في أعقاب استقالة مجموعة من كبار المسؤولين من الحكومة، قدم أمس نائبان لوزير تنمية المجتمعات والأقاليم الأوكراني، فياتشيسلاف نيجودا وإيفان لوكري، استقالتيهما. وأعلنت الحكومة الأوكرانية إقالة عدد من كبار المسؤولين على خلفية قضية فساد تتعلق بعمليات شراء إمدادات للجيش، في أول فضيحة بهذا الحجم منذ بدء الحرب في 24 فبراير (شباط) الماضي. وشملت قرارات الإقالة أو الاستقالة أكثر من 10 من كبار المسؤولين؛ أبرزهم حكام مناطق كييف وسومي ودنيبروبتروفسك وخيرسون وزابوريجيا. ودارت معارك رئيسية بين روسيا وأوكرانيا في المناطق الخمس خلال العام الماضي، مما أعطى حكامها مكانة وطنية مرموقة غير عادية. ومن بين الذين غادروا مناصبهم: نائب وزير الدفاع، ونائب المدعي العام، ونائب رئيس مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ونائبا وزير مسؤول عن التنمية الإقليمية.
وتحدث الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، مساء الاثنين، عن «قرارات بشأن موظفين» تتعلق بـ«مديرين من مختلف المستويات في الوزارات ومراكز الحكومة المركزية الأخرى، في المناطق وفي نظام إنفاذ القانون».
وقال زيلينسكي إنه يعتزم تنظيم حكومته، التي تقود البلاد في وقت حرب، والقضاء على الفساد، فيما رحبت المفوضية الأوروبية بالخطوة. ولم يعلق المتحدث الأوروبي على القائمة المتزايدة من الاستقالات. مع ذلك أكدت أن إجراءات مكافحة الفساد تعد شرطاً مهماً من أجل استمرار الدعم المالي، بالإضافة إلى العضوية المستقبلية في الاتحاد الأوروبي. وأضافت أن المفوضية تتواصل بصورة وثيقة مع كييف؛ لضمان أن الأموال المرسلة لأوكرانيا «تحظى بضمان استخدامها للأغراض الصحيحة».
وأُقيل مسؤولون آخرون سابقاً في أوكرانيا التي احتلت المرتبة الـ122 من بين 180 دولة في مؤشر إدراك الفساد لعام 2021 التابع لمنظمة الشفافية الدولية. وأقالت الحكومة، الأحد، نائب وزير البنية التحتية فاسيل لوزينسكي بشبهة تلقيه رشوة بقيمة 400 ألف دولار «لتسهيل إبرام عقود شراء معدات ومولدات بأسعار مبالغ فيها، بينما تواجه أوكرانيا نقصاً في الكهرباء بعد الضربات الروسية على منشآت الطاقة. وأقيل نائب رئيس الحزب الرئاسي «خادم الشعب» بافلو غاليمون، الاثنين، على خلفية اتهامات مرتبطة بشراء عقار في كييف بمبلغ يتخطّى دخله المعلن.
وجعل الاتحاد الأوروبي من مكافحة الفساد أحد الإصلاحات الرئيسية التي كان ينبغي على أوكرانيا تنفيذها قبل الحصول على صفة مرشح للانضمام إلى التكتل الأوروبي. وأعلن «مركز الاستراتيجية الاقتصادية» الأوكراني للأبحاث أنّ المبلغ الإجمالي للمساعدات الغربية (المالية والعسكرية وغيرها) لأوكرانيا، يمكن أن يبلغ 100 مليار دولار في 2023، بينها أكثر من 40 ملياراً لقواتها المسلحة.
وأفاد موقع «زد إن. يو آي» الإخباري بأن وزارة الدفاع وقعت عقدًا بشأن منتجات غذائية للجيش، بسعر مبالغ فيه. وتبلغ قيمة العقد 13 مليار هريفنيا (نحو 324 مليون يورو)، مع تحديد الأسعار «أعلى بمرتين إلى ثلاث» من أسعار المنتجات الغذائية الأساسية حالياً. وعليه، أقيل، الثلاثاء، نائب وزير الدفاع فياتشيسلاف شابوفالوف الذي كان مسؤولاً عن الدعم اللوجيستي للقوات المسلحة. واعتبر وزير الدفاع أوليكسي ريزنيكوف، الاثنين، أن الفضيحة «هجوم إعلامي مصطنع» يستند إلى «حجج واهية».
وفي حين لم تُكشف أي صلة بين المسؤولين المغادرين الآخرين وهذه الفضيحة، فإن بعضهم اتُهم بارتكاب انتهاكات أو أخطاء في الأشهر الأخيرة. وبرز مساعد مدير الإدارة الرئاسية كيريلو تيموشينكو، في عدد من الفضائح قبل غزو موسكو وخلاله، وهو أحد المتعاونين القلائل مع الرئيس منذ انتخاب فولوديمير زيلينسكي في عام 2019، وأشرف بشكل خاص على مشاريع إعادة إعمار المنشآت التي تضررت من القصف الروسي.
وفي أكتوبر، اتُهم باستخدام سيارة دفع رباعي منحتها مجموعة «جنرال موتورز» الأميركية لأوكرانيا لأغراض إنسانية. وبعد الكشف عن ذلك، أعلن تيموشينكو نقل السيارة إلى منطقة قريبة من خط المواجهة.
واتُهم نائب المدعي العام أوليكسي سيمونينكو بأنه سافر مؤخراً إلى إسبانيا في إجازة، في حين يحظر على الرجال الأوكرانيين في سن القتال السفر إلى الخارج إلا لأغراض مهنية. وأعلن ممثل الحكومة في البرلمان تاراس ميلنيتشوك أنّ حكام مناطق دنيبروبتروفسك (وسط) فالنتين ريزنيتشينكو، وزابوريجيا (جنوب) أولكسندر ستاروخ، وسومي (شمال) دميترو جيفيتسكي، وخيرسون (جنوب) إياروسلاف إيانوشيفيتش، والعاصمة كييف أولكسي كوليبا، غادروا مناصبهم.
واتهمت وسائل إعلام عديدة ريزنيتشينكو في نوفمبر (تشرين الثاني)، بمنح عقود إصلاح طرق بقيمة عشرات الملايين من اليورو لمجموعة شاركت في تأسيسها صديقته التي تعمل مدربةً في مجال اللياقة البدنية.
وأفادت تقارير صحافية بأن هذا الرجل ونظراءه من مناطق سومي وخيرسون وزابوريجيا يخضعون لتحقيقات قضائية. وأشارت التقارير إلى أنّ كوليبا قد يُعيّن في الإدارة الرئاسية. كذلك أُقيل أناتولي إيفانكفيتش وفيكتور فيشنيوف من منصبيهما، وهما نائبان لرئيس خدمة النقل البحري والنهري الأوكرانية.
إقالات في أوكرانيا بـ{الفساد»
إقالات في أوكرانيا بـ{الفساد»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة