عبد الله العودة: نهتمّ باختيار أغلفة الكتب... لكن ليس على حساب المحتوى

تهتم «دار كلمات للنشر والتوزيع» في السعودية، باختيار وتصميم أغلفة كتبها، لكن حسب مدير الدار عبد الله العودة، فإن هذا الاهتمام «لا يأتي على حساب المحتوى والمادة... فاختياراتنا دقيقة لهما».
ويضيف: «نعم، نعطي الأغلفة حقها وأهمية كبرى؛ لنعكس جمالية الكتاب ومحتواه بما يتماشى مع الفكرة، وهو من الأولويات بكل تأكيد. ليس فقط لجذب القارئ، وإنما لنبرز أيضاً جمالية النص وأهمية الكتاب».
ويؤكد في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، أهمية اختيار الغلاف قائلاً: «نعلق أهمية كبيرة على أغلفة كتبنا، تماماً مثلما نعلق أهمية على محتوى الكتب. إن أهمية اختيار الغلاف تُعد بالقدر نفسه الذي نختار به الكتب، لذلك ليس من المنصف أو المنطق أن نُجمّل غلافاً لكتاب ما ويكون محتواه سيئاً، والعكس صحيح. لذلك فإن الغلاف مساوٍ تماماً لمضمون الكتاب. وهذا كله يرجع لاختيارات الكتب وانتقاء الأفضل منها».
أما كيف ينعكس هذا الاهتمام في اختيار أغلفة الكتب، فيقول العودة: «دون مبالغة؛ فإن تصاميم الأغلفة الخاصة بنا تجذب القراء بشكل ملحوظ، وهذا ما شهدناه في معارض الكتاب المتنوعة من ثناء على العمل والجودة، واختيار الصور والألوان وغيرها. وهذا ما سعينا له منذ البداية؛ لوضع بصمة وهُوية خاصة بنا ترقى بالكتاب والمحتوى الثقافي».
لكن من يقوم بتصميم أغلفة الكتب؟ هل يتم الاعتماد على فنانين متعددين أم يتولى المهمة رسام يصمم أغلفة الدار؟ يجيب: «هناك فرق بين رسام ومصمم، فربما صاحب الموهبة في الرسم لا يستطيع تصميم غلاف، الفكرة هنا تعتمد على عدد من الأشياء؛ منها: نوع العمل، ومقترح وتصور الكتاب، ونبذة عنه، وماهيته. بناءً على هذه المعطيات يتم العمل على الغلاف، بدءاً من توفير اللوحة الخاصة به أو رسمها أو تصميمها لتُعبر عن المحتوى، بعد ذلك يقوم المصمم الخاص بالدار برسم المخطط، ووضع اللمسات الفنية وتنسيق الخطوط والألوان، ويتم عرضه على الإدارة لأخذ الاعتماد. نحن نمتلك فريقاً من الرسامين المميزين بكل تأكيد، ولدينا مصمم ذو خبرة في مجاله أكثر من 18 سنة، وهو يعمل في الدار منذ النشأة تقريباً، وبالتالي الموضوع ليس بالعدد أو الكمية بقدر ما هو بالإتقان والناتج النهائي».
وبالنسبة لـ«دار كلمات للنشر والتوزيع»، فإن اختيار لوحات أو رسومات جاهزة، أو تلك المقتبسة من أعمال فنية أجنبية، ليس وارداً، يقول العودة: «نحن بعيدون كل البعد عن الأعمال الجاهزة واللوحات الأجنبية أو الصور المجانية المتوفرة على محركات البحث. كما أسلفت سابقاً، نقوم بتوفير متطلبات العمل وبعدها يتم تصميمه، بخلاف الكتب المترجمة التي نمتلك حقوقها، فهنا لا بد من استخدام الغلاف الخاص بها مع تعريبه، وإضافة ما يلزمه ليظهر بالروح نفسها للعمل الأصلي».