تحركات «التعليم» المصرية لمواجهة الألعاب الإلكترونية... ماذا تعني؟

برنامج لتدريب مديري المدارس على تنمية وعي الطلاب

وزير التعليم المصري خلال تفقده إحدى المدارس الدولية (وزارة التربية التعليم المصرية)
وزير التعليم المصري خلال تفقده إحدى المدارس الدولية (وزارة التربية التعليم المصرية)
TT

تحركات «التعليم» المصرية لمواجهة الألعاب الإلكترونية... ماذا تعني؟

وزير التعليم المصري خلال تفقده إحدى المدارس الدولية (وزارة التربية التعليم المصرية)
وزير التعليم المصري خلال تفقده إحدى المدارس الدولية (وزارة التربية التعليم المصرية)

في إطار الجهود المصرية لمواجهة الألعاب الإلكترونية وتأثيرها على طلاب المدارس، بدأت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني في مصر، تحركات جديدة لمجابهة الألعاب الإلكترونية، عبر برنامج لتدريب مديري المدارس على تنمية وعي الطلاب. فماذا تعني هذه «التحركات الجديدة»؟

انطلقت في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، تحذيرات رسمية ودينية وبرلمانية في مصر، عقب تداول مقاطع مصورة على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي حول «صرعة جديدة» يمارسها الطلاب في بعض المدارس المصرية تحت اسم «تحدي الموت» أو «لعبة الموت» أو «كتم الأنفاس»، التي انتشرت وقتها بشكل كبير خارج مصر على تطبيق الفيديوهات القصيرة «تيك توك».

ويهدف البرنامج التدريبي لمديري المدارس المصرية في مراحل التعليم كافة، إلى «تنمية الوعي الطلابي وقيم الولاء ومواجهة مخاطر الألعاب الإلكترونية وحروب الجيل الخامس»، وبحسب خطاب وجهته وزارة التربية والتعليم المصرية إلى المديريات التعليمية في ربوع البلاد اليوم (الخميس)، «سوف يجتمع وزير التربية والتعليم والتعليم الفني المصري، رضا حجازي، الاثنين المقبل، عبر الفيديو (كونفرانس) مع مديري المدارس لافتتاح البرنامج التدريبي».

ويبدأ التدريب الذي يُعقد تحت عنوان «تفعيل دور المدرسة في تنمية الوعي الطلابي لمواجهة مخاطر الألعاب الإلكترونية» في الفترة من 1 إلى 9 فبراير (شباط) المقبل.

ويشار إلى أن انتشار الألعاب الإلكترونية بين طلاب المدارس المصرية قد أثار مخاوف الأسر المصرية، وفتح نقاشات بين الخبراء والتربويين حول سبل مواجهة هذه الألعاب، إذ يقوم معظمها على أشكال مختلفة للتحدي، مثل كتم الأنفاس، أو لعبة «ارمي صاحبك في الهواء»، أو لعبة «تحدي الوشاح».

الخبيرة التربوية في مصر، بثينة عبد الرؤوف، قالت لـ«الشرق الأوسط»، إن «الألعاب الإلكترونية لا تتسبب فقط في انتحار بعض الطلاب؛ لكن كثيراً من هذه الألعاب يُحدث تغيراً في القيم لدى الأطفال، الأمر الذي يزيد التباعد الأسري ويجعل علاقة الأبناء بالأسرة غير مستقرة».


وزير التعليم المصري خلال تفقده إحدى المدارس الدولية (وزارة التربية التعليم المصرية)

ووفق عبد الرؤوف، فإن «برنامج التدريب الجديد لمديري المدارس على مواجهة مخاطر الألعاب الإلكترونية، هو تفعيل للتوجه التعليمي الحديث، حيث لم يعد التعليم يقتصر على النواحي المعرفية، لأنها أصبحت متاحة تكنولوجياً، بل يُركز على التربية الشخصية وتقديم أجيال تستطيع التعامل مع الواقع بالمعرفة».

ويتجدد الجدل حول مخاطر الألعاب الإلكترونية في مصر، من وقت لآخر، بسبب بعض حوادث الانتحار بين طلاب المدارس، التي من بينها عثور إحدى الأسر في حي شبرا الخيمة بمحافظة القليوبية القريبة من القاهرة، في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، على طفلها (12 عاماً)، وقد شنق نفسه باستخدام «حبل» داخل غرفة نومه، خلال ممارسته لعبة «تحدي تشارلي»، التي يطلق عليها أيضاً «لعبة الشياطين».

وقبلها بفترة وجيزة، أُصيب طالب بشلل رباعي عقب ممارسته تحدي «ارمي صاحبك»، حيث تركه أصدقاؤه يسقط على الأرض عقب إلقائه في الهواء، فأصيب بكسور في العمود الفقري وقطع في النخاع الشوكي، ما أدى إلى إصابته بشلل رباعي.

