على مساحة 5 آلاف متر مربع، يقع في العاصمة السعودية، الرياض، أكثر من 22 استوديو للإنتاج المرئي والمسموع، تحت سقف «مرواس»، الذي افتُتح مؤخراً لدعم وتطوير القطاع الفني، وتوفير جميع الخدمات الإنتاجية في مكان واحد؛ ما سيسهم في إحداث نقلة نوعية للقطاع الفني في السعودية.
ويأتي «مرواس» متماشياً مع التوجهات السعودية الأخيرة لدعم قطاع الترفيه وتطوير جودة الحياة في مدن البلاد، لا سيما بعد أن بدأ الحراك الفني فيها في الانتعاش مجدداً، ولكن بشكل أكبر هذه المرة، اشتمل، إضافة إلى الموسيقى، على السينما والفنون البصرية بأنواعها؛ فمنذ افتتاح دور السينما وظهور المؤتمرات الموسيقية وزيادة نشاط الحفلات الموسيقية، بات المشهد الفني أوضح وأكثر إشراقاً.
كبار الموسيقيين أشادوا بالخدمات المقدمة في «مرواس»
فمنذ بزوغ شمس الأغنية السعودية، مطلع الستينات الميلادية، وانطلاق الحركة الفنية المتسارعة التي تلاها ظهور أسماء جديدة على الساحة، من مطربين وملحنين، كان الهاجس الأكبر كيفية تسجيل أغانيهم بجودة عالية في ظل وجود إمكانات متواضعة في ذلك الحين، وكان الحل المتوفر لدى كبار المطربين اللجوء إلى الدول المجاورة التي تتمتع بخبرة موسيقية أقدم، وبالتالي وجود استوديوهات متطورة لتسجيل ألبوماتهم فيها، ومن ثم توزيعها في السعودية، في عملية كانت تستهلك كثيراً من الجهد والوقت والمال؛ ما حرم فنانين صاعدين كثيرين يفتقرون إلى هذه الإمكانات من إنتاج أغانيهم، أو اضطرهم لإنتاج تلك الأعمال بجودة أقل.
ومع مرور الوقت، أنشأ كثير من الفنانين استوديوهات خاصة بهم داخل السعودية، غالباً لا تُؤجّر، بل هي للفنان نفسه، ليقوم بتسجيل أغانيه فيها، ولم تكن بالجودة المطلوبة نظراً لتكاليف تشغيلها العالية؛ لذا تم إغلاق كثير منها.
افتتح رئيس هيئة الترفية تركي آل الشيخ «مرواس» في أكتوبر الماضي
لذلك أتت شركة «مرواس» لتقدم 22 استوديو عالمياً، وأكاديمية فنيّة، وشبكة إنتاج، وإذاعتين بالعربية والإنجليزية، وشركة إنتاج وتوزيع موسيقي، لتسهم في تغيير مفهوم الفن والترفيه وصناعة المحتوى، إلى جانب مساعدة الفنانين والباحثين عن البيئة المتكاملة لإنتاج المحتوى الفني، ودعم الأفكار الجديدة بما يتناسب مع صناعة المحتوى العصري، بالإضافة إلى توفير بيئة مثالية لتحسين المخرجات الإبداعية وتطوير المواهب وحماية حقوق الملكية الفكرية، وإنشاء شبكة علاقات بين الفنانين، عبر «المجلس» الذي سيضم جلسات حوارية ودية بين المهتمين بالقطاع، وربطهم، بعضهم مع بعض، لتكوين تعاونات بين الملحنين والكتّاب والمنتجين وغيرهم.
ويحتوي «مرواس» على استوديوهات لتسجيل الأغاني «البودكاست» والإذاعة وغيرها من المحتوى الصوتي مزودة بأحدث التقنيات الصوتية في العالم. كما توجد به غرف مخصصة لبروفات الفنانين قبل حفلاتهم تخدم أكثر من 50 عازفاً، معزولة بشكل احترافي، تُعد الأولى من نوعها في السعودية، إضافة إلى استوديو لإنتاج الفيديو، وآخر لتصحيح الألوان، واستوديو مخصص لإنتاج الموسيقى الإلكترونية.
وبهذا الصدد، يقول أنس بازيد، وهو أحد مهندسي الصوت في «مرواس»، إنه تعلم الكثير من المهارات الجديدة التي عزَّزت من خبرته في هندسة الصوت، وأدَّت إلى صقل موهبته في عالم الموسيقى، لافتاً إلى أن احتكاكه مع كبار المهندسين حول العالم الذين تستقطبهم «مرواس» ساعده في تطوير مهاراته بشكل أسرع.
وتطمح «مرواس» في أن تكون منشأتها مهداً لانطلاقة جيل جديد من الموسيقيين، عبر الأكاديمية التي ستستقطب الشغوفين بتعلم الموسيقى وصناعتها، وتوفير أحدث الأجهزة والتقنيات اللازمة لهم للتعلم عليها، بالإضافة إلى دعم المبدعين عبر شركتها الخاصة للإنتاج، التي سترعى الفنانين، من خلال إنتاج ألبوماتهم وتوزيعها والتسويق لها في عقود سنوية تضمن حقوق الفنانين، وتساهم في تعزيز العملية الإنتاجية، وضخّ المزيد من المبدعين في السوق السعودية وفي المنطقة.