كيف خططت عائلة مارتن أوديغارد لصعوده إلى القمة؟

المزايا التي حصل عليها لاعب آرسنال خلال طفولته جعلته يبدأ مسيرته بشكل جيد

مارتن أوديغارد لعب دوراً بارزاً في فوز آرسنال على مانشستر يونايتد (أ.ف.ب)
مارتن أوديغارد لعب دوراً بارزاً في فوز آرسنال على مانشستر يونايتد (أ.ف.ب)
TT

كيف خططت عائلة مارتن أوديغارد لصعوده إلى القمة؟

مارتن أوديغارد لعب دوراً بارزاً في فوز آرسنال على مانشستر يونايتد (أ.ف.ب)
مارتن أوديغارد لعب دوراً بارزاً في فوز آرسنال على مانشستر يونايتد (أ.ف.ب)

كان هناك ملعب كرة قدم في مدينة درامن النرويجية، لكن كما هو الحال مع معظم الملاعب الأخرى في هذا الجزء من النرويج، كان هذا الملعب مصنوعا من الحصى، فقد تم تصميمه لكي يكون قويا ومتينا ويستمر في حالة جيدة لفترة طويلة، لكنه لا يساعد على التحكم الجيد في الكرة. لذلك في عام 2005، دفع هانز إريك أوديغارد وحوالي عشرة آباء آخرين مبلغا قدره 50 ألف جنيه إسترليني لتطوير الملعب، الذي يقع على بُعد بضع مئات من الأمتار من الفيلا الفخمة التي يقيم فيها هانز مع عائلته.
لم يكن المال يمثل أي مشكلة لعائلة أوديغارد، التي لديها سلسلة من متاجر الملابس الراقية. وكان هانز قد لعب كرة القدم على المستوى الاحترافي في شبابه، لكن كانت لديه طموحات أكبر لابنه مارتن، الذي كان وهو في السادسة من عمره قادرا على تسديد الكرة بسرعة 40 ميلا في الساعة، ويتمتع بمهارات غير عادية. وربما لم يكن هانز يعرف آنذاك أن العشب الاصطناعي الذي ساهم في دفع ثمنه سيساعد نجله على الوصول إلى قمة لعبة كرة القدم على المستوى الاحترافي.
وعندما تحدث المدير الفني لآرسنال، ميكيل أرتيتا، عن «عملية التطوير المحددة للغاية» التي قادت مارتن أوديغارد للوصول إلى هذه المرحلة في مسيرته الكروية، فإنه أشار إلى ما هو أكثر من الموهبة التي يمتلكها اللاعب الشاب، وتطرق إلى الرحلة التي انتهت بانتقال هذا اللاعب الموهوب إلى ريال مدريد وهو في السادسة عشرة من عمره وتعيينه قائدا للفريق الأول بنادي آرسنال وهو في الثالثة والعشرين من عمره. لكن ربما كان الجزء الأكثر إثارة للاهتمام في قصة أوديغارد هو الطريقة التي تغلب بها على الشدائد والصعاب. فمنذ اللحظة التي تمكن فيها أوديغارد من ركل الكرة تقريبا، كانت كل العوامل تشير إلى أنه سيكون لاعبا كبيرا في يوم من الأيام، بمعنى أنه إذا قام الجميع بواجبهم على النحو الأمثل فستكون هذه هي النتيجة الطبيعية والمنطقية في نهاية المطاف.
ويمكنك أن ترى ذلك تقريبا في الطريقة التي يلعب بها، والتي تجعلك تشعر بأنه يلعب من أجل الاستمتاع في المقام الأول والأخير، والطريقة التي ينزلق بها على الملعب كما لو كان يسير على عجلات متحركة، ولعبه بكل هدوء وثقة دون أي توتر حتى عندما يستلم الكرة في أصعب المواقف ومن حوله عدد كبير من لاعبي الفريق المنافس. في الحقيقة، يعد هذا هو أفضل مواسم أوديغارد على الإطلاق، سواء من الناحية الفردية أو الجماعية، كما أن زملاءه في الفريق من حوله يساعدونه بشكل كبير على تقديم أفضل ما لديه داخل المستطيل الأخضر، نظرا لأن الفريق ككل يلعب بسرعة كبيرة ونشاط ملحوظ، بالإضافة إلى وجود أفضل مرافق التدريب، ووجود مدير فني يعلمه أشياء جديدة كل يوم.
