أوكرانيا تجمد ممتلكات 182 شركة من روسيا وبيلاروسياhttps://aawsat.com/home/article/4125591/%D8%A3%D9%88%D9%83%D8%B1%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A7-%D8%AA%D8%AC%D9%85%D8%AF-%D9%85%D9%85%D8%AA%D9%84%D9%83%D8%A7%D8%AA-182-%D8%B4%D8%B1%D9%83%D8%A9-%D9%85%D9%86-%D8%B1%D9%88%D8%B3%D9%8A%D8%A7-%D9%88%D8%A8%D9%8A%D9%84%D8%A7%D8%B1%D9%88%D8%B3%D9%8A%D8%A7
أوكرانيا تجمد ممتلكات 182 شركة من روسيا وبيلاروسيا
الرئيس فولوديمير زيلينسكي (أ.ب)
كييف:«الشرق الأوسط»
TT
كييف:«الشرق الأوسط»
TT
أوكرانيا تجمد ممتلكات 182 شركة من روسيا وبيلاروسيا
الرئيس فولوديمير زيلينسكي (أ.ب)
فرضت أوكرانيا عقوبات على 182 شركة من روسيا وبيلاروسيا وثلاثة أفراد، في أحدث سلسلة من الخطوات التي يتخذها الرئيس فولوديمير زيلينسكي، لقطع صلة بلاده مع كل من موسكو ومينسك. وقال زيلينسكي في كلمة مصورة، «تم تجميد ممتلكاتهم في أوكرانيا، سيتم استخدام ممتلكاتهم في (إجراءات) الدفاع عن بلادنا». ووفقاً للقائمة التي نشرها مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني، فإن الشركات الخاضعة للعقوبات تعمل بشكل رئيسي في نقل البضائع وتأجير المركبات وإنتاج المواد الكيماوية. وفرضت أوكرانيا عقوبات على مئات الأفراد والشركات في روسيا وبيلاروسيا منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير (شباط) من العام الماضي.
قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، لصحيفة «واشنطن بوست»، إن الحكومة الأميركية لم تُبلغه بنشر المعلومات الاستخباراتية ذات الأصداء المدوِّية على الإنترنت. وأضاف زيلينسكي، للصحيفة الأميركية، في مقابلة نُشرت، أمس الثلاثاء: «لم أتلقّ معلومات من البيت الأبيض أو البنتاغون مسبقاً، لم تكن لدينا تلك المعلومات، أنا شخصياً لم أفعل، إنها بالتأكيد قصة سيئة». وجرى تداول مجموعة من وثائق «البنتاغون» السرية على الإنترنت، لأسابيع، بعد نشرها في مجموعة دردشة على تطبيق «ديسكورد». وتحتوي الوثائق على معلومات، من بين أمور أخرى، عن الحرب التي تشنّها روسيا ضد أوكرانيا، بالإضافة إلى تفاصيل حول عمليات التجسس الأميرك
أعلن الجيش الأوكراني أن فرق الدفاع الجوي دمرت 15 من 18 صاروخا أطلقتها القوات الروسية في الساعات الأولى من صباح اليوم الاثنين، فيما كثفت موسكو الهجمات على جارتها في الأيام القليلة الماضية.
قال حاكم سيفاستوبول الذي عينته روسيا إن النيران اشتعلت اليوم (السبت) في خزان وقود في المدينة الساحلية الواقعة في شبه جزيرة القرم فيما يبدو أنه ناجم عن غارة بطائرة مسيرة، وفقاً لوكالة «رويترز». وكتب الحاكم ميخائيل رازفوجاييف على تطبيق «تيليغرام» للمراسلة، «وفقا للمعلومات الأولية، نتج الحريق عن ضربة بطائرة مسيرة». وتعرضت سيفاستوبول، الواقعة في شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا من أوكرانيا في عام 2014، لهجمات جوية متكررة منذ بدء غزو روسيا الشامل لجارتها في فبراير (شباط) 2022. واتهم مسؤولون روس كييف بتنفيذ الهجمات. ولم يرد الجيش الأوكراني على الفور على طلب للتعليق اليوم.
طالب الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي بالحصول على مزيد من الأسلحة للدفاع عن بلاده بعد موجة من الهجمات الصاروخية الروسية التي استهدفت مواقع سكنية، مما أسفر عن مقتل 25 شخصا، وفقاً لوكالة «الأنباء الألمانية». وقال زيلينسكي في رسالة فيديو مساء أمس (الجمعة) «الدفاع الجوي، قوة جوية حديثة - من دونها يستحيل الدفاع الجوي الفعال - مدفعية ومركبات مدرعة... كل ما هو ضروري لتوفير الأمن لمدننا وقرانا في الداخل وفي الخطوط الأمامية». وأشار زيلينسكي إلى أن الهجوم الذي وقع بمدينة أومان، في الساعات الأولى من صباح أمس، أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 23 شخصا، من بينهم أربعة أطفال.
أعلنت وزارة الدفاع الروسية، اليوم (الجمعة)، أن الطيران الروسي شن سلسلة من الضربات الصاروخية البعيدة المدى «كروز»، ما أدى إلى تعطيل تقدم الاحتياطيات الأوكرانية، حسبما أفادت وكالة الأنباء الألمانية.
وقالت وزارة الدفاع الروسية، في بيانها، إن «القوات الجوية الروسية شنت ضربة صاروخية بأسلحة عالية الدقة بعيدة المدى، وأطلقت من الجو على نقاط الانتشار المؤقتة للوحدات الاحتياطية التابعة للقوات المسلحة الأوكرانية، وقد تحقق هدف الضربة، وتم إصابة جميع الأهداف المحددة»، وفقاً لوكالة أنباء «سبوتنيك» الروسية.
وأضافت «الدفاع الروسية» أنه «تم إيقاف نقل احتياطيات العدو إلى مناطق القتال».
الولايات المتحدة تصادر ناقلة نفط قبالة سواحل فنزويلاhttps://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85/5221516-%D8%A7%D9%84%D9%88%D9%84%D8%A7%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AA%D8%AD%D8%AF%D8%A9-%D8%AA%D8%B5%D8%A7%D8%AF%D8%B1-%D9%86%D8%A7%D9%82%D9%84%D8%A9-%D9%86%D9%81%D8%B7-%D9%82%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%A9-%D8%B3%D9%88%D8%A7%D8%AD%D9%84-%D9%81%D9%86%D8%B2%D9%88%D9%8A%D9%84%D8%A7
الولايات المتحدة تصادر ناقلة نفط قبالة سواحل فنزويلا
ناقلة نفط قبالة سواحل فنزويلا (أ.ف.ب)
قالت وزيرة الأمن الداخلي الأميركية كريستي نويم، في منشور على منصة «إكس»، إن الولايات المتحدة احتجزت، اليوم السبت، ناقلة نفط رست آخر مرة في فنزويلا.
وأضافت نويم: «ستواصل الولايات المتحدة ملاحقة الحركة غير المشروعة للنفط الخاضع للعقوبات الذي يُستخدم لتمويل إرهاب المخدرات في المنطقة».
وأوضحت أن خفر السواحل الأميركي احتجز السفينة، قبل فجر اليوم، بدعم من وزارة الحرب الأميركية (البنتاعون).
وفي وقت سابق اليوم، قال مسؤولان أميركيان لوكالة «أسوشييتد برس» إن القوات الأميركية أوقفت سفينة تجارية ثانية قبالة سواحل فنزويلا في المياه الدولية. وأفادت وسائل إعلام أميركية بأن السفينة التي تمت مصادرتها هي ناقلة نفط.
وقال أحد المسؤولين إن الناقلة توقفت طواعية وسمحت للقوات الأميركية بالصعود على متنها.
ويأتي هذا الإجراء بعد أيام من إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن «حصار» لجميع ناقلات النفط الخاضعة للعقوبات والمتجهة من وإلى البلاد الواقعة في أميركا الجنوبية. ويأتي أيضاً عقب استيلاء القوات الأميركية على ناقلة نفط قبالة سواحل فنزويلا في 10 ديسمبر (كانون الأول).
وأبقى الرئيس الأميركي دونالد ترمب احتمال الحرب مع فنزويلا مطروحاً في مقابلة نُشرت، الجمعة، وذلك بعد تصعيد حملة الضغط الأميركية على كراكاس بفرض حصار نفطي.
وقال ترمب في مقابلة هاتفية مع قناة «إن بي سي نيوز» أجريت، الخميس، رداً على سؤال بشأن إمكان استبعاد الحرب: «لا أستبعد ذلك، لا». كما امتنع عن الإفصاح عما إذا كان يرغب في إطاحة الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو. ويقول مادورو اليساري إن واشنطن تسعى لتغيير النظام في كراكاس.
وأضاف ترمب: «إنه يعرف بالضبط ما أريده. إنه يعرف أفضل من أي شخص آخر».
وأكد الرئيس الأميركي أنه ستتم مصادرة ناقلات نفط أخرى، بعد أن سيطرت القوات الأميركية الأسبوع الماضي على ناقلة أبحرت من الدولة الأميركية اللاتينية.
وترك ترمب العالم في حيرة من أمره بشأن أهدافه النهائية تجاه فنزويلا، بعد أن عزز بشكل كبير الوجود العسكري الأميركي في منطقة البحر الكاريبي في الأشهر الأخيرة.
وتتهم واشنطن مادورو بإدارة كارتل «مخدرات إرهابي»، ونفّذت القوات الأميركية منذ سبتمبر (أيلول) ضربات عدة على قوارب قالت إنها تحمل مخدرات، ما أسفر عن مقتل أكثر من 100 شخص.
وصرّح ترمب لأسابيع بأنه سيأمر بضربات برية «قريباً» على تجار مخدرات.
لكنه حوّل تركيزه هذا الأسبوع نحو نفط فنزويلا التي تمتلك أكبر احتياطيات مؤكدة من الذهب الأسود في العالم.
وعند إعلانه فرض حصار على ناقلات النفط الخاضعة لعقوبات أميركية، اتهم ترمب فنزويلا بالاستيلاء على النفط الأميركي، في إشارة واضحة إلى تأميم صناعة النفط في البلاد.
وقال، الأربعاء: «لقد أخذوا جميع حقوقنا في مجال الطاقة، وأخذوا كل نفطنا، منذ وقت ليس ببعيد، ونريد استعادته».
ويشهد سوق النفط حالياً وفرة في المعروض؛ إذ توجد ملايين البراميل من النفط على متن ناقلات قبالة سواحل الصين بانتظار تفريغها.
وإذا استمر الحظر لفترة، فمن المرجح أن يؤدي فقدان ما يقارب مليون برميل يومياً من إمدادات النفط الخام إلى ارتفاع أسعار الخام.
ومنذ فرضت الولايات المتحدة عقوبات على قطاع الطاقة في فنزويلا عام 2019، لجأ التجار ومصافي النفط الذين يشترون النفط الفنزويلي إلى استخدام «أسطول الظل» من ناقلات النفط التي تخفي مواقعها، بالإضافة إلى سفن خاضعة للعقوبات لنقلها النفط الإيراني أو الروسي.
وأفاد محللون في قطاع الشحن بأن الأسطول غير الرسمي أو ما يعرف بأسطول الظل معرّض لإجراءات عقابية محتملة من الولايات المتحدة.
وأظهرت بيانات موقع «تانكرز تراكرز دوت كوم» أنه حتى هذا الأسبوع، من بين أكثر من 70 ناقلة نفط في المياه الفنزويلية تشكل جزءاً من أسطول الظل، تخضع نحو 38 ناقلة لعقوبات من وزارة الخزانة الأميركية.
وأضاف الموقع أن 15 ناقلة على الأقل من هذه الناقلات محملة بالنفط الخام والوقود.
