اعتقالات واسعة لمناصري «داعش» وملصقات تحمل صورًا لمطلوبين

«سلفية غزة» تهدد بصواريخ على إسرائيل.. و«القسام» تتوعد «الخفافيش»

اعتقالات واسعة لمناصري «داعش» وملصقات تحمل صورًا لمطلوبين
TT

اعتقالات واسعة لمناصري «داعش» وملصقات تحمل صورًا لمطلوبين

اعتقالات واسعة لمناصري «داعش» وملصقات تحمل صورًا لمطلوبين

دخلت العلاقة بين حركة حماس وتيار «السلفية الجهادية» في قطاع غزة، مرحلة كسر العظم، بعد اعتقالات واسعة طالت الكثير من عناصر التيار المقرب من تنظيم داعش، وتهديدات من كتائب القسام بملاحقة من أطلقت عليهم «الخفافيش المرتزقة»، إثر التفجيرات التي طالت سيارات لقيادات في كتائب القسام وسرايا القدس الأحد الماضي، الأمر الذي نفى تيار السلفية أي علاقة له به، مهددا باستئناف قصف إسرائيل بصواريخ من غزة، إذا لم تفرج حماس عن عناصره، في محاولة أخيرة كما يبدو، لتهديد الحركة الحاكمة في غزة بجر القطاع إلى حرب جديدة.
وفي إشارة على أن حماس متأكدة من وقوف السلفيين وراء التفجيرات الأخيرة، قال المتحدث باسم وزارة الداخلية في غزة، إن الأجهزة الأمنية أوقفت عناصر يشتبه بضلوعها في التفجيرات المشبوهة التي وقعت صباح الأحد الماضي.
وقال إياد البزم في بيان أمس، إن التحقيق جارٍ مع تلك العناصر لكشف ملابسات التفجيرات. وأضاف: «الأجهزة الأمنية تواصل عملها مُتخذةً كل الإجراءات اللازمة للحفاظ على استقرار الحالة الأمنية ومحاسبة المتورطين، ولن تسمح بالمس بحالة الأمن والهدوء التي يعيشها أبناء شعبنا في قطاع غزة».
وكان مجهولون استهدفوا الأحد الماضي 5 سيارات لقادة في كتائب عز الدين القسام التابعة لحماس ولآخرين في سرايا القدس التابعة للجهاد الإسلامي في قطاع غزة، في تحدٍّ هو الأقوى لحماس، وذلك بعد 3 أسابيع من تهديدات لتنظيم داعش، الذي عثر على شعارات له في أماكن التفجيرات، باستهداف حماس.
ولم تتوقف الاعتقالات ضد عناصر «السلفية الجهادية» منذ الأحد، بل دخلت «القسام» على الخط، وعلقت في مساجد غزة ملصقات حملت 7 صور لعناصر سلفية محسوبين على «داعش»، وكتب على الملصقات: «الخفافيش المرتزقة المطلوبين لكتائب القسام»، في إشارة إلى أنهم متورطون في تفجير السيارات.
وقالت مصادر إن بعض الأسماء كانت أصلا تعمل ضمن كتائب القسام قبل أن تنضم إلى «داعش». وعادة لا تتدخل «القسام» بشكل علني في القضايا التي لها علاقة بعمل الأجهزة الأمنية، لكنها هذه المرة اختارت أن تكون خصما مباشرا.
وفورا نفت الجماعات السلفية الجهادية علاقتها بالتفجيرات التي استهدفت «القسام»، وقالت إنها مفتعلة لتبرير الاعتقالات الأخيرة، متهمة أجهزة الأمن في غزة بشن حملة اعتقالات كبيرة في صفوف عناصرها.
وقال بيان للجماعات «إن سلطات حماس بدعم من (القسام)، أقدمت على اقتحام ومداهمة منازل السلفيين الجهاديين، وشنت حملة اعتقالات تعسفية بعد ساعات من التفجيرات المفتعلة». وأضاف البيان: «هذه المؤامرة الحمساوية الجديدة قد حيكت خطوطها في الظلام سابقا، وأنه تم استغلالها كذريعة لتنفيذ مخططات حماس بالقضاء على المنهج السلفي الجهادي».
وتحدث البيان عن «معلومات مسبقة بوجود نية مبيتة لدى حماس، لشن حملة اعتقالات واسعة ستبدأ بعد عيد الفطر بعد تدبير الذريعة المتمثلة بمسرحية التفجيرات واستغلالها، وإدخال لاعب جديد في المؤامرة، يتمثل بحركة الجهاد الإسلامي المقربة من إيران، لإضفاء مزيد من الشعبية على هذه الحملات الظالمة، ولتفريق الدم السلفي بين الفصائل».
وعد البيان أن اتهام السلفية فورا بالتفجيرات الأخيرة، تأكيد على وجود نية مسبقة لتنفيذ الاعتقالات، متسائلا عن مصير منفذي التفجيرات التي طالت قيادات فتح والبنوك سابقا، على الرغم من أنها نفذت بالطريقة نفسها.
وتوعد البيان باستئناف إطلاق الصواريخ على إسرائيل، ردا على ما وصفها بـ«الجرائم والمؤامرات الحمساوية» المتواصلة ضد السلفيين.
وفي الشهور الماضية، نفذت «سرية الشيخ عمر» التي تجاهر في بياناتها بمناصرة داعش، وتستخدم علم «داعش» الأسود، هجمات صاروخية عدة ضد إسرائيل، وردت إسرائيل بقصف مناطق في القطاع، وهو ما أشعل مخاوف من انهيار التهدئة الحالية التي ترعاها مصر.
وحرب حماس ضد السلفيين في غزة قديمة، لكنها تصاعدت منذ أبريل (نيسان) الماضي بعد خلافات حول تدخل تنظيم داعش في مخيم اليرموك بسوريا.



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.