100 يوم في السلطة... ميلوني تقود إيطاليا بلا تطرف

تحرص على تهدئة الخواطر في المحيط الأوروبي

ميلوني لدى استقبالها رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين في روما 9 يناير الحالي (رويترز)
ميلوني لدى استقبالها رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين في روما 9 يناير الحالي (رويترز)
TT

100 يوم في السلطة... ميلوني تقود إيطاليا بلا تطرف

ميلوني لدى استقبالها رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين في روما 9 يناير الحالي (رويترز)
ميلوني لدى استقبالها رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين في روما 9 يناير الحالي (رويترز)

400 يوم، هو متوسط فترة بقاء رؤساء الحكومات الإيطالية في مناصبهم قبل أن يسقطوا، في غالب الأحيان، تحت وطأة النيران الصديقة أو المكائد الداخلية. لكن اليمينية المتطرفة جيورجيا ميلوني، المعجبة بموسوليني، والمرأة الأولى التي تصل إلى هذا المنصب في تاريخ إيطاليا، مصممة على الخروج عن هذا «التقليد»، الذي أدّى إلى تعاقب 68 رئيساً للوزراء في العقود السبعة الماضية، وتؤكد أنها ستكمل السنوات الخمس من الولاية التي حصلت عليها من البرلمان، حيث تتمتع بأغلبية مريحة في مجلسي الشيوخ والنواب.
لكن بعد مائة يوم على تشكيلها الحكومة الائتلافية مع حليفيها اللدودين، سيلفيو برلوسكوني وماتّيو سالفيني، يبدو أن التعقيدات السياسية الداخلية الإيطالية التي لا تستكين فيها التحالفات، والمصالح العميقة التي تربط إيطاليا بشركائها في الاتحاد الأوروبي، ومقتضيات تحالفاتها الدولية، قد فرضت على ميلوني، على الأقل في الوقت الراهن، التخلّي عن معظم المبادئ اليمينية المتطرفة التي كانت ترفع لواءها عندما كانت في المعارضة، والسير في خطى سلفها ماريو دراغي؛ لتهدئة الخواطر في المحيط الأوروبي الذي يشكّل المجال الحيوي بالنسبة للاقتصاد الإيطالي الرازح تحت أزمة ركود تمتد منذ أكثر من عشر سنوات.
منذ وصولها إلى الحكم أواخر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، قادت زعيمة «إخوان إيطاليا» حكومتها كما لو أن سلفها هو الذي كان يمسك بالمقود، وتحوّلت بقوة الظروف إلى مدافعة عن كل ما كانت المؤسسات الأوروبية تخشى تدميره على يدها. لكن بعد هذه الأشهر الثلاثة التي انقضت على مجيئها، وبلوغها نهاية خريطة الطريق التي كان قد وضعها دراغي، تجد ميلوني نفسها مضطرة لتحديد مسارها الخاص، الذي ما زال إلى اليوم لغزاً بالنسبة للمراقبين، كما بالنسبة للحلفاء الذين تعرف جيداً أنهم يتربصون لها قبل الخصوم.
أبرز ما قامت به حكومة ميلوني خلال هذه الفترة، كان الموافقة على قانون الموازنة العامة، التي كانت الحكومة السابقة قد وضعت إطارها العام وخطوطها العريضة. أما التعديلات القليلة التي أُجريت على تلك الموازنة، فقد اضطرت ميلوني إلى التراجع عن معظمها بضغط من حلفائها وليس من المعارضة.
يعترف مسؤولون في المفوضية الأوروبية بأن معظم الخطوات التي قامت بها ميلوني حتى الآن تندرج في الخط الذي كان يسير عليه سلفها، لا بل إن بعضها لم يكن متوقعاً من حكومة كانت رئيستها قد وضعت المؤسسات الأوروبية في مرمى سهامها طوال سنوات، وتضمّ حزب الرابطة الذي كان زعيمه ينادي بالخروج من منطقة اليورو، وما زال لا يوفّر مناسبة من غير أن يطالب بإعادة النظر في الأسس التنظيمية وآليات اتخاذ القرار في الاتحاد الأوروبي.
ولم يعد مستبعداً، في رأي البعض، أن توافق حكومة ميلوني قريباً على اقتراح «الآلية الأوروبية للاستقرار»، التي كانت تعترض عليها بشدة باعتبارها تخدم مصالح بعض الدول، مثل ألمانيا وهولندا، على حساب دول أخرى تواجه صعوبات مالية مثل إيطاليا.
