«الثمن»... رؤية درامية تقاوم «الأفكار الذكورية»

المسلسل العربي مأخوذ عن نسخة تركية

باسل خياط في لقطة من العمل (إم بي سي)
باسل خياط في لقطة من العمل (إم بي سي)
TT

«الثمن»... رؤية درامية تقاوم «الأفكار الذكورية»

باسل خياط في لقطة من العمل (إم بي سي)
باسل خياط في لقطة من العمل (إم بي سي)

هل تتغير صفاتنا ومبادئنا في الحياة حينما نقع في الحب؟ وهل تتبدل أحوالنا وظروف معيشتنا حينما نسيء لمن نحب دون قصد؟ كانت هذه بعض الأسئلة التي حاولت حلقات مسلسل «الثمن» الإجابة عنها، محققاً مشاهدات لافتة عبر منصة «شاهد»، كما حقق بعد طرحه عبر قناة «mbc 1» تفاعلاً كبيراً من الجمهور منذ بدء عرضه منتصف الشهر الجاري.
العمل من بطولة الفنان السوري باسل خياط، والفنانة اللبنانية رزان جمال، والفنانة اللبنانية سارة أبي كنعان، والفنان اللبناني نيقولا معوض، ويضم مجموعة من الممثلين المخضرمين منهم صباح الجزائري، ورفيق علي أحمد، ورنده كعدي، وأعد حوار العمل الكاتبة السورية يم مشهدي، وهو من إخراج فكرت قاضي.
والمسلسل مقتبس من المسلسل التركي «BINBIR GECE» والذي حقق انتشارا مميزاً في المنطقة العربية وقت عرضه منذ عدة أشهر، وتُعرض حالياً النسخة الهندية منه بعنوان «قصص لم تُروَ».
يركز «الثمن» على حياة بعض الرجال الذين يعتنقون أفكاراً ذكورية قاسية، لا تعرف الحب، وترى أن أي شيء في الحياة له ثمن، ويجسد الفنان السوري باسل خياط شخصية «زين» الذي يمتلك كبرى شركات الهندسة المعمارية في الوطن العربي، والذي يضع قيوداً وشروطاً صارمة في عمل السيدات بشركته ومن أبرزها أن «تكون المتقدمة للعمل غير متزوجة وليس لديها أبناء»، كما يشاركه البطولة الفنان اللبناني رفيق علي أحمد، الذي يجسد شخصية «إبراهيم» الذي يقطع صلته بابنه لقيامه بالزواج دون رغبته حتى إنه يرفض المشاركة في جنازته بعد وفاته، والاعتراف بحفيده الذي أنجبه ابنه من «سارة» التي تجسدها الفنانة رزان جمال.

ونجحت الحبكة الدرامية التي أعدتها الكاتبة السورية يم مشهدي، في إبراز التغيرات الجذرية التي تلاحق شخصيتي «زين» و«إبراهيم»، حينما يشعران بالحب باختلاف بمفهومه لكل منهما، فالأول سيشعر بمدى «وقاحته» حين أجبر «سارة» التي تعمل لديه في شركته على ممارسة فعل خارج عن إرادتها من أجل الحصول على مبلغ 200 ألف دولار أميركي لإجراء عملية جراحية لابنها، والذي كان يعتقد أنها باعت جسدها من أجل المال، ثم يكتشف أن ما فعلته كان من أجل إنقاذ نجلها الذي يعاني من مرض سرطان النخاع الشوكي.
الأمر ذاته تكرر مع «إبراهيم» الذي كان رافضاً الإنصات لأرملة نجله حينما جاءت تتوسل إليه من أجل أن يُقرضها تكلفة عملية ابنها، وطردها، إلى أن تأتيه الكوابيس في أثناء نومه والتي يرى فيها نجله المتوفى وهو يحاول أن يُلين قلبه.
وحسب فنانين مشاركين في العمل فإن الرسالة العامة التي يحاول المسلسل التركيز عليها هو الثمن الذي ندفعه في حياتنا، بسبب صفات تَربَّينا عليها، فشخصية «زين» كادت تخسر «سارة» بسبب قسوته وصرامته، ونظرته السلبية إلى السيدات، و«إبراهيم» كاد يخسر حفيده بسبب طباعه الحادة.

وأوضحت الفنانة سارة أبي كنعان التي تجسد شخصية «تيما» أن أبرز ما شجعها على المشاركة في العمل هي قوة النص، قائلة لـ«الشرق الأوسط»: «الفنان يبدع حينما يمتلك نصاً جيداً، وهذا هو ما تحقق معي في مسلسل (الثمن)».
وأشارت سارة إلى وجود اختلافات جذرية بين النسختين العربية والتركية الأصلية، وأيضاً عن النسخة الهندية التي اقتُبست أيضاً من المسلسل، معتبرة أن «النسخة العربية لها مذاق وشكل مختلف تماماً عن النسخة الأصلية، ربما يكون التشابه الوحيد بين النسختين هو المضمون وليس الشخصيات».
وكشفت الفنانة اللبنانية عن أن شخصية «تيما» تحمل قصة خاصة بها ستكشفها الأحداث: «(تيما) ليست فقط صديقة (سارة)، ولكن الأحداث المقبلة ستكشف تفاصيل خاصة بها، فالعمل الدرامي طويل وحلقاته كثيرة للغاية، وستحمل الكثير من المفاجآت»، على حد تعبيرها.
ورأى الفنان السوري باسل خياط أن المجتمع يضم شخصيات كثيرة تتعامل وفق أسلوب «زين» الذي ينظر إلى الجنس الآخر باستعلاء. مضيفاً في تصريحات صحافية أن «شخصية (زين) القوية، لا تثق بالنساء نتيجة آراء ووجهة نظر تكوّنت لديه وتأصلت مع مرور الوقت، ولعل والدته ساعدت في تغذية هذا الأمر وتعزيزه ربما بشكل غير مقصود».


مقالات ذات صلة

«سلمى»... نهاية صادمة مقابل أداء تمثيلي متقن

يوميات الشرق الطفلان شادي وجولي مع والدتهما سلمى في المسلسل (فيسبوك)

«سلمى»... نهاية صادمة مقابل أداء تمثيلي متقن

استغرب متابعو المسلسل المعرّب «سلمى» نهايته الفاترة وغير المتوقعة، فخاب أمل المشاهد العربي بعمل درامي أغرته قصّته الإنسانية.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق الفنانة صابرين تميزت بأدوارها المتنوعة (صفحتها على فيسبوك)

صابرين لـ«الشرق الأوسط»: قرار ابتعادي عن الغناء الأصعب بحياتي

أعربت الفنانة المصرية صابرين عن سعادتها بعرض أحدث أفلامها «بنات الباشا» في الدورة الأحدث لمهرجان «القاهرة السينمائي» الدولي بقسم «آفاق السينما العربية».

مصطفى ياسين (القاهرة )
يوميات الشرق الممثلان معتصم النهار وأندريا طايع، بطلا مسلسل «مش مهم الإسم» (شركة الصبّاح)

«مش مهم الاسم»... مُخرجة المسلسل تتحدّث عن الكواليس والممثلين

مخرجة «مش مهم الاسم» ليال م. راجحة تشاركنا تفاصيل التحضير للمسلسل والتعاون مع الثنائي معتصم النهار وأندريا طايع.

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق الفنانة المصرية عبلة كامل (قناة النهار)

احتفاء واسع في مصر بكسر عبلة كامل عزلتها الطويلة

احتفى مصريون برسالة الفنانة عبلة كامل التي كسرت من خلاها عزلتها الطويلة التي أثارت الكثير من التكهنات والتساؤلات حول حياتها الخاصة واعتزالها الفن.

داليا ماهر (القاهرة)
يوميات الشرق هنيدي خلال رقصه مع ابنته (الشرق الأوسط)

حفل زفاف ابنة محمد هنيدي يخطف الأنظار في مصر

تحول حفل زفاف فريدة، ابنة النجم محمد هنيدي، إلى حديث الجمهور في مصر، بعدما امتلأت ليلته بلحظات إنسانية صادقة جمعت بين الفرح والتأثر.

أحمد عدلي (القاهرة )

ألماسة نادرة تُبدّل حياة صديقَيْن في الهند

صدفة تُغيّر المصير (إنستغرام)
صدفة تُغيّر المصير (إنستغرام)
TT

ألماسة نادرة تُبدّل حياة صديقَيْن في الهند

صدفة تُغيّر المصير (إنستغرام)
صدفة تُغيّر المصير (إنستغرام)

في صباح شتوي حديث بمنطقة بانا، إحدى مناطق تعدين الألماس وسط الهند، حقَّق صديقان منذ الطفولة اكتشافاً يعتقدان أنه قد يُغيّر حياتهما إلى الأبد.

وعثر ساتيش خاتيك وساجد محمد على صخرة كبيرة متلألئة في قطعة أرض كانا قد استأجراها قبل أسابيع قليلة. وعندما نقلا الحجر إلى المقيّم الرسمي للألماس في المدينة، تبيَّن أنهما عثرا على ألماسة من فئة الأحجار الكريمة بوزن 15.34 قيراط، وهي من أندر أنواع الألماس الطبيعي وأجوده.

وقال أنوبام سينغ، مقيّم الألماس، لهيئة «بي بي سي هندي»: «تُقدَّر القيمة السوقية للحجر بنحو 5 إلى 6 ملايين روبية (ما بين 55 ألفاً و66 ألف دولار، و41 ألفاً إلى 49 ألف جنيه إسترليني)، وسيُطرح في مزاد قريباً».

وتنظّم الحكومة مزادات ربع سنوية تستقطب مشترين من مختلف أنحاء الهند وخارجها للمُزايدة على الألماس.

وأوضح سينغ أنّ «الأسعار التقديرية تعتمد على سعر الدولار والمعايير التي يُحدّدها تقرير رابابورت»، وهو تقرير يُعدّ مرجعاً رائداً في تحليل أسواق الألماس والمجوهرات.

ألماسة من عمق الأرض تمنح صديقَيْن فرصة جديدة للحياة (إنستغرام)

وقال خاتيك ومحمد إنهما في أقصى السعادة، وأضافا: «بات بإمكاننا الآن تزويج شقيقاتنا».

ويبلغ خاتيك 24 عاماً، ويدير متجراً لبيع اللحوم، فيما يبلغ محمد 23 عاماً، ويعمل في بيع الفاكهة. ويتحدَّر الاثنان من أسر فقيرة، وهما أصغر الأبناء في عائلتيهما.

وعلى مدى أجيال، دأبت عائلتاهما على البحث عن الألماس، وهي مساعٍ شائعة بين سكان المنطقة، علماً بأنّ بانا، الواقعة في ولاية ماديا براديش، تُعدّ من بين أقل مناطق الهند نمواً، إذ يعاني سكانها الفقر وشحّ المياه والبطالة.

غير أنها في المقابل تضمّ معظم احتياطيات الهند من الألماس، ولا تزال وجهة رئيسية للباحثين عن هذا الحجر النفيس.

ورغم أنّ احتياطيات الهند من الألماس محدودة نسبياً مقارنةً بكبار المنتجين عالمياً، فإنها ذات أهمية تاريخية.

وفي حين تدير الحكومة الاتحادية معظم المناجم، تؤجّر السلطات المحلّية قطعاً صغيرة من الأراضي للسكان سنوياً مقابل رسوم رمزية. ومع ندرة فرص العمل، يأمل الأهالي في العثور على حجر ثمين يُحسّن أوضاعهم، وإنما الغالبية تخرج خالية الوفاض.

ويقول محمد إنّ والده وجده حفرا في هذه الأراضي لعقود من دون أن يعثرا على شيء سوى «الغبار وشظايا الكوارتز».

وأوضح أن استئجار قطعة الأرض للبحث عن الألماس جاء جزئياً بدافع اليأس، إذ لم تكن مداخيلهما الضئيلة قادرة على مجاراة ارتفاع تكاليف المعيشة، فضلاً عن تحمُّل نفقات الزواج.

والتنقيب عن الألماس ليس مَهمّة سهلة، وإنما الصديقان اعتادا غربلة أكوام من التراب بعد انتهاء العمل مساءً، أو كلما سنحت لهما فرصة بعيداً عن وظائفهما اليومية.

ومثل معظم سكان المنطقة، اعتمدا على العمل اليدوي في البحث عن الألماس، فكانا يحفران الحُفر، وينقلان التربة والصخور، ويغسلانها عبر المناخل، ثم يُدقّقان بعناية في آلاف الحصى الصغيرة بعد تجفيفها.

وقال مسؤول التعدين في مقاطعة بانا، رافي باتيل، إنّ الصديقين كانا محظوظين إلى حدّ كبير. وأضاف: «لقد استأجرا قطعة الأرض في 19 نوفمبر (تشرين الثاني)، وكان من حُسن حظّهما أن يعثرا خلال أسابيع قليلة على ألماسة من جودة الأحجار الكريمة».

ورغم أنهما لم يتسلَّما العائد المالي بعد، يقول خاتيك ومحمد إنهما متفائلان.

وختما: «لا نفكّر في شراء أرض، أو توسيع أعمالنا، أو الانتقال إلى مدينة أكبر؛ ليس بعد. في الوقت الراهن، ينصبّ تركيزنا على تزويج شقيقاتنا».