لكن هذا لا يعني أن طريق أوديغارد كان مفروشا بالورود، فقد واجه صعوبات كبيرة في ريال مدريد، الذي انضم إليه مقابل 2.3 مليون جنيه إسترليني في ظل وجود عدد من البنود المحددة: وقت تدريب مضمون مع الفريق الأول، ووقت لعب مضمون، ووظيفة لوالده هانز في أكاديمية الناشئين بالنادي. ووصف المدير الفني لريال مدريد، كارلو أنشيلوتي، هذه الصفقة في وقت لاحق بأنها «صفقة علاقات عامة». وانتقل أوديغارد بعد ذلك إلى عدة أندية أخرى على سبيل الإعارة: هيرينفين وفيتيسه في الدوري الهولندي الممتاز، ثم قدم موسما رائعا مع ريال سوسيداد. وبعد ذلك، عاد أوديغارد إلى ريال مدريد ووجد صعوبة كبيرة في إيجاد مكان له في التشكيلة الأساسية للفريق، حيث قال أنشيلوتي، الذي عاد الآن لتولي القيادة الفنية للنادي الملكي مرة أخرى: «لقد أخبرت أوديغارد أن هناك ثمانية لاعبين في مركزه».
ونعرف جميعا أنه من السهل للغاية أن يهوي أي لاعب من النجومية والقمة بسرعة هائلة، والدليل على ذلك أن ألين هاليلوفيتش، الذي كان يوصف بأنه ليونيل ميسي الجديد، عاد إلى كرواتيا ليلعب مع نادي رييكا، كما أن غايل كاكوتا، الذي كان يوصف بأنه زين الدين زيدان الجديد، يلعب الآن في دوري الدرجة الثانية بفرنسا مع نادي أميان. وعلاوة على ذلك، فإن فريدي أدو - الذي كان يلقب ببيليه الجديد وهو في الخامسة عشرة من عمره - يبلغ من العمر الآن 33 عاما ويبحث عن ناد جديد! فما الذي ساعد أوديغارد على التشبث بحلمه والوصول إلى هذا المستوى في الوقت الذي فشل فيه الكثيرون في القيام بذلك رغم امتلاكهم مهارات هائلة؟ ربما يكون السبب في ذلك هو القناعة التامة لدى هذا اللاعب الشاب بأنه مقدر له بأن يصل إلى القمة في يوم من الأيام، وأن أي صعوبات تواجهه ما هي إلى انتكاسات على الطريق وسوف يتغلب عليها في نهاية المطاف.
قال ليونيد سلوتسكي بعدما أشرف على تدريب أوديغارد في فيتيسه: «إنه قوي للغاية من الناحية الذهنية، ولديه ثقة كبيرة بنفسه، ويمكنه تقديم مستويات قوية وثابتة لفترة طويلة. إنه يعتني بنفسه، ويأكل بشكل صحيح ويتعامل مع كل شيء بشكل احترافي تماما. إنه يشبه الإنسان الآلي تقريبا. يتمتع مارتن بأعلى مستويات الاحتراف التي رأيتها في حياتي».
لكن من المؤكد أن الحظ لعب دورا في هذه المسيرة أيضا، فلو لم يتعرض ريال مدريد لمشاكل مالية بسبب تفشي فيروس كورونا لما اضطر لبيعه في صيف عام 2021. وكان من الممكن أن يهدر أوديغارد أفضل سنوات مسيرته الكروية وهو يجلس على مقاعد البدلاء في ريال مدريد ويشاهد لوكا مودريتش وتوني كروس وفيدي فالفيردي وهم يلعبون. في غضون ذلك، لم يكن النادي الذي انضم إليه - آرسنال - بنفس الضعف الذي كان عليه طوال العقد الماضي، بل كان هناك مشروع واضح للبناء والتطور، وبالفعل تم تكوين خط وسط مذهل. ومن بين الأسباب التي تجعل أوديغارد قادرا على مساعدة اللاعبين الشباب بآرسنال على التركيز والابتعاد عن التأثيرات السلبية للأضواء والشهرة أنه هو نفسه قد مر بهذه الظروف من قبل وهو في سن صغيرة. والآن، يحمل أوديغارد شارة قيادة منتخب النرويج ونادي آرسنال. وأصبح بجوار كيفن دي بروين وبرونو فرنانديز في فئة أفضل لاعبي خط الوسط في الدوري الإنجليزي الممتاز. قد يبدو كل شيء غير معقول إلى حد ما، لكن بالنسبة لعائلة أوديغارد فإن كل هذا هو ما خططوا له بالضبط!


مقالات ذات صلة

جولة مانشستر سيتي: نجوم واعدون وفرصة لغريليش للتألق

رياضة عالمية رأسية هالاند في طريقها لهز شباك سلتيك في اللقاء الودي (أ.ف.ب)

جولة مانشستر سيتي: نجوم واعدون وفرصة لغريليش للتألق

بعد استبعاده من قائمة المنتخب الإنجليزي في نهائيات «يورو 2024»، يعلم غريليش أنه سيواجه تحدياً كبيراً هذا الموسم

رياضة عالمية إدي نكيتياه لاعب آرسنال... مطلوب من قبل روبرتو دي زيربي في مرسيليا (أ.ف.ب)

أرتيتا يسعى لتأهيل ساكا ورايس نفسياً بعد أحزان «يورو 2024»

لم يكن هناك من هو أكثر سعادة من أرتيتا عندما تخلص ساكا أخيراً من لعنة ركلة الجزاء في «يورو 2024».

