حلفاء أميركا الآسيويون يستعدون لاحتمال مواجهة الصين

أعلام (من اليمين) كوريا الجنوبية واليابان وتايوان (صفحة «Japan Society» على «فيسبوك»)
أعلام (من اليمين) كوريا الجنوبية واليابان وتايوان (صفحة «Japan Society» على «فيسبوك»)
TT

حلفاء أميركا الآسيويون يستعدون لاحتمال مواجهة الصين

أعلام (من اليمين) كوريا الجنوبية واليابان وتايوان (صفحة «Japan Society» على «فيسبوك»)
أعلام (من اليمين) كوريا الجنوبية واليابان وتايوان (صفحة «Japan Society» على «فيسبوك»)

لم تؤدِّ الإشارات العسكرية لنظام شي جينبينغ إلى الإضرار بصورة الصين فحسب، بل أدت أيضاً إلى مراجعات استراتيجية في عواصم الدول المجاورة، وفق تقرير لمجلة «لو بي إس» الفرنسية.
ففي الأسابيع الأخيرة، توتر المشهد الجيوستراتيجي في آسيا. ويرى حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة أن المواجهة بين بكين وواشنطن باتت حتمية، ويجب عليهم الاستعداد لها.

إعادة التسلح المذهلة لليابان
أفاد التقرير بأن التغيير الأكثر دراماتيكية (عند حلفاء أميركا في آسيا) يحصل في اليابان. إذ أحدثت المناورات الجوية الروسية الصينية المتعددة التي نُفذت في عام 2022 فوق بحر اليابان، صدمةً في الرأي العام ولدى الطبقة السياسية في البلاد. لدرجة أنه في 16 ديسمبر (كانون الأول) 2022، أعلن رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا، عن مضاعفة الإنفاق العسكري لبلاده في غضون خمس سنوات، وشراء مئات صواريخ كروز طويلة المدى من الولايات المتحدة.
ويرى التقرير أنه رغم أن دستور اليابان لا يزال مسالماً، فإن طوكيو تقوم بتغيير جذري في عقيدتها العسكرية، وتتخلى رسمياً عن موقفها الدفاعي الصارم، لتبنّي القدرة على الرد (على هجوم)، بما في ذلك الرد على مواقع إطلاق الصواريخ المثبتة في الصين.

الحرب الباردة الجديدة
يشير التقرير إلى أنّه بعد إعلان رئيس الوزراء الياباني عن مضاعفة الإنفاق العسكري لبلاده، والذي كان له تأثير قنبلة في اليابان، ذهب فوميو كيشيدا (رئيس الوزراء) إلى واشنطن، حيث قرر هو وجو بايدن تمديد معاهدة الدفاع لتشمل الفضاء.
في الوقت نفسه، أعلن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، عن نشر قوة رد سريع بحلول عام 2025 في جزيرة أوكيناوا اليابانية، لتعزيز الدفاع عن الأرخبيل الياباني بأكمله، إذ إن اليابان تشعر بقلق متزايد بشأن أنشطة الصين في المنطقة.

كوريا الجنوبية تخطط لامتلاك القنبلة النووية
يتحدث رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول، الآن علانية عن حاجة بلاده إلى تجهيز نفسها، من أجل ثني جارتها الشمالية الملتهبة عن استخدام ترسانتها النووية، وكبح حليفها الصيني. وقال يول إنّ بإمكان سيول إما أن ترحب بعودة الأسلحة النووية التكتيكية الأميركية (التي تم سحب آخرها عام 1991)، وإما أن تصنع كوريا الجنوبية القنبلة بنفسها. وأكد أنه في هذه الحالة الثانية، «لن يستغرق الأمر وقتاً طويلاً للحصول على واحدة (أي قنبلة نووية)، نظراً لقدراتنا العلمية والتكنولوجية».
سيتعين على كوريا الجنوبية بعد ذلك، الانسحاب من معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، التي صدّقت عليها عام 1975، ويمكنها أن تفعل ذلك مراعيةً قواعد المعاهدة، باستخدام المادة 10 منها، التي بموجبها يكون لكل طرف الحق في الانسحاب من المعاهدة، إذا قررت الدولة العضو أن الأحداث غير العادية، المتعلقة بموضوع هذه المعاهدة، قد أضرّت بالمصالح العليا لهذه الدولة.
إذ يمكن لكوريا الجنوبية أن تفسر «الأحداث غير العادية» لإعلان انسحابها من المعاهدة، عند إعلان بيونغ يانغ عن استخدام محتمل للأسلحة النووية ضد سيول، فضلاً عن النمو السريع للغاية للترسانة النووية الصينية.

