فضيحة يوفنتوس: المستقبل نحو الهاوية

ضربة موجعة تعرض لها النادي الكبير قد تفقده التأهل لدوري الأبطال وتعيده لأزمة 2006

يوفنتوس عانى كثيراً من أزمات إدارية تسببت في تشويه مسيرته الكروية (أ.ف.ب)
يوفنتوس عانى كثيراً من أزمات إدارية تسببت في تشويه مسيرته الكروية (أ.ف.ب)
TT

فضيحة يوفنتوس: المستقبل نحو الهاوية

يوفنتوس عانى كثيراً من أزمات إدارية تسببت في تشويه مسيرته الكروية (أ.ف.ب)
يوفنتوس عانى كثيراً من أزمات إدارية تسببت في تشويه مسيرته الكروية (أ.ف.ب)

مرة أخرى عاد يوفنتوس إلى أزمة حسم النقاط وقضايا فساد جديدة، بدأ عامه الجديد بقرار صادم من الاتحاد الإيطالي لكرة القدم الذي أعلن حسم 15 نقطة من رصيده في الدوري المحلي بسبب صفقات انتقال لاعبين مشبوهة لتزوير البيانات المالية.
وقال الاتحاد في بيان إن عقوبة حسم النقاط ستطبق هذا الموسم، وهي ضربة قوية للنادي الذي أصبحت فرصه في التأهل إلى دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل معرضة لخطر كبير.
وفتح باب الانتقالات المشبوهة الحديث عن مستقبل النادي وسط تتالي أزمات الفساد في القضايا والانتقالات والتلاعب بالنتائج بسبب ممارسات إدارية يصعب حلها.
سيتراجع يوفنتوس بموجب هذا القرار من المركز الثالث إلى الحادي عشر (من 37 إلى 22 نقطة بعد 18 مباراة)، على بُعد 15 نقطة من المركز الرابع.
وسيشكل الغياب عن أرقى وأغنى مسابقة في أوروبا ضربة أخرى لحسابات النادي، الذي بلغت خسائره الموسم الماضي 254.3 مليون يورو.
ويعود يوفنتوس بهذه الأزمة بالذكريات إلى 2005 - 2006 حينما شهدت الكرة الإيطالية الكشف عن أكبر قضية فساد نتج عنها تهبيط يوفنتوس الإيطالي والحسم من نقاطه في الدرجة الثانية.
واتهم العملاق الإيطالي بالتلاعب المباشر بنتائج المباريات، حيث تم تجريده من لقبين في الدوري (2005 و2006) وهُبط إلى الدرجة الثانية، لكن سرعان ما عاد في موسم 2006 - 2007.
وعادت أيام المجد بعد سنوات قليلة، إذ حقق عملاق تورينو لقب الدوري تسعة أعوام توالياً بين 2012 و2020 ووصل إلى نهائي دوري أبطال أوروبا في 2015 2017.
وعوداً على القضية الجديدة التي ستحرم مؤكداً يوفنتوس من المنافسة على لقب الدوري في ظل ابتعاده بـ25 نقطة عن المتصدر نابولي، حيث سيواصل العملاق الإيطالي ابتعاده عن اللقب للموسم الثالث تباعاً.
وبحسب تبعات القضية الجديد فقد تم إيقاف المدير الرياضي الحالي ليوفنتوس فيديريكو تشيروبيني لمدة 16 شهراً، وأعلن النادي لاحقاً في بيان أنه سيطعن بالقرار أمام لجنة التحكيم التابعة للجنة الأولمبية الإيطالية.
كما أوقف الاتحاد عناصر من إدارة النادي السابقة، بمن فيهم الرئيس السابق أندريا أنييلي والمدير التنفيذي السابق ماوريتسيو أرافابيني لمدة سنتين، والمدير الرياضي السابق فابيو باراتشي، الآن في توتنهام الإنجليزي، 30 شهراً، بعد أدلة جديدة من محاكمة جنائية منفصلة في الشؤون المالية للنادي.
قال الاتحاد إنه طلب تمديد الحظر الذي شمل أيضاً نائب الرئيس السابق وأيقونة الفريق التشيكي بافيل نيدفيد لثمانية أشهر - إلى خارج إيطاليا ليشمل الهيئتين الأخريين؛ الاتحاد الدولي (فيفا) والأوروبي (ويفا).
تمت تبرئة جميع الأندية الثمانية الأخرى التي تواجه عقوبات من الاتحاد، بما فيها سمبدوريا وإمبولي من الدرجة الأولى، وهو ما وصفه الفريق القانوني ليوفنتوس بأنه «ظلم واضح».
اتُهم يوفنتوس باستخدام مكاسب رأس المال - صافي الفارق الإيجابي بين قيمة الشراء والبيع بعد شطب القيمة الحقيقية أو التقليل منها - لسلسلة من صفقات تبادل اللاعبين التي تمر فيها أموال قليلة أو معدومة بين الأندية.
كانت إحدى الصفقات التي تم الاستشهاد بها على نطاق واسع بين يوفنتوس وبرشلونة الإسباني في عام 2020 والتي شهدت انتقال البوسني ميراليم بيانيتش إلى كاتالونيا ووصول البرازيلي آرثر ميلو إلى تورينو.
قدرت قيمة آرثر بـ72 مليون يورو وبيانيتش 60 مليون يورو، وهي مبالغ يمكن لكلا الناديين حجزها على الفور في بياناتهما المالية، بينما يمكن توزيع تكلفة الصفقة على مدة عقد اللاعب.
سجل يوفنتوس مكاسب رأسمالية قدرها 43 مليون يورو في صفقة بيانيتش، وهو ثاني أعلى رقم في تاريخ النادي.
يأتي القرار في الوقت الذي أعاد فيه الاتحاد الإيطالي فتح محاكمة انتهت العام الماضي بتبرئة يوفنتوس ومجموعة من الأندية الأخرى بما فيها نابولي متصدر الدوري.
يأتي ذلك بعد أدلة جديدة من تحقيق جنائي منفصل في الشؤون المالية ليوفنتوس أجراه المدعون العامون في تورينو.
وسيعرف يوفنتوس ما إذا كان سيحاكم هو وأعضاء سابقون في مجلس الإدارة جنائياً بتهمة المحاسبة الزائفة بعد جلسة استماع أولية مقررة في مارس (آذار).
تنحى أنييلي مع بقية أعضاء مجلس إدارة النادي عن مناصبهم في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وعُين بدلاً منه جانلوكا فيريرو رسمياً هذا الأسبوع.
سيظل المجلس الجديد في منصبه حتى اجتماع المساهمين للموافقة على حسابات يوفنتوس اعتباراً من 30 يونيو (حزيران) 2025.
أنهى رحيل أنييلي عهده الذي استمر 12 عاماً حقق خلاله يوفنتوس لقب الدوري تسع مرات وبلغ نهائي دوري أبطال أوروبا مرتين (2015 و2017).
ويحقق المدعون في إمكانية قيام يوفنتوس، المدرج في البورصة الإيطالية، بتقديم معلومات محاسبية خاطئة إلى المستثمرين وفواتير لمعاملات غير موجودة.


