لاعبو العراق في «خليجي 25» يهدون البطولة إلى الصدر

لاعبو منتخب العراق لكرة القدم يحتفلون بالكأس على منصة التتويج 19 يناير (أ.ف.ب)
لاعبو منتخب العراق لكرة القدم يحتفلون بالكأس على منصة التتويج 19 يناير (أ.ف.ب)
TT

لاعبو العراق في «خليجي 25» يهدون البطولة إلى الصدر

لاعبو منتخب العراق لكرة القدم يحتفلون بالكأس على منصة التتويج 19 يناير (أ.ف.ب)
لاعبو منتخب العراق لكرة القدم يحتفلون بالكأس على منصة التتويج 19 يناير (أ.ف.ب)

بينما حذر زعيم «تيار الحكمة» عمار الحكيم من عدم قدرة النظام السياسي الحالي في العراق على الصمود أمام التحديات، أعلن لاعبو المنتخب الوطني العراقي الفائزون بلقب بطولة «خليجي 25» التي أقيمت في مدينة البصرة مؤخراً، إهداءهم الفوز إلى زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، في خطوة لافتة وغير مسبوقة.
وفي وقت تجنب عدد من القادة السياسيين في العراق تقديم التهنئة لمناسبة فوز العراق ببطولة «خليجي 25»، للمرة الرابعة بعد انقطاع دام 43 سنة، فإن عدداً آخر منهم تلاعبوا بالألفاظ لتجنب ذكر عبارة «الخليج العربي» كي لا يستفزوا إيران، فيما انفرد الصدر وحده بتكرار استخدام تسمية «الخليج العربي» في حديثه عن البطولة.
وكان نائب رئيس اتحاد كرة القدم العراقي يونس محمود، وعدد من لاعبي المنتخب، أجروا مكالمة هاتفية مع الصدر على شكل مقطع فيديو، هنأ من خلاله الصدر اللاعبين الذين طلبوا مقابلته، مع إعلانهم إهداء الفوز له.
وفي وقت أقام رئيس الوزراء محمد شياع السوداني مأدبة غداء على شرف المنتخب الوطني العراقي، بحضور رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني، فإن أي ردود فعل لم تظهر بشأن إعلان اللاعبين العراقيين إهداء الفوز إلى زعيم التيار الصدري المنسحب من العمل السياسي حالياً، مع استمرار تحديه لإيران التي كانت قد استدعت السفير العراقي في طهران احتجاجاً على تسمية السلطات العراقية بطولة خليجي البصرة ببطولة «الخليج العربي». وفي هذا السياق، يقول أستاذ الإعلام في «جامعة أهل البيت» في كربلاء، الدكتور غالب الدعمي، لـ«الشرق الأوسط»، إن «القطيعة التي روجت لها وسائل إعلام عراقية أو خليجية، فضلاً عن أصوات هنا وهناك لوضع حد أو قطيعة بين العراق العربي ودول الخليج العربي، انتهت في بطولة كأس الخليج، ومن تولى إنهاء هذه القطيعة الوهمية هو الشعب العراقي، لا الدولة ولا المؤسسات الرسمية أو الإعلامية»، مؤكداً أن «الشعب تولى بشكل عفوي حملة علاقات عامة لم تحدث من قبل، وهو ما أدى إلى هذا التواصل الحقيقي بين العراقيين والخليجيين».
وأضاف الدعمي أن «هذه الحملة ستكون لها تداعياتها المستقبلية على العلاقة العراقية - الخليجية على كل المستويات، فضلاً عن أن الدبلوماسية الشعبية حققت نتائج هامة».
إلى ذلك، أكد زعيم «تيار الحكمة» عمار الحكيم، خلال حفل تأبيني أقيم لمناسبة اغتيال عمه رجل الدين البارز وأحد أقطاب المعارضة العراقية قبل 2003 محمد باقر الحكيم، أنه «لا يمكن لأي حكومة تنفيذية أن تعمل من دون إسناد سياسي وبرلماني فاعل ومؤثر، ولا يمكن أيضاً لأي سلطة تشريعية أن تراقب وتصحح من دون تفاعل وتعاون حكومي متزن».
وأضاف الحكيم: «جميعنا في مركب واحد، وجميعنا ستُقيّمه أقلام التاريخ ودفاتر الوطن، وإذا لم نتوحد في مواجهة التحديات، فلن يصمد نظامنا السياسي طويلاً، وسيتعرض إلى هزات أعنف مما تعرض له طيلة العشرين عاماً الماضية».
وأردف الحكيم قائلاً إن «ما يميز الدساتير والأنظمة السياسية في العالم هو درجة تفاعلها وقدرتها على إحداث التغيير الملموس لدى الشعوب وفي حياة المواطنين، وكلما تحلى النظام السياسي بمرونة التغيير أصبح الاستقرار السياسي أكثر ثباتاً وتماسكاً، وكلما كانت الدساتير والقوانين قريبة من واقع المجتمع السياسي الذي تحكمه زاد التزام المواطنين تجاه القوانين واللوائح الوطنية».
واعتبر الحكيم أن «مرحلة كتابة الدستور مرت بظروف استثنائية أحاطتها الهواجس المتراكمة طيلة سنوات الاستبداد والديكتاتورية والتهميش وإلغاء الآخر، وكان لذلك أثر واضح في طبيعة بعض المواد الدستورية»، مشدداً في الوقت نفسه على أهمية إعادة النظر «في بعض المواد الدستورية، لا سيما أن بلدنا يعاني من بعض المشاكل البنيوية بين فواعله السياسية، التي أصبحت مدخلاً للخلاف والتناحر».
ورأى الحكيم أن اللجوء المستمر إلى تفسير بعض المواد الدستورية مع كل دورة انتخابية تسبب في إضعاف الثقة والمصداقية بين الفرقاء والشركاء على حد سواء، لافتاً إلى أن العراق ما زال يفتقر إلى «نظام انتخابي عادل وموحد، غير خاضع لأمزجة الرياح السياسية وتقلباتها».


مقالات ذات صلة

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

المشرق العربي الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

حثت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة لدى العراق، جينين هينيس بلاسخارت، أمس (الخميس)، دول العالم، لا سيما تلك المجاورة للعراق، على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث التي يواجهها. وخلال كلمة لها على هامش فعاليات «منتدى العراق» المنعقد في العاصمة العراقية بغداد، قالت بلاسخارت: «ينبغي إيجاد حل جذري لما تعانيه البيئة من تغيرات مناخية». وأضافت أنه «يتعين على الدول مساعدة العراق في إيجاد حل لتأمين حصته المائية ومعالجة النقص الحاصل في إيراداته»، مؤكدة على «ضرورة حفظ الأمن المائي للبلاد».

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

أكد رئيس إقليم كردستان العراق نيجرفان بارزاني، أمس الخميس، أن الإقليم ملتزم بقرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل، مشيراً إلى أن العلاقات مع الحكومة المركزية في بغداد، في أفضل حالاتها، إلا أنه «يجب على بغداد حل مشكلة رواتب موظفي إقليم كردستان». وأوضح، في تصريحات بمنتدى «العراق من أجل الاستقرار والازدهار»، أمس الخميس، أن الاتفاق النفطي بين أربيل وبغداد «اتفاق جيد، ومطمئنون بأنه لا توجد عوائق سياسية في تنفيذ هذا الاتفاق، وهناك فريق فني موحد من الحكومة العراقية والإقليم لتنفيذ هذا الاتفاق».