الأزمة الخارجية الوحيدة التي واجهت حكومة ميلوني خلال هذه الفترة كانت مع فرنسا؛ بسبب الخلاف على استقبال المهاجرين غير الشرعيين، الذين تنقذهم سفن الإغاثة أمام السواحل الإيطالية، والتي كانت في الواقع نتيجة عثرة دبلوماسية نشأت عن قلة في الخبرة، حاول حليفها في الحكومة ماتّيو سالفيني أن يستغلّها للمزايدة في موضوع كان قد بنى عليه شعبيته في الماضي، لكنه اصطدم بردة فعل قاسية من فرنسا أدّت إلى توتر شديد في العلاقات بين البلدين، ما زال يرخي بثقله عليها إلى اليوم.
أما بالنسبة للحرب الدائرة في أوكرانيا، وعلى الرغم من المواقف المعروفة لحليفيها في الحكومة، حيث يعارض سالفيني مواصلة إرسال المساعدات العسكرية إلى كييف، بينما يدعو برلوسكوني إلى الحوار مع بوتين وإقناع زيلينسكي بالإصغاء إلى مطالب الرئيس الروسي، فإن ميلوني قد حافظت على تماسك موقف حكومتها بجانب الحلفاء الغربيين الداعمين لأوكرانيا.
ومن المقرر أن تقوم بزيارة إلى كييف في الأيام المقبلة قبل ذكرى مرور سنة على بداية الحرب. ويرجّح أن تكون زيارتها عن طريق وارسو للاجتماع مع رئيس الوزراء البولندي، حليفها وشريكها في مجموعة المحافظين الأوروبيين التي ترأسها.
وفي حال تمّ هذا اللقاء، سيكون الخطوة الوحيدة التي تقوم بها باتجاه مجموعة «فيسغراد» التي تضمّ سلوفاكيا والمجر وبولندا والجمهورية التشيكية، وتشكّل جبهة معارضة للخط العام داخل الاتحاد الأوروبي. وتحاشت ميلوني، بعناية فائقة حتى الآن، أي صدام مع بروكسل، بما في ذلك حول ملف الهجرة، حيث اختارت موقفاً وسطيّاً يخرج عن سياسة الحكومة السابقة، بمقدار لا يفتح مواجهة مع الشركاء الأوروبيين، لكنه يكفي لتطمين القاعدة الشعبية وقطع طريق المزايدة أمام حزب الرابطة حليفها في الحكومة. فقد قررت الحكومة عدم إقفال الموانئ الإيطالية كما كانت ميلوني تقترح في الحملة الانتخابية، وفي المقابل ألزمت منظمات الإغاثة بإرسال سفنها إلى موانئ بعيدة عن المواقع التي تنقذ فيها المهاجرين، وهي خطوة لا تخالف القواعد الأوروبية ولا قانون البحار، لكنها تضفي صعوبة كبيرة على نشاط هذه المنظمات التي بدأ بعضها برفض تنفيذها.
لكن المتنفّس الكبير بالنسبة لحكومة ميلوني هو رصيدها في البرلمان، وحالة شبه الإغماء التي تمرّ فيها المعارضة، حيث تحاول القوى والأحزاب اليسارية، كعادتها منذ عقود، إعادة تأسيس تشكيلاتها، وحيث بدأت تظهر بوادر قيام حزب وسطي حول رئيس الوزراء وزعيم الحزب الديمقراطي الأسبق ماتّيو رنزي، وبعض المنشقين عن برلوسكوني وحركة «النجوم الخمس».
آخر الاستطلاعات يشير إلى تراجع طفيف في شعبية ميلوني، من دون أن يعني ذلك نهاية شهر العسل مع الناخبين الذين ما زالوا يدعمونها بقوة. لكن بعد التغيير الذي طرأ في موقفها من قضايا أساسية منذ وصولها إلى الحكومة، لا بد من مراقبة أدائها على ثلاث جبهات ليتبين مدى صمود شعبيتها: أولاً، وقف الاتجاه نحو الركود الاقتصادي، الذي بدأت تباشيره تظهر وتهدد باتساع دائرة النقمة الاجتماعية.
ثانياً، التماسك داخل الائتلاف الحكومي، فالحزب الذي ترأسه ميلوني استقطب عدداً كبيراً من ناخبي «الرابطة» و«فرزا إيطاليا»، وبالتالي فإن المنافسة بين الأحزاب الثلاثة في الائتلاف على أشدّها، بحيث إنه بقدر ما تنمو شعبية ميلوني تتراجع شعبية الحليفين ويزداد التوتر داخل الائتلاف الحاكم، وتزداد مع ذلك شهية الحلفاء على المعارضة من الداخل.
ثالثاً، الأداء في استخدام الأرصدة الضخمة المخصصة لإيطاليا من صندوق الإنعاش الأوروبي، التي تشكّل فرصة تاريخية فريدة لإجراء الإصلاحات المنتظرة منذ عقود، التي تتعثّر دائماً في مسالك السياسة الإيطالية المضطربة.


مقالات ذات صلة

باريس «تأمل» بتحديد موعد قريب لزيارة وزير الخارجية الإيطالي

العالم باريس «تأمل» بتحديد موعد قريب لزيارة وزير الخارجية الإيطالي

باريس «تأمل» بتحديد موعد قريب لزيارة وزير الخارجية الإيطالي

قالت وزارة الخارجية الفرنسية إنها تأمل في أن يُحدَّد موعد جديد لزيارة وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني بعدما ألغيت بسبب تصريحات لوزير الداخلية الفرنسي حول سياسية الهجرة الإيطالية اعتُبرت «غير مقبولة». وكان من المقرر أن يعقد تاياني اجتماعا مع وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا مساء اليوم الخميس. وكان وزير الداخلية الفرنسي جيرار دارمانان قد اعتبر أن رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني «عاجزة عن حل مشاكل الهجرة» في بلادها. وكتب تاياني على «تويتر»: «لن أذهب إلى باريس للمشاركة في الاجتماع الذي كان مقررا مع الوزيرة كولونا»، مشيرا إلى أن «إهانات وزير الداخلية جيرالد دارمانان بحق الحكومة وإي

«الشرق الأوسط» (باريس)
العالم ألمانيا تشن حملة أمنية كبيرة ضد مافيا إيطالية

ألمانيا تشن حملة أمنية كبيرة ضد مافيا إيطالية

في عملية واسعة النطاق شملت عدة ولايات ألمانية، شنت الشرطة الألمانية حملة أمنية ضد أعضاء مافيا إيطالية، اليوم (الأربعاء)، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية. وأعلنت السلطات الألمانية أن الحملة استهدفت أعضاء المافيا الإيطالية «ندرانجيتا». وكانت السلطات المشاركة في الحملة هي مكاتب الادعاء العام في مدن في دوسلدورف وكوبلنتس وزاربروكن وميونيخ، وكذلك مكاتب الشرطة الجنائية الإقليمية في ولايات بافاريا وشمال الراين - ويستفاليا وراينلاند – بفالتس وزارلاند.

«الشرق الأوسط» (برلين)
يوميات الشرق إيطاليا ترفع الحظر عن «تشات جي بي تي»

إيطاليا ترفع الحظر عن «تشات جي بي تي»

أصبح برنامج «تشات جي بي تي» الشهير الذي طورته شركة الذكاء الاصطناعي «أوبن إيه آي» متاحا مجددا في إيطاليا بعد علاج المخاوف الخاصة بالخصوصية. وقالت هيئة حماية البيانات المعروفة باسم «جارانتي»، في بيان، إن شركة «أوبن إيه آي» أعادت تشغيل خدمتها في إيطاليا «بتحسين الشفافية وحقوق المستخدمين الأوروبيين». وأضافت: «(أوبن إيه آي) تمتثل الآن لعدد من الشروط التي طالبت بها الهيئة من أجل رفع الحظر الذي فرضته عليها في أواخر مارس (آذار) الماضي».