تايوان تمدد الخدمة العسكرية
لفت التقرير إلى أن رئيسة تايوان تساي إنغ - ون أعلنت في 27 ديسمبر 2022 تمديد الخدمة العسكرية الإجبارية من أربعة أشهر إلى سنة واحدة. وقالت إنغ - ون في مؤتمر صحافي: «إن الخدمة العسكرية الحالية التي تبلغ مدتها أربعة أشهر، ليست كافية للاستجابة للوضع المتغير باستمرار وسريع»، في إشارة إلى التهديدات المتزايدة التي تشكلها الصين على هذه المنطقة التي يبلغ عدد سكانها 24 مليون نسمة.

تايوان: برميل بارود يمكنه إشعال النار في العالم
تمديد الخدمة العسكرية في تايوان، الذي يسري اعتباراً من عام 2024، سينطبق على جميع الرجال الذين وُلدوا بعد 1 يناير (كانون الثاني) 2005، ووفقاً للكثير من المراقبين حسب التقرير، «هذه هي الخطوة الأولى نحو إعادة تسليح واسعة النطاق للجزيرة المتمردة (على الصين)، والتي وعدها الرئيس الصيني شي جينبينغ بالفتح القادم».


مقالات ذات صلة

زيلينسكي يطلب مساعدة الرئيس الصيني لإعادة أطفال أوكرانيين من روسيا

العالم زيلينسكي يطلب مساعدة الرئيس الصيني لإعادة أطفال أوكرانيين من روسيا

زيلينسكي يطلب مساعدة الرئيس الصيني لإعادة أطفال أوكرانيين من روسيا

أدلى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بمزيد من التصريحات بشأن مكالمة هاتفية جرت أخيراً مع الرئيس الصيني شي جينبينغ، في أول محادثة مباشرة بين الزعيمين منذ الغزو الروسي لأوكرانيا. وقال زيلينسكي في كييف، الجمعة، بعد يومين من الاتصال الهاتفي، إنه خلال المكالمة، تحدث هو وشي عن سلامة الأراضي الأوكرانية ووحدتها «بما في ذلك شبه جزيرة القرم (التي ضمتها روسيا على البحر الأسود)» وميثاق الأمم المتحدة.

«الشرق الأوسط» (كييف)
العالم الصين ترفض اتهامها بتهديد هوية «التيبتيين»

الصين ترفض اتهامها بتهديد هوية «التيبتيين»

تبرأت الصين، اليوم (الجمعة)، من اتهامات وجهها خبراء من الأمم المتحدة بإجبارها مئات الآلاف من التيبتيين على الالتحاق ببرامج «للتدريب المهني» تهدد هويتهم، ويمكن أن تؤدي إلى العمل القسري. وقال خبراء في بيان (الخميس)، إن «مئات الآلاف من التيبتيين تم تحويلهم من حياتهم الريفية التقليدية إلى وظائف تتطلب مهارات منخفضة وذات أجر منخفض منذ عام 2015، في إطار برنامج وُصف بأنه طوعي، لكن مشاركتهم قسرية». واكدت بكين أن «التيبت تتمتع بالاستقرار الاجتماعي والتنمية الاقتصادية والوحدة العرقية وموحّدة دينياً ويعيش الناس (هناك) ويعملون في سلام». وأضافت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ، أن «المخاوف المز

«الشرق الأوسط» (بكين)
العالم البرلمان الياباني يوافق على اتفاقيتي التعاون الدفاعي مع أستراليا وبريطانيا

البرلمان الياباني يوافق على اتفاقيتي التعاون الدفاعي مع أستراليا وبريطانيا

وافق البرلمان الياباني (دايت)، اليوم (الجمعة)، على اتفاقيتين للتعاون الدفاعي مع أستراليا وبريطانيا، ما يمهّد الطريق أمام سريان مفعولهما بمجرد أن تستكمل كانبيرا ولندن إجراءات الموافقة عليهما، وفق وكالة الأنباء الألمانية. وفي مسعى مستتر للتصدي للصعود العسكري للصين وموقفها العدائي في منطقة المحيطين الهادئ والهندي، سوف تجعل الاتفاقيتان لندن وكانبيرا أول وثاني شريكين لطوكيو في اتفاق الوصول المتبادل، بحسب وكالة كيودو اليابانية للأنباء. ووافق مجلس المستشارين الياباني (مجلس الشيوخ) على الاتفاقيتين التي تحدد قواعد نقل الأفراد والأسلحة والإمدادات بعدما أعطى مجلس النواب الضوء الأخضر لها في وقت سابق العام

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
يوميات الشرق الصين تُدخل «الحرب على كورونا» في كتب التاريخ بالمدارس

