نقص الغذاء... 5 طرق لإصلاح سلاسل التوريد

نقص الغذاء... 5 طرق لإصلاح سلاسل التوريد
TT

نقص الغذاء... 5 طرق لإصلاح سلاسل التوريد

نقص الغذاء... 5 طرق لإصلاح سلاسل التوريد

ارتفعت أسعار المواد الغذائية في المملكة المتحدة بأكثر من 16 % العام الماضي 2022 حيث أدى التضخم القياسي إلى ارتفاع أسعار كل المواد من الخبز إلى الفول. ولم يستبعد رئيس شركة «تيسكو» جون ألان، في لقاء مع شبكة الاذاعة البريطانية بي بي سي، أن الموردين في ظل هذا الارتفاع قد يزيدون الأسعار. مفيدا بأن شركات المواد الغذائية قد تستفيد من المسهلكين مع الزيادات الأخيرة بالأسعار.
وإلى جانب الارتفاع السريع في تكاليف الإنتاج وتأثير أسوأ جائحة إنفلونزا الطيور في التاريخ، فإن هذا يضع ضغطًا هائلاً على المنتجين والموردين. ويثير المزيج الحالي المتمثل في ارتفاع أسعار الفائدة وارتفاع تكاليف المدخلات والطاقة قلق المزارعين بشكل عام.
وفي بيئة ارتفاع الأسعار هذه، تتعرض شركات المواد الغذائية لخطر مزيد من الضغط على تدفقاتها النقدية أو حتى فشل الإنتاج في المستقبل. كما يمكن أن يؤثر هذا في النهاية على مرونة وسلسلة الإمداد الغذائي في المملكة المتحدة ويزيد من الهدر.
وفي الواقع، يمكن أن يواجه المنتجون والموردون اختلالًا كبيرًا بتوازن القوى في سلاسل الإمداد بالأغذية، ما قد يؤدي لارتفاع الأسعار بالنسبة للمستهلكين.
وفي حين أن مثل هذه الشركات غالبًا ما تتحمل جميع مخاطر إنتاج وتوريد عناصر مثل البيض، إلا أن العديد منها غير قادر على المساومة للحصول على شروط تجارية أكثر ملاءمة مع تجار التجزئة الأقوياء.
إن دعم عدالة سلسلة التوريد لن يحمي الشركات من الانهيار فحسب، بل سيساعد أيضًا في تخفيف النقص لدى المستهلكين ويمكن أن يمنع أزمات الإمدادات الغذائية في المستقبل. فغالبًا ما يتم التغاضي عن مفهوم «الإنصاف» في المناقشات حول استدامة سلسلة التوريد، ربما لأنه ذاتي للغاية. وعند تقييم الإنصاف في أي تبادل ، يقارن أحد الأطراف مدخلاته ومخرجاته وما يعتقد أنه يستحقه.
وفي حين أن مفهوم الإنصاف نادرًا ما يتم تضمينه في جدول أعمال الاستدامة لمنظمة ما، في سياق سلسلة التوريد، يمكن قياس أساسيات الإنصاف باستخدام ثلاثة أبعاد رئيسية، وذلك وفق تقرير نشره موقع «eurekalert» العلمي المتخصص، نقلا عن the conversation:
- العوائد الاقتصادية المتأتية من العلاقات
- كيفية تحكم القرارات والسياسات والإجراءات المتعلقة بالعلاقات
- مدى اتصال الطرف الآخر بالمعلومات ذات الصلة وحل التعارضات بانفتاح.
وبناءً على هذه التدابير هناك خمس استراتيجيات يمكن أن تساعد في تعزيز عدالة سلسلة التوريد الغذائية، وفق بحث أعده باحثان بجامعة ليستر البريطانية:

1. إعادة النظر في شروط التبادل التجاري
نظرًا للضعف النسبي للموردين، من الضروري إعادة تقييم شروط عقودهم مع شركاء سلسلة التوريد والتأكد من أن هذه الشروط تخصص الأرباح أو الفوائد بالتساوي.
وفي اتفاقيات التوريد، من الضروري توفير شروط تجارة واضحة لا لبس فيها. تتطلب شروط العمل هذه إنفاذًا قانونيًا وتداعيات.

