ريموند عازار لـ«الشرق الأوسط»: ربحت من هذه التجربة صديقة اسمها صباح الجزائري

استغرق مشوارها مع «الثمن» 7 أشهر و7 أيام

استغرق تصوير مسلسل «الثمن» 7 أشهر
استغرق تصوير مسلسل «الثمن» 7 أشهر
TT

ريموند عازار لـ«الشرق الأوسط»: ربحت من هذه التجربة صديقة اسمها صباح الجزائري

استغرق تصوير مسلسل «الثمن» 7 أشهر
استغرق تصوير مسلسل «الثمن» 7 أشهر

تلمس الحماس والفرح وأنت تُحاور الممثلة ريموند عازار عن تجربتها في مسلسل «الثمن» الذي يُعرَض حالياً على محطة «إم بي سي 1» ومنصة «شاهد»، فهي تصفها بكلمات قليلة ومعبرة: «لقد كنت محظوظة في خوضها، سيما أن الدور الذي ألعبه في هذا المسلسل يتطور بشكل تصاعدي في حلقات مقبلة».
وتُعدّ ريموند من الممثلات اللبنانيات اللاتي يتركن أثرهن على الشاشة الصغيرة في كل مرة أطلّت بها على المشاهد. واشتهرت في تجسيد أدوار الأم الحنون والعطوف على أولادها، وحفرت في الذاكرة من خلال أدوارها في «أميليا» و«وورد جوري» و«وعيت»، ومؤخراً في «دانتيل» و«بيروت 303» و«والتقينا».
وفي «الثمن» تقدم ريموند أيضاً دور الوالدة التي تحيط ابنها كرم (نيقولا معوض) بالاهتمام، وتشاركه همومه ومشكلاته.
وتشير عازار إلى أنها سبق أن تعاونت مع معوض في مسلسل «أميليا»، وولد بينهما بسرعة التناغم والانسجام، فهي شخصياً معجَبة بحضوره وبتلقائية أدائه، وعندما يتعاونان في عمل درامي يلتقيان بنفس حماس الأم المتشوقة لرؤية ولدها. وتعلِّق: «أعيش أدواري إلى حد الذوبان، وأحياناً كثيرة أركن إلى مخزوني من مواقف وحالات عشتها في حياتي الطبيعية، لذلك عندما أتقمص دور الأم أستعيد كل مشاعر الأمومة التي أمارسها على ابني ميشال. وفي (الثمن) كنت أعامل نيقولا معوض كابني تماماً، حتى إنني لم أتوان مرات عن مناداته في الكواليس (ميشو)؛ تيمناً باسم ابني لشدة تعلقي به».
هكذا تمارس عازار عملها بإتقان ممثلة محترفة صاحبة مشوار طويل في عالم الدراما، والذي بدأته منذ أكثر من 20 سنة.
وعن مسلسل «الثمن» تقول: «هو عمل درامي جذاب استطاع استقطاب المُشاهد منذ حلقاته الأولى. فقصته رائعة، والفريق العامل فيه من نجوم وتقنيين كانوا مبدعين. ومن خلاله تعرَّف الناس إلى رزان جمال وهي- برأيي- نجمة بكل ما للكلمة من معنى، كما أن لديها تجارب تمثيلية على الصعيدين العربي والعالمي، واستطاعت جمال أن تطبع المشاهد بأدائها المتقن، فهي شكّلت إضافة إلى العمل، تماماً كبقية نجومه من باسل خياط وسارة أبي كنعان ونيقولا معوض ورندة كعدي ورفيق علي أحمد وغيرهم».

تبدي عازار سعادتها بتقديم دور الأم المتفانية والمتفائلة في «الثمن»

تخبرنا عازار عن هذه الرحلة الطويلة التي عاشها فريق العمل وكأنه عائلة واحدة، فهم أمضوا معاً 7 أشهر و7 أيام في بلد واحد، بعيدين عن عائلاتهم وأحبابهم ومنشغلين في تصوير مسلسل تطلّب منهم الجهد. «لقد بقينا على أعصابنا طيلة وقت التصوير لا نملك أية صورة في خيالنا عما نفّذناه. فمُخرج العمل فكرت القاضي يملك أسلوباً خاصاً به في التعامل مع الممثلين بحيث يبقى صامتاً غالبية الوقت، فهو لا يتلفظ بأي تعليق عن أداء الممثلين ويترك النتيجة مفاجأة لهم. وأذكر تماماً عندما دعتنا الشركة المنتجة للعمل (إم بي سي) لحضور الحلقتين الأولى والثانية ضمن حفل خاص أقيم هناك، كنا جميعاً نترقب النتيجة بقلق. فجاءت ممتازة، سواء من ناحية الإخراج أو الأداء، فكل واحد منا وجد في المكان المناسب له مما شكّل عملية (كاستينغ) ناجحة. فالعمل برُمّته يمكن وصفه بالمتكامل، سيما أن (إم بي سي) وضعت كل إمكانياتها بخدمته وبسخاء. وهنا لا بد من التنويه بتفاني هذه الشركة وتمسكها بإنتاجات من المستوى الرفيع».
تماهت عازار مع الدور الذي تلعبه إلى أبعد حدود، سيما أنه يحاكي تطلعاتها بصفتها ممثلة قررت الخروج من عباءة الأم المريضة والحزينة. «على العكس تماماً فإن دوري في (الثمن) قدّمني كأم متفائلة ومبتسمة دائماً ومُحبة وصاحبة إطلالة أنيقة. ومع ابني كرم نشكل عائلة سعيدة ومتضامنة. صحيح أن دوري لا يشكل المحور الأساسي في هذه القصة في الحلقات الأولى، ولكن مع تقدم مجريات أحداثه في الحلقات المقبلة سيلحظ تطوراً، فيحمل منحى آخر فيه الكثير من الأحداث المشوِّقة التي تدور بين الأم وابنها».
أجواء التصوير تصفها عازار بأنها كانت سلِسة وهادئة، كما أنها أخذت بعين الاعتبار الجهد الذي يبذله كل ممثل، فكان فريق العمل يرتاح بعد كل 6 ساعات تصوير. وتقول: «كنا نتبادل الزيارات بين بعضنا، وأحياناً نحضر لمشاهد معاً».
ولأن مدة إقامتنا كانت طويلة، كان أفراد عائلتنا يزوروننا بين وقت وآخر فينعشون يومياتنا. أما أجمل ما خرجت منه في هذه التجربة فهو تعرُّفي إلى صباح الجزائري. لم يسبق أن التقينا أو عملنا معاً من قبل، ولكن وُلدت بيننا بسرعة كيمياء جميلة تحولت إلى صداقة وطيدة أعتز بها، فصباح من الممثلات المحترفات صاحبة خبرات غنية، كما أنها صاحبة شخصية قريبة إلى القلب وتحبّ بصدق».
والمعروف أن «الثمن» هو النسخة المعرَّبة لآخر أجنبي بعنوان «ويبقى الحب»، وقد جرى تصويره في إسطنبول ويتألف من 90 حلقة، لكنه لن يحمل نفس تفاصيل نسخته الأجنبية، كما تؤكد ريموند عازار، «ابتداء من منتصف حلقاته تبدأ مجرياته تأخذ منحى مغايراً عن نسخته الأصلية، وسيحمل مفاجآت كثيرة غير متوقعة لا تشبه بتاتاً تلك التي تابعتموها في (ويبقى الحب)».
وفي المقابل لم تهتم عازار بمشاهدة النسخة الأجنبية لهذا العمل، وتوضح: «ولماذا عليّ مشاهدته؟ أفضِّل أن أقدِّم دوري على طريقتي من دون التأثر بأي أحد آخر، فمتابعة العمل الأصلي قد يترك عند أي ممثل وبشكل غير مباشر نوعاً من التقليد، لذلك لم أهتم بمشاهدة حتى مقتطفات منه، سيما أن أحداث (الثمن) لا تتطابق تماماً مع تلك الخاصة بـ(يبقى الحب)».
انشغالها بتصوير «الثمن» لم يمنعها من متابعة إنتاجات أخرى كـ«ستليتو» و«الزيارة»، وهي تبدي إعجابها الكبير بنجوم الأوّل الذين استطاعوا تحقيق نجاح ملحوظ في لبنان والعالم العربي، ولكنها تتوقف عند مسلسل «الزيارة»: «هو من الأعمال الممتازة في عالمنا الدرامي، خصوصاً أنه يتناول قصة غير مألوفة تدور في نطاق الرعب، فهذا النوع من الموضوعات قلّما تُقاربها إنتاجاتنا العربية. فنجح منتج العمل طارق غطاس وفريقه المحترف من تقنيين وممثلين في تسجيل هدف ممتاز في مرمى دراما الرعب العربية. وعندما التقيت بالمنتج أخبرته أنني كمُشاهدة خِفت وتفاعلت مع قصة العمل ونجومه إلى أبعد حد».
وتختم حديثها مع «الشرق الأوسط» متحدثة عما ينتظر المشاهد في مسلسل «الثمن»: «إن المكتوب يُقرأ من عنوانه، وهو ما يطبق على هذا المسلسل، فأحداثه المتتالية ستأخذنا إلى عقد ومشكلات ومحطات فرِحة وحزينة يتابعها المشاهد بشغف، فمنذ حلقاته الأولى استطاع بإيقاعه السريع أن يحقق نجاحاً كبيراً. انتظروا حلقات مقبلة مؤثرة وحلوة في الوقت نفسه، حتى إنكم ستتفاجأون بأحداثٍ لم تتوقعوها، مغايرة تماماً لنسخته الأصلية».


