فاز الجنرال المتقاعد في قوات حلف شمال الأطلسي، بيتر بافيل، على منافسه رئيس الوزراء السابق الملياردير أندريه بابيش، في الجولة الحاسمة من الانتخابات الرئاسية التشيكية.
وعلى غير العادة، شهدت الانتخابات في التشيك، العضو في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، والبالغ عدد سكانها 10.5 مليون نسمة، إقبالاً كثيفاً بلغت نسبته نحو 70 في المائة، بعد حملة انتخابية حامية اتّسمت بالجدل، وصولاً إلى تهديدات بالقتل وتهم بممارسة الخداع.
وسيخلف بافيل الرئيس المنتهية ولايته ميلوش زيمان البالغ 78 عاماً، وهو رجل سياسي تثير مواقفه الانقسام، أقام علاقات وثيقة مع موسكو قبل أن يغيّر موقفه بشكل جذري عندما غزت روسيا أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022.
تصدر بافيل نتائج الجولة الأولى من الانتخابات قبل أسبوعين بحصوله على 35.4 في المائة من الأصوات، متقدّماً بفارق ضئيل على بابيش الذي نال 35 في المائة في المائة من الأصوات.
مذّاك يتلقى بابيش وعائلته تهديدات بالقتل، فيما يتعرّض بافيل لحملة تضليل، وقد سرت شائعة بوفاته.
ومع أن منصبه فخري إلى حد كبير، فإن الرئيس التشيكي هو الذي يعين الحكومة، ويختار محافظ البنك المركزي، وكذلك قضاة المحكمة الدستورية، ويتولى مهمة القائد العام للقوات المسلحة.
لدى إدلائها بصوتها في بلدة دوبريتشوفيتسي الصغيرة الواقعة جنوب غربي براغ، صباح السبت، قالت إيرينا تشيهيلكوفا في تصريح لـ«الصحافة الفرنسية»، إن على الرئيس الجديد أن يخدم البلاد على نحو جيد. وتابعت: «يجب أن يكون صريحاً وودوداً، أن يكون مصدر قوة للبلاد، وألا يتسبب بمشاكل في الخارج على غرار بعض من رجال الدولة التشيكيين».
سيكون بافيل رابع رئيس لجمهورية التشيك منذ تأسيسها في عام 1993، في أعقاب انهيار الاتحاد السوفياتي وانفصالها سلمياً عن سلوفاكيا.
وسبق أن تعاقب على المنصب فاتسلاف هافيل المناهض للشيوعية من عام 1993 وحتى عام 2003، ومن ثم الخبير الاقتصادي فاتسلاف كلاوس (2003 - 2013)، وزيمان الذي تنتهي ولايته الثانية والأخيرة في مارس (آذار).
ترأس بافيل، وهو عسكري وجنرال سابق يبلغ 61 عاماً، اللجنة العسكرية لحلف شمال الأطلسي من 2015 إلى 2018.
كان بافيل مظلياً من النخبة، وقد ساعد ذات مرة في تحرير جنود فرنسيين من منطقة حرب صربية - كرواتية.
على غرار بابيش، كان بافيل عضواً في الحزب الشيوعي في ثمانينات القرن الماضي. لكن مذّاك أصبح الرجل الشغوف بالدراجات النارية ذات المحركات القوية، مدافعاً شرساً عن عضوية البلاد في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي.
ونقل عنه الموقع الإلكتروني لحملته الانتخابية قوله: «لا خيار أفضل لدينا. علينا أن نغتنم الفرص التي توفّرها لنا العضوية، وأن نحاول تغيير ما لا يعجبنا... التشيك دولة سيدة كاملة العضوية، لذا لا يمكننا أن نكتفي بالجلوس والصمت والإيماء، ومن ثم انتقاد النتائج. علينا أن نكون أكثر نشاطاً وفي الوقت نفسه بنّائين».
تعهّد بافيل بأن يكون رئيساً مستقلاً متحرراً من ضغوط الأحزاب السياسية، وبالمضي قدماً في دعم أوكرانيا التي ترزح تحت وطأة الغزو الروسي، في نيل العضوية في الاتحاد الأوروبي.
وقال: «على أوكرانيا في المقام الأول أن تلبي كل الشروط لكي تصبح عضواً، على غرار تحقيق تقدم على صعيد مكافحة الفساد. لكنّي أعتقد أن من حقّها أن تنال الفرصة نفسها التي نلناها في الماضي».
كذلك سبق أن أعرب بافيل عن تأييده لزواج المثليين، وحق الأزواج المثليين في التبني. وقال: «أحترم مبدأ الحرية والمساواة لكل الأشخاص بموجب القانون»، وأضاف: «أعتقد أيضاً أننا مجتمع متسامح».
الجنرال الأطلسي المتقاعد بيتر بافيل رئيساً للتشيك
الجنرال الأطلسي المتقاعد بيتر بافيل رئيساً للتشيك
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة