هاجم الرئيس التركي رجب طيب إردوغان رئيس الوزراء اليوناني ميتسوتاكيس، بعد تصريحات استبعد فيها أن تخوض بلاده حرباً ضد تركيا بسبب جزر بحر إيجه، وطالبه بـ«التحلي بالذكاء» والتوقف عن الحديث يميناً ويساراً وحذره من «غضب الأتراك» إذا لم توقف اليونان تسليحها للجزر منزوعة السلاح في بحر إيجه.
وقال إردوغان، مخاطباً ميتسوتاكيس في لهجة تهكمية: «لا داعي للقلق بشأن ضرب أثينا بصوايخ تايفون التركية، فقط كن ذكيا. انظر يا ميتسوتاكيس أنت تتحدث إلى اليسار واليمين مرة أخرى... إذا قمت بتسليح الجزر، فهل سنقف مكتوفي الأيدي؟ اعلم هذا جيدا... إذا حاولت ارتكاب خطأ، فإن الأتراك الغاضبين سوف يتحركون».
وتساءل إردوغان، أمام حشد من أنصار حزب «العدالة والتنمية» الحاكم في إسطنبول الجمعة: «تسألون ماذا لو ضربنا أثينا؟ حسناً... ليس لدينا مشكلة في ضرب أثينا... لكن إذا تصرفت بذكاء فسنكون معك... ليس لدينا مشكلة».
وسبق أن هدد إردوغان اليونان، أكثر من مرة، باستخدام القوة العسكرية وطالبها بالعودة إلى رشدها والتوقف عن الاستفزاز في بحر إيجه. وقال إن الصاروخ الباليستي «تايفون» الذي أجرت تركيا اختبارات عليه في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، أحدث صدى حول العالم وبخاصة في اليونان.
وذكّر إردوغان بشكوى رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس إلى الولايات المتحدة ضد تركيا، في إشارة إلى مطالبة ميتسوتاكيس في يونيو (حزيران) الماضي الولايات المتحدة بمراعاة التطورات في شرق البحر المتوسط عند مناقشة منح تركيا مقاتلات «إف - 16»، في الوقت الذي تواصل فيه واشنطن دعم اليونان بالسلاح، قائلا إن دخول العاصمة أثينا في مدى الصاروخ «تايفون» أفقد اليونانيين صوابهم.
ولفت إردوغان إلى أن اليونان تتخذ خطوات مخالفة لمعاهدة لوزان والاتفاقيات الأخرى بتسليح الجزر منزوعة السلاح في بحر إيجه، وأن تصريحات ميتسوتاكيس «غير كافية لتحديد مصير المنطقة». وأكد أن تركيا ستتخذ الخطوات اللازمة بهذا الصدد في الوقت والمكان المناسبين وستصرح بها في الاجتماعات الدولية.
وكان ميتسوتاكيس أبدى في تصريحات خلال إحدى جلسات منتدى دافوس الخميس، ثقته بإمكانية حل المشاكل بين تركيا واليونان عن طريق الحوار واستبعد نشوب حرب بينهما.
ولفت إلى أن الخلافات بين أنقرة وأثينا تضاعفت خلال السنوات الثلاث الأخيرة، وأن الاختلاف على مناطق الصلاحية البحرية في إيجه والبحر المتوسط هو الخلاف الأساسي بين الطرفين.
وتابع: «بحر إيجه مشكلة معقدة بسبب طبيعته الجغرافية، واليونان أبرمت اتفاقيات مع إيطاليا ومصر لحل مشاكل مماثلة، فمن الممكن الجلوس على طاولة الحوار وحل هذه المشكلة مع تركيا أيضا... لن نخوض حربا ضد تركيا... ينبغي أن نكون قادرين على الجلوس مع تركيا بوصفنا بالغين عاقلين، وحل خلافنا الأساسي، وهو ترسيم حدود المناطق البحرية في بحر إيجه وشرق البحر المتوسط».
وأشار ميتسوتاكيس إلى أنه تحدث إلى إردوغان مرات عدة، مضيفا أنه «على الرغم من أننا مررنا بأوقات صعبة للغاية، فلا أعتقد أن الحل مع إردوغان أمر مستحيل».
ومؤخرا، دعا وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، اليونان إلى الحوار بشكل مباشر، مؤكداً أن بلاده تمد «يد الصداقة» إلى أثينا، لكن بعض السياسيين والعسكريين اليونانيين يعملون على تخريب الاجتماعات والمحادثات مع بلاده، وتحاول اليونان تجسيد مشاكلها مع تركيا، على أنها مشاكل بين تركيا وحلف الناتو والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
وأعلن إردوغان، في يونيو (حزيران) الماضي، أن تركيا لن تعقد محادثات رفيعة المستوى مع اليونان المجاورة، عقب زيارة قام بها ميتسوتاكيس إلى الولايات المتحدة، وطالب في كلمة أمام الكونغرس بوضع التوتر في شرق المتوسط في الاعتبار عند النظر في مسألة بيع تركيا مقاتلات «إف - 16» التي تسعى إلى اقتنائها.
وخلال الشهر الماضي، كشفت أنقرة عن لقاء ثلاثي جمع وفوداً من تركيا واليونان وألمانيا في العاصمة البلجيكية بروكسل لبحث سبل إعادة إطلاق قنوات الاتصال بين الجارتين تركيا واليونان.
وكشفت وسائل إعلام يونانية عن أن تركيا حذرت اليونان خلال الاجتماع من أنها ستقوم بترسيم حدود مناطقها الاقتصادية في بحر إيجه وشرق البحر المتوسط من جانب واحد.
إردوغان يطالب ميتسوتاكيس بالتحلي بالذكاء بعد استبعاده الحرب مع تركيا
كرّر تهديداته بضرب أثينا بالصواريخ إذا استدعى الأمر
إردوغان يطالب ميتسوتاكيس بالتحلي بالذكاء بعد استبعاده الحرب مع تركيا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة