فرنسا وألمانيا ستواصلان دعم أوكرانيا «في المجالات كافة» طالما دعت الحاجة

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (يمين) والمستشار الألماني أولاف شولتس اليوم في لقائهما بجامعة السوربون بباريس (أ.ف.ب)
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (يمين) والمستشار الألماني أولاف شولتس اليوم في لقائهما بجامعة السوربون بباريس (أ.ف.ب)
TT

فرنسا وألمانيا ستواصلان دعم أوكرانيا «في المجالات كافة» طالما دعت الحاجة

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (يمين) والمستشار الألماني أولاف شولتس اليوم في لقائهما بجامعة السوربون بباريس (أ.ف.ب)
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (يمين) والمستشار الألماني أولاف شولتس اليوم في لقائهما بجامعة السوربون بباريس (أ.ف.ب)

رغم أن ألمانيا ما زالت مترددة في توفير دبابات القتال ليوبارد 2 للقوات المسلحة الأوكرانية، متجاهلة الضغوط التي تمارس على حكومتها في الداخل والخارج، فإن المستشار أولاف شولتس أكد اليوم (الأحد) في باريس، بمناسبة الاحتفال بمرور ستين عاماً على التوقيع على «معاهدة الإليزيه» (معاهدة الصداقة بين ألمانيا وفرنسا)، أن بلاده وفرنسا «ستواصلان تقديم كل أنواع الدعم الذي تحتاجه أوكرانيا»، ولكن من غير أن يشير إلى «ليوبارد 2».
وأضاف المستشار الألماني الذي كان يتحدث في جامعة السوربون التاريخية في باريس، وإلى جانبه الرئيس إيمانويل ماكرون، أن البلدين الجارين اللذين يشكلان «الرافعة» الأوروبية، «عازمان على القيام بذلك (تقديم كل أنواع الدعم لأوكرانيا)، بوصفهما بلدين أوروبيين، من أجل الدفاع عن السلام في أوروبا».
ورداً على ذلك، تحدث ماكرون عن «الدعم الذي لا يلين، وفي الميادين كافة»، للشعب الأوكراني، مؤكداً أن وحدة الموقف بين برلين وباريس لم تتعرض أبداً للاهتزاز من شهر فبراير (شباط) الماضي، أي منذ انطلاق العملية العسكرية الروسية ضد أوكرانيا.
ووفق مصادر الإليزيه، فإن الملف الأوكراني وأيضاً ملف الأمن في أوروبا، سيكونان موضع بحث بين ماكرون وشولتس إن في اجتماعات قصر الإليزيه، في إطار الاجتماع المشترك بين حكومتي البلدين، أو في إطار العشاء المغلق الذي سيجمع المسؤولين والمنتظر أن يتناول القضايا الحساسة، ومنها الحرب في أوكرانيا وتبعاتها، وكيفية التعامل معها وتتماتها.
ومن بين الرجلين، لا شك أن شولتس هو الذي يتعرض لأكبر قدر من الضغوط من داخل حكومته، وبالتحديد من الوزراء المنتمين إلى حزب الخضر مثل وزيرة الخارجية، أو حتى من الحزب الليبرالي، وهو الشريك الثالث في الحكومة الائتلافية التي يرأسها شولتس. تضاف إلى ذلك الضغوط المتزايدة من بولندا ودول البلطيق الثلاث، فضلاً عن الرئيس الأوكراني ووزيري الخارجية والدفاع في حكومته، وكلهم يدفعون به لقبول تصدير الدبابات الألمانية (ليوبارد 2) لأوكرانيا، وهو الأمر الذي يقاومه شولتس حتى اليوم.
وقد ربط شولتس قراره (بتصدير الدبابات الألمانية) بالتشاور مع الجانبين الأميركي والفرنسي. والمعلوم أن الخط الذي ينتهجه المستشار الألماني يقوم على ألا تكون برلين وحدها في الميدان. وخلال اجتماع أصدقاء أوكرانيا الخمسين في قاعدة رامشتاين الأميركية في ألمانيا، على مستوى وزراء الدفاع، اشترطت برلين أن تقوم الولايات المتحدة بالخطوة الأولى من خلال تقديم دبابات «أبرامز» لأوكرانيا. وتفيد تقارير موثوق بها أن ما لا يقل عن ألفي دبابة «ليوبارد 2» موجودة لدى الدول الأوروبية، وبعض هذه الدول مستعد لتقديم أعداد من هذه الدبابات إلى القوات الأوكرانية إذا أعطت برلين الضوء الأخضر الضروري لذلك.
ومن جانبها، تصنع فرنسا دبابات «لوكلير». إلا أنه لا ضغوط فعلية عليها حتى اليوم لإرسال (أو السماح بإرسال) هذه الدبابات إلى أوكرانيا.
وكان وزير الدفاع الألماني الجديد بوريس بيستوريوس، قد أشار إلى أنه سيعلن موقف برلين من ملف إرسال الدبابات الثقيلة إلى أوكرانيا، في الأيام القريبة القادمة. ومن المنتظر أن يتطرق ماكرون وشولتس، خلال مؤتمرهما الصحافي المشترك بعد ظهر اليوم من قصر الإليزيه، إلى هذه المسألة.