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أن علاقات بلاده مع الدول العربية الشقيقة «وصلت إلى أفضل حالاتها من خلال الاحترام المتبادل واحترام سيادة الدولة العراقية»، مؤكداً أن «دور العراق اليوم أصبح رياديا في المنطقة». وشدد السوداني على ضرورة أن يكون للعراق «هوية صناعية» بمشاركة القطاع الخاص، وكذلك دعا الشركات النفطية إلى الإسراع في تنفيذ عقودها الموقعة. كلام السوداني جاء خلال نشاطين منفصلين له أمس (الأربعاء) الأول تمثل بلقائه ممثلي عدد من الشركات النفطية العاملة في العراق، والثاني في كلمة ألقاها خلال انطلاق فعالية مؤتمر الاستثمار المعدني والبتروكيماوي والأسمدة والإسمنت في بغداد.

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»، داعياً الشركات النفطية الموقّعة على جولة التراخيص الخامسة مع العراق إلى «الإسراع في تنفيذ العقود الخاصة بها». جاء ذلك خلال لقاء السوداني، (الثلاثاء)، عدداً من ممثلي الشركات النفطية العالمية، واستعرض معهم مجمل التقدم الحاصل في قطاع الاستثمارات النفطية، وتطوّر الشراكة بين العراق والشركات العالمية الكبرى في هذا المجال. ووفق بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء، وجه السوداني الجهات المختصة بـ«تسهيل متطلبات عمل ملاكات الشركات، لناحية منح سمات الدخول، وتسريع التخليص الجمركي والتحاسب الضريبي»، مشدّداً على «ضرورة مراعا

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

بحث رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني مع وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروسيتو العلاقات بين بغداد وروما في الميادين العسكرية والسياسية. وقال بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي بعد استقباله الوزير الإيطالي، أمس، إن السوداني «أشاد بدور إيطاليا في مجال مكافحة الإرهاب، والقضاء على عصابات (داعش)، من خلال التحالف الدولي، ودورها في تدريب القوات الأمنية العراقية ضمن بعثة حلف شمال الأطلسي (الناتو)». وأشار السوداني إلى «العلاقة المتميزة بين العراق وإيطاليا من خلال التعاون الثنائي في مجالات متعددة، مؤكداً رغبة العراق للعمل ضمن هذه المسارات، بما يخدم المصالح المشتركة، وأمن المنطقة والعالم». وبي

حمزة مصطفى (بغداد)

غوتيريش قلق بشأن الضربات الإسرائيلية على سوريا ويدعو للتهدئة

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (أ.ب)
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (أ.ب)
TT

غوتيريش قلق بشأن الضربات الإسرائيلية على سوريا ويدعو للتهدئة

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (أ.ب)
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (أ.ب)

أبدى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قلقه البالغ إزاء «الانتهاكات الواسعة النطاق مؤخراً لأراضي سوريا وسيادتها»، وفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم غوتيريش للصحافيين، الخميس، إن «الأمين العام قلق بشكل خاص بشأن مئات الضربات الجوية التي شنتها إسرائيل على مواقع عدّة في سوريا»، مؤكداً على «الحاجة الملحة إلى تهدئة العنف على كل الجبهات في أنحاء البلاد».

وأكد دوجاريك سابقاً أن المنظمة الدولية تعارض أي انتهاك لسلامة أراضي سوريا، وأنها تعارض الهجمات الإسرائيلية. وقال عن الوضع بعد إطاحة المعارضة ببشار الأسد: «أعتقد أن هذه نقطة تحول بالنسبة لسوريا، يجب ألا يستغلها جيرانها للتعدي على أراضيها».

وقال غوتيريش، الأربعاء، إن هناك بارقة أمل في سوريا بعد أن أطاحت جماعات المعارضة الأسد. وأضاف: «نشهد إعادة تشكيل للشرق الأوسط... ونرى بادرة أمل بعد نهاية الدكتاتورية في سوريا».

وأوضح أن الأمم المتحدة ملتزمة تماماً بالانتقال السلس للسلطة في سوريا. وقال: «من واجبنا أن نفعل كل شيء لدعم القادة السوريين الجدد للتأكد من قدرتهم على التعاون وتحقيق انتقال سلس (للسلطة)».