زعيم بافاريا البارز فرانز جوزيف شتراوس... الأشهر بين وزراء الدفاع الألمان

كرامب كارنباور (د.ب.أ)   -   فون دير لاين (رويترز)    -   فرانز جوزيف شتراوس (أرشيفية)
كرامب كارنباور (د.ب.أ) - فون دير لاين (رويترز) - فرانز جوزيف شتراوس (أرشيفية)
TT

زعيم بافاريا البارز فرانز جوزيف شتراوس... الأشهر بين وزراء الدفاع الألمان

كرامب كارنباور (د.ب.أ)   -   فون دير لاين (رويترز)    -   فرانز جوزيف شتراوس (أرشيفية)
كرامب كارنباور (د.ب.أ) - فون دير لاين (رويترز) - فرانز جوزيف شتراوس (أرشيفية)

يأتي تعيين بوريس بيستوريوس وزيراً للدفاع الألماني ليكسر قاعدة العقد الأخير من الزمن في ألمانيا، الذي شهد تعيين سيدات لتولي قيادة وزارة الدفاع. وبدأت الصحف الألمانية تقارنه بوزير الدفاع الأسبق بيتر شتروك الذي كان ينتمي للحزب الديمقراطي الاجتماعي (الاشتراكي) وترأس وزارة الدفاع بين العامين 2002 و2005. وكان شتروك محبوباً جداً من قِبل العسكريين الذين وجدوا أسلوبه المباشر والصريح، مطمئناً ويبعث على الثقة.
في أي حال، يخلف بيستوريوس كريستينا لامبريشت، التي لم تصمد في المنصب أكثر من سنة واحدة؛ إذ استقالت بعد سلسلة من الفضائح واتهامات وجهت لها «بعدم فهم حاجات» الجيش الألماني. وهناك حتى من أشار - من الصحافة - إلى أن لامبريشت إنما عيّنت في منصبها لأنها سيدة ليس إلا، بعد تعهد المستشار أولاف شولتز بتشكيل «حكومة مناصفة» بين النساء والرجال، وهو مبدأ اضطر إلى التخلي عنه بعد استقالتها.
لامبريشت، التي تنتمي أيضاً إلى الاشتراكيين، كانت قد شغلت المنصب بعد سيدتين من حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي المحافظ الدي تنتمي إليه المستشارة السابقة أنجيلا ميركل. ولقد عيّنت ميركل أول سيدة في المنصب، وهي الدكتورة أورسولا فون دير لاين، التي أصبحت الآن رئيسة المفوضية الأوروبية بعد مغادرتها الحكومة وخدمتها في حكومتي ميركل الثالثة ونصف مدة حكومتها الرابعة والأخيرة.
هذا، وكان البعض يعتقد أن ميركل كانت تحضّر فون دير لاين - جدياً - لخلافتها في زعامة الحزب، بيد أن الأخيرة فضّلت الانتقال إلى بروكسل على خوض معركة داخلية قد تفتح صفحات أرادت طيها خلال إدارتها وزارة الدفاع. وللعلم، فإنها كانت قد واجهت اتهامات بالفساد ومنح عقود لشركات خارجية من دون اتباع القواعد الموجودة؛ ما دفع بمكتب التدقيق الفيدرالي (إف بي آي) الأميركي لفتح تحقيق فيها في العام 2018، قبل عام من مغادرتها إلى بروكسل لترؤس المفوضية الأوروبية.
يومذاك استعاضت ميركل عن فون دير لاين بزميلتها في الحزب أنيغريت كرامب كارنباور، التي كانت قد فازت قبل سنة بمنصب زعيمة الديمقراطيين المسيحيين، بدعم غير معلن من ميركل التي كانت تعدها قيادة الحزب في الانتخابات التالية وخلافتها في منصب المستشارة. وفعلاً، عينت كرامب كارنباور وزيرة للدفاع خلفاً لفون دير لاين، لكنها لم تصمد في المقابل في منصبها بزعامة الحزب؛ إذ استقالت عام 2020 من زعامته بعد هزائم تاريخية مُني بها الحزب في انتخابات محلية والانتخابات الأوروبية. ومع ذلك بقيت إلى جانب ميركل وزيرة للدفاع حتى نهاية عمر الحكومة.
ولكن في الماضي الأبعد، قد يكون من أشهر وزراء دفاع ألمانيا، فرانز جوزيف شتراوس، الزعيم المحافظ البافاري الكبير، الزعيم السابق لحزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي البافاري – وهو التوأم البافاري لحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي الذي يقود اليمين على المستوى الوطني خارج بافاريا - .
شتراوس عُيّن وزيراً للدفاع في ألمانيا الغربية عام 1956، وتسلم مهام إعادة بناء القوات المسلحة في ألمانيا الغربية ضمن حكومة المستشار الديمقراطي المسيحي كونراد أديناور. وشغل العديد من المناصب الوزارية الرفيعة، وكان الزعيم غير المنازع لولاية بافاريا، والرقم الصعب في الحياة السياسية الألمانية حتى وفاته عام 1988.