هجوم بونداي يترك حيّ المشتبه بهما في حالة صدمةhttps://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85/5221450-%D9%87%D8%AC%D9%88%D9%85-%D8%A8%D9%88%D9%86%D8%AF%D8%A7%D9%8A-%D9%8A%D8%AA%D8%B1%D9%83-%D8%AD%D9%8A%D9%91-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B4%D8%AA%D8%A8%D9%87-%D8%A8%D9%87%D9%85%D8%A7-%D9%81%D9%8A-%D8%AD%D8%A7%D9%84%D8%A9-%D8%B5%D8%AF%D9%85%D8%A9
باقات ورود في سيدني السبت إحياء لذكرى ضحايا هجوم شاطئ بونداي يوم 14 ديسمبر الجاري (أ.ف.ب)
بونيرِغ، ضاحية صغيرة في غرب سيدني، يقل عدد سكانها عن 10 آلاف نسمة، وتضم عشرات الثقافات المختلفة: يوجد فيها مسجد، وأربعة معابد بوذية، وثلاث كنائس، جميعها ضمن نطاق ميل واحد. أكثر من 80 في المائة من الأسر تتحدث لغة غير الإنجليزية. ويُعدّ الحي من بين الأكثر تنوعاً في أستراليا، بحسب تقرير لصحيفة نيويورك تايمز.
لذلك، أصيب السكان بالذهول عندما أُفيد بأن أباً وابنه من أبناء هذا المجتمع فتحا النار يوم الأحد على احتفال بعيد حانوكا على بعد 30 ميلاً في شاطئ بونداي، ما أسفر عن مقتل 15 شخصاً في أسوأ عملية إطلاق نار جماعي تشهدها أستراليا منذ ثلاثة عقود، ودفع البلاد إلى صدارة نقاش عالمي حول العنف المعادي للسامية.
وقال يوسِل ميريتشي، وهو مهاجر تركي يدير محلاً لبيع الكباب في مركز بونيرِغ بلازا التجاري وسط البلدة: «إنه أمر صادم. أين الإنسانية؟ أين الرحمة؟».
وأضاف ميريتشي، وهو مسلم، أن ابنته أصيبت بالجمود ولم تنطق بكلمة بعد سماع الخبر. وعن مطلقي النار قال: «إنهم يسيئون إلى الدين».
وقالت السلطات إن نافيد أكرم (24 عاماً) ووالده ساجد أكرم (50 عاماً) كانا مدفوعين بأيديولوجيا تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش). وقد قُتل الأب في الهجوم، بينما أُصيب الابن برصاص الشرطة لكنه نجا، ووجهت إليه يوم الأربعاء تهم القتل، والإرهاب، والتسبب بإيذاء جسيم بقصد القتل.
وخلال الأيام التي تلت إطلاق النار، سارع الإعلام الدولي إلى رسم ملامح حياة المشتبه بهما، لكنه قوبل هنا بصمت مشوب بالتوتر. ففي منزل العائلة المكوّن من ثلاث غرف نوم في شارع تحيط به الأشجار، حيث كانا يعيشان مع أسرتهما، لم تُلاحظ سوى أصوات مكتومة وخطوات من الداخل.
وعلى بعد نحو ميل ونصف جنوباً، في منزل قيل إن أكرم الابن تلقى فيه دروساً في القرآن، كانت الستائر مغلقة ولم يجب أحد على الباب — وقال المدرّس لوسائل إعلام أسترالية إنه، خوفاً على سلامة عائلته الصغيرة، غادر المنزل. كما لم تسفر عشرات الاستفسارات الموجهة إلى قادة المجتمع المحلي، وزملاء العمل السابقين، وزملاء الدراسة، والجيران، عن أي معلومات.
والمعطيات القليلة التي ظهرت ترسم صورة لعائلة كانت تميل إلى الانعزال. فساجد أكرم، وهو مواطن هندي، انتقل إلى أستراليا عام 1998 بحثاً عن عمل، بحسب ما قالت الشرطة في ولاية تيلانغانا بجنوب الهند. وأضافت الشرطة أنه سافر إلى الهند عدة مرات منذ ذلك الحين، وكان آخرها في عام 2022، لكنه حافظ على تواصل محدود مع عائلته في الهند، التي وصفتها بأنها مسلمة. وفي عام 2001، تزوج في أستراليا وأنجب طفلين: ابناً، نافيد، وابنة، وفقاً لشرطة تيلانغانا.
ووصف من عرفوا نافيد أكرم أنه كان هادئاً، مجتهداً، ومتديناً. وقالوا إنهم صُدموا عند سماعهم بالهجوم، ليس فقط بسبب انطباعاتهم عنه، بل أيضاً بسبب البيئة التي نشأ فيها.
في مدرسته الثانوية، التي تبعد ثلاثة أميال شرق منزل العائلة، كان يُدعى الطلاب إلى ارتداء الأزياء التقليدية لبلدانهم الأصلية، وكان كثير منهم يتحدث القليل من الإنجليزية، بحسب زميل سابق له، لوريس تريماركي. وقال هو وزميل آخر سابق إن نافيد كان طالباً خجولاً، جزءاً من مجموعة للصلاة، ويحب الرياضة. كما تذكر مدرّب في نادٍ للجوجيتسو في غرب سيدني أنه تدرب لفترة وجيزة في النادي، لكنه غادر لأنه كان مهتماً أكثر بممارسة الملاكمة.
وقال تريماركي: «كان فتى مرحاً جداً. دائماً مبتسماً، يضحك باستمرار. لم يُظهر أي علامات مقلقة».
أستراليون من طواقم إنقاذ هواة ركوب الأمواج يقفون دقيقة حداد على ضحايا هجوم بونداي في سيدني السبت (هيئة البث الأسترالية / أ.ف.ب)
وأضاف تريماركي أنه في السنة الأخيرة من الثانوية، أصبح أكرم أكثر تعبيراً عن آرائه الدينية، وبدأ يحضر عدداً أقل من الحصص الدراسية. وقال: «كان منفتحاً على مناقشة آرائه»، مضيفاً أن تلك الآراء لم تبدُ له متطرفة.
تخرج الصف في عام 2019، لكن تريماركي لم يتذكر ما إذا كان أكرم قد تخرج معهم. وبعد الثانوية، خفّ نشاط أكرم على وسائل التواصل الاجتماعي، ويبدو أنه كرّس نفسه للملاكمة، بحسب تريماركي.
في منتصف عام 2019، بدأ أكرم تدريباً مهنياً في شركة للبناء بالطوب، حيث عمل في مشروع إسكان حكومي في الضواحي الجنوبية الغربية لسيدني، بحسب جيف أولسون، الذي عمل في المشروع نفسه.
وقال أولسون إن أكرم كان متدرباً هادئاً وجيداً، مستعداً للتعلم وتنفيذ ما يُطلب منه، بما في ذلك حمل الطوب، وخلط الإسمنت، وبناء السقالات. وكان زملاؤه ينادونه «ناف».
وأضاف أولسون أنه خلال استراحة الغداء، كان أكرم يذهب إلى الحديقة للصلاة، وتذكر كيف كان هو وبقية عمّال البناء يمزحون معه محاولين دفعه إلى التلفظ بشتيمة، لكنه كان يرفض دائماً. وقال: «كان يبتسم فقط، مثل طفل خجول. يخفض رأسه. هذا كل شيء».
وقال أولسون إن أكرم أخبره بأن والده قرر أن يكون ابنه مسلماً ملتزماً، رغم أن أفراداً آخرين من العائلة في أستراليا لم يكونوا كذلك. وأضاف: «كان منزعجاً قليلاً لأنه لن يحصل على هدايا عيد الميلاد أو أعياد الميلاد». ولم يتذكر الكثير عن علاقة أكرم بأسرته، لكنه قال: «كنت أشعر فقط بأنه لا يريد إغضاب والده».
ومع نهاية العام، اندلعت حرائق غابات في أنحاء أستراليا، ما تسبب بدخان كثيف جعل العمل صعباً. وقال أولسون: «لكنه كان يحضر إلى العمل كل يوم». وأضاف أن أكرم حضر حفلة عيد الميلاد الخاصة بالعمل، وكذلك احتفال عيد ميلاد أحد زملائه. «كان الجميع على وفاق معه».
وقال مسؤولون أستراليون إن أكرم كان قد لفت انتباه السلطات في عام 2019، لكن تقرر حينها أنه لا يشكل تهديداً فورياً. كما جرى استجواب والده في ذلك الوقت، بحسب المسؤولين.
وذكرت وسائل إعلام أسترالية، نقلاً عن مصادر شرطية لم تُسمّها، أن تحقيق عام 2019 كان بسبب صلات نافيد أكرم بـإسحاق الماطري، الذي وصف نفسه بأنه قائد في تنظيم «الدولة الإسلامية» ومقيم في سيدني، وقد أُدين بالتخطيط لهجوم إرهابي. وقد رُفض طلب للتواصل مع الماطري للتعليق من قبل مسؤولي السجون.
وفي العام نفسه، انخرط أكرم أيضاً في حركة الدعوة في الشارع، وهي مجموعة تطوعية مقرها سيدني تهدف، وفقاً لما تعلنه، إلى «نشر رسالة الإسلام سلمياً». وقال بيان أرسلته المجموعة عبر البريد الإلكتروني إن أكرم كان «زائراً نشطاً» لبرامج التوعية الدينية التي تنظمها، كما تطوع للمساعدة في تصوير مقطع فيديو، لكنه لم يكن عضواً رسمياً. وفي مقطع فيديو حُذف لاحقاً من قناة المجموعة على «يوتيوب»، ظهر أكرم واقفاً أمام محطة قطار في إحدى ضواحي سيدني، يحث المارة على نشر رسالة الإسلام.
ولا تزال تحركات أكرم ووالده خلال السنوات الماضية غير واضحة، غير أن مالك نادٍ للملاكمة في غرب سيدني تذكر أنه رأى الشاب قبل نحو ستة أشهر. وقال المالك، الذي طلب عدم ذكر اسمه حفاظاً على سلامة عمله وطلابه، إن نافيد أكرم لم يكن يحضر إلا حصصاً متقطعة، لكنه بدا منغلقاً ولا يدخل في أحاديث.
وقال هو وآخرون في غرب سيدني إنهم في حالة ذهول من الهجوم، ومن حقيقة أن المشتبه بهم كانوا يعيشون بينهم دون أن يُكتشف أمرهم.
وقال روني نغوين (44 عاماً)، الذي نشأ في ضواحي غرب سيدني وكان في بونيرِغ بلازا يوم الخميس: «لا نتوقع أن يحدث إطلاق نار من هذا النوع، ثم أن يكون أقرب إلى بيوتنا مما كنا نتصور — شخص محلي».
وأضاف: «أعتقد أن الأمر سيكون صادماً لمعظم الأستراليين. لكنني أعتقد أننا مع الوقت سنتجاوز ذلك. نحن مجتمع متعدد الثقافات. سنتكاتف».
وخلال صلاة بعد ظهر الجمعة في مسجد بونيرِغ، أدان الإمام مجاهد تشاكِر الهجوم وقدم تعازيه إلى الجالية اليهودية. وقال: «الإسلام دين، منذ زمن نبينا، أظهر احتراماً لجميع الأديان، وخلق مساحة للناس لممارسة معتقداتهم بحرية». وأضاف الإمام تشاكِر: «نحن نرى هذا العمل هجوماً على كل فرد يعيش في أستراليا».
في المقابل، أعرب آخرون عن خشيتهم من أن الخطر لا يزال قائماً.
وقال ستيف جايلز (70 عاماً)، الذي كان يرتدي زي سانتا كلوز في مركز بونيرِغ بلازا، إنه يعتقد أن عموم السكان معرضون للخطر. وأضاف: «هناك الكثير من المسارات التي يمكن أن يتطور عبرها هذا الحقد».
العولمة الجديدة وخطر السقوط في هاوية الاستبدادhttps://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85/5221436-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%88%D9%84%D9%85%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%AF%D9%8A%D8%AF%D8%A9-%D9%88%D8%AE%D8%B7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%82%D9%88%D8%B7-%D9%81%D9%8A-%D9%87%D8%A7%D9%88%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%A8%D8%AF%D8%A7%D8%AF
الكمبيوتر العملاق «أندروميدا» من شركة «سيريبراس سيستمز» في مركز للبيانات في سانتا كلارا بولاية كاليفورنيا الأميركية (رويترز)
في القرن العشرين، أصبح التعاون الدولي عملياً مرادفاً للنظام متعدد الأطراف القائم على قواعد، والمستند إلى مؤسسات أنشِئت بموجب معاهدات، مثل الأمم المتحدة والبنك الدولي وصندوق النقد الدولي ومنظمة التجارة العالمية... وفي العقدين الأخيرين من القرن المنصرم، ترسّخ مصطلح العولمة (Globalization)، لا سيما بفضل كتابات ثيودور ليفيت (1925 - 2006)، الخبير الاقتصادي الأميركي الألماني المولد الذي كتب، في ما كتب، مقالاً بالغ الأهمية بعنوان «عولمة الأسواق».
بالطبع كانت للعولمة حسناتها وسيئاتها. وفي طليعة الحسنات النفاذ إلى أسواق جديدة، ونقل المعرفة والتكنولوجيا، ودفع النمو الاقتصادي، والتعاون في شؤون إنسانية مثل الصحة ومكافحة الفقر وحماية المناخ... غير أن طبيعة البشر - على مرّ الماضي الذي يسمونه تاريخاً - سرعان ما تحول خطوط التعاون والتكامل إلى أدوات للتنافس والسيطرة. وقد شهدنا كيف أن القويّ جعل العولمة ميداناً لتوسيع النفوذ وفرض شروطه وقواعده وحتى ثقافته على الآخرين، بحيث خفت كثيراً وهج التعدد والتمايز، وصارت مجتمعات عديدة تتشابه إلى حد «الملل» مع ضمور العديد من العادات والتقاليد إلى حد تهديد الهويات.
وكان المأمول في هذا السياق تعزيز الفهم المتبادل بين المجتمعات، لإثراء الثقافات، بدل أن تلتهم ثقافة الكبير هوية الصغير. ولنا هنا أن ننظر إلى موقف واشنطن من اليونسكو، فاعتباراً من أواخر عام 2025، كانت الولايات المتحدة في طور الانسحاب من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة للمرة الثالثة في تاريخها.
وقد أعلنت إدارة الرئيس دونالد ترمب هذا القرار رسمياً في 22 يوليو (تموز) 2025، على أن يدخل حيز التنفيذ في 31 ديسمبر (كانون الأول) 2026. والسبب الأول الحقيقي لهذا القرار هو أن المنبر الذي تشكله المنظمة يتعارض في جوهره وفلسفته مع سياسة «أميركا أولاً» التي كان من تجلّياتها تقليص المساعدات الخارجية.
رقصة تقليدية في ميانمار احتفالاً برأس السنة في تقاليد الكارين (أ.ف.ب)
اليد الطولى في اللعبة
في المجال الاقتصادي، كان للأقوياء أيضاً اليد الطولى في اللعبة، فأدى تركّز الإنتاج الصناعي خصوصاً إلى خلل في التبادلات التجارية حتى بين الأقوياء أنفسهم. وعلى سبيل المثال لا الحصر، أدّى العجز التجاري للولايات المتحدة مع الصين إلى فقدان 3 ملايين و700 ألف وظيفة بين عامي 2001 و2018، وسُجّل أكثر من 75 في المائة من هذه الخسائر في قطاع الصناعات التحويلية، وفق موقع «Motion Point» الأميركي.
كان الهدف من إنشاء المؤسسات الدولية «المعولمة» المذكورة آنفاً وغيرها إزالة الرواسب التي خلفتها الحرب العالمية الثانية والتعاون لقطع الطريق على الأسباب التي تؤدي إلى نزاعات عالمية. غير أنّ تنافس القوى الكبرى والحرب الباردة والحروب الساخنة المتنقلة والاختلالات البنيوية أدّت إلى تقويض أداء هذه المؤسسات، الأمر الذي رسّخ حالةً من الشلل وسهّل للأقوياء فرض إرادتهم على الضعفاء. وفي هذا السياق، يشهد تمويل التنمية والمساعدات الإنسانية تراجعاً ملحوظاً، كما تعلن الأمم المتحدة بمختلف أجهزتها بشكل متكرر.