«الشرق الأوسط» (روما)
العالم إيطاليا في «يوم التحرير»... هل تحررت من الإرث الفاشي؟

إيطاليا في «يوم التحرير»... هل تحررت من الإرث الفاشي؟

في الخامس والعشرين من أبريل (نيسان) من كل عام تحتفل إيطاليا بـ«عيد التحرير» من النازية والفاشية عام 1945، أي عيد النصر الذي أحرزه الحلفاء على الجيش النازي المحتلّ، وانتصار المقاومة الوطنية على الحركة الفاشية، لتستحضر مسيرة استعادة النظام الديمقراطي والمؤسسات التي أوصلتها إلى ما هي عليه اليوم. يقوم الدستور الإيطالي على المبادئ التي نشأت من الحاجة لمنع العودة إلى الأوضاع السياسية التي ساهمت في ظهور الحركة الفاشية، لكن هذا العيد الوطني لم يكن أبداً من مزاج اليمين الإيطالي، حتى أن سيلفيو برلوسكوني كان دائماً يتغيّب عن الاحتفالات الرسمية بمناسبته، ويتحاشى المشاركة فيها عندما كان رئيساً للحكومة.

شوقي الريّس (روما)
شمال افريقيا تعاون مصري - إيطالي في مجال الاستثمار الزراعي

تعاون مصري - إيطالي في مجال الاستثمار الزراعي

أعلنت الحكومة المصرية عن عزمها تعزيز التعاون مع إيطاليا في مجال الاستثمار الزراعي؛ ما يساهم في «سد فجوة الاستيراد، وتحقيق الأمن الغذائي»، بحسب إفادة رسمية اليوم (الأربعاء). وقال السفير نادر سعد، المتحدث الرسمي لرئاسة مجلس الوزراء المصري، إن السفير الإيطالي في القاهرة ميكيلي كواروني أشار خلال لقائه والدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء المصري، (الأربعاء) إلى أن «إحدى أكبر الشركات الإيطالية العاملة في المجال الزراعي لديها خطة للاستثمار في مصر؛ تتضمن المرحلة الأولى منها زراعة نحو 10 آلاف فدان من المحاصيل الاستراتيجية التي تحتاج إليها مصر، بما يسهم في سد فجوة الاستيراد وتحقيق الأمن الغذائي». وأ

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

«سبايس إكس» ترجئ لأجل غير مسمى أول رحلة خاصة للتجول في الفضاء

الصاروخ «فالكون 9» في مركز «كينيدي للفضاء» بفلوريدا (رويترز)
الصاروخ «فالكون 9» في مركز «كينيدي للفضاء» بفلوريدا (رويترز)
TT

«سبايس إكس» ترجئ لأجل غير مسمى أول رحلة خاصة للتجول في الفضاء

الصاروخ «فالكون 9» في مركز «كينيدي للفضاء» بفلوريدا (رويترز)
الصاروخ «فالكون 9» في مركز «كينيدي للفضاء» بفلوريدا (رويترز)

أعلنت شركة «سبايس إكس» أنها أرجأت إلى أجل غير مسمى مهمة «بولاريس دون» (Polaris Dawn) التي كان يُفترَض أن تنطلق من فلوريدا، وهي الأولى من تنظيم القطاع الخاص تسمح لركابها بالخروج من المركبة للتجوّل في الفضاء، وذلك بسبب مخاطر مرتبطة بالطقس.

وكتبت الشركة عبر منصة «إكس»: «نظراً لتوقعات الطقس غير المواتية في منطقة هبوط كبسولة (دراغون) قبالة ساحل فلوريدا، تخلينا اليوم وغداً عن مواعيد إطلاق صاروخ (فالكون 9) في إطار مهمة (بولاريس دون)».

وأضافت الشركة: «تواصل الفرق مراقبة الطقس بحثاً عن ظروف الإقلاع والعودة المواتية».