مقالات ذات صلة

ليفربول يتعاقد مع الجناح الإيطالي كييزا

رياضة عالمية فيدريكو كييزا (نادي ليفربول)

ليفربول يتعاقد مع الجناح الإيطالي كييزا

أعلن ليفربول، المنافس في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، الخميس، تعاقده مع الجناح فيدريكو كييزا قادماً من يوفنتوس.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية الهولندي تون كومباينرس يرتدي قميص السيدة العجوز بعد مفاوضات طويلة (يوفنتوس الإيطالي)

يوفنتوس يحسم صفقة الهولندي «كومباينرس» بعد الانتظار الطويل

حسم يوفنتوس، الساعي إلى استعادة لقب الدوري الإيطالي لكرة القدم بقيادة مدربه الجديد تياغو موتا، رسمياً صفقة التعاقد مع لاعب الوسط الهولندي تون كومباينرس.

«الشرق الأوسط» (روما )
رياضة عالمية تون كومباينرس (رويترز)

يوفنتوس يحسم صفقة الهولندي كومباينرس

أضاف يوفنتوس، الساعي إلى استعادة لقب الدوري الإيطالي لكرة القدم، بقيادة مدرّبه الجديد تياغو موتا، صفقة التعاقد مع لاعب الوسط الهولندي تون كومباينرس.

«الشرق الأوسط» (روما)
رياضة عالمية مهاجم اليوفي فلاهوفيتش يقفز فرحاً بأحد هدفيه في مرمى فيرونا (رويترز)

«الدوري الإيطالي»: فلاهوفيتش يقود يوفنتوس للفوز على فيرونا

سجل دوسان فلاهوفيتش ثنائية قاد بها يوفنتوس للفوز 3-صفر على فيرونا، الاثنين، في الجولة الثانية من دوري الدرجة الأولى الإيطالي لكرة القدم.