مقالات ذات صلة

ألمانيا تسحب قواتها من مالي... وتؤكد أنها «باقية»

العالم ألمانيا تسحب قواتها من مالي... وتؤكد أنها «باقية»

ألمانيا تسحب قواتها من مالي... وتؤكد أنها «باقية»

عشية بدء المستشار الألماني أولاف شولتس زيارة رسمية إلى أفريقيا، هي الثانية له منذ تسلمه مهامه، أعلنت الحكومة الألمانية رسمياً إنهاء مهمة الجيش الألماني في مالي بعد 11 عاماً من انتشاره في الدولة الأفريقية ضمن قوات حفظ السلام الأممية. وعلى الرغم من ذلك، فإن الحكومة الألمانية شددت على أنها ستبقى «فاعلة» في أفريقيا، وملتزمة بدعم الأمن في القارة، وهي الرسالة التي يحملها شولتس معه إلى إثيوبيا وكينيا.

راغدة بهنام (برلين)
العالم ألمانيا لتعزيز حضورها في شرق أفريقيا

ألمانيا لتعزيز حضورها في شرق أفريقيا

منذ إعلانها استراتيجية جديدة تجاه أفريقيا، العام الماضي، كثفت برلين نشاطها في القارة غرباً وجنوباً، فيما تتجه البوصلة الآن شرقاً، عبر جولة على المستوى الأعلى رسمياً، حين يبدأ المستشار الألماني أولاف شولتس، الخميس، جولة إلى منطقة القرن الأفريقي تضم دولتي إثيوبيا وكينيا. وتعد جولة المستشار الألماني الثانية له في القارة الأفريقية، منذ توليه منصبه في ديسمبر (كانون الأول) عام 2021. وقال مسؤولون بالحكومة الألمانية في إفادة صحافية، إن شولتس سيلتقي في إثيوبيا رئيس الوزراء آبي أحمد والزعيم المؤقت لإقليم تيغراي غيتاتشو رضا؛ لمناقشة التقدم المحرز في ضمان السلام بعد حرب استمرت عامين، وأسفرت عن مقتل عشرات

العالم ألمانيا تشن حملة أمنية كبيرة ضد مافيا إيطالية

ألمانيا تشن حملة أمنية كبيرة ضد مافيا إيطالية

في عملية واسعة النطاق شملت عدة ولايات ألمانية، شنت الشرطة الألمانية حملة أمنية ضد أعضاء مافيا إيطالية، اليوم (الأربعاء)، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية. وأعلنت السلطات الألمانية أن الحملة استهدفت أعضاء المافيا الإيطالية «ندرانجيتا». وكانت السلطات المشاركة في الحملة هي مكاتب الادعاء العام في مدن في دوسلدورف وكوبلنتس وزاربروكن وميونيخ، وكذلك مكاتب الشرطة الجنائية الإقليمية في ولايات بافاريا وشمال الراين - ويستفاليا وراينلاند – بفالتس وزارلاند.

«الشرق الأوسط» (برلين)
الرياضة مدير دورتموند: لن أخوض في نقاش ضربة الجزاء غير المحتسبة أمام بوخوم

مدير دورتموند: لن أخوض في نقاش ضربة الجزاء غير المحتسبة أمام بوخوم

لا يرغب هانز يواخيم فاتسكه، المدير الإداري لنادي بوروسيا دورتموند، في تأجيج النقاش حول عدم حصول فريقه على ركلة جزاء محتملة خلال تعادله 1 - 1 مع مضيفه بوخوم أول من أمس الجمعة في بطولة الدوري الألماني لكرة القدم. وصرح فاتسكه لوكالة الأنباء الألمانية اليوم الأحد: «نتقبل الأمر.

«الشرق الأوسط» (ميونيخ)
شؤون إقليمية الاتحاد الأوروبي يطالب طهران بإلغاء عقوبة الإعدام بحق مواطن ألماني - إيراني

الاتحاد الأوروبي يطالب طهران بإلغاء عقوبة الإعدام بحق مواطن ألماني - إيراني

قال الاتحاد الأوروبي إنه «يدين بشدة» قرار القضاء الإيراني فرض عقوبة الإعدام بحق المواطن الألماني - الإيراني السجين جمشيد شارمهد، وفقاً لوكالة «الأنباء الألمانية». وأيدت المحكمة العليا الإيرانية يوم الأربعاء حكم الإعدام الصادر بحق شارمهد.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)

بوتسوانا... «ماسة أفريقيا» الباحثة عن استعادة بريقها

بوتسوانا... «ماسة أفريقيا» الباحثة عن استعادة بريقها
TT

بوتسوانا... «ماسة أفريقيا» الباحثة عن استعادة بريقها

بوتسوانا... «ماسة أفريقيا» الباحثة عن استعادة بريقها

خطفت بوتسوانا (بتشوانالاند سابقاً) أنظار العالم منذ أشهر باكتشاف ثاني أكبر ماسة في العالم، بيد أن أنظار المراقبين تخاطفت الإعجاب مبكراً بتلك الدولة الأفريقية الحبيسة، بفضل نموذجها الديمقراطي النادر في قارتها، وأدائها الاقتصادي الصاعد.

قد يكون هذا الإعجاب سجل خفوتاً في مؤشراته، خصوصاً مع موجة ركود وبطالة اجتاحت البلاد منذ سنوات قليلة، إلا أنه يبحث عن استعادة البريق مع رئيس جديد منتخب ديمقراطياً.

على عكس الكثير من دول «القارة السمراء»، لم تودّع بوتسوانا حقبة الاستعمار عام 1966 بمتوالية ديكتاتوريات وانقلابات عسكرية، بل اختارت صندوق الاقتراع ليفرز برلماناً تختار أغلبيته الرئيس. وأظهر أربعة من زعماء بوتسوانا التزاماً نادراً بالتنحي عن السلطة بمجرد استكمال مدّد ولايتهم المنصوص عليها دستورياً، بدءاً من كيتوميلي ماسيري، الذي خلف «السير» سيريتسي خاما عند وفاته في منصبه بصفته أول رئيس لبوتسوانا. وهذا التقليد الذي يصفه «مركز أفريقيا للدراسات الاستراتيجية» بأنه «مثير للإعجاب»، جنت بوتسوانا ثماره أخيراً بانتقال سلمي للسلطة إلى الحقوقي والمحامي اليساري المعارض دوما بوكو.

انتصار بوكو جاء بعد معركة شرسة مع الرئيس السابق موكغويتسي ماسيسي ومن خلفه الحزب الديمقراطي... الذي حكم البلاد لمدة قاربت ستة عقود.

