«البدرشين»... واجهة السياحة الريفية في مصر

دليلك للاستمتاع بالطبيعة بعيداً عن ضجيج المدن

جمال الطبيعة والتاريخ (صفحة دهشور اليوم)
جمال الطبيعة والتاريخ (صفحة دهشور اليوم)
TT

«البدرشين»... واجهة السياحة الريفية في مصر

جمال الطبيعة والتاريخ (صفحة دهشور اليوم)
جمال الطبيعة والتاريخ (صفحة دهشور اليوم)

لا تعني إضافة الريف المصري لقائمة مقاصدك السياحية أنك ستخوض رحلة للطبيعة الخلابة كمتنفس هادئ بعيداً عن ضجيج المدن فقط، لكنك في الواقع تكون قد اخترت بجانب ما سبق أن تستمتع بأجواء استثنائية تمزج بين الجمال والفنون والثقافة والأصالة، فأياً كانت القرية التي قررت أن تتوجه إليها فإنك ستندهش لمحافظتها على عادات وتقاليد يومية مرتبطة بالحياة والعمل والاحتفالات.
في الريف المصري لن تشعر بالملل؛ حيث يمكنك ممارسة كثير من النشاطات غير التقليدية مثل الاستمتاع بإطعام المواشي والدواجن أو حلب الأبقار وأخذ ورش عمل في الحرف اليدوية المتوارثة عبر عقود، فضلاً عن ركوب الخيل والصيد في البحيرات.

موسم الحصاد يقصده كثير من السياح المحليين والعالميين

عندما يتعلق الأمر بالسياحة في الريف المصري، تنتظرك وجهات كثيرة، فلدى مصر الدولة الزراعية منذ آلاف السنين الكثير لتقدمه، بما يمكنك من كسر بعض عاداتك المرتبطة بالعطلات، دون تكلفة مرتفعة، فهي ستكون أوقات مستقطعة من إجازتك، إذ إنك في الغالب ستقضي يوماً واحداً أو أياماً قليلة؛ لأن معظم القرى الريفية لم تقدم بعد أماكن إقامة طويلة، باستثناء بيوت تقليدية، لكن في الوقت نفسه تقدم باقة من مقومات البيئة الجاذبة للسياح، وتساعدك على تقليل التنقل واستغلال الوقت لاكتشاف الثقافات المحلية، أو ما أصبح يُعرف عالمياً باسم «Slow Tourism» أو «السياحة البطيئة»، وهي ما يعتبرها الدكتور سعيد البطوطي المستشار الاقتصادي لمنظمة السياحة العالمية جزءاً من عائلة أنماط السياحة المستدامة؛ فهي على حد تعبيره: «تعمل على تقليل مسافات السفر؛ واسترخاء العقل، والأكل في المطاعم المحلية؛ والتسوق مباشرة من المنتجين؛ وتعلم مهارات جديدة؛ والتقليل من الميكنة والتكنولوجيا؛ وتجربة الأصالة؛ وتقليل البصمة الكربونية».

جلسات بسيطة تجذب السياح
وتأتي «البدرشين» في مقدمة المقاصد الريفية في مصر، ستلحقها بالتأكيد قرى أخرى، لكن فضلت البداية منها ربما لتمتعها بكل مقومات الطبيعة والبيئة المصرية، ولقربها الشديد من العاصمة القاهرة؛ فلا يستغرق الأمر منك أكثر من نصف الساعة؛ إذ تقع على بعد نحو 18 كيلومتراً جنوب الجيزة على البر الغربي لنهر النيل، وتستطيع أن تأخذ سيارتك الخاصة أو المؤجرة إليها، أو أن تستقل حافلة نقل جماعي.

