اتهامات لقوات نظامية وراء أحداث القتل بجنوب دارفور

صورة نشرها موقع «دبنقا» لمعارك وقعت في دارفور منذ أيام
صورة نشرها موقع «دبنقا» لمعارك وقعت في دارفور منذ أيام
TT

اتهامات لقوات نظامية وراء أحداث القتل بجنوب دارفور

صورة نشرها موقع «دبنقا» لمعارك وقعت في دارفور منذ أيام
صورة نشرها موقع «دبنقا» لمعارك وقعت في دارفور منذ أيام

وجّه زعماء قبليون بدارفور، أصابع الاتهام إلى مجموعات داخل قوات «الدعم السريع»، التي يقودها نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي، محمد حمدان دقلو (حميدتي) بالوقوف خلف الاعتداءات المسلحة التي خلفت عشرات القتلى والجرحى، في منطقة «بليل» بولاية جنوب دارفور في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، في حين اتهم دقلو بدوره بعض الجهات بإثارة الفتن والنزاعات بين القبائل في الإقليم.
وقال عمدة جنوب دارفور، ضوء البيت أحمد، في مؤتمر صحافي بالخرطوم، أمس، إن الدولة مسؤولة عن هذه الاعتداءات، مشيراً إلى أن المجموعات التي هاجمت ونهبت القرى وقامت بإحراقها، تجمعت وتحركت من مناطق معلومة على مرأى ومسمع السلطات الحكومية.
وأضاف، أن «الاعتداء علينا تم بآليات العسكرية الخاصة بقوات الدعم السريع؛ إذ إن الرعاة الذين يتهمون بأنهم وراء الأحداث لا يملكون سيارات دفع رباعي أو أسلحة دوشكا».
وذكَّر العمدة بحديث صدر عن حميدتي خلال زيارته لمناطق الأحداث، حيث قال، إنه تعرض للطعن من الخلف، في إشارة إلى أن هناك جهات تعمل على توريط قواته (الدعم السريع) في الهجمات على المدنيين.
وبدوره، قال سلطان عموم قبلية «الداجو» يحي إبراهيم في المؤتمر الصحافي، إن الهجمات المسلحة على القرى والمدنيين في محافظة بليل عمل ممنهج ومدروس وليس خبط عشواء، مشيراً إلى أن هناك جهات خططت لهذه العمليات ونفذتها.
وأضاف، أن وثيقة الصلح ووقف العدائيات التي وُقّعت بين قبائل في المنطقة تم فرضها لطمس آثار الجرائم التي ارتكبتها تلك القوات.
وقال إبراهيم، إن الأوضاع في المنطقة كما هي عليه دون جديد، وأن المواطنين يخشون من العودة إلى قراهم خوفاً من تجدد الاعتداءات عليهم من قِبل الميليشيات المسلحة المتواجدة في المنطقة.
وطالب السلطان إبراهيم وزارة الداخلية بإنشاء (7) مراكز للشرطة تكون جاهزة للتدخل لحماية المدنيين، كما دعا الدولة إلى تعويض المتضررين من الأحداث بتشييد منازل ثابتة من الطوب الأحمر.
ومن جانبه، قال الأمين العام لـ«منبر أبناء دارفور»، أمين محمد، إن كل المشاكل في دارفور ذات طابع عرقي وإثني، تبدأ بأحداث فردية، تستغلها جهات بمخططات مسبقة لتنفيذ هجمات مسلحة لتهجير أهالي تلك المناطق وإحلال آخرين.
وأضاف، أن المشاكل تتفاقم بسبب انعدام سلطة الدولة وغيابها بالكامل، مشيراً إلى أنه في كل النزاعات بدارفور، يوجه المواطنون الاتهام للسلطة، إما بالانحياز المباشر بمشاركة بعض منسوبيها في الأجهزة الأمنية في الاعتداءات، أو التقصير في مسؤولية حماية المدنيين، بعدم الوصول إلى الجناة ومحاسبتهم على جرائمهم.
وقال «يبدو واضحاً أن هناك سياسات مرسومة وأحلافاً بين الحكومة وبعض المجموعات السكانية قبائل في الإقليم للاستيلاء على الأرض، وهذا لن يساعد في تحقيق الاستقرار والأمن في دارفور».
وأشار أمين إلى أن إبرام المصالحات القبلية ووقف العداءات، دون تحقيق العدالة وإنصاف الضحايا لن تحل المشاكل في دارفور.
وكان نائب رئيس مجلس السيادة، محمد حمدان دقلو (حميدتي) أشار في مطلع يناير (كانون الثاني) الحالي، عقب زيارته للمناطق التي شهدت الأحداث بجنوب دارفور، إلى وجود «مخططات مرصودة، لإثارة الفتن والنزاعات بين القبائل في دارفور»، وقطع بالتصدي الحاسم لها بالقوة وفق القانون.
وتعهد حميدتي، أن تكون التحقيقات في أحداث جنوب دارفور، مختلفة تماماً عن المرات السابقة، وبسقف زمني محدد، بحيث تصل إلى الجناة في أسرع وقت. وتواجه القوات المشتركة المخصصة لحماية المدنيين في دارفور، المكونة من الجيش وقوات الدعم السريع ومقاتلو الفصائل المسلحة بانتقادات حادة لعجزها عن ملاحقة الجناة والتعامل معهم بالقوة. وكانت منطقة بليل والقرى المجاورة لها بجنوب دارفور تعرضت في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، إلى هجمات ميليشيات مسلحة خلفت 15 قتيلاً و48 جريحاً ونزوح 7532 أسرة.