ويبدو أن تجربة تأسيس الحزب الديمقراطي من زعماء قبائل ونُخَب أوروبية كانت العلامة الأهم في رسم المسار الديمقراطي لبوتسوانا، عبر ما يعرف بـ«الإدماج الناعم» لهؤلاء الزعماء القبليين في بنية الدولة. لكن المفارقة كانت «الدور الإيجابي للاستعمار في هذا الشأن»، وفق كلام كايلو موليفي مُستشار الديمقراطية في مكتب رئيس بوتسوانا السابق للإذاعة السويسرية. وتكمن كلمة السر هنا في «كغوتلا»، فبحسب موليفي، اختار البريطانيون الحُكم غير المُباشر، عبر تَرك السلطة للقادة القبليين لتسيير شؤون شعبهم، من دون التدخل بهياكل الحكم التقليدية القائمة.

نظام «كغوتلا» يقوم على «مجلس اجتماعي»، ويحق بموجبه لكل فرد التعبير عن نفسه، بينما يناط إلى زعيم القبيلة مسؤولية التوصل إلى القرارات المُجتمعية بتوافق الآراء. ووفق هذا التقدير، قاد التحالف البلاد إلى استقرار سياسي، مع أنه تعيش في بوتسوانا 4 قبائل أكبرها «التسوانا» - التي تشكل 80 في المائة من السكان وهي التي أعطت البلاد اسمها -، بجانب «الكالانغا» و«الباسار» و«الهرو».

وإلى جانب البنية الديمقراطية ودور القبيلة، كان للنشأة الحديثة للجيش البوتسواني في حضن الديمقراطية دور مؤثر في قطع الطريق أمام شهوة السلطة ورغباتها الانقلابية، بفضل تأسيسه في عام 1977 وإفلاته من صراعات مع الجيران في جنوب أفريقيا وزيمبابوي وناميبيا.

على الصعيد الاقتصادي، كان الاستعمار البريطاني سخياً – على نحو غير مقصود – مع بوتسوانا في تجربة الحكم، إلا أنه تركها 1966 سابع أفقر دولة بناتج محلي ضئيل وبنية تحتية متهالكة، أو قل شبه معدومة في بعض القطاعات.

مع هذا، انعكس التأسيس الديمقراطي، وفق محللين، على تجربة رئيسها الأول «السير» سيريتسي خاما؛ إذ مضى عكس اتجاه الرياح الأفريقية، منتهجاً نظام «رأسمالية الدولة»، واقتصاد السوق، إلى جانب حرب شنَّها ضد الفساد الإداري.

على صعيد موازٍ، أنعشت التجربة البوتسوانية تصدير اللحوم، كما عزّز اكتشاف احتياطيات مهمة من المعادن - لا سيما النحاس والماس - الاقتصاد البوتسواني؛ إذ تحتضن بلدة أورابا أكبر منجم للماس في العالم.

ثم إنه، خلال العقدين الأخيرين، جنت بوتسوانا - التي تغطي صحرء كالاهاري 70 في المائة من أرضها - ثمار سياسات اقتصادية واعدة؛ إذ قفز متوسط الدخل السنوي للمواطن البوتسواني إلى 16 ألف دولار أميركي مقابل 20 دولاراً، بإجمالي ناتج محلي بلغ 19.3 مليار دولار، وفق أرقام البنك الدولي. كذلك حازت مراكز متقدمة في محاربة الفساد بشهادة «منظمة الشفافية العالمية». ومع أن الرئيس البوتسواني المنتخب تسلم مهام منصبه هذا الأسبوع في ظل مستويات بطالة مرتفعة، وانكماش النشاط الاقتصادي المدفوع بانخفاض الطلب الخارجي على الماس، إلا أن رهان المتابعين يبقى قائماً على استعادة الماسة البوتسوانية بريقها.