اكتشاف 4 مقابر أثرية من عصر الدولة القديمة في مصر

عالم المصريات زاهي حواس مع التماثيل (البعثة الأثرية برئاسة حواس)
عالم المصريات زاهي حواس مع التماثيل (البعثة الأثرية برئاسة حواس)
TT

اكتشاف 4 مقابر أثرية من عصر الدولة القديمة في مصر

عالم المصريات زاهي حواس مع التماثيل (البعثة الأثرية برئاسة حواس)
عالم المصريات زاهي حواس مع التماثيل (البعثة الأثرية برئاسة حواس)

يبدو أن منطقة سقارة الأثرية ما زالت تخفي كثيراً من الأسرار؛ فبين الحين والآخر تميط المنطقة الواقعة بمحافظة الجيزة المصرية (غرب القاهرة) اللثام عن بعض كنوزها، التي كان آخرها اكتشاف 4 مقابر أثرية تعود لعصر الدولة القديمة، أي ما يزيد على 4 آلاف عام، حسب ما أعلنه عالم المصريات الدكتور زاهي حواس وزير الآثار المصري الأسبق، يوم أمس (الخميس).
وقال حواس، في مؤتمر صحافي بموقع الكشف الأثري في منطقة حفائر جسر المدير بسقارة، إن «أعمال حفائر البعثة المصرية المشتركة مع المجلس الأعلى للآثار أسفرت عن عدة اكتشافات أثرية تعود إلى عصر الأسرتين الخامسة والسادسة من الدولة القديمة».
وبدأت حفائر البعثة الأثرية المصرية في منطقة جسر المدير بسقارة عام 2007. وخلال مواسم الحفائر المختلفة، عثر على مجموعة من المقابر والمقتنيات الأثرية.
وأوضح حواس أن «المقابر التي عثر عليها مؤخراً من عصر الدولة القديمة تؤكد أن المنطقة كانت عبارة عن جبانة ضخمة»، مشيراً إلى أن «البعثة كانت قد عثرت قبل عدة شهور على 9 تماثيل أثرية من الحجر الجيري الملون لا تحمل اسماً، وتمثل رجلاً بجواره زوجته، قبل أن تكتشف بالصدفة، الأسبوع الماضي، باباً وهمياً لمقبرة، بجوار موقع التماثيل، يحمل صاحبها اسم (ميسي)، وكان يشغل منصب كاهن المجموعة الهرمية للملك بيبي الأول، تعود لعصر الأسرة الخامسة». وأعرب عن اعتقاده بأن «التماثيل التسعة تعود لميسي».
وتضمن الكشف العثور على مقبرة «خنوم جد إف»، وكان يعمل مفتشاً على الموظفين ومشرفاً على النبلاء وكاهناً للمجموعة الهرمية للملك أوناس، آخر ملوك الأسرة الخامسة، والمقبرة ملونة وبها مناظر الحياة اليومية، حسب حواس.
وأشار حواس إلى أن أعمال الحفائر كشفت أيضاً عن مقبرة مري، الذي كان يحمل ألقاباً متعددة، بينها «كاتم الأسرار»، و«مساعد قائد القصر العظيم».
وداخل بئر دفن عمقها نحو 10 أمتار، عثر على مجموعة تماثيل خشبية، و3 تماثيل حجرية، تمثل القاضي والكاتب «فتك»، وبجواره مائدة قرابين، إلى جانب تابوت بداخله مومياء «فتك».
وأوضح حواس أنه «عثر على بئر يصل عمقها إلى نحو 15 متراً، وجد أسفلها تابوت من الحجر الجيري لشخص يدعى (حكا شبس)، وعثر حول التابوت على العديد من الأواني الحجرية». وأشار إلى أن «التابوت فتح للمرة الأولى منذ نحو 4300 عام، وعثر بداخله على مومياء لرجل مغطاة برقائق الذهب، تعد أقدم مومياء غير ملكية يعثر عليها حتى الآن».
بدوره، قال الدكتور صبري فرج، مدير منطقة آثار سقارة، لـ«الشرق الأوسط»، إن «الكشف تضمن مقابر من الطوب اللبن ومقابر صخرية نقش على جدرانها مشاهد تصور الحياة اليومية، ومناظر صناعة الجعة»، مشيراً إلى أن «الكشف تضمن تماثيل ومجموعة من الأبواب الوهمية».
وإلى جانب المقابر والمومياوات تضمن الكشف مجموعة من التماثيل اعتبرها حواس «الأكثر أهمية»، نظراً «لجمالها ولتعبيرها عن فترة تاريخية مهمة»، على حد قوله، من بينها «تمثال لشخص يظهر واقفاً، وبجواره زوجته تمسك بقدمه، وإلى الجانب الآخر ابنته تحمل إوزة» قال عنه حواس إنه «يجسد العادات المصرية القديمة، ولا يعتبر تقليلاً من شأن المرأة التي اعتادت الوقوف إلى جوار زوجها في العصور الماضية».
ومن بين التماثيل «منحوتة تجسد سيدة وهي تعجن»، أعرب حواس عن اعتقاده بأنها «كانت سيدة البيت وليست خادمة». وأكد أن «منطقة سقارة أخرجت خلال تاريخها كماً كبيراً من التماثيل يعرض جزء منها في المتحف المصري بالتحرير»، لافتاً إلى أن «هذه المرة الأولى التي عثر فيها على تماثيل بهذا الحجم منذ سنوات عديدة».



مصر: مقترح «البكالوريا» للتعليم الثانوي يفجّر «سخرية» وجدلاً «سوشيالياً»

وزير التعليم المصري أثناء تفقد امتحانات بالمرحلة الثانوية في وقت سابق (وزارة التربية والتعليم)
وزير التعليم المصري أثناء تفقد امتحانات بالمرحلة الثانوية في وقت سابق (وزارة التربية والتعليم)
TT

مصر: مقترح «البكالوريا» للتعليم الثانوي يفجّر «سخرية» وجدلاً «سوشيالياً»

وزير التعليم المصري أثناء تفقد امتحانات بالمرحلة الثانوية في وقت سابق (وزارة التربية والتعليم)
وزير التعليم المصري أثناء تفقد امتحانات بالمرحلة الثانوية في وقت سابق (وزارة التربية والتعليم)

أثار مقترح وزارة التربية والتعليم المصرية تغيير نظام الثانوية العامة إلى «البكالوريا»، جدلاً على «السوشيال ميديا»، وتحول المقترح الجديد خلال الساعات الماضية إلى مادة للتهكم والتندر، فضلاً عن التعليقات الساخرة.

وطرح وزير التعليم المصري، محمد عبد اللطيف، مقترَحاً جديداً لتغيير نظام الثانوية العامة، واعتماد «شهادة البكالوريا المصرية» بدلاً منه، مقترِحاً تطبيق النظام الجديد بداية من العام المقبل على الطلاب الملتحقين بالصف الأول الثانوي.

وأوضح الوزير خلال اجتماع لمجلس الوزراء المصري، الأربعاء، أبعاد النظام الجديد وتفاصيله، ووصفه بأنه «يعتمد على تنمية المهارات الفكرية والنقدية، بدلاً من الحفظ والتلقين»، كما يعتمد على التعلم متعدد التخصصات بدمج المواد العلمية والأدبية والفنية، والتقييم المستمر وتقسيم المواد على عامين، وفق بيان لمجلس الوزراء.

المقترح الجديد الذي حصد تفاعلات سريعة من جانب مصريين بسبب أهمية شهادة «الثانوية العامة» للأسر، انتقل الجدل حوله إلى مواقع التواصل الاجتماعي، وهو ما ظهر عبر عدة «هاشتاغات»، أبرزها «#البكالوريا_المصرية»، «#البكالوريا»، «#الثانوية_العامة» التي ارتقت إلى صدارة «التريند»، الخميس.

وبينما أبدى عدد من مستخدمي مواقع «التواصل» رفضهم للمقترح، و«أن يكون الطلاب حقل تجارب»، عبّر آخرون عن عدم استيعاب تفاصيل المقترح.

وانتقد الإعلامي المصري، أحمد موسى، المقترح، لافتاً إلى أنه يسبب ارتباكاً للأسر بسبب طرحه بشكل مفاجئ، وكذلك مخطط تطبيقه العام المقبل، مشيراً إلى تعدد أنظمة الثانوية العامة خلال السنوات الأخيرة.

وتعرّض نظام الثانوية العامة في مصر لتغييرات على مدى سنوات، من بينها تغيير النظام من عام واحد رئيس (الصف الثالث الثانوي) إلى عامين هما «الصفان الثاني والثالث الثانوي»، ثم عودة النظام القديم واحتساب المجموع لعام واحد فقط.

في مقابل ذلك، تحدث عدد من مستخدمي «التواصل» عن إعجابهم بالمقترح، خصوصاً ما يتميز به من فرصة إعادة الامتحانات، إلى جانب دراسة مواد «ذات فائدة» مثل البرمجة وعلوم الحاسب.

و«شهادة البكالوريا المصرية» المقترحة تتكون من مرحلتين: تمهيدية (الصف الأول الثانوي)، ومرحلة رئيسة (الصفان الثاني والثالث الثانوي)، وفق بيان لـ«مجلس الوزراء المصري». ووجَّه رئيس الوزراء، مصطفى مدبولي، بمناقشة آليات تنفيذ هذا النظام في المجموعة الوزارية للتنمية البشرية، والتوافق على صيغة نهائية تطرحها الحكومة للحوار المجتمعي قبل بدء التطبيق.

في سياق ذلك، عبَّر الجانب الأكبر من المتفاعلين مع تلك «الهاشتاغات» عن فكاهتهم، بالسخرية من المقترح عبر اللجوء إلى «الكوميكسات» والتعليقات الساخرة.

وانصبّت التعليقات في الغالب على اسم «البكالوريا» الذي نال جانباً كبيراً من التهكم؛ كونه الاسم الذي كان يستخدم في فترتي الخمسينات والستينات من القرن الماضي للإشارة إلى شهادة الثانوية العامة في مصر، والتي كانت على نمط النظام التعليمي الفرنسي.

وتحول الفنان المصري الراحل عماد حمدي إلى «بطل كوميكس» على «السوشيال ميديا» خلال الساعات الماضية، حيث استدعاه كثير من الرواد في تعليقاتهم الساخرة، ولا سيما وهو يردد عبارة: «أنا نجحت في البكالوريا يا نينة» خلال أحد أفلامه، في إشارة إلى أن المقترح يعود بهم إلى الزمن الماضي.

«الكوميكسات» الساخرة انتشرت بين حسابات «إكس» تفاعلاً مع اسم «البكالوريا»

كما لجأ معلقون إلى مشاهد الأفلام «الأبيض والأسود» كدلالة على أن مقترح «البكالوريا» يمثل إعادة عقارب الساعة إلى الوراء.

أيضاً تناقل البعض مقولات مصرية قديمة مألوفة في المشاهد السينمائية القديمة مثل: «نهارك سعيد»، و«أنا ممنون»، كتلميح إلى «عودة وزارة التربية والتعليم إلى أزمنة سابقة»، على حد وصف بعض المغردين.

الطربوش المصري القديم بشكله المميز، ظهر أيضاً كوسيلة للتندر بين المغردين بشكل موسع، ولفت مغردون إلى أن المقترح يمثل «عودة إلى زمن ارتداء طلاب المدارس للطربوش».

وردد البعض المثل الشعبي: «من فات قديمه تاه»، مطالبين مع «البكالوريا» بالرجوع إلى ارتداء الرجال للطربوش والسيدات لـ«الملاءة اللف».

واتخذت وزارة التعليم المصرية، خلال السنوات الماضية، مجموعة من الإجراءات المشددة لضبط منظومة امتحانات الثانوية العامة، عبر تفتيش الطلاب داخل لجان الامتحانات بـ«العصا الإلكترونية»، ومراقبة اللجان بكاميرات مراقبة، ومنع اصطحاب الطلاب أجهزة إلكترونية.

وتتضمن «البكالوريا» المرحلة الأولى، ممثلة في الصف الأول الثانوي، عدداً من المواد الأساسية تدخل في المجموع الكلي، وتشمل مواد التربية الدينية، واللغة العربية، والتاريخ المصري، والرياضيات، والعلوم المتكاملة، والفلسفة والمنطق، واللغة الأجنبية الأولى، بالإضافة إلى مواد خارج المجموع تشمل اللغة الأجنبية الثانية، والبرمجة وعلوم الحاسب، بحسب «مجلس الوزراء المصري».

طالبات خلال أداء امتحانات الدور الأول من «الثانوية» العام الماضي (وزارة التربية والتعليم)

ووفق وزير التعليم، فإن المرحلة الرئيسة (الصف الثاني الثانوي) ستتضمن المواد الأساسية في جميع التخصصات، وهي مواد اللغة العربية، والتاريخ المصري، واللغة الأجنبية الأولى، بالإضافة إلى المواد التخصصية، ويختار منها الطالب مادة واحدة، وهي الطب وعلوم الحياة «تشمل الرياضيات - الفيزياء»، والهندسة وعلوم الحساب «تشمل الرياضيات (مستوى رفيع)» و«الفيزياء (مستوى رفيع)»، والأعمال «تشمل الاقتصاد (مستوى رفيع)» و«الرياضيات»، والآداب والفنون «تشمل الجغرافيا (مستوى رفيع)» و«الإحصاء».

أما بخصوص مواد المرحلة الرئيسة (الصف الثالث الثانوي)، فإنها تتضمن في المواد الأساسية لجميع التخصصات مادة التربية الدينية، بالإضافة إلى المواد التخصصية، وهي الطب وعلوم الحياة «تشمل الأحياء (مستوى رفيع)» و«الكيمياء (مستوى رفيع)»، والهندسة وعلوم الحساب «تشمل الرياضيات (مستوى رفيع)» و«الفيزياء (مستوى رفيع)»، والأعمال «تشمل الاقتصاد (مستوى رفيع)» و«الرياضيات»، والآداب والفنون «تشمل الجغرافيا (مستوى رفيع)» و«الإحصاء».