إقبال كبير على السياحة البيئية في مصر

إذا اخترت أن تتحرك بشكل جماعي فستكون وجهتك الأولى ميدان «عبد المنعم رياض» وسط القاهرة؛ حيث يتجمع المسافرون صباحاً. وإذا كنت معتاداً أن تتناول فطورك في وقت مبكر، فحاول أن تنزل من دون إفطار في هذا اليوم، لأنك ستبدأ يومك هناك بتناول «فطار فلاحي» محلي؛ فعلى «الدكة» التقليدية ستجد في انتظارك «فطيراً مشلتتاً» وعيشاً فلاحياً (بتاو) وجبناً بالزعتر وفولاً وطعمية وبطاطس وخضراوات طازجة مثل الجرجير والخيار.

تستطيع مشاركة السكان المحليين إعداد الطعام

بعد أن تتناول مشروبك المفضل تستطيع أن تبدأ جولة في الحقول ومزارع النخيل بصحبة مرشد من أهل البلد يشرح لك أنواع النباتات والمحاصيل المختلفة، وهناك لن تتمكن من المغادرة سريعاً؛ فأمام جمال الطبيعة والمساحات الخضراء الممتدة، وحتماً ستفعل مثل سكان المكان الذين يفترشون الأرض وسط المزارع ويشربون الشاي بالنعناع الأخضر في أكواب زجاجية صغيرة، في لحظات لن تغادر ذاكرتك بعد انتهاء الرحلة.


