أعلنت السعودية، أمس، مبادرة جديدة تهدف إلى تقليص الإجراءات في منافذها الجمركية إلى ساعتين، بعد أن كانت في السابق تصل إلى 12 يوماً، وذلك ضمن مساعي حكومة المملكة لتقليص الوقت المهدر في إجراءات الفسح بمنافذها الجمركية، سواء البرية أو البحرية أو الجوية، وضمن خطط رفع كفاءتها.
وكشفت هيئة الزكاة والضريبة والجمارك السعودية، أمس الأحد، عن بدء تطبيق مبادرة «الفسح خلال ساعتين» في منافذها الجمركية جميعاً، البرية والبحرية والجوية، وذلك بعد إتمام مرحلة شهدت تعاوناً وتنسيقاً متواصلين بين منظومة الفسح الجمركي؛ للوصول إلى هذا المستهدف الذي يُعد ممكناً أساسياً لتُصبح الرياض منصة لوجيستية عالمية.
وأكد المهندس سهيل أبانمي، محافظ هيئة الزكاة والضريبة والجمارك السعودية، أن المبادرة الجديدة تأتي بعد مرحلة مهمة اكتمل فيها التعاون والعمل الحكومي بجهود مستمرة؛ لرفع مستوى التنسيق بين جهات الفسح جميعاً.
وأفاد المهندس أبانمي، خلال حفل أُقيم أمس في الرياض للإعلان عن المبادرة والذي تزامن مع اليوم العالمي للجمارك، بأن الهيئة تتطلع مع بدء التطبيق إلى تحقيق نتائج إيجابية تتجاوز تيسير وزيادة مرونة العمليات الجمركية، ورفع مؤشرات الأداء والإنتاجية في المنافذ جميعها، إلى جانب تعزيز قطاع الخدمات اللوجيستية ودعم تنافسية السعودية عالمياً، وتحسين ممارسات الأعمال بما ينسجم مع موقع ودور البلاد المؤثر في حركة الاقتصاد الدولي.
وأشار إلى التزام الهيئة بتطوير إجراءات الفسح واستحداث المبادرات والبرامج الكفيلة برفع جودة وأداء العمل الجمركي، بالتعاون والتنسيق مع شركاء العمل، وتعميق التعاون في هذا الإطار مع الجهات المحلية والدولية كافة من القطاعين العام والخاص بما يخدم هذا التوجه، ويُسهم في رفع كفاءة الخدمات المقدمة.
ولفت أبانمي إلى أن الاحتفال باليوم العالمي للجمارك هذا العام يأتي تحت شعار «رعاية الجيل القادم... تعزيز ثقافة تبادل المعرفة والفخر المهني في الجمارك» وهذا يجعله يكتسب أهمية خاصة، نظراً لدور تبادل المعرفة بين الهيئة ونظيراتها من جمارك دول العالم في تطوير عمل المنظومة واستدامتها، وهي الأولوية القصوى لتحسين خدماتها ورفع مستوى كفاءة إجراءاتها.
وأبان محافظ هيئة الزكاة والضريبة والجمارك السعودية أن الهيئة تسعى باستمرار، من خلال أكاديميتها، إلى ترسيخ أهمية بناء المعرفة والمهارات وتطوير إمكانيات منسوبيها من خلال برامج تخصصية في مجالات العمل الجمركي جميعها؛ إيماناً منها بأن رأس المال البشري هو الأساس في القدرة على الإبداع والابتكار والتميز، والمُمكّن الرئيسي لتحقيق الاستراتيجية التي تهدف إلى بناء منظومة فَعَّالة تحظى بالتميز المؤسسي والكفاءة في الأداء بما يتوافق مع أفضل المعايير والممارسات المثلى.
من جهته، قال نشمي الحربي، خبير اللوجيستيات لـ«الشرق الأوسط» إن مؤشرات النجاح تكمن في تقليل هدر الوقت، مؤكداً أن الدولة سباقة في هذه الإنجازات وتسعى دوماً إلى تيسير وتسريع الإجراءات لتحقيق الاستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجيستية، التي تهدف إلى ترسيخ مكانة البلاد مركزاً لوجيستياً عالمياً يربط القارات الثلاث.
وأوضح نشمي الحربي أن تقليل وقت الفسح إلى ساعتين يؤكد أن المرونة والتسهيلات في الشحن والمناولة في المنافذ الجمركية ستكون على أعلى مستوى من الأتمتة والاحترافية، وسيرتفع ترتيب الرياض في مؤشر الأداء اللوجيستي العالمي.
وجاء الزمن القياسي الذي حققته السعودية في منافذها الجمركية كافة، براً وبحراً وجواً، بعد مراحل عدة من التطور المستمر لإجراءات الفسح الجمركي والخدمات اللوجيستية المرتبطة بها، وهو ما يشكّل خطوة متقدمة تعزز مساعي الهيئة لرفع كفاءة وفاعلية تيسير التجارة عبر الحدود، وذلك بعد أن كانت مدة الفسح تستغرق 12 يوماً في 2017، لتتطور حتى وصولها اليوم إلى ساعتين فقط، في واحد من أبرز المنجزات التي شهدتها البلاد خلال المرحلة الحالية.
السعودية تزيد من كفاءة منافذها الجمركية عبر تقليص إجراءات الفسح
خبير لـ «الشرق الأوسط» : تقليل الوقت سيرفع مركز المملكة في مؤشر الأداء اللوجيستي العالمي
السعودية تزيد من كفاءة منافذها الجمركية عبر تقليص إجراءات الفسح
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة