نفى رئيس «تيار المردة» الوزير السابق سليمان فرنجية أن يكون مرشح «حزب الله» لرئاسة الجمهورية، مؤكداً التزامه باتفاق الطائف وتطبيقه كاملاً، وذلك بعد لقائه أمس البطريرك الماروني بشارة الراعي، في زيارة جاءت بعد ساعات على لقاء مماثل قام به رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، حيث أكد أنه «لا يمكن لأحد أن يتخطى المكون المسيحي» في ملف الرئاسة.
وتأتي الزيارتان باتجاه مقر البطريركية المارونية في بكركي، في أعقاب حراك سياسي تفعّل خلال الأسبوع الماضي؛ بغرض التوصل إلى تفاهم على مرشحين، وحصر الترشيحات بأسماء محدودة تنحصر المنافسة فيما بينها. وتسعى الاتصالات الجارية إلى تأمين حضور ثلثي أعضاء مجلس النواب في الجلسة الثانية، في حال فشل البرلمان في انتخاب الرئيس بأصوات ثلثي أعضاء المجلس في الدورة الانتخابية الأولى.
وقال فرنجية بعد لقائه بالراعي أمس: «لم أترشح إلى رئاسة الجمهورية لكي أسحب ترشيحي»، مضيفاً: «عندما أشعر أن لدي عدد الأصوات الذي يخولني لأن أكون مرشحاً جدياً، سأترشّح ولست ضدّ أن يتفّقوا على أي رئيس».
ونفى فرنجية أن يكون مرشح «حزب الله»، متقدماً بالشكر لكل فريق يرشحه. وقال: «رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل لديه أسبابه ليرفضني، فالأمور أكبر من قدرته الاستيعابية»، مضيفاً أنه لا يعارض وصول قائد الجيش العماد جوزيف عون لموقع الرئاسة، لكنه سأل عن مشروعه السياسي، كما سأل عما إذا كان النائب ميشال معوض الذي يدعم حزبا «القوات اللبنانية» و«الحزب التقدمي الاشتراكي» ترشيحه، رئيساً توافقياً. وقال: «أنا لا أريد أن أكون رئيس تحدٍّ، والأكثرية بحاجة إلى 65 صوتاً، لذلك نقول أنا أو غيري لا أحد يستطيع أن يصل إلى الرئاسة من غير ضمانة وجود 65 صوتاً في مجلس النواب توفر وصول أي من المرشحين بشكل مضمون للرئاسة».
وجدد فرنجية تأكيده أنه «مع الطائف ومع تطبيقه بالكامل»، مشدداً على أن «هذا موقفنا ولا نُساير به». وقال: «إذا وصل معوّض ليكون رئيساً للجمهورية فسنتعاون معه، ولكنّ هذا لا يعني أنّنا سننتخبه».
وجاءت زيارة فرنجية إلى بكركي بعد ساعات على زيارة باسيل، مساء الأربعاء، الذي يرفض انتخاب فرنجية للرئاسة. ووصف لقاءه الطويل مع الراعي بأنه «كان مثمراً وجيداً»، مؤكداً أنه «ليس هناك من حل إلا بانتخاب رئيس، وكل يوم يمر من دون انتخاب رئيس فإن المشكلة تتعمق، ولا حل إلا بالحوار، ولا إمكان للانتخاب إلا بالتوافق». ودعا باسيل «إلى الحوار والتلاقي مع الجميع، ونحن حاضرون وهذا ما نقوم به في السر وفي العلن، وبكركي هي المنطلق والمكان الأصلح لهذا الحوار». وأضاف باسيل: «في النهاية موقع رئاسة الجمهورية هو لكل اللبنانيين، ولكن لا يمكن لأحد أن يتخطى في هذه النقطة المكون المسيحي، وهذه المحاولات التي نشهدها لا يمكن أن نسمح بمرورها، لذلك نتطلع بكثير من السلبية إلى أي كلام يتمحور حول تخطي المكون المسيحي، ونتطلع بكثير من الإيجابية إلى الكلام الذي سمعناه هذه الليلة عن عدم ورود أو قبول تخطي هذا المكون».
وقال باسيل: «المسيحيون كغيرهم من اللبنانيين معنيون بأن يكون لهم كلمتهم، وبأن يسعوا لكي تكون لهم كلمة أساسية في هذا الاستحقاق، وهذه المبادرة تبقى في النهاية بيد البطريرك الراعي، ونحن دائماً متجاوبون وملبّون لأي مبادرة من هذا النوع».
وتدور التحركات الأخيرة حول تأمين حضور ثلثي أعضاء البرلمان لتأمين النصاب، بعد 11 جلسة انتخابية للرئيس فشلت في تأمين حضور ثلثي الأعضاء في الجلسة الثانية للانتخاب. ولم يستطع «حزب الله» تفكيك هذه المعضلة مع باسيل لتأمين حضور كتلته، حسب ما تقول مصادر نيابية مواكبة للحراك الأخير، بما يوفر انتخاب فرنجية أو أي شخص آخر تتفق عليه المعارضة، سواء كان معوض أو سواه، بأكثرية الحاضرين في حال توفر نصاب حضور الجلسة.
وفي ظل التعثر، حضّر تكتل «الجمهوريّة القويّة» عريضة نيابيّة لمطالبة الرئيس نبيه بري بعقد جلسات مفتوحة لانتخاب رئيس الجمهوريّة، وباشر التكتل اتصالاته مع باقي الكتل والنواب المستقلين؛ بغية جمع أكبر عدد من التواقيع عليها، حسب ما ذكرت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية.
بالتوازي، لا يزال النائبان ملحم خلف ونجاة عون معتصميْن في البرلمان، منذ الجلسة الماضية، وقال خلف في تصريح إذاعي، أمس، إن «الدستور فرض عليه البقاء في مجلس النواب لانتخاب رئيس للجمهورية من أجل استقامة الوضع العام، ولكي تكون هناك مرجعية للناس». وأكد أنه «باق في ساحة النجمة ولن يغادرها؛ لأنه لن يترك الناس الموجوعين الذين لا ملجأ لهم، لا سيما في ظل عدم وجود رئيس للجمهورية، وعجز المجلس النيابي عن انتخاب رئيس، وعدم وجود حكومة، فيما تم نحر القضاء»، في إشارة إلى التطورات القضائية الأخيرة.
فرنجية بعد لقائه مع الراعي: لستُ مرشح «حزب الله»
رئيس «الوطني الحر» يرفض «تخطّي المكوّن المسيحي»
فرنجية بعد لقائه مع الراعي: لستُ مرشح «حزب الله»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة