مصريون يوثقون تراث حديقة حيوانات الجيزة قبل تطويرها

اجتذبت عدداً كبيراً من الزائرين بعد الإعلان عن المشروع

أحد المباني الأثرية بالحديقة (الشرق الأوسط)
أحد المباني الأثرية بالحديقة (الشرق الأوسط)
TT

مصريون يوثقون تراث حديقة حيوانات الجيزة قبل تطويرها

أحد المباني الأثرية بالحديقة (الشرق الأوسط)
أحد المباني الأثرية بالحديقة (الشرق الأوسط)

«هنا كنت أقضي فترة الراحة بين المحاضرات»... بصورة على صفحته بموقع فيسبوك، وثّق المحامي محمد حمدي موقع جلسته المفضَّلة في جزيرة الشاي بحديقة حيوان الجيزة أثناء دراسته بجامعة القاهرة، وذلك قبل بدء مشروع تطوير الحديقة الذي أثار تفاعلاً كبيراً في مصر خلال الآونة الأخيرة.
واجتذبت الحديقة أعداداً كبيرة من الزائرين أخيراً، حيث حرص الكثير من الزوار على توثيق تراث الحديقة وهويتها قبل بدء مشروع التطوير، عبر التقاط الصور الفوتوغرافية ومقاطع الفيديو ونشرها على مواقع السوشيال ميديا.
يقول حمدي، لـ«الشرق الأوسط»: «سأحزن على إغلاق الحديقة المؤقت؛ لأن لي ذكريات عمرها 20 عاماً فيها، عندما كنت طالباً في كلية الحقوق، وأتمنى أن يحافظ التطوير على أصالة المكان».
وقبل حمدي، ارتبطت أجيال من المصريين بالحديقة التي يصل عمرها إلى 132 عاماً، ووصلت قصص الأجداد إلى الأحفاد، والتي تعكس كيف كانت تلك الحديقة رائدة؛ ليس فقط في المنطقة العربية، ولكن في العالم.
والتقط خالد صابر؛ وهو مدرس لغة عربية بأحد المدارس الخاصة، صورة لكوبري إيفل المعلق بالحديقة، وقال: «منذ كنت طالباً بجامعة القاهرة وحتى الآن، وأنا أحرص على الوقوف فوق هذا الكوبري، الذي حكى لي والدي، نقلاً عن أبيه، قصة إنشائه على يد المعماري الفرنسي جوستاف إيفل».
وبدأ تصميم هذا الكوبري في عام 1875، حينما كلَّف الخديوي إسماعيل، المهندس جوستاف إيفل بإنشائه ونفّذته شركته «إيفل إي سيو» بين عامي 1875 و1879م؛ أي قبل إنشائه برج إيفل بباريس بعشرة أعوام.
ولا تقتصر ذكريات المصريين على مَن درس منهم بجامعة القاهرة، حيث ارتبطوا بالحديقة بحُكم قربها المكاني من الجامعة، بل يوجد لدى سكان الأقاليم ذكريات لا تُنسى مع هذه الحديقة، التي كانت المزار الرئيسي لأي رحلة مدرسية.
وتقول أماني أبو ذكري؛ من محافظة المنوفية (دلتا مصر)، على صفحتها بموقع فيسبوك: «أحرص تقريباً، كل شهر، على اصطحاب أبنائي في رحلة إلى الحديقة؛ لاستعادة ذكريات محفورة في أماكنها المختلفة، وسعدت كثيراً بخبر التطوير؛ لأن حال الحديقة تدهور كثيراً خلال السنوات الأخيرة».
وما بين السعادة بالتطوير، والحزن من الحرمان من زيارتها لمدة عام على الأقل بسبب التطوير، تباينت المشاعر، التي تراها منى خليل، رئيس الاتحاد العام لجمعيات الرفق بالحيوان، «منطقية وطبيعية».
وقالت خليل، لـ«الشرق الأوسط»: «أنا سعيدة من أجل التطوير، لكنني في الوقت نفسه خائفة من تبِعاته، وتأثيره على أصالتها».
وتابعت: «لقد بُحّ صوتنا منذ سنوات، ونحن نطالب بالتطوير، ولكننا نريد التطوير الذي يحافظ على مباني الحديقة التراثية وأشجارها النادرة، ويوفر، في الوقت نفسه، البيئة المناسبة لمعيشة الحيوانات».
وتطلب رئيس الاتحاد العام لجمعيات الرفق بالحيوان بأن تكون أماكن معيشة الحيوانات متلائمة مع بيئتها الأصلية، فمثلاً حيوانات البيئة الباردة مثل الدببة، يجب أن تكون أماكن معيشتها متلائمة مع طبيعتها، عن طريق تكييفها بالهواء البارد، كما يجب أن تكون أماكن الزرافات أيضاً، وهي من حيوانات البيئة الاستوائية، متلائمة مع طبيعة تلك البيئة؛ حتى لا نفقد 6 زرافات كما حدث مؤخراً.
وتقول: «كنا كمجتمع مدني قد ساعدنا الحديقة في تعديل أماكن إقامة الدببة القطبية عن طريق أنظمة تبريد لأماكن الإقامة، ولكن هذه الأنظمة طالتها يد الإهمال، ولم تعد تعمل، لذلك يجب أن يتضمن التطوير تدريب البشر أيضاً».
وتضيف خليل: «التطوير يجب أن يشمل الأطباء البيطريين بالحديقة؛ لتدريبهم على كيفية العناية بشكل أفضل بالحيوانات، وكذلك العمال الذين يتعاملون مع الحيوانات بشكل مباشر».
بدوره قال رئيس الإدارة المركزية لحدائق الحيوان، الدكتور محمد رجائي، في تصريحات صحافية، إنه لن «يتم نقل الحيوانات خارج حديقة حيوان الجيزة، خلال فترة التطوير، حيث إنه سيتم تركها في أماكنها أو أماكن تبادلية لحين تجهيز مكانها الدائم، ومن ثمّ نقلها إليه».
وأضاف رجائي أنه سيجري الحفاظ على المظهر الخارجي للحديقة من حيث أبواب الدخول وأعدادها وأماكنها، بالإضافة إلى الاحتفاظ بكل ما هو أثري وتاريخي.
وأشار إلى أنه سيجري فتح حديقة الحيوان على الأورمان لتكون «حديقة حيوان كبرى» بمساحة 114 فداناً، وسيجري الربط بينهما بنفق تحت الأرض، منوهاً بوجود مقترح لعمل (تلفريك) يجوب الحديقتين بأكملهما من الأعلى.


مقالات ذات صلة

بعد 18 عام زواج... زوجة كيفين كوستنر تتقدم بطلب للطلاق

يوميات الشرق بعد 18 عام زواج... زوجة كيفين كوستنر تتقدم بطلب للطلاق

بعد 18 عام زواج... زوجة كيفين كوستنر تتقدم بطلب للطلاق

تقدمت كريستين باومغارتنر، الزوجة الثانية للممثل الأميركي كيفين كوستنر، بطلب للطلاق، بعد زواجٍ دامَ 18 عاماً وأثمر عن ثلاثة أطفال. وذكرت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية أن الانفصال جاء بسبب «خلافات لا يمكن حلُّها»، حيث تسعى باومغارتنر للحضانة المشتركة على أطفالهما كايدين (15 عاماً)، وهايس (14 عاماً)، وغريس (12 عاماً). وكانت العلاقة بين كوستنر (68 عاماً)، وباومغارتنر (49 عاماً)، قد بدأت عام 2000، وتزوجا عام 2004.

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس)
يوميات الشرق متحف «المركبات» بمصر يحيي ذكرى الملك فؤاد الأول

متحف «المركبات» بمصر يحيي ذكرى الملك فؤاد الأول

افتتح متحف المركبات الملكية بمصر معرضاً أثرياً مؤقتاً، اليوم (الأحد)، بعنوان «صاحب اللقبين فؤاد الأول»، وذلك لإحياء الذكرى 87 لوفاة الملك فؤاد الأول التي توافق 28 أبريل (نيسان). يضم المعرض نحو 30 قطعة أثرية، منها 3 وثائق أرشيفية، ونحو 20 صورة فوتوغرافية للملك، فضلاً عن فيلم وثائقي يتضمن لقطات «مهمة» من حياته. ويشير عنوان المعرض إلى حمل فؤاد الأول للقبين، هما «سلطان» و«ملك»؛ ففي عهده تحولت مصر من سلطنة إلى مملكة. ويقول أمين الكحكي، مدير عام متحف المركبات الملكية، لـ«الشرق الأوسط»، إن المعرض «يسلط الضوء على صفحات مهمة من التاريخ المصري، من خلال تناول مراحل مختلفة من حياة الملك فؤاد».

