نائبا البشير والترابي يُنكران المشاركة في تدبير انقلاب 1989

توقعات بحسم قضية قادة «الإنقاذ» في وقت قريب بعد تعيين قاضٍ جديد

البشير خلال إحدى جلسات محاكمته (وكالة الأنباء السودانية «سونا»)
البشير خلال إحدى جلسات محاكمته (وكالة الأنباء السودانية «سونا»)
TT

نائبا البشير والترابي يُنكران المشاركة في تدبير انقلاب 1989

البشير خلال إحدى جلسات محاكمته (وكالة الأنباء السودانية «سونا»)
البشير خلال إحدى جلسات محاكمته (وكالة الأنباء السودانية «سونا»)

استأنفت محكمة الرئيس المعزول عمر البشير ورفاقه مدبّري انقلاب الإنقاذ، أعمالها بقاضٍ جديد، بديلاً عن القاضي السابق الذي أُحيل إلى التقاعد، باستجواب عدد من المتهمين، أبرزهم نائب البشير علي عثمان محمد طه، ونائب حسن الترابي، إبراهيم السنوسي، والقيادي الإخواني عوض أحمد الجاز، الذين أنكروا جميعاً علاقتهم بالانقلاب ومشاركتهم في تدبيره وتنفيذه.
وقال عضو هيئة الاتهام، المحامي المعز حضرة، لـ«الشرق الأوسط»، أمس، إن جلسة المحكمة برئاسة القاضي الجديد، قاضي المحكمة العليا عماد الجاك، كانت موفقة وسارت أعمالها بسرعة وحزم، وأوقفت خلالها الكثير مما سماها «التفلتات» التي كانت تصدر من محامي الدفاع، وتسببت في إهدار وقت المحكمة.
وأضاف: «استجوبت المحكمة عدداً من المتهمين، ولو سارت الأمور بهذه الوتيرة، ستُحسم هذه القضية في وقت قريب».
وأنكر النائب الأول للبشير، علي عثمان محمد طه، معرفته أو مشاركته في تدبير وتنفيذ الانقلاب، وقال إنه تولى مناصب سياسية في وقت لاحق عن قناعة بالتغيير الذي حدث، فيما أنكر كل من إبراهيم السنوسي وعوض الجاز وعدد من العسكريين المشاركة في التخطيط والتنفيذ. وقال كل المدنيين الذين استجوبتهم المحكمة أمس، إنهم لم يكونوا جزءاً من الانقلاب، بينما قال العسكريون إنهم كانوا موجودين في قيادات الجيش ليلة الانقلاب تنفيذاً لأوامر قيادتهم العسكرية العليا، من دون أن يحددوها.
واستند المتهمون في إنكارهم التهم الموجهة إليهم إلى اعترافات قائد الانقلاب عمر البشير في جلسة سابقة، أعلن فيها أنه يتحمل المسؤولية عن قضية الانقلاب، بقوله: «أتحمل كامل المسؤولية عن أحداث يونيو (حزيران) 1989».
وحسب الاتهام، شهدت المحكمة خلال جلساتها في عهد القاضي أحمد علي أحمد، احتجاجات وصفها بأنها «مخالفات قانونية وإجرائية في أثناء سير المحاكمة»، وعدّها «مجهضة للعدالة وخيانة للشعب»، وبناءً عليه تقدم بمذكرة يشكو فيها هذه التجاوزات، لأنها «تجهض العدالة وتؤدي لانهيار قواعد المحاكمة العادلة»، قدمها لرئيس القضاة الذي أعلن تنحيه في وقت لاحق، معتبراً الضغوط الموجهة إليه تشكيكاً في عدالة القضاء.
وكان أول قضاة المحكمة، عصام محمد إبراهيم، قد استقال من رئاسة المحكمة 22 ديسمبر (كانون الأول) 2020، وعزا استقالته لأسباب «صحية»، بيد أن الدفاع أرجع استقالة القاضي إلى ضغوط مورست عليه من الاتهام، فيما تمت تنحية القاضي حسين الجاك الشيخ بقرار من رئيس القضاء، بسبب إحالته إلى التقاعد لبلوغه سن التقاعد.
وتعد محكمة مدبّري انقلاب الإنقاذ المحكمة الأولى في تاريخ القضاء في البلاد التي يتناوب عليها ثلاثة قضاة، تنحى أحدهم، ثم تنحى الثاني، وتمت تنحية الثالث.
وبدأت في المحكمة الخاصة المشكَّلة من ثلاثة قضاة محاكمة الرئيس المعزول و27 من أنصاره في 21 يوليو (تموز) 2020، بتهم تتعلق بتدبير حركة (30 تموز) 1989 وتقويض النظام الدستوري في البلاد، والذي خططت له ونفّذته «الحركة الإسلامية»، الجناح السوداني لتنظيم «الإخوان المسلمين»، ضد الحكومة المنتخبة برئاسة رئيس الوزراء الراحل الصادق المهدي.
وأبرز المتهمين في البلاغ هم من قيادات «الحركة الإسلامية» من المدنيين والعسكريين، ومن بينهم الأمين العام لـ«حزب المؤتمر الشعبي» (حزب الترابي) علي الحاج محمد، ونائب الترابي إبراهيم السنوسي، والقيادي في الحزب عمر عبد المعروف، إضافةً إلى قيادات النظام، ومن بينهم النائب الأول السابق للبشير، علي عثمان محمد طه، ومساعده السابق نافع علي نافع، والقيادي عوض أحمد الجاز، وعدد من العسكريين أبرزهم نائب البشير الأسبق اللواء بكري حسن صالح، وعسكريين ومدنيين آخرين.
وغداة سقوط حكمه في 11 أبريل (نيسان) 2019، اُقتيد البشير ومعاونوه إلى السجن المركزي في منطقة «كوبر» شمالي الخرطوم، إيذاناً بنهاية حكمه للبلاد الذي استمر أكثر من ثلاثين سنة، نتيجة للاحتجاجات الشعبية الضخمة والطويلة المطالبة برحيله، ما اضطر قادة الجيش وقتها إلى عزله.