الصين تُدخل «الحرب على كورونا» في كتب التاريخ بالمدارس

أثار كتاب التاريخ لتلاميذ المدارس الصينيين الذي يذكر استجابة البلاد لوباء «كورونا» لأول مرة نقاشاً على الإنترنت، وفقاً لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي). يتساءل البعض عما إذا كان الوصف ضمن الكتاب الذي يتناول محاربة البلاد للفيروس صحيحاً وموضوعياً. أعلن قادة الحزب الشيوعي الصيني «انتصاراً حاسماً» على الفيروس في وقت سابق من هذا العام. كما اتُهمت الدولة بعدم الشفافية في مشاركة بيانات فيروس «كورونا». بدأ مقطع فيديو قصير يُظهر فقرة من كتاب التاريخ المدرسي لطلاب الصف الثامن على «دويين»، النسخة المحلية الصينية من «تيك توك»، ينتشر منذ يوم الأربعاء. تم تحميله بواسطة مستخدم يبدو أنه مدرس تاريخ، ويوضح

«الشرق الأوسط» (بكين)
العالم تقرير: القوات البحرية الأوروبية تحجم عن عبور مضيق تايوان

تقرير: القوات البحرية الأوروبية تحجم عن عبور مضيق تايوان

شجّع مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، (الأحد) أساطيل الاتحاد الأوروبي على «القيام بدوريات» في المضيق الذي يفصل تايوان عن الصين. في أوروبا، تغامر فقط البحرية الفرنسية والبحرية الملكية بعبور المضيق بانتظام، بينما تحجم الدول الأوروبية الأخرى عن ذلك، وفق تقرير نشرته أمس (الخميس) صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية. ففي مقال له نُشر في صحيفة «لوجورنال دو ديمانش» الفرنسية، حث رئيس دبلوماسية الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أوروبا على أن تكون أكثر «حضوراً في هذا الملف الذي يهمنا على الأصعدة الاقتصادية والتجارية والتكنولوجية».

«الشرق الأوسط» (بيروت)

«الجمعية العامة» تطالب بأغلبية ساحقة بوقف فوري لإطلاق النار في غزة

من عملية تصويت للجمعية العامة للأمم المتحدة (أرشيفية - إ.ب.أ)
من عملية تصويت للجمعية العامة للأمم المتحدة (أرشيفية - إ.ب.أ)
TT

«الجمعية العامة» تطالب بأغلبية ساحقة بوقف فوري لإطلاق النار في غزة

من عملية تصويت للجمعية العامة للأمم المتحدة (أرشيفية - إ.ب.أ)
من عملية تصويت للجمعية العامة للأمم المتحدة (أرشيفية - إ.ب.أ)

دعت الجمعية العامة للأمم المتحدة في قرار غير ملزم صدر بغالبية ساحقة وصوّتت ضدّه خصوصا الولايات المتحدة وإسرائيل إلى وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار في قطاع غزة.

والقرار الذي صدر بغالبية 158 دولة مؤيدة في مقابل 9 دول صوّتت ضدّه و13 دولة امتنعت عن التصويت، يدعو إلى "وقف لإطلاق النار فوري وغير مشروط ودائم" وكذلك أيضا إلى "الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن"، وهي صيغة مشابهة لتلك التي وردت في مشروع قرار استخدمت ضدّه واشنطن في نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الفيتو في مجلس الأمن الدولي.

واستخدمت الولايات المتحدة يومها حق النقض لحماية إسرائيل التي تشن منذ أكثر من سنة هجوما عسكريا في قطاع غزة ردا على هجوم غير مسبوق نفذته حركة حماس على جنوب الدولة العبرية. وعطّل الأميركيون في حينها صدور قرار في مجلس الأمن يطالب بوقف إطلاق نار "فوري وغير مشروط ودائم" في غزة، مشترطين من أجل إقرار أي هدنة إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في القطاع منذ هجوم حماس.

وقبيل التصويت على النصّ، قال نائب السفيرة الأميركية في الأمم المتّحدة روبرت وود إنّه سيكون من "المخزي" تبنّي مشروع القرار لأنّه "قد يوجّه إلى حماس رسالة خطرة مفادها أنّ لا حاجة للتفاوض أو لإطلاق سراح الرهائن"، في وقت تحدّثت فيه وزارة الدفاع الإسرائيلية عن "فرصة" لإبرام اتفاق لاستعادة الرهائن.

بدوره قال السفير الإسرائيلي في الأمم المتحدة داني دانون إنّ "تصويت اليوم ليس تصويت رحمة، بل هو تصويت تواطؤ" و"خيانة" و"تخلّ" عن الرهائن المحتجزين في القطاع الفلسطيني.