انطلاق محاكمة الرئيس الموريتاني السابق بتهمة الفساد

ابنته تقول إن والدها مريض... ومحاموه يحذرون من وضعه الصحي

TT

انطلاق محاكمة الرئيس الموريتاني السابق بتهمة الفساد

مَثُل الرئيس الموريتاني السابق محمد ولد عبد العزيز، أمس (الأربعاء)، أمام محكمة مختصة في مكافحة الفساد بنواكشوط، وكان إلى جانبه عشر شخصيات أخرى، من بينها صهره وبعض معاونيه خلال فترة حكمه (2009 – 2019)، فيما غاب رجل أعمال موجود خارج البلاد، وصفه القاضي الذي يرأس المحكمة بأنه «في حالة فرار».
وانطلقت جلسات المحاكمة في قصر العدل بنواكشوط، وسط إجراءات أمنية مشددة، فانتشرت وحدات من شرطة مكافحة الشغب في محيط المحكمة، ولكن ذلك لم يمنع عدداً من أنصار الرئيس السابق من التظاهر، والتعبير عن رفضهم للمحاكمة، مع المطالبة بالإفراج عن الرئيس السابق والتوقف عمّا سموّه «تصفية الحسابات السياسية».
في المقابل، تظاهر آخرون طالبوا بسجن الرئيس السابق، واستعادة أموال يعتقدون أنه استحوذ عليها خلال فترة حكمه، ورفعوا لافتات تقول: «أرجعوا أموال الشعب المنهوبة»، بينما كان بعضهم يردد هتافات تتهم الرئيس السابق ومعاونيه بـ«السرقة».
وكان المحتجون البالغ عددهم العشرات، يجوبون شارع جمال عبد الناصر، أكبر شوارع العاصمة حيث يقعُ على ناصيته الشمالية قصر العدل، ولكن شرطة مكافحة الشغب منعتهم من الاقتراب أكثر من بوابات قصر العدل، قبل أن تفرقهم خشية وقوع احتكاكات بين الطرفين.
وعلى الرغم من الزخم الإعلامي الذي رافق انطلاق المحاكمة، وتصدرها لنقاشات الموريتانيين الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، فإن حركة السير بدت طبيعية في وسط العاصمة، وكان أغلب المواطنين منشغلين بأمور حياتهم اليومية، مع أنها المرة الأولى التي يقدم فيها رئيس موريتاني سابق إلى المحاكمة بتهمة الفساد.
ومنع التصوير أو إدخال الهواتف إلى قاعة المحاكمة، بقرار من رئيس المحكمة، برره بالخوف من التشويش على مجريات الجلسات، فيما بدا ولد عبد العزيز خلال الجلسة الافتتاحية هادئاً وهو يجلس في قفص الاتهام، من دون أن يتكلم أو يعترض على أي من نقاشات فريق محامي الدفاع مع الادعاء، حول أمور شكلية هيمنت على الجلسة الأولى.
وحضرت المحاكمة ثلاث تشكيلات من المحامين: الأولى تضم فرق الدفاع عن المتهمين، والثانية عبارة عن فريق يمثل الدولة الموريتانية كجهة متضررة، بينما يمثل الفريق الثالث لفيفاً من هيئات المجتمع المدني المختصة بمحاربة الفساد والرشوة، طلبت أن تمثل الطرف المدني في المحاكمة.
وأوقفت الشرطة جميع المتهمين، مساء أول من أمس الثلاثاء، للتحفظ عليهم أثناء مجريات المحاكمة، وجرى التحفظ عليهم في شقق تابعة للعدالة في أحد أحياء العاصمة نواكشوط، بينما تم التحفظ على الرئيس السابق في مدرسة الشرطة، التي سبق أن سجن فيها لعدة أشهر عام 2021.
وكانت سلمى عبد العزيز، ابنة الرئيس السابق وزوجة أحد المتهمين، قد صرحت لوسائل الإعلام بعد توقيف والدها أنه تعرض لوعكة صحية، محملة السلطات مسؤولية الوضع الصحي لوالدها، مشيرة إلى أنه خضع قبل عام لقسطرة في القلب، وما زال يعاني من مضاعفات السجن. فيما قال محامون من فريق الدفاع إن ظروف احتجاز ولد عبد العزيز «سيئة»، مشيرين إلى خطورة ذلك على وضعه الصحي.
وأكدت الحكومة الموريتانية، عشية انطلاق المحاكمة، أن كافة الإجراءات التنظيمية والأمنية تم اتخاذها لضمان محاكمة شفافة، وقال الوزير الناطق باسم الحكومة: «سنسمح للصحافة بحضور جلسات هذه المحاكمة الأولى من نوعها في تاريخ البلد».
ويواجه ولد عبد العزيز اتهامات بالفساد وغسل الأموال والإثراء غير المشروع، ضمن شخصيات أخرى كانت تعمل معه خلال حكمه للبلاد، فيما جمدت العدالة الموريتانية 41 مليار أوقية قديمة (أكثر من 100 مليون دولار) في إطار تحقيقاتها، أكثر من نصفها كان من ممتلكات ولد عبد العزيز وأفراد عائلته، إلا أن ولد عبد العزيز ينفي كل هذه التهم، ويؤكد أن ما يتعرض له هو «تصفية حسابات» لمنعه من الاستمرار في ممارسة السياسة، حتى إن ولد عبد العزيز أصبح في الفترة الأخيرة يقدم نفسه على أنه المعارض الأبرز والأكثر شراسة لنظام الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، رفيقه السابق لأربعين سنة، ولكن خلافات سياسية فرقت بينهما نهاية عام 2019.
بالإضافة إلى ولد عبد العزيز وصهره رجل الأعمال محمد ولد امصبوع، جلس في قفص الاتهام يحيى ولد حدمين (وزير أول سابق)، ومحمد سالم ولد البشير (وزير أول سابق)، ومحمد عبد الله ولد اوداعة (وزير سابق)، والطالب ولد عبدي فال (وزير سابق)، ومحمد سالم ولد إبراهيم فال (مدير سابق لشركة الكهرباء)، ومحمد ولد الداف (الرئيس السابق لمنطقة نواذيبو الحرة).