«الشرق الأوسط» (فيرونا)
رياضة عالمية أليكس ساندرو إلى فلامنغو البرازيلي (رويترز)

الظهير ساندرو يعود إلى البرازيل من بوابة فلامنغو

عاد الظهير الأيسر البرازيلي أليكس ساندرو إلى بلده من بوابة فلامنغو بعد 9 أعوام مع يوفنتوس الإيطالي.

«الشرق الأوسط» (ريو دي جانيرو)

ذهبية الجندي تخفف الضغط على البعثة الأولمبية المصرية

الجندي (أ.ب)
الجندي (أ.ب)
TT

ذهبية الجندي تخفف الضغط على البعثة الأولمبية المصرية

الجندي (أ.ب)
الجندي (أ.ب)

خفف تتويج المصري أحمد الجندي بالميدالية الذهبية لمسابقة "الخماسي الحديث" للرجال، بجانب فضية اللاعبة سارة سمير في "رفع الأثقال" الضغط على البعثة الأولمبية المصرية في أولمبياد باريس بعد سلسلة من الاخفاقات المتتالية والتي عرضت البعثة إلى حالة من الهجوم العنيف من قبل الجمهور والنقاد المصريين.

حالة من "الارتياح النسبي" لدى البعثة المصرية الأولمبية وسط حالة من الهجوم وعدم الرضا عن النتائج التي حققتها، لاسيما أنها

احتفاء واسع في مصر بأحمد الجندي بعد فوزه بالميدالية الذهبية (أ.ب)

وفاز اللاعب المصري أحمد الجندي بالميدالية الذهبية الوحيدة لمصر في "أولمبياد باريس" بمسابقة الخماسي الحديث للرجال، محطماً الرقم القياسي العالمي في المسابقة بعدما وصل إلى 1555 نقطة، فيما كان الرقم القديم 1482، فيما حققت المصرية سارة سمير الميدالية الفضية لبلادها في وزن 81 كيلوغراما في رفع الأثقال للسيدات.

وتداول مستخدمو مواقع "التواصل" صور البطلين، وسط موجة من الاحتفاء، والتأثر لاسيما بمقطع الفيديو الذي راج للاعبة المصرية سارة سمير وهي تبكي لعدم حصولها على الميدالية الذهبية، وسط دعم من البعثة المصرية وتهنئتها بـ"الفضية" بعد منافسة شرسة.

ووجه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الأحد، رسالة تهنئة، للثلاثي أحمد الجندي وسارة سمير ومحمد السيد، بعد تحقيقهم لثلاث ميداليات في دورة الألعاب الأوليمبية.

وأعلنت وزارة الشباب والرياضة، الأحد، إطلاق اسم سارة سمير صاحبة الميدالية الفضية على مركز "شباب الهوانيا" في محافظة الإسماعيلية (شرق القاهرة)، كما أعرب وزير الشباب والرياضة المصري أشرف صبحي عن سعادته بتحقيق أحمد الجندي للميدالية الذهبية في الخماسي الحديث، وقال صبحي في تصريحات إعلامية لقناة (بي إن سبورتس): " كنا ننتظر في باريس من ست إلى ثماني ميداليات، كان لدينا تقييم جيد لكل الألعاب ولم نضع كرة القدم أو كرة اليد في الحسابات ولكنها ظهرت بشكل جيد، وقمنا في الدورة السابقة بطوكيو بتحقيق ست ميداليات لوجود رياضة الكاراتيه التي نحن الأول على العالم في هذه الرياضة".

سارة سمير الفائزة بالميدالية الفضية (أ.ف.ب)

وواجهت البعثة المصرية الأكبر عربياً وأفريقياً بأولمبياد باريس انتقادات حادة لاسيما بعد خسارة منتخب كرة اليد المصري مباراته في ربع النهائي أمام إسبانيا بصورة مفاجئة، وهي الهزيمة التي تبعت خسائر جماعية أخرى في ألعاب مثل: الرماية والملاكمة والسلاح وتنس الطاولة والمصارعة والوثب العالي ورمي الرمح والسباحة التوقيعية والغطس، علاوة على عدم تحقيق لاعبين مصنفين دولياً في مراكز متقدمة أي ميدالية مثل زياد السيسي في لعبة سلاح الشيش، رغم التعويل عليه لتحقيق ميدالية لمصر إلا أنه أضاع فرصة الحصول على الميدالية البرونزية بعد تحقيقه المركز الرابع بعد خسارته أمام بطل إيطاليا، وكذلك لم ينجح كل من عزمي محيلبة في الرماية، وعبد اللطيف منيع في المصارعة الرومانية من إحراز ميداليات.