عودة للحياة البسيطة

وتتعدد النشاطات بعد ذلك، والتي تتنافس في توفيرها لك شركات السياحة ومنظمو الرحلات من أبناء المكان، تقول هبة رجب مديرة البرامج السياحية بشركة «أيكو ترافيل» لـ«الشرق الأوسط»: «ما عليك سوى الاختيار بحسب ميولك واهتماماتك». فإذا كنت من عشاق الهدوء والاسترخاء أو اليوغا يمكنك البقاء طويلاً في الحقول، وإذا كنت من محبي تذوق الطعام المحلي أنصحك بالتوجه لأحد بيوت الضيافة، وهي بيوت يفتحها أهل البدرشين للزوار تشجيعاً للسياحة الريفية، فتتناول طعامهم المكون من المحشي المشكل، والبط والدجاج، وطواجن الخضار، والخبز الفلاحي، والفواكه الطازجة، وأكثر ما سينال إعجابك أنك ستتناول الأكل المطهي على الحطب، بمذاقه المميز، وعند الانتهاء من الغداء يكون قد جاء وقت الاستمتاع بجلسة سمر وشاي تحت السماء في إطلالة رائعة.
أما إذا أردت أن تمزج يومك الريفي بنشاطات أخرى، فثمة مفاجأة تدهشك، وهي أنك من الريف تنتقل إلى قلب الصحراء، على حد تعبير رجب، التي تضيف: «تنظم لك رحلات في الصحراء، إذ يحدّ البدرشين من الغرب الصحراء الغربية»، وتضيف رجب قائلة: «ننظم رحلات (الهايكينج) في الصحراء؛ في هذه المنطقة الساحرة، وخلال ذلك يمكنك رؤية الشروق، مستمتعاً بالفضاء الواسع، وخلال ذلك أيضاً يمكنك الاستمتاع بـ(قعدة سمر) حول (راكية النار) بالصحراء والتقاط صور فوتوغرافية».
وسيجد هواة التاريخ أيضاً ضالتهم في البدرشين، الزاخرة بالمعالم الأثرية، فهي تضم قرية «ميت رهينة» وهي «منف القديمة» أقدم عاصمة في تاريخ مصر، وفي الجزء الجنوبي تقبع «دهشور» وهي من أهم المناطق الأثرية في مصر، وتضم كنوزاً أثرية، حيث عُثر بها على أكثر من اكتشاف أثرى من الذهب داخل مقابرها وأهراماتها، ومن أهمها الهرم الأصفر، والهرم المنحنى الخاص بالملك سنفرو، والهرم الأسود للملك أمنمحات الثالث، وهرم الملك سنوسرت الثالث، كما يضم مركز البدرشين متحف «ميت رهينة» الذي يحتوي على قطع أثرية هامة، منها تمثال رمسيس الثاني.
ولا تفوتك جلسات مشاهدة الغروب من أعلى بانوراما تظهر الأهرامات (أبوصير – دهشور - سقارة) والمنطقة المحيطة بها، كما تشير رجب، وهناك أيضاً نشاط ركوب الخيل في المكان. وفي هذه المنطقة من الريف ستجد أيضاً متاجر سياحية خاصة بالسجاد والأثاث العربي الأصيل، وهناك قرى سياحية ومطاعم وبازارات للحصول على منتجات محلية تذكارية وهدايا، وستمارس داخلها فنوناً تراثية، مثل صناعة الفخار والخبيز، من خلال مجموعة من الورش تنظم للزوار.
إذا قررت المبيت في البدرشين ومدّ إجازتك للاستمتاع بكل جوانب الجمال الموجودة فيها، تقول رجب: «من الممكن أن تقوم بالتخييم في سقارة، أو تقيم وسط النخل في البيت الذي تم فيه تصوير فيلم (شمس الزناتي) بإطلالة رائعة على الصحراء».
ينصح أهلها بزيارتها في الفترة من بداية شهر سبتمبر (أيلول) حتى نهاية أكتوبر (تشرين الأول) من كل عام؛ حيث يبدأ موسم حصاد البلح، ويقام له مهرجان سنوي، حافلاً بالفعاليات الفنية والنشاطات المختلفة؛ في المكان المعروف بأنه «بلد المليوني نخلة». وخلال هذه الفترة الزمنية يبدأ كل يوم أهالي القرية، على مدار أكثر من 60 يوماً، في حصاد البلح السيوي بعد تمام نضجه، ليقوموا بجمعه ثم نشره داخل مناشر تصنع خصيصاً في أيام الحصاد، وهي عبارة عن قطعة أرض تحاط بالخوص ويتم نثر البلح بعد جمعه، تحت أشعة الشمس حتى يتحول لتمر. وأثناء ذلك، يسمح لك بعض المزارعين بمشاركتهم صنع العجوة وتذوق الوصفات التي تدخل فيها، كما تشارك في رقصات فلكلورية وعروض فنية.
وفي سبتمبر أيضاً، ستلتقي بحصاد السمسم، ويمكنك المشاركة في إحدى مراحله الثلاث؛ «تربيط المحصول» على شكل هرمي لضمان ثبات السمسم داخل الزرع حين يجف، أو أن تشاهده في مرحلة تنقيته من الشوائب من خلال وضعه في الشمس مدة ما بين 20 إلى 25 يوماً، وتلتقط ما تريد من صور، أو أن تشاهده أثناء الغربلة وسقوطه متخذاً اللون الذهبي. أما في أغسطس (آب) ففي انتظارك حصاد المانغو بأنواعها المختلفة.
ستكون سعيد الحظ إذا زرت البدرشين أثناء إحدى فعاليات مبادرة «التراث الريفي» التي أطلقتها مزرعة «نوايا» لدعم مبادرات السيدات الريفيات في مجال سياحة الطعام، ومن ذلك فعالية «كيف تستمتع بالملوخية من دون لحوم؟» التي تقام في اليوم العالمي للبقول؛ وستشارك في تحضيرها بالفول النابت، وسط أجواء من الدفء والمرح.


مقالات ذات صلة

جولة على أجمل أسواق العيد في ألمانيا

سفر وسياحة أسواق العيد في ميونخ (الشرق الاوسط)

جولة على أجمل أسواق العيد في ألمانيا

الأسواق المفتوحة تجسد روح موسم الأعياد في ألمانيا؛ حيث تشكل الساحات التي تعود إلى العصور الوسطى والشوارع المرصوفة بالحصى

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد جانب من المنتدى التاسع لمنظمة الأمم المتحدة لسياحة فن الطهي المقام في البحرين (الشرق الأوسط) play-circle 03:01

لجنة تنسيقية لترويج المعارض السياحية البحرينية السعودية

كشفت الرئيسة التنفيذية لهيئة البحرين للسياحة والمعارض سارة أحمد بوحجي عن وجود لجنة معنية بالتنسيق فيما يخص المعارض والمؤتمرات السياحية بين المنامة والرياض.

بندر مسلم (المنامة)
يوميات الشرق طائرة تُقلع ضمن رحلة تجريبية في سياتل بواشنطن (رويترز)

الشرطة تُخرج مسنة من طائرة بريطانية بعد خلاف حول شطيرة تونة

أخرجت الشرطة امرأة تبلغ من العمر 79 عاماً من طائرة تابعة لشركة Jet2 البريطانية بعد شجار حول لفافة تونة مجمدة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق أشخاص يسيرون أمام بوابة توري في ضريح ميجي بطوكيو (أ.ف.ب)

اليابان: اعتقال سائح أميركي بتهمة تشويه أحد أشهر الأضرحة في طوكيو

أعلنت الشرطة اليابانية، أمس (الخميس)، أنها اعتقلت سائحاً أميركياً بتهمة تشويه بوابة خشبية تقليدية في ضريح شهير بطوكيو من خلال نقش حروف عليها.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
يوميات الشرق سياح يصطفون للدخول إلى معرض أوفيزي في فلورنسا (أ.ب)

على غرار مدن أخرى... فلورنسا الإيطالية تتخذ تدابير لمكافحة السياحة المفرطة

تتخذ مدينة فلورنسا الإيطالية التاريخية خطوات للحد من السياحة المفرطة، حيث قدمت تدابير بما في ذلك حظر استخدام صناديق المفاتيح الخاصة بالمستأجرين لفترات قصيرة.

«الشرق الأوسط» (روما)

«نيرفي»... تحفة فنية إيطالية وادعة على المتوسط

نيرفي منطقة سياحية جميلة في إقليم ليغوريا (أدوبيستوك)
نيرفي منطقة سياحية جميلة في إقليم ليغوريا (أدوبيستوك)
TT

«نيرفي»... تحفة فنية إيطالية وادعة على المتوسط

نيرفي منطقة سياحية جميلة في إقليم ليغوريا (أدوبيستوك)
نيرفي منطقة سياحية جميلة في إقليم ليغوريا (أدوبيستوك)

الصفات المشتركة التي تربط ما بين مدن إيطاليا وأرجائها كافة هي الجمال وروعة الطبيعة ولذة الطعام، لكن إذا أردنا التعرف على الفوارق فهي كثيرة؛ وذلك لأن لكل مدينة وقطاع في إيطاليا نكهتها الخاصة. لروما ألقها، فيها تشتم رائحة التاريخ قبل رائحة البيتزا، وفي مناطق الشمال تختلف المناظر ويختلف المطبخ، وفي صقلية تشعر وكأنك في بلد عربي وتتذوق نكهة الشرق في أطباقها... ولائحة الفوارق تطول.

ساحة جنوا وتمثال يجسّد أزمة المهاجرين في أوروبا (الشرق الأوسط)

رحلتنا الأخيرة إلى إيطاليا هذه المرة بدأت من جنوا (Genova) التي تعدّ واحدة من أهم المدن الإيطالية تاريخياً وثقافياً، وتقع إلى شمال غربي إيطاليا على الساحل الليغوري؛ فهي مهد كريستوفر كولومبوس وموطنه بحيث يعتقد بأن المستكشف الشهير وُلد فيها أو بالقرب منها، وهذا الأمر يعطي هذه المدينة مكانة بارزة في تاريخ الاستكشاف.