نادية عبد الحليم (القاهرة)
يوميات الشرق وضع تسلسل كامل لجينوم «اللبلاب» المقاوم لتغير المناخ

وضع تسلسل كامل لجينوم «اللبلاب» المقاوم لتغير المناخ

قام فريق بحثي، بقيادة باحثين من المعهد الدولي لبحوث الثروة الحيوانية بكينيا، بوضع تسلسل كامل لجينوم حبة «فول اللبلاب» أو ما يعرف بـ«الفول المصري» أو «الفول الحيراتي»، المقاوم لتغيرات المناخ، بما يمكن أن يعزز الأمن الغذائي في المناطق المعرضة للجفاف، حسب العدد الأخير من دورية «نيتشر كومينيكيشن». ويمهد تسلسل «حبوب اللبلاب»، الطريق لزراعة المحاصيل على نطاق أوسع، ما «يجلب فوائد غذائية واقتصادية، فضلاً على التنوع الذي تشتد الحاجة إليه في نظام الغذاء العالمي».

حازم بدر (القاهرة)
يوميات الشرق «الوثائقية» المصرية تستعد لإنتاج فيلم عن «كليوباترا»

«الوثائقية» المصرية تستعد لإنتاج فيلم عن «كليوباترا»

في رد فعل على فيلم «الملكة كليوباترا»، الذي أنتجته منصة «نتفليكس» وأثار جدلاً كبيراً في مصر، أعلنت القناة «الوثائقية»، التابعة لـ«الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية بمصر»، اليوم (الأحد)، «بدء التحضير لإنتاج فيلم وثائقي عن كليوباترا السابعة، آخر ملوك الأسرة البطلمية التي حكمت مصر في أعقاب وفاة الإسكندر الأكبر». وأفاد بيان صادر عن القناة بوجود «جلسات عمل منعقدة حالياً مع عدد من المتخصصين في التاريخ والآثار والأنثروبولوجيا، من أجل إخضاع البحوث المتعلقة بموضوع الفيلم وصورته، لأقصى درجات البحث والتدقيق». واعتبر متابعون عبر مواقع التواصل الاجتماعي هذه الخطوة بمثابة «الرد الصحيح على محاولات تزييف التار

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق مؤلفا «تحت الوصاية» لـ«الشرق الأوسط»: الواقع أصعب مما طرحناه في المسلسل

مؤلفا «تحت الوصاية» لـ«الشرق الأوسط»: الواقع أصعب مما طرحناه في المسلسل

أكد خالد وشيرين دياب مؤلفا مسلسل «تحت الوصاية»، أن واقع معاناة الأرامل مع «المجلس الحسبي» في مصر: «أصعب» مما جاء بالمسلسل، وأن بطلة العمل الفنانة منى زكي كانت معهما منذ بداية الفكرة، و«قدمت أداء عبقرياً زاد من تأثير العمل». وأثار المسلسل الذي تعرض لأزمة «قانون الوصاية» في مصر، جدلاً واسعاً وصل إلى ساحة البرلمان، وسط مطالبات بتغيير بعض مواد القانون. وأعلنت شركة «ميديا هب» المنتجة للعمل، عبر حسابها على «إنستغرام»، أن «العمل تخطى 61.6 مليون مشاهدة عبر قناة (DMC) خلال شهر رمضان، كما حاز إشادات عديدة عبر مواقع التواصل الاجتماعي». وكانت شيرين دياب صاحبة الفكرة، وتحمس لها شقيقها الكاتب والمخرج خالد د

انتصار دردير (القاهرة)

طريقة بسيطة لإبعاد الأطفال عن الشاشات

المساحات الخضراء توفر للأطفال فرصة للعب والنشاط البدني بعيداً عن الشاشات (معاهد الصحة الوطنية الأميركية)
المساحات الخضراء توفر للأطفال فرصة للعب والنشاط البدني بعيداً عن الشاشات (معاهد الصحة الوطنية الأميركية)
TT

طريقة بسيطة لإبعاد الأطفال عن الشاشات

المساحات الخضراء توفر للأطفال فرصة للعب والنشاط البدني بعيداً عن الشاشات (معاهد الصحة الوطنية الأميركية)
المساحات الخضراء توفر للأطفال فرصة للعب والنشاط البدني بعيداً عن الشاشات (معاهد الصحة الوطنية الأميركية)

توصلت دراسة أميركية إلى أن توفر المساحات الخضراء في الأحياء طريقة بسيطة يمكن أن تسهم بشكل كبير في تقليل وقت الشاشة لدى الأطفال.

وأوضح الباحثون من جامعة ميتشغان أن البرامج الهادفة لإبعاد الأطفال عن الشاشات تكون أكثر فاعلية في الأحياء التي تحتوي على مساحات خضراء مثل الغابات، والحدائق العامة، والمناطق المفتوحة، ونشرت النتائج، الاثنين، في دورية (Health and Place).

وأصبحت زيادة وقت الشاشة لدى الأطفال مشكلة شائعة تؤثر سلباً على صحتهم البدنية والعقلية. ويقضي العديد من الأطفال ساعات طويلة يومياً في مشاهدة التلفاز أو استخدام الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية؛ ما يؤدي إلى تقليل نشاطهم البدني وزيادة فرص الإصابة بالسمنة. كما أن هذه العادة تؤثر على نوعية النوم، حيث يعاني الأطفال الذين يفرطون في استخدام الشاشات من صعوبة في النوم أو نوم غير مستقر.

وعلاوة على ذلك، تشير الدراسات إلى أن زيادة وقت الشاشة يمكن أن تؤدي إلى تأخر في النمو الاجتماعي والمعرفي للأطفال، بالإضافة إلى تأثيرات سلبية على الصحة النفسية مثل القلق والاكتئاب.

واعتمدت الدراسة على بيانات من «دراسة المجتمعات الصحية» في الولايات المتحدة التي تركز على سلوكيات الأطفال المتعلقة بالسمنة، حيث قام الباحثون بتحليل معلومات عن الأحياء المجتمعية للأطفال ودرسوا الوصول إلى المساحات الخضراء في تلك المناطق.

وتمت مقارنة فاعلية البرامج التي تهدف إلى تقليل وقت الشاشة بين الأحياء التي تحتوي على مساحات خضراء والأحياء التي تفتقر إليها. كما تم قياس تأثير هذه البرامج على سلوكيات الأطفال فيما يتعلق بوقت الشاشة والنشاط البدني.

وفقاً للدراسة، فإن نحو ثلثي الأطفال بين 6 و17 عاماً يتجاوزون الحد الموصى به أقل من ساعتين يومياً لوقت الشاشة. وتهدف بعض البرامج لتقليل وقت الشاشة من خلال توفير برامج تعليمية قائمة على المجتمع وتطوير المهارات للآباء، أو فرص النشاط البدني المجانية للأطفال.

الأطفال الذين يفرطون في استخدام الشاشات يعانون من صعوبة النوم (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وحسب النتائج، يعد الوصول إلى هذه المساحات عاملاً مهماً في نجاح برامج تقليل وقت الشاشة، حيث توفر هذه الأماكن للأطفال فرصة للعب والنشاط البدني بعيداً عن الشاشات.

وقالت الباحثة الرئيسة للدراسة من جامعة ميتشغان، الدكتورة إيان مارشال لانغ، إن عدم توفر المساحات الخضراء قد يؤدي إلى بيئة غير مشجعة تقلل من فاعلية البرامج الهادفة للحد من وقت الشاشة.

وأضافت عبر موقع الجامعة أن هذه النتائج تبرز أهمية اتخاذ خطوات لمعالجة الفجوات في الوصول إلى المساحات الخضراء بين المناطق المختلفة، مع ضرورة العمل على توفير بيئات أكثر عدلاً وصحة للأطفال من خلال الاستثمار في المساحات الخضراء في جميع الأحياء.

وأشارت إلى أن تحسين البيئة المحيطة بالأطفال عبر توفير المساحات الخضراء يمكن أن يكون حلاً فعالاً لتقليل وقت الشاشة وتعزيز الأنشطة البدنية؛ ما يعود بالفائدة على صحة الأطفال.