وكان إطلاق مهمة «بولاريس دون» قد أُرجئ أساساً لأربع وعشرين ساعة، بعد رصد «تسرب هيليوم» يوم الاثنين على وصلة إمداد للصاروخ. وغالباً ما يُستخدم الهيليوم، وهو غاز غير قابل للاشتعال، في أنظمة الدفع.

وحُدد في بادئ الأمر موعد جديد لإقلاع الصاروخ «فالكون 9» مع الكبسولة «دراغون» التي تضم أفراد الطاقم، الأربعاء عند الساعة 3:38 صباحاً (07:38 ت غ) من مركز كينيدي للفضاء.

وأكدت «سبايس إكس» الثلاثاء، أن «جميع الأنظمة جاهزة للإطلاق غداً».

ويقود هذه المهمة التي تستغرق 5 أيام، الملياردير الأميركي جاريد أيزاكمان، الذي يتعاون منذ سنوات مع الشركة المملوكة لإيلون ماسك.

وترمي الرحلة خصوصاً إلى اختبار بزات «سبايس إكس» الأولى المخصصة للتجول في الفضاء، وهي بيضاء وذات مظهر استشرافي.

وكان من المقرر أن يُبث الخروج من المركبة، الذي يُتوقع أن يكون مذهلاً، على الهواء مباشرة في اليوم الثالث من المهمة.

ويُفترض أن تصل المركبة الفضائية أيضاً إلى ارتفاع 1400 كيلومتر، وهو أبعد ارتفاع تصل إليه طواقم المهمات الفضائية منذ بعثات «أبولو» القمرية.

كما تشهد المهمة الموعودة أول رحلة لموظفين في «سبايس إكس» إلى الفضاء، هما سارة غيليس وآنّا مينون. ويضم الطاقم أيضاً سكوت بوتيت، الطيار السابق في سلاح الجو الأميركي المقرّب من أيزاكمان.

وقد خضع المغامرون الأربعة لتدريبات مكثفة لأكثر من عامين، شملت نحو 2000 ساعة في جهاز محاكاة، وجلسات في جهاز طرد مركزي (دوران سريع)، والغوص، والقفز بالمظلة، وحتى التدريب على سبُل الصمود في الإكوادور.

عبور الحدود النهائية

تهدف مهمة «بولاريس دون» إلى أن تكون علامة فارقة جديدة في قطاع استكشاف الفضاء التجاري.

وكان جاريد أيزاكمان (41 عاماً)، وهو رئيس الشركة المالية «Shift4»، قد سافر بالفعل إلى الفضاء في عام 2021، في إطار مهمة مدارية تابعة لشركة «سبايس إكس» حملت اسم «إنسبيريشن 4»، وهي أول مهمة في التاريخ لا تضم أي رواد فضاء محترفين.

ولم يُكشف عن حجم استثماره في مهمة «بولاريس».

ويُتوقع أن يتضمن برنامج «سبايس إكس» الطموح 3 مهمات، بينها أول رحلة مأهولة لصاروخ «ستارشيب» العملاق، الذي يجري تطويره حالياً والمخصص للرحلات إلى القمر والمريخ.

وأشاد جاريد أيزاكمان بدور القطاع الخاص في «عبور هذه الحدود النهائية».

وقال: «أودّ أن يرى أطفالي بشراً يمشون على القمر والمريخ. لم نقم حتى بملامسة السطح بعد (...) هناك كثير لاستكشافه».

وأوضح أيزاكمان أن «الفكرة تقوم على تطوير واختبار تقنيات ومناورات جديدة، لتعزيز رؤية (سبايس إكس) الجريئة للسماح للبشرية بالسفر بين النجوم».

ولفت إلى أنه على بُعد 1400 كيلومتر -أي أكثر من 3 أضعاف المسافة إلى محطة الفضاء الدولية- تكون البيئة مختلفة تماماً على صعيد الإشعاع والنيازك الدقيقة.

وعملية السير المقررة في الفضاء، في مدار أدنى، ستكون الأولى التي يقوم بها مدنيون ليسوا رواد فضاء محترفين.