مقالات ذات صلة

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

شمال افريقيا «أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

نقلت سفينة «أمانة» السعودية، اليوم (الخميس)، نحو 1765 شخصاً ينتمون لـ32 دولة، إلى جدة، ضمن عمليات الإجلاء التي تقوم بها المملكة لمواطنيها ورعايا الدول الشقيقة والصديقة من السودان، إنفاذاً لتوجيهات القيادة. ووصل على متن السفينة، مساء اليوم، مواطن سعودي و1765 شخصاً من رعايا «مصر، والعراق، وتونس، وسوريا، والأردن، واليمن، وإريتريا، والصومال، وأفغانستان، وباكستان، وأفغانستان، وجزر القمر، ونيجيريا، وبنغلاديش، وسيريلانكا، والفلبين، وأذربيجان، وماليزيا، وكينيا، وتنزانيا، والولايات المتحدة، وتشيك، والبرازيل، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وهولندا، والسويد، وكندا، والكاميرون، وسويسرا، والدنمارك، وألمانيا». و

«الشرق الأوسط» (جدة)
شمال افريقيا مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

بعد 3 أيام عصيبة قضتها المسنة السودانية زينب عمر، بمعبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان، وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على غر

شمال افريقيا الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

أعلنت الأمم المتحدة، الخميس، أنها تحتاج إلى 445 مليون دولار لمساعدة 860 ألف شخص توقعت أن يفروا بحلول أكتوبر (تشرين الأول) المقبل من القتال الدامي في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع. وأطلقت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين هذا النداء لجمع الأموال من الدول المانحة، مضيفة أن مصر وجنوب السودان سيسجّلان أكبر عدد من الوافدين. وستتطلب الاستجابة للأزمة السودانية 445 مليون دولار حتى أكتوبر؛ لمواجهة ارتفاع عدد الفارين من السودان، بحسب المفوضية. وحتى قبل هذه الأزمة، كانت معظم العمليات الإنسانية في البلدان المجاورة للسودان، التي تستضيف حالياً الأشخاص الفارين من البلاد، تعاني نقصاً في التمو

«الشرق الأوسط» (جنيف)
شمال افريقيا الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

وجّه الصراع المحتدم الذي يعصف بالسودان ضربة قاصمة للمركز الرئيسي لاقتصاد البلاد في العاصمة الخرطوم. كما عطّل طرق التجارة الداخلية، مما يهدد الواردات ويتسبب في أزمة سيولة. وفي أنحاء مساحات مترامية من العاصمة، تعرضت مصانع كبرى ومصارف ومتاجر وأسواق للنهب أو التخريب أو لحقت بها أضرار بالغة وتعطلت إمدادات الكهرباء والمياه، وتحدث سكان عن ارتفاع حاد في الأسعار ونقص في السلع الأساسية. حتى قبل اندلاع القتال بين طرفي الصراع في 15 أبريل، عانى الاقتصاد السوداني من ركود عميق بسبب أزمة تعود للسنوات الأخيرة من حكم الرئيس السابق عمر البشير واضطرابات تلت الإطاحة به في عام 2019.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)
شمال افريقيا فيصل بن فرحان وغوتيريش يبحثان وقف التصعيد في السودان

فيصل بن فرحان وغوتيريش يبحثان وقف التصعيد في السودان

بحث الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم (الخميس)، الجهود المبذولة لوقف التصعيد العسكري بين الأطراف في السودان، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين السودانيين والمقيمين على أرضه. وأكد الأمير فيصل بن فرحان، خلال اتصال هاتفي أجراه بغوتيريش، على استمرار السعودية في مساعيها الحميدة بالعمل على إجلاء رعايا الدول التي تقدمت بطلب مساعدة بشأن ذلك. واستعرض الجانبان أوجه التعاون بين السعودية والأمم المتحدة، كما ناقشا آخر المستجدات والتطورات الدولية، والجهود الحثيثة لتعزيز الأمن والسلم الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

الرئيس المصري يؤكد أهمية الحفاظ على وحدة سوريا وسلامة أراضيها

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال استقبال جيك سوليفان مستشار الأمن القومي الأميركي (الصفحة الرسمية للمتحدث باسم الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال استقبال جيك سوليفان مستشار الأمن القومي الأميركي (الصفحة الرسمية للمتحدث باسم الرئاسة المصرية)
TT

الرئيس المصري يؤكد أهمية الحفاظ على وحدة سوريا وسلامة أراضيها

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال استقبال جيك سوليفان مستشار الأمن القومي الأميركي (الصفحة الرسمية للمتحدث باسم الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال استقبال جيك سوليفان مستشار الأمن القومي الأميركي (الصفحة الرسمية للمتحدث باسم الرئاسة المصرية)

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم السبت، الأهمية القصوى للحفاظ على وحدة سوريا وسلامة أراضيها وأمن شعبها، جاء ذلك خلال استقبال السيسي، اليوم، جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي الأميركي، وبريت ماكغورك منسق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بمجلس الأمن القومي الأميركي، بحضور الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج، وحسن رشاد رئيس المخابرات العامة، والسفيرة الأميركية بالقاهرة هيرو مصطفى جارج.

وصرح المتحدث باسم الرئاسة المصرية محمد الشناوي، في بيان نشره على صفحة الرئاسة بموقع «فيسبوك»، بأن اللقاء تناول مستجدات الأوضاع الإقليمية، واستعرض جهود الجانبين للتوصل إلى اتفاق لوقف لإطلاق النار وتبادل المحتجزين في غزة، إذ شدد الرئيس المصري على أهمية التحرك العاجل لإنفاذ المساعدات الإنسانية إلى القطاع، خصوصاً مع دخول فصل الشتاء، وتم التأكيد على حل الدولتين باعتباره الضمان الأساسي لتحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط.

وأضاف المتحدث أن اللقاء تناول كذلك استعراض تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، وسبل المحافظة عليه، باعتباره نواة لجهود التهدئة الإقليمية، وكذا تطورات الوضع في سوريا. وأوضح المتحدث أنه تم التأكيد خلال اللقاء على عمق العلاقات الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة، وحرص البلدين على مواصلة تعزيزها بما يخدم مصالحهما المشتركة.