكان - معظمهم أطفال - بسبب مخلفات الحرب. ولا توجد تقديرات دقيقة لعدد الذخائر غير المنفجرة في القطاع، لكنها تُقدَّر بالآلاف، وغالباً ما تكون داخل المنازل. وقال خبير إسرائيلي في وقت سابق إن ما بين 1 و2 في المائة من الذخائر التي استخدمها الجيش لم تنفجر. ورفضت السلطات الإسرائيلية تقديم تقديرات محدثة.

حلول مبتكرة

وتشير خدمة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام إلى أنها صادفت مئات من مخلفات الحرب حتى الآن. ونظراً لغياب المعدات المتخصصة، يقتصر عمل فرقها على وضع علامات وتحذيرات حول الذخائر. وقال يوليوس فان دير وولت من الفريق: «لم نتمكن خلال العامين الماضيين من إزالة أي ذخائر غير منفجرة في غزة. نحن بحاجة إلى موافقة السلطات الإسرائيلية لإدخال معدات تقنية محددة... وحتى الآن لم يُسمح بذلك».

وبمجرد رفع الأنقاض، يُنقل الركام إلى مواقع للفرز وإعادة التدوير حيث يُقسّم بين مواد قابلة للاستخدام وأخرى غير قابلة لذلك. وتُعاد المفروشات والأغراض الشخصية إلى أصحابها متى كان ذلك ممكناً، بينما تُعالج المواد الخطرة - مثل الأسبستوس والتجهيزات المكسورة - بشكل منفصل.

ويمكن إعادة تدوير جزء كبير من الركام؛ إذ يُسحق الإسمنت ويُستخدم لاحقاً في ردم الطرقات وأعمال البستنة وجدران غير حاملة. واستُخدم جزء منه بالفعل في إنشاء أساسات مطبخ ميداني جديد تابع لإحدى الجمعيات الخيرية في خان يونس. لكن حجم الركام هائل إلى درجة أن الخبراء يبحثون عن طرق جديدة للتعامل معه.

ويقول مراكيتش في هذا السياق: «نحن نبحث عن حلول مبتكرة».


«لبنان آخر» بعد الأسد... ومعادلة جديدة في بيروت

أعلام سورية مرفوعة في احتفالات بالذكرى الأولى لهروب الأسد في ساحة النور في طرابلس بشمال لبنان (متداول)
أعلام سورية مرفوعة في احتفالات بالذكرى الأولى لهروب الأسد في ساحة النور في طرابلس بشمال لبنان (متداول)
TT

«لبنان آخر» بعد الأسد... ومعادلة جديدة في بيروت

أعلام سورية مرفوعة في احتفالات بالذكرى الأولى لهروب الأسد في ساحة النور في طرابلس بشمال لبنان (متداول)
أعلام سورية مرفوعة في احتفالات بالذكرى الأولى لهروب الأسد في ساحة النور في طرابلس بشمال لبنان (متداول)

أحدث سقوط نظام بشّار الأسد في سوريا تحولاً سياسيا، وأمنياً، واقتصادياً في لبنان، وحرّر بيروت من الاستتباع لما تقرره دمشق من خلال هيمنتها على القرار اللبناني، بشكل مباشر من خلال الوجود العسكري والأمني الذي دام 30 عاماً حتى الانسحاب من لبنان في أبريل (نيسان) 2005، أو بشكل غير مباشر من خلال حلفاء الأسد، لا سيما «حزب الله».

أبرز المتغيرات التي استفاد منها لبنان مع رحيل الأسد تمثّل في تحرير قراره السياسي من سطوة دمشق وحلفائها السابقين، وعودة العلاقات المتبادلة من دولة إلى دولة، بالإضافة إلى خلق واقع أمني مستقر على حدود البلدين، وتحسّن التبادل التجاري، عبر السماح للبنان بتصدير منتجاته الزراعية والصناعية عبر الأراضي السورية إلى الخارج.

قطع طريق طهران - بيروت

واعتبر النائب السابق فارس سعيد، رئيس «لقاء سيّدة الجبل» (تجمع سياسي يضم شخصيات مستقلة ونواباً سابقين)، أن «لبنان تغير»، لأن أهم ما حصل هو أن سوريا الجديدة «قطعت طريق طهران-بيروت الذي كان يؤمن كل المستلزمات الأمنية، والعسكرية، والمالية لـ(حزب الله)، ومع قطع هذا الطريق أصبح تأمين الأموال وغيرها من باب التهريب، وليس ممراً مؤمناً من وحدات عسكرية تعمل لصالح إيران، وهذا الأمر أجبر (حزب الله) على أن يتعاطى مع الواقع اللبناني بشكل أكثر واقعيّة مما كان عليه في السابق».

وتطرق سعيد في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى ما أسماه «تواضع (حزب الله) في مقاربة الملفات المصيرية». وقال: «رأينا كيف أن (حزب الله) لم يخرج من الحكومة رغم اعتراضه على بعض مقررات مجلس الوزراء، خصوصاً قرار حصر السلاح بيد الدولة، بسبب قطع الشريان الحقيقي الذي كان يتغذى منه الحزب».