فنسيج التعاون الدولي يبدو كأنه يتفكك، في ظل تفاقم التوترات الجيوسياسية، والعودة إلى السياسات الحمائية، وفرض العقوبات الأحادية، وازدياد الانسحابات من المعاهدات، إلى جانب الاستخدام المقلق لأدوات الإكراه العسكري والاقتصادي.
يؤدي هذا التآكل في تعدد الأطراف إلى ترك العالم عرضةً لتصاعد النزاعات واستعصاء المشكلات العالمية على الحلول، بما يثير تساؤلات جوهرية حول مستقبل الكوكب وآفاق قيام نظام عالمي مستقر وقائم على التعاون. وتتسم الأزمة الراهنة التي تعصف بالتعددية بشموليتها وعمقها غير المسبوقين، فهي تطال جميع مجالات التعاون الدولي في وقت أصبح فيه التعاون أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى.
وما يشهده هذا النظام ليس مجرد تراجع عابر، بل فشل بنيوي ناتج من مجموعة من الأسباب المترابطة التي ولّدت مشاعر الاستياء وانعدام الثقة، لا سيما لدى القوى الاقتصادية الصاعدة المشككة في قدرة مؤسسات داخل الأمم المتحدة وأخرى خارجها على معالجة التحديات المعقدة التي يفرضها عالم اليوم، وعلى معاملة كل الدول بمساواة وإنصاف وحسن نية.
علاوة على هذا كله، يطلّ «الاستبداد الرقمي» برأسه بعد تركّز أسراره ومفاتيحه لدى حفنة من القادرين، وتمارَس السطوة الاقتصادية من حيث انتزاع الأقوياء من الضعفاء اتفاقات مناسبة لهم، وتدخّلهم في السياسات الداخلية بحثاً عن المنافع الاقتصادية، وانتشار الحروب السيبرانية الشرسة، وصعوبة تنظيم الكمّ الهائل من المعلومات المتداولة عالمياً... لذا نرى مشهداً من تبدّد الثقة وانعدام الوزن. إضافة إلى ذلك، فإن الاستخدام المتعمّد لأدوات التجارة والتمويل والعقوبات وسائلَ للإكراه يقوّض مبادئ التعاون العادل والمتكافئ. وقد تفاعلت هذه العوامل مع المشكلات القائمة لتُشكّل عاصفةً هوجاء تركت النظام متعدد الأطراف في مهبّ رياحها.
روبوت خلال مؤتمر تكنولوجي في شنغهاي (أ.ف.ب)
هل من حلّ؟
لا يستطيع أي مراقب إلا أن يرى الأخطار المحيطة بالعالم واستقراره، وتنامي النزعات القومية الضيقة التي تخالف ما بشّرتنا به العولمة في بداياتها وعزّ صعودها وزخمها. ومع العولمة الجديدة الآن، المتمثلة خصوصاً في «تسونامي الذكاء الاصطناعي»، يُخشى أن تتبدد مجدداً أحلام الازدهار والرخاء، وتنشأ استقطابات جديدة، وخطيرة وتتحوّل التكنولوجيا إلى سلاح للإخضاع.
هل تعلَّق الآمال على الأمم المتحدة؟
الحقيقة أن هذه المنظمة تحتاج إلى عملية إصلاح بنيوي تنقذ دورها من الاضمحلال وتجنّبها التحوّل إلى شاهد أو جهاز لإحصاء الأضرار. وبالمعنى الأوسع إذا أخفق أصحاب القرار في إرساء أساسٍ أخلاقي واحد للتعاون الدولي، يتجاوز نطاق التحالفات البراغماتية البحتة بل الضيقة، فإن العالم قد ينزلق مجدداً إلى حالة من الفوضى نرى فيها سياسات عدوانية ومزيداً من تركّز القوة في أيدي قلة محدودة، الأمر الذي سيؤدي في نهاية المطاف إلى حروب وبؤس عميم.