وزير الدفاع الأميركي: الاتفاق النووي لا يقيد ما تفعله الولايات المتحدة للدفاع عن أصدقائها وحلفائها

إسرائيل تسعى للحصول على مساعدات عسكرية أميركية في مواجهة ما تعتبره تهديدًا إيرانيًا

وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر يزور برفقة نظيره الإسرائيلي موشيه يعالون منطقة قرب الحدود اللبنانية أمس (إ.ب.أ)
وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر يزور برفقة نظيره الإسرائيلي موشيه يعالون منطقة قرب الحدود اللبنانية أمس (إ.ب.أ)
TT

وزير الدفاع الأميركي: الاتفاق النووي لا يقيد ما تفعله الولايات المتحدة للدفاع عن أصدقائها وحلفائها

وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر يزور برفقة نظيره الإسرائيلي موشيه يعالون منطقة قرب الحدود اللبنانية أمس (إ.ب.أ)
وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر يزور برفقة نظيره الإسرائيلي موشيه يعالون منطقة قرب الحدود اللبنانية أمس (إ.ب.أ)

سعى وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر خلال زيارة إلى إسرائيل أمس إلى طمأنة الأخيرة من تبعات الاتفاق النووي مع إيران، مؤكدا أن إسرائيل تبقى «حجر الزاوية للاستراتيجية الأميركية» في المنطقة. وإسرائيل هي المحطة الأولى في الجولة التي يقوم بها كارتر في المنطقة عقب الإعلان الأسبوع الماضي عن التوصل إلى اتفاق تاريخي بين إيران ومجموعة 5+1.
وأدان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الاتفاق مع إيران، مشيرا إلى أنه غير كافٍ لمنع طهران من حيازة أسلحة نووية قد تستخدمها ضد إسرائيل. وأكد نتنياهو أن الخيار العسكري يبقى مطروحا على الطاولة لمنع إيران من حيازة أسلحة نووية. ويبدو من غير المرجح أن تقوم إسرائيل باللجوء إلى شن ضربة عسكرية أحادية الجانب، وقد تسعى للحصول على تعويضات عن التهديد الذي تتعرض له.
وقبيل اجتماعه مع نظيره الإسرائيلي موشيه يعالون، أكد كارتر أن البلدين «سيعملان معا للحفاظ على سلامتنا وأمننا في هذه المنطقة المضطربة». ونقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية قوله: «إسرائيل حجر زاوية الاستراتيجية الأميركية في الشرق الأوسط».
بدوره، تجنب يعالون الإشارة إلى الخلاف بين البلدين في بيانه قبل الاجتماع، وقال: «بيننا مصالح مشتركة بالإضافة إلى قيم مشتركة». وتابع يعالون: «واليوم، سيكون أمامنا فرصة لمناقشة تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط. الأوضاع حقا تتطور وتتغير كل يوم تقريبا، ولهذا علينا تعديل استراتيجيتنا لمواجهة التحديات».
وإسرائيل هي القوة النووية الوحيدة لكن غير المعلنة في الشرق الأوسط. وتبلغ قيمة المساعدات العسكرية الأميركية المقدمة إلى إسرائيل 3 مليارات دولار أميركي سنويا، بالإضافة إلى دعم مشاريع أخرى بما في ذلك منظومة القبة الحديدية المضادة للصواريخ. وبحسب الصحافة الإسرائيلية فإن إسرائيل تسعى للحصول من الولايات المتحدة على تعويضات عسكرية أخرى لتساعدها على الدفاع عن نفسها من مخاطر الاتفاق الجديد مع طهران، لكن نتنياهو لم يقم حتى الآن بتخفيف انتقاداته الحادة.
ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي أمس عن مسؤولين في وزارة الدفاع استعدادهم للبدء بمحادثات حول تلقي تعويضات مماثلة، إلا أن نتنياهو ما زال مترددا كونه يعتقد أن هذا قد يعطي مؤشرا على موافقة إسرائيل على الاتفاق. وبالإضافة إلى الخطر الذي تشكله إيران في حال امتلاكها السلاح النووي على إسرائيل، يقول نتنياهو إن رفع العقوبات سيتيح لطهران تعزيز تمويل حلفائها في المنطقة من حزب الله في لبنان إلى حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية.
وكان كارتر أكد في تصريحات للصحافيين على متن الطائرة التي أقلته إلى إسرائيل أن الاتفاق مع إيران لا يمنع البنتاغون من إبقاء الخيار العسكري على الطاولة لمنع إيران من حيازة القنبلة الذرية. وقال الوزير الأميركي إن «أحد الأسباب التي تجعل هذا الاتفاق اتفاقا جيدا هو أنه لا يحول بتاتا دون إبقاء الخيار العسكري» الأميركي على الطاولة إذا ما سعت إيران إلى حيازة السلاح النووي.
من جهته أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في تصريح لوكالة الأنباء الإيرانية الرسمية أنه «في الوقت الذي وصف فيه العالم اتفاق الأسبوع الماضي بأنه انتصار الدبلوماسية على الحرب والقوة، فإنه من المؤسف أنه ما زال هناك من يتحدث عن الاستخدام غير المشروع للقوة لتحقيق أغراضهم الباطلة، ويصرون وبشكل عبثي على الحفاظ على خيار واحد غير فاعل سلفا».
وسيركز نتنياهو حاليا كل جهوده من أجل الضغط على الكونغرس الأميركي لرفض الاتفاق، وحشد عدد كافٍ من النواب الديمقراطيين والجمهوريين لمنع رفع العقوبات الاقتصادية الأميركية على إيران. وقال نتنياهو الأحد لقناة «سي بي إس» الأميركية الأحد: «يمكن لهذا الاتفاق أن يعرقل إمكانية حيازة إيران قنبلة أو قنبلتين في السنوات المقبلة انطلاقا من المبدأ القائل إنهم لا يغشون لكنه يفسح المجال لتطوير قنابل كثيرة خلال عقد».
وسيلتقي كارتر بنتنياهو اليوم قبل أن يتوجه إلى الأردن والسعودية. وكان كارتر أعلنه بوضوح قبل أن يصل إلى إسرائيل: «لن أسعى لتغيير رأي أحد في إسرائيل. ليس هذا هو الهدف من زيارتي». وبدلا من ذلك يسعى كارتر، وهو أول مسؤول حكومي أميركي يزور إسرائيل منذ الاتفاق النووي، إلى الابتعاد عن التوترات السياسية الناتجة عن الاتفاق وإجراء مناقشات تفصيلية هادئة بشأن تعميق العلاقات الأمنية، حسب وكالة «رويترز». وقال كارتر للصحافيين المرافقين له: «يمكن أن يختلف الأصدقاء ولكنْ لدينا عقود من التعاون الصلب مع إسرائيل». وأضاف: «لا الاتفاق ولا أي شيء آخر نفعله من أجل تعزيز استراتيجيتنا الدفاعية في المنطقة يفترض أي شيء بشأن السلوك الإيراني.. لا يوجد أي شيء في المائة صفحة (نص الاتفاق) يضع قيودا على الولايات المتحدة أو ما تفعله الولايات المتحدة للدفاع عن أصدقائها وحلفائها بمن فيهم إسرائيل». وأشار كارتر أيضا إلى التزام أميركا تجاه حلفائها في حمايتهم من عدوان إيراني محتمل.
وقال مسؤول دفاع أميركي بارز طلب عدم نشر اسمه إن إيران ستواصل على الأرجح محاولة استغلال الدول الضعيفة في الشرق الأوسط، مضيفا: «أنا لا أتوقع تغيرا في أنشطتها». وبشأن المساعدات لإسرائيل، قال المسؤول: «ليس لدينا أي صفقة كبيرة أو إعلان أو شيء نجلبه للإسرائيليين نساوم بشأنه».