صورة الرئيس السوري أحمد الشرع ووزير خارجية سوريا أسعد الشيباني مرفوعة في طرابلس بشمال لبنان خلال احتفالات بذكرى هروب الأسد (متداول)

أثبتت الوقائع أن لبنان يتأثر مع ما يجري في سوريا سلباً أو إيجاباً، ورأى فارس سعيد أنه «إذا كانت سوريا بخير يكون لبنان بخير، وما زلنا ننظر إلى أن تجربة الرئيس أحمد الشرع واعدة لسوريا، وواعدة للعلاقات اللبنانية-السورية، وهي بدأت مع تأسيس لجان مشتركة أمنية وعسكرية منها برعاية المملكة العربية السعودية، ومنها مباشرة بين سوريا ولبنان من أجل ضبط الحدود تحضيراً لاستكمال ترسيمها انطلاقاً من مزارع شبعا، خصوصاً ضبط حركة التهريب الأمني والعسكري لصالح أفرقاء»، مشيراً إلى أن هذه التنسيقات بين الأجهزة الأمنية والعسكرية اللبنانية والسورية «لم تكن قائمة في ظل حكم آل الأسد، وهذا أيضاً تطور جديد لصالح لبنان وسوريا».

المعاهدات مع سوريا

تبدو المرحلة الجديدة بين لبنان وسوريا محكومة بإعادة بناء علاقات طبيعية قائمة تحفظ مصالح البلدين، ولا يخفي سعيد وجود أمور عالقة بين لبنان وسوريا، وغير بسيطة، ويشدد على ضرورة «إلغاء كل المعاهدات السياسية، والأمنية، والاقتصادية التي حصلت في مرحلة استتباع لبنان إلى سوريا، وعلى رأسها موضوع المجلس الأعلى اللبناني-السوري، حيث أعلنت سوريا إلغاءه، ولم يعلن لبنان ذلك»، مشيراً إلى أن لبنان «عيّن سفيراً في دمشق، ولم تبادر سوريا حتى الآن إلى تعيين سفير لها في بيروت حتى الآن».

وقال سعيد: «يعتبر السوريون أن عدم حل مشكلة السجناء السوريين في لبنان يمثل نقطة سوداء في العلاقات بين البلدين، وندعو الحكومة اللبنانية ووزير العدل إلى إيجاد حلّ لهذا الملف، حتى لا يتسبب في عرقلة العلاقات اللبنانية-السورية».

ورأى سعيد أن «إدارة الشأن السوري الداخلي تنعكس سلباً أو إيجاباً على الداخل اللبناني، بمعنى أن بعض المواجهات الداخلية التي حصلت مع الدروز والعلويين تأثر بها لبنان، ونأمل أن ينجح الرئيس الشرع في الحفاظ على التنوع في سوريا، وهذا من مصلحة الدولة السورية الجديدة، ولبنان، وكلّ العرب».

معالجة الملفات

لا تزال هناك ملفات تحتاج إلى معالجة لإرساء توازن مستدام بين البلدين، أبرزها ملفّ المحكومين، والموقوفين السوريين في لبنان الذي يشكّل حساسية لدى الدولة السورية بسبب برودة تعامل الدولة اللبنانية مع مطلب تسليمهم إلى بلادهم، وملف النازحين في لبنان مشكلة تواجه العلاقات اللبنانية-السورية، إلا أن مصدراً أمنياً مطلعاً أوضح لـ«الشرق الأوسط» أنه «بعد سقوط نظام الأسد لم يعد ملف النازحين يشكل أزمة كبيرة بين لبنان وسوريا».

وكشف المصدر أن أكثر من نصف النازحين السوريين -سواء من كانوا في عرسال (البقاع الشمالي) وفي عكار شمال لبنان- عادوا إلى مناطقهم في ريفي دمشق وحمص وبشكل طوعي، لافتاً إلى أن لبنان «بدأ يتأثر بهذه العودة من خلال تراجع اليد العاملة السورية».

عناصر من الجيش تفكك مشغلاً لتصنيع المخدرات في البقاع شرق لبنان (مديرية التوجيه)

إغلاق الحدود

لم تعد حدود لبنان الشرقية والشمالية مفتوحة أمام حلفاء النظام السوري السابق، والخارجين عن القانون، لا سيما شبكات المخدرات، وتهريب البضائع، وشدد المصدر الأمني على أن «أهم ما أنجز هو في الاستثمار الأمني، ويتمثل في ضبط تهريب الأسلحة من سوريا إلى لبنان، وتهريب الأموال من لبنان إلى سوريا»، لافتاً إلى أن «أهم ما تحقق هو تفكيك معامل الكبتاغون على الحدود اللبنانية، والسورية، والتي استتبعت بتفكيك شبكات تهريب المخدرات، وكان آخرها اعتقال أخطر تجار المخدرات في لبنان نوح زعيتر الذي كان يتخذ من سوريا ملاذاً آمناً قبل الإطاحة ببشار الأسد».