واعتبرت أستاذة علم النفس التربوي، رئيسة قسم التقويم التربوي بالمركز القومي للامتحانات بمصر، مايسة فاضل أبو مسلم، أن «تدريب مديري المدارس على مواجهة مخاطر الألعاب الإلكترونية (خطوة على طريق المواجهة)». وقالت لـ«الشرق الأوسط»، إن «ترك الأطفال للتكنولوجيا من دون رقابة الأسر يتسبب في مشكلات مُعقدة، وينتج سلوكيات (غير سوية) لدى الأبناء»، موضحة أنه «يجب ربط الطفل بالواقع، من خلال الأنشطة المختلفة، كي لا ينغمس في استخدام التكنولوجيا، كما تجب مراقبة كل ما يتصفحه ويشاهده».


مقالات ذات صلة

دراسة تكشف: مدرستك الثانوية تؤثر على مهاراتك المعرفية بعد 60 عاماً

الولايات المتحدة​ دراسة تكشف: مدرستك الثانوية تؤثر على مهاراتك المعرفية بعد 60 عاماً

دراسة تكشف: مدرستك الثانوية تؤثر على مهاراتك المعرفية بعد 60 عاماً

أظهر بحث جديد أن مدى جودة مدرستك الثانوية قد يؤثر على مستوى مهاراتك المعرفية في وقت لاحق في الحياة. وجدت دراسة أجريت على أكثر من 2200 من البالغين الأميركيين الذين التحقوا بالمدرسة الثانوية في الستينات أن أولئك الذين ذهبوا إلى مدارس عالية الجودة يتمتعون بوظيفة إدراكية أفضل بعد 60 عاماً، وفقاً لشبكة «سكاي نيوز». وجد الباحثون أن الالتحاق بمدرسة مع المزيد من المعلمين الحاصلين على تدريب مهني كان أوضح مؤشر على الإدراك اللاحق للحياة. كانت جودة المدرسة مهمة بشكل خاص للمهارات اللغوية في وقت لاحق من الحياة. استخدم البحث دراسة استقصائية أجريت عام 1960 لطلاب المدارس الثانوية في جميع أنحاء الولايات المتحدة

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم العربي مصر: نفي رسمي لـ«إلغاء مجانية» التعليم الجامعي الحكومي

مصر: نفي رسمي لـ«إلغاء مجانية» التعليم الجامعي الحكومي

نفت الحكومة المصرية، أمس السبت، عزمها «إلغاء مجانية التعليم الجامعي»، مؤكدة التزامها بتطوير قطاع التعليم العالي. وتواترت أنباء خلال الساعات الماضية حول نية الحكومة المصرية «إلغاء مجانية التعليم في الجامعات الحكومية»، وأكد مجلس الوزراء المصري، في إفادة رسمية، أنه «لا مساس» بمجانية التعليم بكل الجامعات المصرية، باعتباره «حقاً يكفله الدستور والقانون لكل المصريين».

إيمان مبروك (القاهرة)
«تشات جي بي تي»... خصم وصديق للتعليم والبحث

«تشات جي بي تي»... خصم وصديق للتعليم والبحث

لا يزال برنامج «تشات جي بي تي» يُربك مستخدميه في كل قطاع؛ وما بين إعجاب الطلاب والباحثين عن معلومة دقيقة ساعدهم «الصديق (جي بي تي)» في الوصول إليها، وصدمةِ المعلمين والمدققين عندما يكتشفون لجوء طلابهم إلى «الخصم الجديد» بهدف تلفيق تأدية تكليفاتهم، لا يزال الفريقان مشتتين بشأن الموقف منه. ويستطيع «تشات جي بي تي» الذي طوَّرته شركة الذكاء الصناعي «أوبن إيه آي»، استخدامَ كميات هائلة من المعلومات المتاحة على شبكة الإنترنت وغيرها من المصادر، بما في ذلك حوارات ومحادثات بين البشر، لإنتاج محتوى شبه بشري، عبر «خوارزميات» تحلّل البيانات، وتعمل بصورة تشبه الدماغ البشري. ولا يكون النصُّ الذي يوفره البرنامج

حازم بدر (القاهرة)
تحقيقات وقضايا هل يدعم «تشات جي بي تي» التعليم أم يهدده؟

هل يدعم «تشات جي بي تي» التعليم أم يهدده؟

رغم ما يتمتع به «تشات جي بي تي» من إمكانيات تمكنه من جمع المعلومات من مصادر مختلفة، بسرعة كبيرة، توفر وقتاً ومجهوداً للباحث، وتمنحه أرضية معلوماتية يستطيع أن ينطلق منها لإنجاز عمله، فإن للتقنية سلبيات كونها قد تدفع آخرين للاستسهال، وربما الاعتماد عليها بشكل كامل في إنتاج موادهم البحثية، محولين «تشات جي بي تي» إلى أداة لـ«الغش» العلمي.