بعوض فلوريدا يستعيد مشهداً من «جوراسيك بارك» لكن بلا ديناصورات

«جوراسيك بارك» يعود بصيغة علمية (جامعة فلوريدا)
«جوراسيك بارك» يعود بصيغة علمية (جامعة فلوريدا)
TT

بعوض فلوريدا يستعيد مشهداً من «جوراسيك بارك» لكن بلا ديناصورات

«جوراسيك بارك» يعود بصيغة علمية (جامعة فلوريدا)
«جوراسيك بارك» يعود بصيغة علمية (جامعة فلوريدا)

في فيلم «حديقة الديناصورات» (جوراسيك بارك) الشهير الذي عُرض عام 1993، أعاد العلماء الديناصورات إلى الوجود عبر استخراج حمضها النووي من دمٍ امتصّته بعوضة ثم تجمّد داخل الكهرمان.

وقال جون هاموند، مالك الحديقة، الذي أدّى دوره الممثل ريتشارد أتينبورو، بصوت راوٍ في الفيلم: «قبل مائة مليون عام، كان هناك بعوض، تماماً كما هي الحال اليوم. وكما اليوم، كان يتغذّى على دماء الحيوانات، حتى الديناصورات».

اليوم، يقول باحثون في ولاية فلوريدا إنهم أنجزوا أمراً مُشابهاً.

وذكرت «الإندبندنت» أنه على مدى 8 أشهر، حدَّد فريق من جامعة فلوريدا الحمض النووي لـ86 نوعاً مختلفاً من الحيوانات، انطلاقاً من الدم الذي امتصّته عشرات الآلاف من بعوض فلوريدا.

بعوض يرصد 86 نوعاً حيوانياً من الدم (جامعة فلوريدا)

وقال عالم الحشرات في الجامعة، الدكتور لورنس ريفز، في بيان: «باستخدام البعوض، تمكّنّا من رصد فقاريات تراوحت من أصغر الضفادع إلى أكبر الحيوانات مثل الغزلان والأبقار، فضلاً عن حيوانات ذات أنماط حياة شديدة التنوّع، شجرية، ومهاجرة، ومقيمة، وبرمائية، وكذلك أنواع محلّية وأخرى دخيلة أو مهدَّدة بالانقراض».

ولم تكن الفكرة إحياء أنواع منقرضة، بل التقاط «لقطة بيئية» شاملة لجميع الحيوانات التي تعيش في محيط محمية «دي لوكا» الرطبة التابعة للجامعة.

وتقع المحمية، وهي منطقة طبيعية محمية تديرها الجامعة، على بُعد 80 ميلاً جنوب مدينة أورلاندو.

ولتحقيق ذلك، كان على العلماء اصطياد بعوضة ممتلئة بالدم. ولحُسن الحظ، فإن هذه البعوضات غالباً ما تبقى ساكنة إلى أن تضع بيضها، مما سهَّل التقاطها بواسطة مصيدة شفط استخدمها الباحثون.

والبعوض الإناث هي وحدها التي تلسع، إذ تعتمد على البروتين الموجود في الدم للتكاثر. ويُخزَّن الدم الذي تمتصّه في بطونها، ثم يُستخدم لاحقاً لتكوين البيض، التي قد يصل عددها أحياناً إلى 200 بيضة دفعة واحدة.

وخلال الأشهر الثمانية، جمع ريفز وزملاؤه أكثر من ألفَي «وجبة دم» من 21 نوعاً من إناث البعوض. وأظهر تحليل الدم أنّ البعوض كان يتغذّى من دون تمييز يُذكر.

نسور صلعاء، وذئاب برية، وأفاعٍ جرسية، وثعالب مائية، وضفادع، وسلاحف، وتماسيح، لم يكن هناك فرق، لم يسلم أي نوع.

العلم يلتقط «لقطة بيئية» للتنوّع الحيوي في فلوريدا (جامعة فلوريدا)

وقال الباحثون إنّ الدم احتوى تقريباً على كامل التنوّع الحيوي الفقاري في المنطقة.

غير أن واحداً فقط من الثدييات الكبيرة أفلت من مصّ البعوض. فالفهد الفلوريدي المهدَّد بالانقراض، وهو إحدى القطتين الكبيرتين في الولاية إلى جانب الوشق، لم يظهر في عيّنات دم البعوض.

لكنَّ الباحثين أشاروا إلى أنّ هذا قد يُعدّ نجاحاً من زاوية تقنية. فوفق «لجنة فلوريدا لحماية الأسماك والحياة البرّية»، لا يتجاوز عدد الفهود البالغة المُتبقية في البرّية ما بين 120 و230 فقط، وتتركز جنوب بحيرة أوكي تشوبي في جنوب شرقي فلوريدا.

وقد تكون هذه الفهود نادرة إلى درجة تجعل من الصعب حتى العثور على البعوض الذي يتغذَّى على دمائها.


البروفسور ماجد شرقي يحصد جائزة «نوابغ العرب» عن فئة العلوم الطبيعية

تسلط جائزة «نوابغ العرب» الضوء على قصص نجاح عباقرة مبدعين بارزين في تخصصاتهم (الشرق الأوسط)
تسلط جائزة «نوابغ العرب» الضوء على قصص نجاح عباقرة مبدعين بارزين في تخصصاتهم (الشرق الأوسط)
TT

البروفسور ماجد شرقي يحصد جائزة «نوابغ العرب» عن فئة العلوم الطبيعية

تسلط جائزة «نوابغ العرب» الضوء على قصص نجاح عباقرة مبدعين بارزين في تخصصاتهم (الشرق الأوسط)
تسلط جائزة «نوابغ العرب» الضوء على قصص نجاح عباقرة مبدعين بارزين في تخصصاتهم (الشرق الأوسط)

حصد البروفسور ماجد شرقي جائزة «نوابغ العرب 2025» عن فئة العلوم الطبيعية، تقديراً لإسهاماته في فهم تفاعلات الضوء مع المادة، وتطوير أدوات وتجارب مكّنت العلماء من رصد الحركة فائقة السرعة داخل الجزيئات والمواد على المستوى الذري بدقة غير مسبوقة.

وأكد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أن المساهمات العلمية والبحثية والإنجازات المعرفية العربية تمثل ركيزة أساسية في تقدّم المجتمعات البشرية، وأن العلوم كانت عبر العصور أحد أعمدة التقدم الحضاري في العالم العربي.

وقال في منشور على منصة «إكس» إن «الحضارات لا تعيش على أمجادها، بل تُجدّد مكانتها بعلمائها اليوم»، مهنئاً الفائز بصفته أستاذاً فخرياً في المعهد الفيدرالي السويسري للتكنولوجيا.

وأشار محمد بن راشد إلى أن شرقي كرّس مسيرته لتطوير أدوات وتجارب مكّنت العلماء من مراقبة حركة الجزيئات والمواد بدقة «فيمتوثانية»، وأسهم في تطوير تقنيات الأشعة السينية فائقة السرعة، ونشر أكثر من 450 بحثاً علمياً، محققاً ما يزيد على 23 ألف استشهاد علمي عالمياً، ليعد من أبرز المؤثرين في مجالات المطيافية فائقة السرعة وعلوم المواد والطاقة. وأضاف أن الجائزة تؤكد أن الإبداع العلمي العربي ليس «حبيس الماضي»، بل يمتلك أسماءً حاضرة لا تقل أثراً وطموحاً.

البروفسور ماجد شرقي

وبحسب القائمين على «نوابغ العرب»، فإن أعمال شرقي فتحت مجالات تجريبية جديدة في الكيمياء والفيزياء وعلوم المواد والطاقة المتجددة، وأتاحت رصد ظواهر لم تكن قابلة للملاحظة بالأساليب التقليدية. كما أسهم في ابتكار أدوات بحثية حديثة، من بينها تقنيات الأشعة فوق البنفسجية ثنائية الأبعاد وثنائية الانكسار الدائري فائق السرعة، بما عزز قدرة الباحثين على دراسة الأنظمة الحيوية المعقدة والمواد الصلبة المتقدمة.

وتطرق البيان إلى أدواره الأكاديمية، من بينها مشاركاته في لجان علمية دولية، ورئاسته تحرير مجلة «الفيزياء الكيميائية» الصادرة عن «إلسفير»، وتأسيسه مجلة «الديناميكيات الهيكلية» التابعة للمعهد الأميركي للفيزياء، إضافة إلى تطويره مطياف الأشعة السينية فائق السرعة القادر على التقاط الإشارات آنياً بدقة عالية.

من جهته، أجرى محمد القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء رئيس اللجنة العليا لمبادرة «نوابغ العرب»، اتصالاً مرئياً مع شرقي أبلغه خلاله بالفوز، مشيداً بما قدمه من بحوث ودراسات باتت مرجعاً لآلاف الباحثين وطلاب الدراسات العليا حول العالم، ومؤكداً أن الجائزة تستهدف تكريم الرواد العرب وإبراز قصص نجاحهم بوصفهم قدوة ملهمة للأجيال الجديدة.