مقالات ذات صلة

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

يوميات الشرق رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً. فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه.

يوميات الشرق ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.

محمود الرفاعي (القاهرة)
يوميات الشرق معرض «أحلام الطبيعة» في ألمانيا

معرض «أحلام الطبيعة» في ألمانيا

زائرون يشاهدون عرضاً في معرض «أحلام الطبيعة - المناظر الطبيعية التوليدية»، بمتحف «كونستبلاست للفنون»، في دوسلدورف، بألمانيا. وكان الفنان التركي رفيق أنادول قد استخدم إطار التعلم الآلي للسماح للذكاء الصناعي باستخدام 1.3 مليون صورة للحدائق والعجائب الطبيعية لإنشاء مناظر طبيعية جديدة. (أ ب)

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق «نلتقي في أغسطس»... آخر رواية لغارسيا ماركيز ترى النور العام المقبل

«نلتقي في أغسطس»... آخر رواية لغارسيا ماركيز ترى النور العام المقبل

ستُطرح رواية غير منشورة للكاتب غابرييل غارسيا ماركيز في الأسواق عام 2024 لمناسبة الذكرى العاشرة لوفاة الروائي الكولومبي الحائز جائزة نوبل للآداب عام 1982، على ما أعلنت دار النشر «راندوم هاوس» أمس (الجمعة). وأشارت الدار في بيان، إلى أنّ الكتاب الجديد لمؤلف «مائة عام من العزلة» و«الحب في زمن الكوليرا» سيكون مُتاحاً «عام 2024 في أسواق مختلف البلدان الناطقة بالإسبانية باستثناء المكسيك» و«سيشكل نشره بالتأكيد الحدث الأدبي الأهم لسنة 2024».

«الشرق الأوسط» (بوغوتا)

3 طرق لتحويل التفكير المفرط إلى عادات إيجابية

بدلاً من سؤال: «ماذا لو فشلت؟» يمكنك سؤال نفسك: «ماذا سأفعل حينها؟» لتفادي التفكير المفرط (بيكساباي)
بدلاً من سؤال: «ماذا لو فشلت؟» يمكنك سؤال نفسك: «ماذا سأفعل حينها؟» لتفادي التفكير المفرط (بيكساباي)
TT

3 طرق لتحويل التفكير المفرط إلى عادات إيجابية

بدلاً من سؤال: «ماذا لو فشلت؟» يمكنك سؤال نفسك: «ماذا سأفعل حينها؟» لتفادي التفكير المفرط (بيكساباي)
بدلاً من سؤال: «ماذا لو فشلت؟» يمكنك سؤال نفسك: «ماذا سأفعل حينها؟» لتفادي التفكير المفرط (بيكساباي)

يُعرف التفكير المفرط بأنه نمط ذهني يقوم على تكرار استحضار أحداث الماضي أو الإفراط في توقُّع سيناريوهات المستقبل، في عملية تحليل مستمرة لا تتوقف حتى بعد زوال السبب المباشر للقلق.

ويرى مختصون أن هذا السلوك يرتبط بجهاز عصبي يظل في حالة قلق، بحثاً عن اليقين، ما يدفع العقل إلى إعادة التجربة ذاتها مراراً، وكأن جولة إضافية من التفكير قد تُفضي إلى حل نهائي.