مقالات ذات صلة

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

شمال افريقيا «أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

نقلت سفينة «أمانة» السعودية، اليوم (الخميس)، نحو 1765 شخصاً ينتمون لـ32 دولة، إلى جدة، ضمن عمليات الإجلاء التي تقوم بها المملكة لمواطنيها ورعايا الدول الشقيقة والصديقة من السودان، إنفاذاً لتوجيهات القيادة. ووصل على متن السفينة، مساء اليوم، مواطن سعودي و1765 شخصاً من رعايا «مصر، والعراق، وتونس، وسوريا، والأردن، واليمن، وإريتريا، والصومال، وأفغانستان، وباكستان، وأفغانستان، وجزر القمر، ونيجيريا، وبنغلاديش، وسيريلانكا، والفلبين، وأذربيجان، وماليزيا، وكينيا، وتنزانيا، والولايات المتحدة، وتشيك، والبرازيل، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وهولندا، والسويد، وكندا، والكاميرون، وسويسرا، والدنمارك، وألمانيا». و

«الشرق الأوسط» (جدة)
شمال افريقيا مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

بعد 3 أيام عصيبة قضتها المسنة السودانية زينب عمر، بمعبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان، وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على غر

شمال افريقيا الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

أعلنت الأمم المتحدة، الخميس، أنها تحتاج إلى 445 مليون دولار لمساعدة 860 ألف شخص توقعت أن يفروا بحلول أكتوبر (تشرين الأول) المقبل من القتال الدامي في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع. وأطلقت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين هذا النداء لجمع الأموال من الدول المانحة، مضيفة أن مصر وجنوب السودان سيسجّلان أكبر عدد من الوافدين. وستتطلب الاستجابة للأزمة السودانية 445 مليون دولار حتى أكتوبر؛ لمواجهة ارتفاع عدد الفارين من السودان، بحسب المفوضية. وحتى قبل هذه الأزمة، كانت معظم العمليات الإنسانية في البلدان المجاورة للسودان، التي تستضيف حالياً الأشخاص الفارين من البلاد، تعاني نقصاً في التمو

«الشرق الأوسط» (جنيف)
شمال افريقيا الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

وجّه الصراع المحتدم الذي يعصف بالسودان ضربة قاصمة للمركز الرئيسي لاقتصاد البلاد في العاصمة الخرطوم. كما عطّل طرق التجارة الداخلية، مما يهدد الواردات ويتسبب في أزمة سيولة. وفي أنحاء مساحات مترامية من العاصمة، تعرضت مصانع كبرى ومصارف ومتاجر وأسواق للنهب أو التخريب أو لحقت بها أضرار بالغة وتعطلت إمدادات الكهرباء والمياه، وتحدث سكان عن ارتفاع حاد في الأسعار ونقص في السلع الأساسية. حتى قبل اندلاع القتال بين طرفي الصراع في 15 أبريل، عانى الاقتصاد السوداني من ركود عميق بسبب أزمة تعود للسنوات الأخيرة من حكم الرئيس السابق عمر البشير واضطرابات تلت الإطاحة به في عام 2019.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)
شمال افريقيا فيصل بن فرحان وغوتيريش يبحثان وقف التصعيد في السودان

فيصل بن فرحان وغوتيريش يبحثان وقف التصعيد في السودان

بحث الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم (الخميس)، الجهود المبذولة لوقف التصعيد العسكري بين الأطراف في السودان، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين السودانيين والمقيمين على أرضه. وأكد الأمير فيصل بن فرحان، خلال اتصال هاتفي أجراه بغوتيريش، على استمرار السعودية في مساعيها الحميدة بالعمل على إجلاء رعايا الدول التي تقدمت بطلب مساعدة بشأن ذلك. واستعرض الجانبان أوجه التعاون بين السعودية والأمم المتحدة، كما ناقشا آخر المستجدات والتطورات الدولية، والجهود الحثيثة لتعزيز الأمن والسلم الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

الجيش يستعيد منطقة استراتيجية ويحكم الحصار على ود مدني


 البرهان يحيي مؤيديه في أم درمان غرب الخرطوم يوم 29 يونيو 2019 (أ.ب)
البرهان يحيي مؤيديه في أم درمان غرب الخرطوم يوم 29 يونيو 2019 (أ.ب)
TT

الجيش يستعيد منطقة استراتيجية ويحكم الحصار على ود مدني


 البرهان يحيي مؤيديه في أم درمان غرب الخرطوم يوم 29 يونيو 2019 (أ.ب)
البرهان يحيي مؤيديه في أم درمان غرب الخرطوم يوم 29 يونيو 2019 (أ.ب)

استعاد الجيش السوداني السيطرة على منطقة استراتيجية، في ولاية الجزيرة (وسط) على بُعد 40 كيلومتراً من عاصمة الولاية ود مدني، بعد معارك عنيفة استمرت لثلاث ليالٍ.

وقالت مصادر الجيش السوداني إن القوات المسلحة استعادت محلية «أم القرى» التابعة لولاية الجزيرة، التي كانت تحت سيطرة «قوات الدعم السريع»، وأحكمت الحصار على مدينة ود مدني حاضرة الولاية، وذلك ضمن محاولات الجيش السوداني استرداد المدينة التي تعد ثانية كبرى مدن السودان. وبثت منصات تابعة للجيش مقاطع فيديو لقواته وهي تنتشر في المنطقة، ولمواطنين فرحين بطرد «قوات الدعم السريع».

وتبعد «أم القرى» عن مدينة ود مدني بنحو 40 كيلومتراً شرقاً، وتعد من المحليات (تقسيم إداري) المهمة في ولاية الجزيرة لكثافتها السكانية، ووقوعها على «سهل البطانة» الخصيب، وتضم عدداً من القرى. ومدينة أم القرى هي حاضرة المحلية التي تحمل الاسم نفسه.

وعود باستعادة ود مدني

وظهر قائد «قوات درع السودان»، المتحالفة مع الجيش، تحت قيادة أبو عاقلة كيكل (منشق من الدعم السريع) منتشياً بما حققته قواته، خلال مقطع فيديو أمام رئاسة محلية «أم القرى» معلناً سيطرته على المنطقة، وقال إن قواته «دحرت ميليشيات الدعم السريع»، وتوعد بتحرير مدينة ود مدني قريباً، ومن ثم استعادة العاصمة القومية الخرطوم.

القائد المنشق أبوالعاقلة كيكل (الثالث من اليسار) مع زملائه من «قوات الدعم السريع» قبل انضمامه للجيش (أرشيفية - مواقع التواصل)

وانضم كيكل إلى «قوات الدعم السريع» إبان استيلائها على ولاية الجزيرة، في ديسمبر (كانون الأول) 2023، قبل أن ينشق عنها في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي وينضم للجيش وبرفقته مقاتلين أهليين تحت اسم «درع السودان».

ويشن الجيش منذ الثلاثاء الماضي، هجمات منسقة تستهدف استرداد مدينة ود مدني حاضرة ولاية الجزيرة من محاور عدة، فهناك قوات قادمة من «الفاو» ولاية القضارف شرق، عبر محوري «الخياري، وما يعرف بميجر 5»، وقوات أخرى قادمة من جهة ولاية سنار، وأخرى قادمة من جهة محلية «المناقل» التابعة لولاية الجزيرة.

وأمس (الخميس)، سيطر الجيش على منطقة «الشبارقة» إلى الشرق من ود مدني بنحو 30 كيلومتراً، وعدد من القرى والبلدات التابعة لها، أما في محور «المناقل»، وتبعد عن ود مدني بنحو 70 كيلومترا غرباً، فقد استرد الجيش عدداً من القرى والبلدات التابعة لها، أمّا جهة جنوب الجزيرة أو القوات القادمة من ولاية سنار فقد استعادت، الأربعاء الماضي، السيطرة على منطقة «الحاج عبد الله» نحو 60 كيلومتراً جنوب ود مدني.

ولا تعد سيطرة الجيش على أم القرى هي الأولى، فقد كان قد استرد المنطقة الاستراتيجية في ديسمبر الماضي، قبل أن تستعيدها «قوات الدعم السريع» مرة أخرى بهجوم عكسي.

صمت في الجيش

ولم يصدر تصريح رسمي عن الجيش بشأن الوضع الميداني، لكن منصات موالية لهم نشرت عدداً من مقاطع الفيديو من أم القرى لجنود تابعين للجيش والقوات الحليفة له، بمن فيهم «قوات درع السودان» وقوات الحركات المسلحة المشتركة، داخل المدينة.

عناصر من الجيش السوداني خلال عرض عسكري بشرق السودان العام الماضي (أ.ف.ب)

وفي ديسمبر 2023 وبمشاركة القوات التابعة لكيكل، استعادت «قوات الدعم السريع» معظم أنحاء ولاية الجزيرة، باستثناء «محلية المناقل»، في حين انسحبت قوات الجيش بالفرقة الأولى دون قتال يذكر. وقال الجيش وقتها إنه يحقق في الانسحاب، ولم تخرج نتائج التحقيق للعلن حتى الآن.

وواجهت «قوات الدعم السريع» اتهامات بارتكاب انتهاكات وفظائع واسعة في ولاية الجزيرة في ود مدني وعدد من القرى والبلدات في الولاية، ما اضطر مئات الآلاف من السكان للنزوح إلى مناطق آمنة داخل السودان واللجوء لبعض بلدان الجوار.

ووفقاً لمنظمة الهجرة الدولية، فإن أعداداً تراوحت بين 250 و300 ألف شخص فروا من ولاية الجزيرة، بعد استيلاء «قوات الدعم السريع» عليها منتصف ديسمبر 2023، ثم توالت عمليات النزوح في شرقي الجزيرة، بعد المعارك التي دارت هناك بعد انشقاق كيكل عن «الدعم السريع» وإعلان انضمامه للجيش.