مقالات ذات صلة

زيلينسكي: واشنطن لم تخطرني بالتسريبات الاستخباراتية

الولايات المتحدة​ زيلينسكي: واشنطن لم تخطرني بالتسريبات الاستخباراتية

زيلينسكي: واشنطن لم تخطرني بالتسريبات الاستخباراتية

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، لصحيفة «واشنطن بوست»، إن الحكومة الأميركية لم تُبلغه بنشر المعلومات الاستخباراتية ذات الأصداء المدوِّية على الإنترنت. وأضاف زيلينسكي، للصحيفة الأميركية، في مقابلة نُشرت، أمس الثلاثاء: «لم أتلقّ معلومات من البيت الأبيض أو البنتاغون مسبقاً، لم تكن لدينا تلك المعلومات، أنا شخصياً لم أفعل، إنها بالتأكيد قصة سيئة». وجرى تداول مجموعة من وثائق «البنتاغون» السرية على الإنترنت، لأسابيع، بعد نشرها في مجموعة دردشة على تطبيق «ديسكورد». وتحتوي الوثائق على معلومات، من بين أمور أخرى، عن الحرب التي تشنّها روسيا ضد أوكرانيا، بالإضافة إلى تفاصيل حول عمليات التجسس الأميرك

«الشرق الأوسط» (كييف)
العالم الجيش الأوكراني: تدمير 15 من 18 صاروخاً أطلقتها القوات الروسية

الجيش الأوكراني: تدمير 15 من 18 صاروخاً أطلقتها القوات الروسية

أعلن الجيش الأوكراني أن فرق الدفاع الجوي دمرت 15 من 18 صاروخا أطلقتها القوات الروسية في الساعات الأولى من صباح اليوم الاثنين، فيما كثفت موسكو الهجمات على جارتها في الأيام القليلة الماضية.

«الشرق الأوسط» (كييف)
العالم حريق بخزان وقود في سيفاستوبول بعد هجوم بمسيّرة

حريق بخزان وقود في سيفاستوبول بعد هجوم بمسيّرة

قال حاكم سيفاستوبول الذي عينته روسيا إن النيران اشتعلت اليوم (السبت) في خزان وقود في المدينة الساحلية الواقعة في شبه جزيرة القرم فيما يبدو أنه ناجم عن غارة بطائرة مسيرة، وفقاً لوكالة «رويترز». وكتب الحاكم ميخائيل رازفوجاييف على تطبيق «تيليغرام» للمراسلة، «وفقا للمعلومات الأولية، نتج الحريق عن ضربة بطائرة مسيرة». وتعرضت سيفاستوبول، الواقعة في شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا من أوكرانيا في عام 2014، لهجمات جوية متكررة منذ بدء غزو روسيا الشامل لجارتها في فبراير (شباط) 2022. واتهم مسؤولون روس كييف بتنفيذ الهجمات. ولم يرد الجيش الأوكراني على الفور على طلب للتعليق اليوم.