ويشير الخبراء إلى أن هذا النمط غالباً ما تغذِّيه مشاعر داخلية بعدم الاكتمال أو بقاء أمور عالقة دون حسم. وفي مواجهة مشاعر غامضة أو غير مريحة، يلجأ البعض إلى التفكير المفرط بوصفه خياراً أقل تهديداً من التعامل المباشر مع تلك المشاعر، غير أن ما يبدأ كآلية لحماية الذات قد يتحول تدريجياً إلى وسيلة غير فعَّالة للتكيُّف.

وتُظهر دراسات نفسية أن الأفراد الذين نشأوا في بيئات لا تحتمل الخطأ أو يسودها القلق من المجهول، يطوِّرون ميلاً مبكراً للاستعداد الذهني لكل الاحتمالات. ومع مرور الوقت، تتحول هذه الحالة من الحذر إلى يقظة دائمة، وتجعل العقل يبحث عن المخاطر حتى في غيابها، لتغدو الآلية الوقائية التي خدمتهم في الطفولة سبباً لاجترار الأفكار في مرحلة البلوغ.

ويرى مختصون أن إدراك الجذور النفسية للتفكير المفرط، ولا سيما ارتباطها بتجارب الطفولة، قد يُسهم في تخفيف الشعور بالذنب أو لوم الذات. فالعقل -وفق هذا الفهم- لا يعاني خللاً بقدر ما يعمل بأقصى طاقته، ما يفتح المجال أمام توجيهه وتنظيمه بدلاً من مقاومته.

1- حوِّل التفكير المفرط إلى تنظيم

عندما يشعر المرء بأن أفكاره عالقة في حلقة مفرغة، فإن أسرع طريقة للتخلص من هذا الشعور هي إخراجها إلى حيز الواقع. وعلى سبيل المثال، يمكنه تخيُّل انتزاع هذه الأفكار من رأسه، حرفياً، ووضعها في مكان يراها. يكفي تدوينها أو تقسيمها إلى أسئلة بسيطة -مثل: «ما الذي أحاول فهمه حقاً؟» أو: «ما الخطوة الصغيرة التي يمكنني اتخاذها؟»- لتوضيح الأمور.

يُعدُّ هذا التمرين البسيط مثالاً على «فك الارتباط المعرفي»، وهي ظاهرة تحدث عندما يبتعد المرء عن أفكاره مسافة كافية تمكنه من استقبال المعلومات التي تحاول الوصول، بدلاً من اعتبارها أوامر يجب اتباعها، حسبما أفاد تقرير لموقع «سيكولوجي توداي».

وقد وجدت دراسة حديثة أن الأشخاص الذين كانوا أكثر قدرة على الابتعاد عن أفكارهم (بوصفها أحداثاً ذهنية وليست حقائق مطلقة) كانوا أكثر كفاءة بشكل ملحوظ في استخدام ذاكرتهم وبصيرتهم ووعيهم الذاتي لحل المشكلات.

في الأساس، كان التفكيك المعرفي بمثابة أداة حوَّلت الضوضاء العقلية غير المتماسكة إلى وضوح قابل للتنفيذ.

2- واجه التفكير المفرط بـ«ماذا لو؟»

أحد الأسباب الرئيسية التي تجعل الأسئلة والمواقف الافتراضية تستحوذ على تفكيرنا باستمرار، هو أن الأمور العالقة تغذي شكوكنا الذاتية. وأفضل طريقة لوقف هذه الدوامة هي حسم الأمور نهائياً.

على سبيل المثال: بدلاً من تكرار سؤال: «ماذا لو فشلت؟» مراراً وتكراراً، يمكنك مقاطعة هذا النمط بسؤال نفسك: «ماذا سأفعل حينها؟». وحسب الموقع، فإن هذا التغيير البسيط ظاهرياً قد يكسر حلقة التفكير في أسوأ السيناريوهات. ذلك لأن هذا التغيير لا يسمح لك فقط بتجربة الخوف؛ بل بتجاوزه أيضاً.

بإخراج نفسك من هذه الحلقة، تمنح عقلك حرية البحث عن إجابات، بدلاً من التركيز على التهديدات المتزايدة الخطورة.

باختصار، هذا التحول يحوِّل مسار تفكيرك من القلق إلى الهدوء والتأمل.

وخلصت دراسة أجريت عام 2023 إلى أنه عندما يواجه الناس حالة من عدم اليقين، فإن لحظة «الحسم النهائي» لا ترتبط بالضرورة بالتوصل إلى حل واضح تماماً. ويعزو البحث هذه اللحظة من الحسم المفاجئ إلى خيار معرفي يقوم به الفرد بالتوقف عن التفكير المطول.

لذا، فإن سؤال «ماذا بعد؟» يمنح العقل مخرجاً من حسابات التكلفة والفائدة: هل سيكون التفكير الإضافي مفيداً حقاً، أم أنه سيستنزف أكثر مما سيفيد؟

يدفع الجهد الذهني المصاحب للقرارات المصيرية الفرد إلى وضع حد حاسم لدائرة الاجترار، والمضي قدماً رغم حالة عدم اليقين.

3- توجيه التفكير المفرط نحو الاستشراف

يُعدُّ التفكير المفرط ضاراً عندما يدور حول الخوف نفسه، ولكنه يكون بالقدر نفسه من القوة عندما يتجه نحو المستقبل. وتُظهر البحوث في مجال الإدراك أن العقل مُهيأ لمحاكاة الاحتمالات المستقبلية؛ وهذا ما يُعرف بـ«التفكير الاستباقي» أو الاستشراف.

بمعنى آخر: نلاحظ الإشارات المفاجئة، ونتخيل ما قد يحدث، ونخطط بناءً عليها، ونتخذ خطوة تحضيرية صغيرة، ثم نستخدم هذا التحضير عند حدوث الموقف.

خير مثال على ذلك هو الموقف الشائع جداً: الخروج من المنزل ورؤية غيوم ممطرة، وتخيل المطر الوشيك، والعودة غريزياً إلى الداخل لأخذ مظلة.

عندما تتخيل عقولنا سيناريوهات مختلفة، فإنها في الأساس تلتزم بفطرتها. وبناءً على ذلك، يصبح السؤال: هل هذه المحاكاة تؤدي إلى نتيجة مفيدة؟ إن لم تكن كذلك، فقد حان الوقت لأخذ زمام المبادرة. يكفي إجراء فحص ذاتي بسيط، كأن تسأل نفسك: «هل يساعدني هذا التمرين الذهني على الاستعداد؟ أم أنني أعاقب نفسي؟» للتأكد من أن السيناريو يقود إلى حل مفيد، لا إلى مزيد من الخوف غير المجدي.

ويكمن الفرق بين التفكير المفرط الضار والتفكير المفيد في النية. فإذا كانت أفكارك تهدف إلى السيطرة، فستخلق فوضى، أما إذا كانت تهدف إلى الفهم، فستخلق وضوحاً. الأشخاص الذين يستخدمون تفكيرهم المفرط بشكل بنَّاء قادرون على تمييز الإشارات من الضوضاء، وبالتالي، يستجيبون لعقولهم بتعاطف، لا بعدوانية.


سرقة «هوليوودية» تهزُّ بنكاً ألمانياً... 30 مليون يورو في قبضة اللصوص

مثقاب ضخم استخدمه اللصوص لاختراق الخزنة (شرطة غيلسنكيرشن)
مثقاب ضخم استخدمه اللصوص لاختراق الخزنة (شرطة غيلسنكيرشن)
TT

سرقة «هوليوودية» تهزُّ بنكاً ألمانياً... 30 مليون يورو في قبضة اللصوص

مثقاب ضخم استخدمه اللصوص لاختراق الخزنة (شرطة غيلسنكيرشن)
مثقاب ضخم استخدمه اللصوص لاختراق الخزنة (شرطة غيلسنكيرشن)

في واحدة من أكثر عمليات السطو جرأة في ألمانيا، استخدم لصوص مثقاباً ضخماً لاختراق خزنة فرع لبنك ادخار في مدينة غيلسنكيرشن بغرب البلاد، والاستيلاء على ما يُقدَّر بنحو 30 مليون يورو نقداً ومقتنيات ثمينة، في عملية وصفتها الشرطة بأنها نُفذت «باحترافية عالية» وتشبه أفلام السطو الهوليوودية.

العملية، وفق «بي بي سي»، استهدفت بنك «شباركاسه» الواقع على شارع رئيسي، حيث نجح الجناة في كسر أكثر من 3 آلاف صندوق أمانات كانت تحتوي على أموال وذهب ومجوهرات. ولم يُكشف عن الجريمة إلا في الساعات الأولى من صباح الاثنين، بعدما انطلق إنذار حريق داخل المبنى، مما استدعى تدخل الشرطة وإدارة الإطفاء لتفتيش المكان.

ووفق التحقيقات الأولية، استغل اللصوص هدوء أيام عيد الميلاد لتنفيذ خطتهم، إذ تشير الأدلة إلى أنهم دخلوا إلى البنك وغادروه عبر مرأب سيارات مجاور في حي بوئر. وأفاد شهود عيان برؤية عدة رجال يحملون حقائب كبيرة في درج المرأب خلال ليل السبت وصباح الأحد، مما عزَّز فرضية هروبهم المنظم.

كما أظهرت تسجيلات كاميرات المراقبة سيارة «أودي RS6» سوداء تغادر المرأب الواقع في شارع دي-لا-شوفاليري في وقت مبكر من صباح الاثنين، في مشهد بدا وكأنه لقطة من فيلم سينمائي.

وعلى الرغم من حجم السرقة، أكدت الشرطة أنها لم تُلقِ القبض على أي مشتبه به، ولا يزال الجناة طلقاء. في المقابل، طلب بنك «شباركاسه» من عملائه المتضررين التواصل معه عبر خط ساخن خُصص لهذا الغرض.

وعبَّر أحد المتضررين عن قلقه قائلاً لقناة «فِلت» الإخبارية: «لم أستطع النوم الليلة الماضية، ولا نحصل على أي معلومات»، مضيفاً أن الصناديق التي تعرضت للسرقة كانت تضم مدخراته المخصصة لسنوات التقاعد.


تغريم «ديزني» 10 ملايين دولار بتهمة انتهاك «خصوصية الأطفال»

شعار «ديزني بلس» (رويترز)
شعار «ديزني بلس» (رويترز)
TT

تغريم «ديزني» 10 ملايين دولار بتهمة انتهاك «خصوصية الأطفال»

شعار «ديزني بلس» (رويترز)
شعار «ديزني بلس» (رويترز)

وافقت مجموعة الترفيه والإعلام الأميركية العملاقة «ديزني» على دفع 10 ملايين دولار لتسوية قضية خاصة بجمع بيانات الأطفال، وفقاً لما أعلنته وزارة العدل الأميركية، مساء أمس.

وقالت الوزارة إن محكمة اتحادية أميركية أقرّت اتفاق تسوية نزاع بينها وبين كل من «ديزني» و«ورلد سيرفيسز» و«ديزني إنترتينمنت أوبريشنز».

وبموجب التسوية، ستدفع ديزني 10 ملايين دولار غرامات مدنية لتسوية ادعاءات لجنة التجارة الفيدرالية بأنها انتهكت قانون حماية خصوصية الأطفال على الإنترنت فيما يتعلق بمحتوى الفيديوهات الخاصة بها على منصة بث الفيديوهات «يوتيوب».

ويحظر قانون حماية خصوصية الأطفال على المنصات الإلكترونية جمع أو استخدام أو الكشف عن المعلومات الشخصية للأطفال دون سن 13 عاماً، دون إخطار الوالدين وموافقتهما.

وزعمت شكوى الحكومة أن «ديزني» لم تصنف محتوى «يوتيوب» الخاص بها بشكل صحيح على أنه موجَّه للأطفال، مما أدى إلى استهداف الإعلانات وجمع بيانات الأطفال بشكل غير قانوني.

وقال بريت شومات، مساعد المدعي العام الأميركي، إن الوزارة «ملتزمة التزاماً راسخاً» بضمان حق الآباء في إبداء رأيهم في كيفية جمع معلومات أطفالهم واستخدامها، مضيفاً: «ستتخذ الوزارة إجراءات سريعة للقضاء على أي انتهاك غير قانوني لحقوق الآباء في حماية خصوصية أطفالهم».

وتُعد فيديوهات «ديزني» من بين الأكثر شعبية على «يوتيوب»، حيث حصدت مليارات المشاهدات في الولايات المتحدة وحدها.

وإلى جانب الغرامة المالية، تمنع التسوية شركة ديزني من العمل على «يوتيوب» بما يخالف قانون حماية خصوصية الأطفال على الإنترنت، ويُلزمها بوضع برنامج امتثال؛ لضمان التزامها مستقبلاً بحماية خصوصية الأطفال.