مقالات ذات صلة

القاهرة لإطلاع حفتر وصالح على نتائج زيارة شكري لتركيا

العالم العربي القاهرة لإطلاع حفتر وصالح على نتائج زيارة شكري لتركيا

القاهرة لإطلاع حفتر وصالح على نتائج زيارة شكري لتركيا

كشفت مصادر ليبية ومصرية متطابقة لـ«الشرق الأوسط» عن سلسلة اتصالات، ستجريها القاهرة مع السلطات في شرق ليبيا، بما في ذلك مجلس النواب و«الجيش الوطني»، لإطلاع المعنيين فيهما على نتائج زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري إلى تركيا أخيراً. وأدرجت المصادر هذه الاتصالات «في إطار التنسيق والتشاور بين السلطات المصرية والسلطات في المنطقة الشرقية». ولم تحدد المصادر توقيت هذه الاتصالات، لكنها أوضحت أنها تشمل زيارة متوقعة إلى القاهرة، سيقوم بها عقيلة صالح رئيس مجلس النواب، والمشير خليفة حفتر القائد العام لـ«الجيش الوطني». وكان خالد المشري رئيس المجلس الأعلى الدولة الليبي، ناقش مساء السبت مع وزير الخارجية ا

خالد محمود (القاهرة)
العالم العربي خطة حكومية عاجلة لوقف هجرة الأطباء الجزائريين إلى أوروبا

خطة حكومية عاجلة لوقف هجرة الأطباء الجزائريين إلى أوروبا

أعلنت الحكومة الجزائرية عن «خطة عاجلة» لوقف نزيف الأطباء الذين يهاجرون بكثرة، كل عام، إلى أوروبا وبخاصة فرنسا، بحثاً عن أجور عالية وعن ظروف جيدة لممارسة المهنة. وتفيد إحصاءات «مجلس أخلاقيات الطب»، بأن 15 ألف طبيب يشتغلون في المصحات الفرنسية حالياً، وقد درسوا الطب في مختلف التخصصات في الجزائر. ونزل موضوع «نزيف الأطباء» إلى البرلمان، من خلال مساءلة لوزير الصحة وإصلاح المستشفيات عبد الحق سايحي، حول ما إذا كانت الحكومة تبحث عن حل لهذه المشكلة التي تتعاظم من سنة لأخرى.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
العالم العربي تونس تتهيأ لاستقبال وزير الخارجية السوري تتويجاً لإعادة العلاقات

تونس تتهيأ لاستقبال وزير الخارجية السوري تتويجاً لإعادة العلاقات

يبدأ وزير الخارجية السوري فيصل المقداد اليوم زيارة إلى تونس تستمر حتى الأربعاء بدعوة من نظيره التونسي نبيل عمار، لإعلان استكمال المراحل المؤدية إلى إعادة العلاقات الثنائية بين البلدين، والبحث في كثير من الملفات الشائكة والعالقة على رأسها ملف الإرهاب، واستقبال الساحة السورية لآلاف من الشباب التونسيين المنضوين في صفوف التنظيمات الإرهابية. وأوردت مختلف وسائل الإعلام التونسي أخباراً حول الزيارة، وبقراءات عدة، من بينها التأكيد على أنها «ترجمة للتوازنات الجيوسياسية الإقليمية التي تعرفها المنطقة العربية، ومن بينها السعي نحو عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية». وكانت مؤسسة الرئاسة التونسية صورت عودة ا