كما صدمت هزيمة منتخب مصر لكرة القدم أمام منتخب المغرب بنتيجة 6 أهداف مقابل لا شيء في المنافسة على الميدالية البرونزية الجمهور المصري.

منتخب مصر تعرض لهزيمة ثقيلة من المغرب (وزارة الشباب والرياضة المصرية)

وحسب البرلماني المصري عمرو السنباطي، عضو لجنة الشباب والرياضة بمجلس النواب، فإن تقدير أداء البعثة الأولمبية المصرية يجب أن يستند إلى الخطة أو التوقعات التي كانت تستهدفها بالأساس، ويتساءل في حديثه مع "الشرق الأوسط": "هل كان طموحنا الوصول إلى ثلاث ميداليات في الأولمبياد رغم أنها تعتبر أكبر بعثة مصرية؟ الأمر يحتاج إعادة النظر في الاستراتيجيات على المدى القصير والطويل، والتركيز على الرياضيات الأولمبية، فالكاراتيه ليس لعبة أولمبية بالأساس، وتم إدراجها في طوكيو بشكل استثنائي".

ويضيف: "أحمد الجندي وسارة سمير حققا فوزا أولمبياً مُقدرا، لكنهما قد لا يشاركان في الدورة الأولمبية المقبلة، ما يطرح سؤالاً عن تجهيز الصف الثاني والثالت في الألعاب الأولمبية، وتأهيل أجيال منافسة، وهذا كلام نكرره منذ دورة طوكيو الماضية، رغم مضاعفة الإنفاقات على هذا القطاع".

الجندي بطل الخماسي الحديث (أ.ف.ب)

ويعتبر الناقد الرياضي أيمن أبو عايد، أن النتائج التي حققها كل من أحمد الجندي وسارة سمير "حفظاً لماء وجه البعثة الأولمبية"، ويضيف لـ"الشرق الأوسط": "النتائج التي وصلنا إليها تأتي وسط شكاوى من اللاعبين من التقصير في الإعداد والتأهيل والتدريب الخاص وسط ظروف رياضية ضاغطة، وقد مهدت لنا تصريحات البعثة أننا بصدد تحقيق من ست إلى تسع ميداليات، ويبدو أن تلك كانت مبالغة وإسراف في القول، حتى لو لم يحالفنا الحظ في بعض المرات كما حدث مع لاعب المبارزة زياد السيسي بعد إخفاقه في الحصول على البرونزية".

سارة سمير (رويترز)

يضيف أبو عايد: "نتائج البعثة لا تتخطى ما وصلنا إليه من قبل، رغم الوعود مع كل دورة أولمبية بنتائج أفضل، وصار هذا خطاب نسمعه كل أربعة أعوام، حيث تظل تقارير لجان التحقيق في نتائج البعثة الأوليمبية حبيسة الأدراج، فمن غير المنطقي أن تحصل دولة عدد سكانها أكثر من 100 مليون نسمة على 3 ميداليات فقط".

الجندي خفف الضغط على البعثة الأولمبية المصرية (رويترز)

وأعلن المهندس ياسر إدريس، رئيس اللجنة الأولمبية المصرية بالتنسيق مع الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة، الأحد، رفع قيمة مكافآت الفوز بالميداليات خلال أولمبياد باريس 2024 إلى 5 ملايين جنيه (الدولار يساوي 49.2 جنيه) للميدالية الذهبية، و4 ملايين جنيه للميدالية الفضية، و3 ملايين للبرونزية، بخلاف صرف مكافأة فورية لكل فائز ألف يورو وساعة يد قيمة.

وشاركت مصر بأكبر بعثة في تاريخها بأولمبياد باريس بـ149 لاعباً ولاعبة و16 لاعباً احتياطياً؛ 79 من الرجال و52 من السيدات، في 24 لعبة أوليمبية، منها 4 ألعاب جماعية، وهي كرة القدم، وكرة اليد، والكرة الطائرة، والكرة الطائرة الشاطئية سيدات.