مناطيد مهرجان «تازونغداينغ» تُنسي البورميين أجواء النزاع

محتفلون في مهرجان «تازونغداينغ» (أ.ف.ب)
محتفلون في مهرجان «تازونغداينغ» (أ.ف.ب)
TT

مناطيد مهرجان «تازونغداينغ» تُنسي البورميين أجواء النزاع

محتفلون في مهرجان «تازونغداينغ» (أ.ف.ب)
محتفلون في مهرجان «تازونغداينغ» (أ.ف.ب)

تجمّع آلاف البوذيين، أول من أمس الأحد، في وسط بورما؛ للمشاركة في إحياء طقوس دينية شعبية شكّل الاحتفال بها فاصلاً ملوّناً، وسط النزاع الدامي الذي تشهده الدولة الآسيوية.
وحالت جائحة «كوفيد-19» وانقلاب فبراير (شباط) 2021 لعامين متتاليين دون أن تشهد بيين أو لوين، هذا الاحتفال باكتمال القمر الذي يصادف نهاية موسم الأمطار المعروف بـ«تازونغداينغ» أو مهرجان الأضواء. وارتفعت مناطيد الهواء الساخن في الليل البارد وعليها صور لبوذا وأنماط ملونة تقليدية؛ ومنها الدب الأبيض.
ووفق «وكالة الصحافة الفرنسية»، تتولى لجنة تحكيم اختيارَ الأجمل منها، الذي يصل إلى أكبر علو ويطير أطول وقت بين 76 منطاداً تشارك في الأيام الخمسة للاحتفالات.
ويترافق هذا الحدث مع كرنفال وعرض رقص تقليدي يوفّر جواً من البهجة بعيداً من أخبار النزاع الأهلي، الذي أودى بحياة ما بين 2400 و4000 شخص في نحو عامين.
وإذا كان الاحتفال بـ«تازونغداينغ» راسخاً في التقاليد البوذية، فإن البريطانيين الذين كانوا يستعمرون بورما هم الذين كانوا وراء مسابقة المناطيد في نهاية القرن الـ19.
ودرَجَ عشرات الآلاف من البورميين والأجانب الفضوليين في السنوات الأخيرة، على حضور هذه الاحتفالات المعروفة على السواء بألوانها وبالخطر الذي تنطوي عليه، إذ تُحمَّل المناطيد بالألعاب النارية التي قد تسبب كارثة إذا انفجرت قبل الأوان.
ويعود الحادث الأخطر إلى عام 2014 عندما قُتل 3 متفرجين بفعل سقوط منطاد على الحشد في تونغي، وسط بورما.