2. المواءمة عبر سلسلة التوريد الغذائي
قد تكون سلسلة التوريد غير متوافقة عندما يتعلق الأمر بالقيم والممارسات الأخلاقية لمختلف المشاركين، ما يسمح باستمرار الممارسات غير العادلة. وتتمثل إحدى طرق معالجة ذلك في تعزيز التفاهم المتبادل والممارسات المعيارية والقيمة بين جميع أصحاب المصلحة في سلسلة التوريد. كما يمكن تحقيق ذلك من خلال تقاسم المخاطر وبناء العلاقات والاستثمارات المخصصة التي تفيد السلسلة بأكملها.

3. كسب التأييد والدعوة
يحتاج الموردون ككل إلى إرسال رسائل من شأنها أن تحرك السلطات والوكالات الحكومية ذات الصلة لاتخاذ خطوات ملموسة نحو تنفيذ تغييرات السياسة. وتشمل هذه الهيئات والاتحاد الوطني للمزارعين واتحاد الأغذية والمشروبات ووزارة البيئة والأغذية والشؤون الريفية فضلاً عن المجموعات العامة مثل اتحاد الشركات الصغيرة واتحاد الصناعة البريطانية.

4. معالجة اختلال موازين القوى
من الضروري إعادة مجالس التسويق الزراعي؛ الكيانات الحكومية التي تشرف على الإنتاج الزراعي والامتثال. يمكن لهذه المنظمات أن تساعد في وضع منتجي وموزعي السلع الغذائية الزراعية على قدم المساواة مع تجار التجزئة عندما يتعلق الأمر بالمساومة. كما أن الإجراءات الحكومية، في شكل مراجعات للسياسات وتعديل الهياكل الحالية لسلاسل التوريد من شأنها أن تساعد أيضًا. يجب أيضًا دمج مفهوم الإنصاف في ممارسات العلاقة بين الموردين والموردين لكبار تجار التجزئة.

5. التعليم لرفع المعايير
يحتاج جميع أعضاء سلسلة التوريد إلى تعلم إدارة سلسلة التوريد الأخلاقي لرفع معايير الصناعة. يمكن للهيئات المهنية في المملكة المتحدة مثل معهد تشارترد للمشتريات والتوريد ومعهد تشارترد للوجستيات والنقل أن تساعد المنظمين وأعضاء سلسلة التوريد على تطوير المهارات الصحيحة والمعرفة ووجهات النظر الجديدة.
سيتطلب تنفيذ هذه الاستراتيجيات الخمس من جميع أعضاء سلسلة التوريد اتخاذ هذه الخطوات الضرورية.
فمع تزايد الطلب على الغذاء وتزايد عدد سكان العالم، أصبح من المهم أكثر من أي وقت مضى بناء سلسلة إمدادات غذائية مرنة. يظهر هذا البحث أن منع حدوث أزمة غذائية في المملكة المتحدة يعني وضع العدالة في صميم سلاسل التوريد الغذائي لدينا.


مقالات ذات صلة

«فاو»: نطمح إلى مخرجات مهمة من «كوب 16» بالسعودية

الاقتصاد جانب من الاستعدادات في العاصمة السعودية قبل استقبال مؤتمر «كوب 16» لمواجهة التصحر (صفحة «كوب 16» على منصة «إكس»)

«فاو»: نطمح إلى مخرجات مهمة من «كوب 16» بالسعودية

قال الدكتور عبد الحكيم الواعر، المدير العام المساعد لمنظمة الفاو، إنه يتوقع مخرجات مهمة من مؤتمر «كوب 16» لمواجهة التصحر الذي ينعقد في السعودية.

لمياء نبيل (القاهرة)
يوميات الشرق النظام الغذائي النباتي يعتمد بشكل أساسي على الأطعمة النباتية (جامعة كولومبيا)

التحول للنظام النباتي يوفر 650 دولاراً للفرد سنوياً

أظهرت دراسة أميركية أن اتباع نظام غذائي نباتي منخفض الدهون يمكن أن يخفض تكاليف الطعام للفرد بنسبة 19%، أي ما يعادل 1.80 دولار يومياً أو نحو 650 دولاراً سنويا.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
العالم العربي نزوح سكان شمال غزة في ظل تصاعد العمليات العسكرية الإسرائيلية (أ.ف.ب)

المنسق الأممي للسلام: الوضع في غزة «كارثي» مع بداية الشتاء ونزوح سكان الشمال

قال منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط تور وينسلاند اليوم الاثنين إن الوضع في قطاع غزة «كارثي» مع بداية فصل الشتاء.

«الشرق الأوسط» (غزة)
أفريقيا لاجئون من جنوب السودان يجتمعون مع أمتعتهم بعد عبورهم إلى أوغندا عند نقطة حدود في منطقة لامو شمال أوغندا في 4 أبريل 2017 (رويترز)

7.7 مليون شخص بجنوب السودان معرضون لسوء تغذية حاد العام المقبل

أعلنت الأمم المتحدة، الاثنين، أن نحو 7.7 مليون شخص في جنوب السودان، معرضون لسوء تغذية حاد العام المقبل.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)
أفريقيا أدى العنف والتصحر إلى منافسات عنيفة أحياناً بين المجتمعات الزراعية والرعاة الرُحّل في نيجيريا (أ.ف.ب)

أكثر من 33 مليون نيجيري سيعانون من الجوع العام المقبل

أفاد تقرير بأن أكثر من 33 مليون نيجيري سيعانون من الجوع العام المقبل، وهو رقم يزداد مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية وتفاقم آثار الحرب والتغير المناخي.

«الشرق الأوسط» (أبوجا )

فهد المطيري لـ«الشرق الأوسط»: «فخر السويدي» لا يشبه «مدرسة المشاغبين»

فيلم «فخر السويدي» تناول قضية التعليم بطريقة فنية (الشركة المنتجة)
فيلم «فخر السويدي» تناول قضية التعليم بطريقة فنية (الشركة المنتجة)
TT

فهد المطيري لـ«الشرق الأوسط»: «فخر السويدي» لا يشبه «مدرسة المشاغبين»

فيلم «فخر السويدي» تناول قضية التعليم بطريقة فنية (الشركة المنتجة)
فيلم «فخر السويدي» تناول قضية التعليم بطريقة فنية (الشركة المنتجة)

أكد الفنان السعودي فهد المطيري أن فيلمه الجديد «فخر السويدي» لا يشبه المسرحية المصرية الشهيرة «مدرسة المشاغبين» التي قدمت في سبعينات القرن الماضي، لافتاً إلى أن الفيلم يحترم دور المعلم ويقدّره حتى مع وجود الطابع الكوميدي في العمل.

الفيلم الذي عُرض للمرة الأولى ضمن مسابقة «آفاق السينما العربية» بالنسخة الماضية من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، تدور أحداثه في 8 فصول حول رهان مدير المدرسة على تأسيس «الفصل الشرعي» ليقدم من خلاله نهجا مختلفاً عن المتبع.

وقال المطيري لـ«الشرق الأوسط» إن «المدرسة تشكل فترة مهمة في حياة كل شخص ولا تزال هناك ذكريات ومواقف راسخة في ذاكرتنا عنها، الأمر الذي سيجعل من يشاهد الفيلم يشعر بأن هناك مواقف مشابهة ربما تعرض لها أو شاهدها بالفعل خلال مسيرته التعليمية»، مرجعاً حماسه لتقديم شخصية الأستاذ «شاهين دبكة» مدير ثانوية «السويدي الأهلية» رغم كون الدور لرجل أكبر منه سناً إلى إعجابه بالفكرة التي يتناولها العمل وشعوره بالقدرة على تقديم الدور بشكل مختلف.

فهد المطيري مع أبطال الفيلم (الشركة المنتجة)

وأضاف المطيري: «إن الماكياج الذي وضعته لإظهار نفسي أكبر عمراً، استوحيته جزئياً من الفنان الراحل حسين الرضا خصوصاً مع طبيعة المدير ومحاولته المستمرة إظهار قدرته في السيطرة على الأمور وإدارتها بشكل جيد، وإظهار نفسه ناجحاً في مواجهة شقيقه الأصغر الذي يحقق نجاحات كبيرة في العمل ويرأسه».

وحول تحضيرات التعامل مع الشخصية، أكد المطيري أن خلفيته البدوية ساعدته كثيراً لكونه كان يحضر مجالس كبار السن باستمرار في منزلهم الأمر الذي لعب دوراً في بعض التفاصيل التي قدمها بالأحداث عبر دمج صفات عدة شخصيات التقاها في الواقع ليقدمها في الدور، وفق قوله.

وأوضح أنه كان حريصاً خلال العمل على إبراز الجانب الأبوي في شخصية شاهين وتعامله مع الطلاب من أجل تغيير حياتهم للأفضل وليس التعامل معهم على أنه مدير مدرسة فحسب، لذلك حاول مساعدتهم على بناء مستقبلهم في هذه المرحلة العمرية الحرجة.

وأشار إلى أنه عمل على النص المكتوب مع مخرجي الفيلم للاستقرار على التفاصيل من الناحية الفنية بشكل كبير، سواء فيما يتعلق بطريقة الحديث أو التوترات العصبية التي تظهر ملازمة له في الأحداث، أو حتى طريقة تعامله مع المواقف الصعبة التي يمر بها، وأضاف قائلاً: «إن طريقة كتابة السيناريو الشيقة أفادتني وفتحت لي آفاقاً، أضفت إليها لمسات شخصية خلال أداء الدور».

المطيري خلال حضور عرض فيلمه في «القاهرة السينمائي» (إدارة المهرجان)

وعن تحويل العمل إلى فيلم سينمائي بعدما جرى تحضيره في البداية على أنه عمل درامي للعرض على المنصات، أكد الممثل السعودي أن «هذا الأمر لم يضر بالعمل بل على العكس أفاده؛ لكون الأحداث صورت ونفذت بتقنيات سينمائية وبطريقة احترافية من مخرجيه الثلاثة، كما أن مدة الفيلم التي تصل إلى 130 دقيقة ليست طويلة مقارنة بأعمال أخرى أقل وقتاً لكن قصتها مختزلة»، موضحاً أن «الأحداث اتسمت بالإيقاع السريع مع وجود قصص لأكثر من طالب، والصراعات الموجودة»، مشيراً إلى أن ما لمسه من ردود فعل عند العرض الأول في «القاهرة السينمائي» أسعده مع تعليقات متكررة عن عدم شعور المشاهدين من الجمهور والنقاد بالوقت الذي استغرقته الأحداث.

ولفت إلى أن «الفيلم تضمن تقريباً غالبية ما جرى تصويره من أحداث، لكن مع اختزال بعض الأمور غير الأساسية حتى لا يكون أطول من اللازم»، مؤكداً أن «المشاهد المحذوفة لم تكن مؤثرة بشكل كبير في الأحداث، الأمر الذي يجعل من يشاهد العمل لا يشعر بغياب أي تفاصيل».

وحول تجربة التعاون مع 3 مخرجين، أكد فهد المطيري أن الأمر لم يشكل عقبة بالنسبة له كونه ممثلاً، حيث توجد رؤية مشتركة من جميع المخرجين يقومون بتنفيذها في الأحداث، ولافتاً إلى أن حضورهم تصوير المشاهد الأخرى غير المرتبطة بما سيقومون بتصويره جعل الفيلم يخرج للجمهور بإيقاع متزن.