رأى وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، أنه في الوقت الذي يعاني فيه الأوكرانيون كثيراً بسبب الغزو الروسي لبلادهم، فقد ألحق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «أضراراً غير عادية» بمواطنيه وجيشه، مؤكداً أن العقوبات التي تقودها الولايات المتحدة ستؤدي إلى خسائر فادحة في اقتصاد روسيا.
ولدى سؤاله عن الخسائر التي نجمت عن الحرب حتى الآن، قال كبير الدبلوماسيين الأميركيين إن «السؤال الذي يحب على المرء حقاً أن يطرحه على الروس؛ إذا كان بإمكاننا التحدث إليهم بشكل مباشر وواضح، هو: كيف غيّر ما يفعله بوتين في أوكرانيا حياتكم نحو الأفضل؟! هل فعل شيئاً واحداً يجعل حياتكم أفضل حالاً؟». ورأى أن «بوتين خسر بالفعل فيما يتعلق بما كان يحاول تحقيقه» وهو «إسقاط (الرئيس الأوكراني فولوديمير) زيلينسكي، ومحو أوكرانيا بصفتها دولة مستقلة، واستيعابها في روسيا. فشل في ذلك». وتساءل: «أين يستقر هذا؟ هو سؤال عميق. وما الضرر الذي يحصل؟ لا نعرف».
ورغم التباينات التي تظهر أحياناً بين الدول الغربية حيال طريقة التعامل مع روسيا؛ ومنها أخيراً حول إرسال دبابات ألمانية من طراز «ليوبارد2» إلى أوكرانيا، فإن بلينكن أصر على أن «دعم التحالف الدولي ضد العدوان الروسي أصبح أقوى».
وأشارت ألمانيا إلى أنها لن ترسل دباباتها، لكنها أعلنت أنها لن تعارض قيام دول أخرى بإرسال دبابات «ليوبارد»، علماً بأنها اشترطت قبل ذلك موافقة الولايات المتحدة على إرسال دبابات أميركية ثقيلة من طراز «أبرامز إم1» إلى أوكرانيا. وأرسلت الولايات المتحدة إلى أوكرانيا عدداً كبيراً من مركبات «برادلي» القتالية، وهي في الأساس دبابات خفيفة. وفعل الفرنسيون الأمر نفسه. وأرسل البريطانيون دبابات قتالية ثقيلة من طراز «تشالنجر». وقال بلينكن إن «آخرين يتطلعون إلى القيام بذلك»، مضيفاً أن الأوكرانيين «يجب أن يكونوا قادرين على صيانة (أبرامز)، ويجب أن يكونوا قادرين على استخدامها بفاعلية. كل ذلك يدخل في هذه القرارات». وذكر بأن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن أرسلت أكثر من 30 مليار دولار من الدعم العسكري ونحو 60 مليار دولار من المساعدات الإجمالية؛ بما في ذلك المساعدات الإنسانية.
وكان بلينكن، وهو أب لطفلين، شارك في طاولة مستديرة مع قادة من الشتات الأوكراني في شيكاغو، وقام بجولة في معرض «أطفال الحرب» لفن الأطفال في «المعهد الأوكراني للفن الحديث». وقال: «أعتقد أن رد الفعل الأولي لديكم؛ إذا كان لديكم أطفال، هو: قد يكون هؤلاء أطفالي... ماذا لو كان هذا طفلي؟». وقال إن «ما يحاول بوتين فعله مع الاعتداء اليومي هو تخديرنا جميعاً لتطبيع هذا، ليقول الناس بشكل أساسي: حسناً؛ هذا يحدث، ونحن فقط نقبله». واستدرك بلينكن: «لا؛ هذا ليس طبيعياً. هذا غير مقبول. وإذا سمحنا لهذا بالمضي مع الإفلات من العقاب في أوكرانيا، فحينئذٍ نفتح صندوق باندورا، حيث سيقول المعتدون المحتملون حول العالم: يمكنني أن أفلت من العقاب».
إلى ذلك؛ أقر بلينكن بأن الانسحاب الفوضوي للقوات الأميركية من أفغانستان كان محفوفاً بالمشكلات، وبأنه يخضع لمراجعة رفيعة المستوى من مجلس النواب الأميركي الجديد الذي يقوده الجمهوريون. واستطرد أن بايدن «أنهى أطول حرب في التاريخ الأميركي، ونتيجة ذلك أنه لن تكون هناك أجيال مستقبلية من الأميركيين ستقاتل وتموت في أفغانستان. أعتقد أن هذا شيء جيد». وأضاف أن التحذيرات من عودة ظهور الإرهاب في أفغانستان لم تثبت، مشيراً إلى أن «طالبان» كانت «إما غير قادرة وإما غير راغبة في تنفيذ الأمور التي قالت إنها ستفعلها» عندما تعهدت بالالتزام بحقوق الإنسان وغيره من التعهدات تجاه الولايات المتحدة وآخرين في المجتمع الدولي بعد الاستيلاء على أفغانستان. وقال إن هذا يبدأ بـ«التأكد من أنهم في الواقع يحمون حقوق جميع الأفغان؛ بمن فيهم النساء والفتيات. كانت هذه خطوة دراماتيكية إلى الوراء، ونحن نعمل على التعامل مع ذلك بأفضل ما نستطيع».
بلينكن يحمّل بوتين مسؤولية «الإضرار» ببلده
بلينكن يحمّل بوتين مسؤولية «الإضرار» ببلده
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة