مصرع طالب سوداني من المتسللين إلى «داعش» في عملية انتحارية بسوريا

انتمى للتنظيم المتطرف على يد معتقل سابق بـ«غوانتانامو»

مصرع طالب سوداني من المتسللين  إلى «داعش» في عملية انتحارية بسوريا
TT

مصرع طالب سوداني من المتسللين إلى «داعش» في عملية انتحارية بسوريا

مصرع طالب سوداني من المتسللين  إلى «داعش» في عملية انتحارية بسوريا

لقي طالب سوداني مصرعه بعد أن فجر نفسه بعبوة ناسفة في منطقة الرقة السورية، ونصبت أسرته سرادق العزاء على ابنها الذي تسلل إلى سوريا ضمن مجموعة طلاب طب سودانيين التحقوا بتنظيم داعش في مارس (آذار) الماضي.
وتسلل تسعة طلاب بريطانيين من أصول سودانية يدرسون الطب بجامعة العلوم الطبية والتكنولوجيا المملوكة لوزير الصحة بولاية الخرطوم مأمون حميدة مارس الماضي، إلى سوريا عبر الحدود التركية تحت مظلة العمل في مستشفيات داخل المناطق التي يسيطر عليها تنظيم داعش، في كل من العراق وسوريا.
ولحقت بهم مجموعة أخرى تدرس في ذات الكلية في يونيو (حزيران) الماضي، وتتراوح أعدادهم بين 10 إلى 17 بـ«داعش» عبر تركيا، بينهم نجلة دبلوماسي رفيع في الخارجية السودانية، فشل في معرفة مكانها، بيد أن سلطات الأمن السوداني استعادت ثلاثة منهم قبيل عبورهم الحدود التركية إلى سوريا.
وقال الصحافي المختص بالجماعات المتطرفة الهادي محمد الأمين إن طالب الصيدلة مصطفى عثمان فقيري (20 سنة) الذي فجر نفسه في عملية انتحارية في «الرقة السورية» الأحد الماضي، كان أحد أعمدة «داعش» في الجامعات السودانية، ويعد من أوائل المنتمين للتنظيم المتطرف، وقبيل مصرعه كان مسؤولاً عن قطاع «الصيدلة» لدى «داعش» في سوريا.
وأوضح الأمين في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» أن فقيري تلقى الفكر المتطرف في أحد مساجد الخرطوم الذي يعد ملتقى للمتشددين، على يد شيخ أطلق سراحه من معتقل «غوانتانامو» يعمل إمامًا للمسجد الكائن في ضاحية العمارات الأرستقراطية.
وبدت مظاهر التطرف عليه بعد مداومته على هذا المسجد، ليختفي بعدها وتبدأ حملة بحث طويلة عنه، ليكتشف الناس بعدها أنه توجه إلى ما سماه «الجهاد»، ورجح أنه غادر إلى مالي قبل 7 أشهر، ثم توجه ثانية ضمن مجموعة طلاب جامعة العلوم الطبية في مارس الماضي للمحاربة في صفوفها، ويتردد أنه أصبح مسؤول «الأدوية» لدى «داعش»، قبل أن يفجر نفسه في عملية انتحارية ثالث أيام عيد الفطر.
وقالت «داعش» قبل شهر إن سودانيًا كنيته «أبو الفداء السوداني»، «استشهد» في الرقة السورية، فيما نشرت صحف سودانية نعيًا للطالب محمد مأمون وكنيته «أبو الليث السوداني»، قتل في 22 أبريل (نيسان) الماضي وسط مجموعة من مقاتلي «جبهة النصرة»، في عملية «معسكر القرميد بأرض الشام إدلب»، كما تناقلت تقارير عن مصرع متطرف سوداني في ليبيا.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.