كامولي من مدينة لصيادي الأسماك إلى وجهة سياحية رائعة (الشرق الأوسط)

ومن جنوا وعلى بعد نحو عشرين دقيقة بالسيارة وصلنا إلى منطقة نيرفي Nervi، حيث حططنا رحالنا لتكون هذه المنطقة نقطة اكتشاف أهم الوجهات السياحية القريبة وعلى رأسها منطقتا «سانتا مارغاريتا» ومرفأ «بورتو فينو» و«جنوا» و«كامولي».

يتميز كابيتولو ريفييرا بأثاثه الإيطالي الجميل (الشرق الأوسط)

أما عنوان الإقامة، فكان في أجدد فندق من فئة بوتيك وتكلله 5 نجوم، يستمد من الريفييرا الإيطالية اسمه ومن الذوق الإيطالي تصميمه، اخترنا «كابيتولو ريفييرا» Capitolo Riviera؛ لأنه عنوان إيطالي بامتياز ويتمتع بموقع مميز مباشرة على البحر وعلى بعد دقيقة مشي فقط من محطة القطار التي تساعدك على التنقل في جميع أرجاء ليغوريا براحة وسرعة تامة.

جنوا مدينة كريستوفر كولومبوس (الشرق الأوسط)

كابيتولو ريفييرا هو ثمرة جهد دام لأكثر من أربع سنوات لترميم وتغيير ملامح المبنى الذي كان في الماضي فندقاً أيضاً، لكن المالكين الجدد للمشروع من بينهم الرئيس التنفيذي باولو دوراغروسا وزوجته اللبنانية سابين غنطوس غيَّروا معالمه بشكل تام ليكون عنواناً راقياً ومميزاً في قطاع ليغوريا، لدرجة أن كل من زاره علق بأنه عنوان لا يوجد له منافس في تلك المنطقة نسبة للمفردات الإيطالية الراقية فيه المتمثلة بالديكور الإيطالي التي تعبق منه رائحة الجلد الطبيعي والأثاث المصمم خصيصاً للفندق من ماركة (تاكيني) و«ترو ديزاين» و«كاسينا» والبهو المفتوح والعصري والحديقة الخارجية وبركة السباحة التي تطل على المركز الصحي الذي تم حفره تحت الأرض بشكل يتناغم مع باقي أرجاء الفندق المؤلف من 37 غرفة.

الحدائق المحيطة بكابيتولو ريفييرا على الساحل الليغوري (الشرق الأوسط)

عندما تصل إلى المدخل يستقبلك فريق العمل بزي موحد وبتصميم جميل يتناغم مع ألوان اللوبي المميز بجدرانه وأسقفه الخرسانية والتي تركها مصمم الديكور مكشوفة ومن دون طلاء لتعطي نوعاً من الحداثة وتبث روحاً يانعة في المكان. الموظفون يتقنون لغات عدة بما فيها العربية ليكون التواصل أسهل بالنسبة للزوار من منطقة الشرق الأوسط.

اختيار هذا الفندق يناسب السياح الذين ينوون السفر من منطقة إلى أخرى في إيطاليا لأنه يقع في وسط مناطق سياحية عدّة قريبة يسهل الوصول إليها عن طريق السيارة أو القطار.

جنوا مدينة تاريخية عريقة (الشرق الأوسط)

وتقول سابين غنطوس إن الصعوبة كانت في بذل جهد كبير لخلق مشروع أنيق وبالوقت نفسه صديق للبيئة؛ ولهذا لا يوجد أي أثر للبلاستيك في الفندق وتم التركيز على خلق واحة خضراء تبدأ من بهو الفندق الرئيسي لتكون مرآة للمساحة الخارجية المليئة بالخضرة والأشجار، وأضافت غنطوس بأن المصاعب التي واجهتها مع زوجها باولو منذ بداية المشروع إلى جانب مستثمرين هو الحفاظ على هوية وكيان المبنى مع القيام بتوسيعه وحفر طابق إضافي تحت الأرض تم تحويله مركزاً صحياً وسبا وغرفاً للعلاجات مع مخرج مباشر إلى الحدائق وبركة السباحة.

البهو الرئيسي في كابيتولو ريفييرا (الشرق الأوسط)

ويضم الفندق أيضاً مطعماً مميزاً يطلق عليه اسم «بوتانيكو» Botanico يشرف عليه الشيف الإيطالي جيوفاني أستولفوني ويقدم فيه الغداء والعشاء، وأطباقه إيطالية تقليدية مع لمسة عصرية جداً، الأمر واضح من طريقة التقديم والوصفات التي يشدد فيها الشيف على الألوان، فلا تفوت على معدتك فرصة تذوق الريزتو مع البيستو الأشهر في جنوا المزين بالزهور القابلة للأكل التي تزرع في حديقة الفندق.

كامولي الشهيرة بأبنيتها الملونة (الشرق الأوسط)

الغرف تختلف فيما بينها من حيث الديكور والحجم، لكنها كلها تحمل نفس توقيع شركة تصميم الأثاث الإيطالية وتتمتع بشرفات تطل على الحديقة وبركة السباحة التي تصدح في أرجائها أنغام الموسيقى الإيطالية الكلاسيكية لتعطي المكان رونقاً جميلاً يلفّ بظلال شجرة وارفة تتمركز في الوسط وتدور حولها حركة الضيوف والأثاث الخارجي.

أجمل ما يمكن أن تقوم به هو المشي بين ثنايا ممرات الشاطئ «باسيجياتا دي نيرفي» الممتدة على طول الساحل، حيث تستطيع الاستمتاع بإطلالات رائعة على البحر المتوسط، وفي نهاية هذا الممشى تصل إلى مرفأ نيرفي الصغير، القريب من المحال الصغيرة التي تبيع الأجبان محلية الصنع والبوتيكات المتخصصة ببيع الألبسة الإكسسوارات الإيطالية.

مرفأ كامولي في ليغوريا (الشرق الأوسط)

ماذا تزور في نيرفي؟. حدائق نيرفي (Parchi di Nervi) تحتوي على مجموعة من الحدائق الجميلة التي تطل على البحر، مثل حديقة نيرفي (Giardino di Nervi) وحديقة سونيرمو.

. فيلا دوريا بوندام (Villa Doria Pamphili) قصر تاريخي يعود إلى القرن السابع عشر، تحيط به حدائق واسعة. يمكن للزوار استكشاف المعمار الرائع والاستمتاع بالمشاهد الجميلة.

. كنيسة سانتا مارغريتا (Chiesa di Santa Margherita) كنيسة تاريخية جميلة تقع في قلب نيرفي. تتميز بتصميمها المعماري الفريد وتفاصيلها الجميلة.

. حديقة ميوسي (Parco della Musica) تقدم حفلات موسيقية ومناسبات ثقافية، وهي مكان رائع للاسترخاء والاستمتاع بالطبيعة.

جنوا مدينة مليئة بالممرات الضيقة والمحال التجارية الصغيرة (الشرق الأوسط)

ماذا تزور في جنوا؟

. تقع جنوا القديمة (Genova Vecchia) على بعد مسافة قصيرة بالسيارة أو القطار، يمكنك زيارة المعالم التاريخية مثل الكاتدرائية (Cattedrale di San Lorenzo) وقصر دوكال (Palazzo Ducale).تلقب بـ«لا سوبيربا» La Superba، والذي يعني «المتكبرة» أو «المهيبة»؛ وذلك بسبب تاريخها العظيم وقوتها الاقتصادية والسياسية خلال العصور الوسطى، عندما كانت جمهورية بحرية قوية تنافس مرافق بحرية أخرى مثل البندقية وبيزا.

أهم ما تشتهر به جنوا الميناء البحري، وهو واحد من أكبر وأهم المواني البحرية في إيطاليا وأوروبا. تاريخياً، لعب دوراً رئيسياً في التجارة البحرية بين البحر الأبيض المتوسط وأوروبا، وما زال حتى اليوم مركزاً بحرياً مهماً.

ساحل ليغوريا في إيطاليا يزخر بالمناطق الجميلة (الشرق الأوسط)

تتميز المدينة بشوارعها الضيقة والمعروفة باسم «كاروجي» والمباني القديمة التي تعود إلى العصور الوسطى وعصر النهضة. تضم المدينة الكثير من الكنائس والقصور التاريخية الفخمة، مثل قصر دوكالي وكاتدرائية سان لورينزو، وكلها مفتوحة أمام الزوار ويمكن الدخول إليها بسعر لا يتخطى العشرة يوروهات تخولك زيارة ثلاثة قصور.

أما بالنسبة للمطبخ فتشتهر جنوا بصلصة البيستو المصنوعة من الريحان الطازج والثوم والصنوبر وزيت الزيتون والجبن. وتشتهر أيضاً بخبز الفوكاشيا الرقيق المحشو بالجبل (تجدر الإشارة إلى أن طريقة أهل جنوا في تصنيع هذا الخبز تختلف عن باقي مناطق البلاد).

غرف نوم وديكورات صديقة للبيئة (الشرق الأوسط)

وتضم جنوا أيضاً الكثير من المعالم التاريخية والسياحية مثل المدينة القديمة والأكواريوم الذي يعدّ من الأكبر في أوروبا. بالإضافة إلى أسواقها الجميلة المخصصة للمشاة.

ماذا تزور في بورتو فينو؟. بورتو فينو (Portofino) تعدّ من بين أجمل الأماكن على الساحل الإيطالي، وتشتهر بالمرفأ الأشبه بخليج صغير يقصده أثرياء العالم بيخوتهم لتناول الغداء في أحد المطاعم المحاذية للماء والمطلة على المباني الملونة، ويعد مكاناً مثالياً للتنزه وتناول الطعام.

كامولي السياحية (الشرق الأوسط)

. سانتا مارغريتا ليغوريا (Santa Margherita Ligure) تقع بالقرب من بورتو فينو، وهي مكان رائع للتسوق وتناول الطعام والتمتع بالشواطئ.

«كامولي»:

بلدة صغيرة تقع في إقليم ليغوريا على الساحل الشمالي الغربي لإيطاليا، وتبعد نحو عشرين دقيقة من محطة القطار في نيرفي، تعدّ واحدة من الوجهات الساحلية الرائعة التي تجذب الزوار بسبب جمالها الطبيعي ومعمارها الساحر، بالإضافة إلى ثقافتها البحرية العريقة. إليك أبرز مميزاتها:

تضم البلدة ميناءً تقليدياً صغيراً مخصصاً لقوارب الصيد واليخوت، وهو مكان مثالي للتنزه والاستمتاع بمشهد البحر والقوارب الملونة.

تشتهر كامولي بأبنيتها الملونة (الشرق الأوسط)

تشتهر كامولي بتاريخها العريق كقرية صيد، ولا يزال للصيد دور كبير في حياة السكان المحليين. يُقام في البلدة سنوياً مهرجان السمك (Sagra del Pesce)، حيث يتم قلي السمك في مقلاة ضخمة وسط الساحة.

المنازل في كامولي مطلية بألوان زاهية ومميزة، وهذه المنازل القديمة بنيت بشكل متلاصق ومتدرج على طول الساحل، وهو أسلوب يعكس الطابع التقليدي للمنطقة.

على الرغم من أن الشواطئ في كامولي صغيرة وصخرية مقارنة بالشواطئ الرملية، فإنها تظل مثالية لمحبي الغوص والسباحة بفضل مياهها الصافية.

البلدة مجهزة بعدد من الفنادق والمطاعم التي تقدم أطباقاً بحرية تقليدية، حيث يمكنك تذوق المأكولات المحلية الشهيرة مثل الباستا مع البيستو وفواكه البحر.