المنجي السعيداني (تونس)
العالم العربي المغرب: دعوة لإسقاط مشروع قانون «اللجنة المؤقتة» لتسيير مجلس الصحافة

المغرب: دعوة لإسقاط مشروع قانون «اللجنة المؤقتة» لتسيير مجلس الصحافة

دعت «الفيدرالية المغربية لناشري الصحف بالمغرب» -أحد ممثلي ناشري الصحف في البلاد- أعضاء البرلمان بغرفتيه (مجلس النواب ومجلس المستشارين)، إلى إسقاط مشروع قانون صادقت عليه الحكومة، يقضي بإنشاء لجنة مؤقتة لتسيير «المجلس الوطني للصحافة» المنتهية ولايته، بدل إجراء انتخابات. وجاءت هذه الدعوة في وقت ينتظر فيه أن يشرع مجلس النواب في مناقشة المشروع قريباً. وذكر بيان لـ«الفيدرالية» مساء السبت، أنه تلقى «بارتياح، التصدي القوي والتلقائي لهذا المشروع من طرف الرأي العام المهني، والمجتمع المدني، وفاعلين جمعويين وسياسيين، وشخصيات مشهود لها بالنزاهة والكفاءة»، معتبراً: «إن هذا الموضوع لا يهم باستهداف منظمات مهن

«الشرق الأوسط» (الرباط)
العالم العربي باشاغا: ترشحي للرئاسة الليبية سيتحدد بعد صدور القوانين المنظمة للانتخابات

باشاغا: ترشحي للرئاسة الليبية سيتحدد بعد صدور القوانين المنظمة للانتخابات

قال فتحي باشاغا، رئيس حكومة «الاستقرار» الليبية، إنه باقٍ في منصبه «إلى أن تتفق الأطراف الليبية كافة على قوانين انتخابية يُرحب بها دولياً، والبدء في الإعلان عن مواعيد محددة للاستحقاق الانتخابي...

جاكلين زاهر (القاهرة)

الإمارات: «المركزي» يوقف شركة صرافة لانتهاكها قانون غسل الأموال ومكافحة الإرهاب

مصرف الإمارات المركزي (وام)
مصرف الإمارات المركزي (وام)
TT

الإمارات: «المركزي» يوقف شركة صرافة لانتهاكها قانون غسل الأموال ومكافحة الإرهاب

مصرف الإمارات المركزي (وام)
مصرف الإمارات المركزي (وام)

قرر مصرف الإمارات المركزي تعليق نشاط تحويل الأموال لشركة «الرازوقي» للصرافة العاملة في الدولة، لمدة 3 سنوات، وذلك بسبب انتهاك قانون مواجهة غسل الأموال، ومكافحة تمويل الإرهاب.

وبحسب بيان للمصرف المركزي، أرسل نسخة منه لـ«الشرق الأوسط» قال إنه تم إغلاق فرعين للشركة في منطقتي المرر وديرة بدبي، حيث اتُّخذت هذه الإجراءات الإدارية بموجب المادة 14 من قانون مواجهة غسل الأموال، ومكافحة تمويل الإرهاب.

ووفقاً للبيان، فإن المصرف المركزي يعمل من خلال مهامه الرقابية والإشرافية، على ضمان التزام جميع شركات الصرافة ومالكيها وموظفيها، بالقوانين السارية في البلاد، والأنظمة والمعايير المعتمَدة من المصرف المركزي، مشيراً إلى أنه يهدف للحفاظ على شفافية ونزاهة النظام المالي للدولة.

وتنص المادة 14 من قانون غسل الأموال ومكافحة تمويل الإرهاب في الإمارات أنه يجب على جميع المرخص لهم الامتثال للمتطلبات القانونية والتنظيمية الحالية الخاصة بمواجهة غسل الأموال، ومكافحة تمويل الإرهاب المحددة من قِبل المصرف المركزي، والتصدي لمخاطر غسل الأموال، وتمويل الإرهاب من خلال التدابير الوقائية المناسبة لردع إساءة استخدام القطاع قناةً للأموال غير المشروعة، والكشف عن غسل الأموال، وأنشطة تمويل الإرهاب، وإبلاغ وحدة المعلومات المالية في المصرف المركزي عن أي معاملات مشبوهة.