رياضة عالمية فودين يفشل في هز شباك منتخب إسبانيا ... مشهد تكرر كثيرا في "يورو 2024" (أ.ف.ب)

هل تحول فودين من لاعب استثنائي مع ناديه إلى لغز مع منتخب بلاده؟

جون بارنز لم يتمكن أبداً من الظهور مع المنتخب الإنجليزي بالمستوى الرائع نفسه الذي كان يقدمه مع ليفربول.

رياضة عالمية إيفرتون مازال خاضعا لملكية فرهاد موشيري (غيتي)

بعد فشل صفقة الاستحواذ... مستقبل إيفرتون إلى أين؟

التراجع عن عملية الاستحواذ على إيفرتون لا يعني حدوث اضطرابات فورية... لكن عملية البيع معقدة للغاية.

رياضة عالمية إنزو ماريسكا (د.ب.أ)

مدرب تشيلسي: لن تحدث مشكلات عند عودة إنزو

يتوقع إنزو ماريسكا، المدير الفني الجديد لفريق تشيلسي الإنجليزي لكرة القدم، عدم حدوث مشكلات بين اللاعبين عندما يعود إنزو فرنانديز إلى الفريق الأسبوع المقبل.

«الشرق الأوسط» (لندن )

انتخاب المغربية نوال المتوكل نائبة لرئيس اللجنة الأولمبية الدولية

صورة البطلة الأولمبية المغربية السابقة نوال المتوكل نائبة رئيس اللجنة الأولمبية الدولية من حساب @iocmedia
صورة البطلة الأولمبية المغربية السابقة نوال المتوكل نائبة رئيس اللجنة الأولمبية الدولية من حساب @iocmedia
TT

انتخاب المغربية نوال المتوكل نائبة لرئيس اللجنة الأولمبية الدولية

صورة البطلة الأولمبية المغربية السابقة نوال المتوكل نائبة رئيس اللجنة الأولمبية الدولية من حساب @iocmedia
صورة البطلة الأولمبية المغربية السابقة نوال المتوكل نائبة رئيس اللجنة الأولمبية الدولية من حساب @iocmedia

انتُخبت البطلة الأولمبية المغربية السابقة نوال المتوكل، نائبة لرئيس اللجنة الأولمبية الدولية، في اليوم الثاني من أعمال الدورة 142 لاجتماع اللجنة بالعاصمة الفرنسية باريس، مساء الأربعاء، إلى جانب الأرجنتيني جيراردو فيرثين. وتبدأ ولاية المتوكل، في 10 من شهر أغسطس (آب) المقبل، بعد اختتام أشغال الدورة الـ142 للجنة الأولمبية الدولية، خلفاً لجون كوتس، وسير ميانغ إنغ، وفق بلاغ للجنة.

من تكون نوال المتوكل؟

نوال المتوكل النائبة الجديدة لرئيس اللجنة الأولمبية الدولية، من مواليد أبريل عام 1962 بمدينة الدار البيضاء، هي بطلة المغرب في سباقات 100 متر و200 متر و400 متر حواجز (1977 - 1978)، وبطلة العرب في سباقات 100 متر و200 متر و400 متر حواجز، وبطلة أفريقيا في سباق 400 متر حواجز (1983)، وبطلة الولايات المتحدة الأميركية في سباق 400 متر حواجز (1984)، والبطلة الأولمبية في سباق 400 متر حواجز في دورة الألعاب الأولمبية الثالثة والعشرين في لوس أنجليس عام 1984.

فازت بالميدالية الذهبية في سباق 400 متر حواجز في دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط في الدار البيضاء (1983)، ودمشق (1987)، والميدالية البرونزية في سباق 400 متر حواجز في الألعاب الجامعية العالمية في كوبي (اليابان 1985)، ثم الميدالية الذهبية في زغرب بكرواتيا (1987).

باتت المتوكل عضواً في اللجنة الدولية الأولمبية في عام 1998، دخلت المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي لألعاب القوى في عام 1995، وعُيّنت وزيرة للشباب والرياضة في المغرب خلال عام 2007 عن حزب التجمع الوطني للأحرار، كما جرى تعيينها، في 27 يوليو (تموز) من عام 2008، رئيسة للجنة تقييم ملفات المدن المرشحة لاستضافة أولمبياد عام 2012. وفي 26 يوليو من عام 2012، انتُخبت نوال المتوكل في منصب نائب رئيس اللجنة الأولمبية الدولية بصفتها أول امرأة عربية ومسلمة وأفريقية تبلغ هذا المنصب في التاريخ.