حازم بدر (القاهرة)
العالم العربي بن عيسى يشدد على أهمية التعليم لتركيز قيم التعايش

بن عيسى يشدد على أهمية التعليم لتركيز قيم التعايش

اعتبر محمد بن عيسى، الأمين العام لمؤسسة منتدى أصيلة، ووزير الخارجية المغربي الأسبق، أن مسألة التعايش والتسامح ليست مطروحة على العرب والمسلمين في علاقتهم بالأعراق والثقافات الأخرى فحسب، بل أصبحت مطروحة حتى في علاقتهم بعضهم ببعض. وقال بن عيسى في كلمة أمام الدورة الحادية عشرة لمنتدى الفكر والثقافة العربية، الذي نُظم أمس (الخميس) في أبوظبي، إن «مسألة التعايش والتسامح باتت مطروحة علينا أيضاً على مستوى بيتنا الداخلي، وكياناتنا القطرية، أي في علاقتنا ببعضنا، نحن العرب والمسلمين».

«الشرق الأوسط» (أبوظبي)

الرئيس التونسي يطالب بـ«حلول جذرية» في مستوى انتظارات الشعب

الرئيس قيس سعيد (أ.ف.ب)
الرئيس قيس سعيد (أ.ف.ب)
TT

الرئيس التونسي يطالب بـ«حلول جذرية» في مستوى انتظارات الشعب

الرئيس قيس سعيد (أ.ف.ب)
الرئيس قيس سعيد (أ.ف.ب)

شدّد رئيس الجمهورية التونسية قيس سعيّد خلال اللقاء الذي جمعه، أمس الخميس، بقصر قرطاج، برئيس الحكومة، كمال المدوري، على ضرورة مضاعفة الجهود في كل المجالات، واستنباط «حلول جذرية في جميع القطاعات التي تم تدميرها». مؤكداً على أن تكون التشريعات، التي يتم إعدادها، في مستوى تطلّعات الشعب التونسي، وأن يشعر كل مسؤول، مهما كانت درجة مسؤوليته، أنّ تونس تعيش مرحلة تاريخية جديدة، وأن يستحضر في كل وقت معاناة التونسيين، وفق بلاغ صادر عن رئاسة الجمهورية.

كما أكد سعيد العمل على اقتراح حلول جذرية، «بعيداً عن الترقيع والرتق»، لأوضاع تحتاج إلى بناء صلب «في مستوى انتظارات الشعب، الذي نهبت ثرواته وتم الاستيلاء على مقدراته، وما زالت بعض الدوائر تسعى إلى عرقلة جهود الدولة لزرع بذور اليأس والإحباط»، حسب نص البلاغ. مشيراً أيضاً إلى أنه «لا مجال للتسامح مع كل مسؤول يُعطّل تقديم الخدمات للمواطنين، ومن يتعمد مثل هذه الممارسات فلا بد أن يتحمل تبعاتها القانونية».

في سياق ذلك، تم التعرض خلال اللقاء إلى وضع حد للحالة التي آلت إليها الأملاك المصادرة، ووضع إطار قانوني جديد، «تعود بموجبه الأملاك للدولة وإلى الشعب التونسي وهي من حقه المشروع، فكثيرة هي العقارات التي تم إهمالها، فتقلصت قيمتها في ترتيب مفضوح للتفويت فيها بأبخس الأثمان، وهو ما يجب التصدي له، ومحاسبة كل من تسبب في هذه الجرائم النكراء»، وفق ما جاء في البلاغ.

والتقى رئيس الجمهورية، أمس الخميس بقصر قرطاج، وزيرة العدل، ليلى جفال، وبحث معها الزمن القضائي الذي يستغرقه البت في العديد من القضايا. وأكد وفق بلاغ صادر عن رئاسة الجمهورية، أنه «لا يُمكن تطهير البلاد إلا بقضاء عادل، فلا يُظلم أحد ولا يفلت من المحاسبة أحد»، مشيراً في هذا السياق، إلى وجود كثير من القضاة الشرفاء، الذين يعون «أهمية وظيفتهم النبيلة في إرساء العدل، ويتساوى أمامهم كلّ المتقاضين، فالعدل أساس العمران وغيابه مؤذن بخرابه».

في سياق آخر، أكّد رئيس الجمهورية إعادة مشروع تنقيح مجلة الشغل، بما يضمن حقّ العمال بإنهاء عقود المناولة، ومع التحسّب في هذا المشروع لكلّ من يستبدل بعمّالٍ آخرين، حتى لا تنطبق عليه الأحكام الجديدة مع ترتيب آثار جزائية على هذه الممارسات.

وشدد الرئيس سعيد في هذا السياق على وضع حدّ لما يسمى العقود المحدودة في الزمن في أسرع الأوقات، «لأن العلاقة الشغلية يجب أن تكون عادلة، ولأن العامل له الحقّ في أجر مجز، وفي حياة مستقرّة مع التحسّب أيضاً في مشروع نصّ القانون للحالات، التي يمكن أن يستغلّها ليغمطوا العمّال حقوقهم».

وخلّص رئيس الجمهورية إلى التأكيد على أن الاستقرار الاجتماعي «لا يمكن أن يتحقّق إلا على أساس العدل».