«الشرق الأوسط» (كييف)
العالم بعد مقتل 25 بقصف روسي... زيلينسكي يطالب بدفاعات جوية أفضل

بعد مقتل 25 بقصف روسي... زيلينسكي يطالب بدفاعات جوية أفضل

طالب الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي بالحصول على مزيد من الأسلحة للدفاع عن بلاده بعد موجة من الهجمات الصاروخية الروسية التي استهدفت مواقع سكنية، مما أسفر عن مقتل 25 شخصا، وفقاً لوكالة «الأنباء الألمانية». وقال زيلينسكي في رسالة فيديو مساء أمس (الجمعة) «الدفاع الجوي، قوة جوية حديثة - من دونها يستحيل الدفاع الجوي الفعال - مدفعية ومركبات مدرعة... كل ما هو ضروري لتوفير الأمن لمدننا وقرانا في الداخل وفي الخطوط الأمامية». وأشار زيلينسكي إلى أن الهجوم الذي وقع بمدينة أومان، في الساعات الأولى من صباح أمس، أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 23 شخصا، من بينهم أربعة أطفال.

«الشرق الأوسط» (كييف)
العالم مقاتلات روسية تحبط تقدم قوات الاحتياط الأوكرانية بصواريخ «كروز»

مقاتلات روسية تحبط تقدم قوات الاحتياط الأوكرانية بصواريخ «كروز»

أعلنت وزارة الدفاع الروسية، اليوم (الجمعة)، أن الطيران الروسي شن سلسلة من الضربات الصاروخية البعيدة المدى «كروز»، ما أدى إلى تعطيل تقدم الاحتياطيات الأوكرانية، حسبما أفادت وكالة الأنباء الألمانية. وقالت وزارة الدفاع الروسية، في بيانها، إن «القوات الجوية الروسية شنت ضربة صاروخية بأسلحة عالية الدقة بعيدة المدى، وأطلقت من الجو على نقاط الانتشار المؤقتة للوحدات الاحتياطية التابعة للقوات المسلحة الأوكرانية، وقد تحقق هدف الضربة، وتم إصابة جميع الأهداف المحددة»، وفقاً لوكالة أنباء «سبوتنيك» الروسية. وأضافت «الدفاع الروسية» أنه «تم إيقاف نقل احتياطيات العدو إلى مناطق القتال».

«الشرق الأوسط» (موسكو)

بلينكن يصل إلى لاوس لحضور اجتماعات «آسيان» ولقاء نظيره الصيني

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال مشاركته في اجتماع وزراء خارجية رابطة دول جنوب شرق آسيا (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال مشاركته في اجتماع وزراء خارجية رابطة دول جنوب شرق آسيا (أ.ف.ب)
TT

بلينكن يصل إلى لاوس لحضور اجتماعات «آسيان» ولقاء نظيره الصيني

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال مشاركته في اجتماع وزراء خارجية رابطة دول جنوب شرق آسيا (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال مشاركته في اجتماع وزراء خارجية رابطة دول جنوب شرق آسيا (أ.ف.ب)

وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، فجر السبت، إلى لاوس حيث سيحضر اجتماعات رابطة دول «آسيان» ويجري محادثات مع نظيره الصيني، وذلك في مستهل جولة آسيوية تشمل دولاً عدة وتهدف إلى تعزيز علاقات واشنطن مع حلفائها الإقليميين في مواجهة بكين.

ومن المقرر أن يلتقي بلينكن وزير الخارجية الصيني وانغ يي على هامش محادثات وزراء خارجية رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) التي تعقد في فينتيان، عاصمة لاوس.

منافسة حادة

ويسعى بلينكن لتحقيق تطلّع بجعل منطقة المحيطين الهندي والهادئ «منطقة حرة ومفتوحة ومزدهرة»، وهو شعار يحمل في طيّاته انتقاداً للصين وطموحاتها الاقتصادية والإقليمية والاستراتيجية في المنطقة.

وقالت وزارة الخارجية في بيان صدر قبل وقت قصير من وصول بلينكن إلى فينتيان، إنّ «محادثات الوزير ستواصل البناء والتوسع غير المسبوق للعلاقات بين الولايات المتحدة وآسيان»، وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.

وهذه هي الزيارة الـ18 التي يقوم بها بلينكن إلى آسيا منذ توليه منصبه قبل أكثر من ثلاث سنوات، ما يعكس المنافسة الحادة بين واشنطن وبكين في المنطقة.

ووصل بلينكن بعد يومين على اجتماع عقده وزيرا خارجية الصين وروسيا مع وزراء خارجية تكتل «آسيان» الذي يضم عشر دول، وقد عقدا أيضاً اجتماعاً ثنائياً على الهامش.

وناقش وانغ وسيرغي لافروف «هيكلية أمنية جديدة» في أوراسيا، وفق وزارة الخارجية الروسية.

وقالت الوزارة إن وانغ ولافروف اتفقا على «التصدي المشترك لأي محاولات من جانب قوى من خارج المنطقة للتدخل في شؤون جنوب شرق آسيا».

وتقيم الصين شراكة سياسية واقتصادية قوية مع روسيا. ويعتبر أعضاء حلف شمال الأطلسي بكين مسانداً رئيسياً لموسكو في حربها على أوكرانيا.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ، الجمعة، إن وانغ وبلينكن «سيتبادلان وجهات النظر حول مسائل ذات اهتمام مشترك».

ووفق وزارة الخارجية الأميركية سيناقش بلينكن «أهمية التقيّد بالقانون الدولي في بحر الصين الجنوبي» خلال محادثات «آسيان».

توترات متصاعدة

وتأتي المحادثات في خضم توترات متصاعدة بين الصين والفلبين في بحر الصين الجنوبي، حيث سجّلت مواجهات في الأشهر الأخيرة بين سفن فلبينية وصينية حول جزر مرجانية متنازع عليها.

وتتمسك بكين بالسيادة شبه الكاملة على الممر المائي الذي تعبره سنوياً بضائع بتريليونات الدولارات، على الرغم من حكم أصدرته محكمة دولية قضى بأن لا أساس قانونياً لموقفها هذا.

وفقد بحار فلبيني إبهامه في مواجهة وقعت في 17 يونيو (حزيران) حين أحبط أفراد من جهاز خفر السواحل الصيني محاولة للبحرية الفلبينية لإمداد قواتها في موقع ناء.

وانتقدت الصين في وقت سابق من العام الحالي تصريحات لبلينكن أبدى فيها استعداد واشنطن للدفاع عن الفلبين إذا تعرضت قواتها أو سفنها أو طائراتها لهجوم في بحر الصين الجنوبي.

وتصر بكين على أنه «لا يحق» للولايات المتحدة التدخل في بحر الصين الجنوبي.

والبلدان على طرفي نقيض في ملفات التجارة وحقوق الإنسان ووضع جزيرة تايوان المتمتعة بالحكم الذاتي.

وتشمل جولة بلينكن ستّ دول هي لاوس وفيتنام واليابان والفلبين وسنغافورة ومنغوليا.

ومن المقرر أن يصدر وزراء خارجية الدول المنضوية في «آسيان» بياناً مشتركاً في ختام الاجتماعات التي ستُعقد على مدى ثلاثة أيام.