الصين ترحب بزيارة بلينكن وتأمل في الحوار بدل المواجهة

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في صورة من يوليو الماضي (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في صورة من يوليو الماضي (أ.ف.ب)
TT

الصين ترحب بزيارة بلينكن وتأمل في الحوار بدل المواجهة

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في صورة من يوليو الماضي (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في صورة من يوليو الماضي (أ.ف.ب)

كشف دبلوماسيون في واشنطن أن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن سيسافر إلى بكين في 5 فبراير (شباط) المقبل و6 منه، لعقد اجتماعات متوقعة مع المسؤولين الكبار في الصين، وبينهم الرئيس شي جينبينغ، في خطوة سارعت وزارة الخارجية الصينية إلى الترحيب بها.
وتعد رحلة بلينكن المرتقبة متابعة للقمة التي عقدها الرئيس جو بايدن مع نظيره الصيني خلال رحلة إلى إندونيسيا في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، حين تعهد بايدن «الحفاظ على خطوط اتصال مفتوحة» مع بكين في وقت تتفاقم فيه التوترات الثنائية. واتفق الزعيمان آنذاك على أن يزور بلينكن الصين لمتابعة مناقشاتهما.
وتعتبر زيارة بلينكن اختباراً لما إذا كان اجتماع بايدن وشي مهد الطريق لعلاقات مثمرة بين الولايات المتحدة والصين، بعدما تعقدت بسبب قضايا تراوح من تايوان والسياسة التجارية إلى المخاوف الأميركية حيال سجل بكين في مجال حقوق الإنسان.
وتعليقاً على تقرير نشره موقع «بوليتيكو» الأميركي بشأن موعد زيارة بلينكن، قال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ ون بين: «ترحب الصين بزيارة وزير الخارجية بلينكن للصين. وتتواصل الصين والولايات المتحدة الآن بشأن الترتيبات المحددة». وأضاف أن بلاده «تأمل أيضاً في أن تتبنى الولايات المتحدة وجهة نظر صحيحة عن الصين، وتدعم الحوار بدلاً من المواجهة، والفوز المتبادل بدلا من (التفكير) الصفري».
وستكون زيارة بلينكن هذه هي الأولى لوزير خارجية أميركي إلى الصين منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2018 عندما التقى الوزير السابق مايك بومبيو، خلال إدارة الرئيس السابق دونالد ترمب، نظيره الصيني وانغ يي في بكين.
ولم تنشر وزارة الخارجية الأميركية تفاصيل عن زيارة بلينكن لبكين. لكن الناطق باسمها نيد برايس أفاد الشهر الماضي بأن «حرب روسيا ضد أوكرانيا ستكون على جدول الأعمال».
وخلال الشهر الماضي، أجرى وفد من كبار المسؤولين الأميركيين بقيادة مساعد وزير الخارجية لشؤون شرق آسيا دانيال كريتنبرينك ومديرة مجلس الأمن القومي للصين وتايوان لورا روزنبرغر محادثات مع نائب وزير الخارجية الصيني شيه فينغ في مدينة لانغفانغ المجاورة لبكين، بهدف مناقشة زيارة بلينكن، وفقا لوزارة الخارجية الأميركية.
ويرجح أيضاً أن يدفع بلينكن من أجل رفع تعليق الاتصالات الثنائية الرفيعة المستوى، بما في ذلك التعاون في مكافحة المخدرات، والحوارات العسكرية، التي أوقفتها بكين في أغسطس (آب) الماضي رداً على زيارة رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي لتايوان.
ويتعرض بلينكن أيضاً لضغوط للمطالبة بإطلاق المواطنين الأميركيين المحتجزين في الصين ولإثارة مخاوف الإدارة في شأن ما أشارت إليه وزارة الخارجية الأسبوع الماضي على أنه «توسع الصين المستمر والمتسارع لترسانتها النووية».
وكان وزير الخارجية الصيني تشين جانغ، الذي تولى منصبه في يناير (كانون الثاني) الحالي بعد 17 شهراً فاترة غالباً بصفته سفيرا للصين في واشنطن، أفاد في تغريدة على «تويتر» قبل العودة إلى بكين بأنه منفتح على إنجاح زيارة بلينكن. وأشاد بـ«الاجتماعات الصريحة والعميقة والبناءة» مع بلينكن، متوقعاً «استمرار علاقات العمل الوثيقة معه من أجل علاقات أفضل بين الصين والولايات المتحدة». ويوحي ذلك بأن بكين تسعى إلى وقف تردي العلاقات الثنائية الذي دفع الولايات المتحدة إلى تقييد صادرات أشباه الموصلات والرقائق الدقيقة المستخدمة في الحوسبة المتقدمة والتطبيقات العسكرية، وتعميق تحالفها العسكري مع اليابان، العدو اللدود للصين.
لكن وزير الخارجية السابق وانغ يي، الذي عين لقيادة مكتب اللجنة المركزية للشؤون الخارجية، يمكن أن يجعل تلك المعركة صعبة. وقد قال الشهر الماضي إن «الولايات المتحدة استمرت بعناد في اعتبار الصين منافسها الأساسي والانخراط في حصار وقمع واستفزاز صارخ ضد الصين».
وكانت وزارة الخزانة الأميركية أعلنت الاثنين أن الوزيرة جانيت يلين ستعقد لقاء في زوريخ مع نائب رئيس الوزراء الصيني ليو هي لبحث قضايا تتعلق بالاقتصاد العالمي والسعي لتعميق التواصل بين البلدين. وأوضحت أن يلين ستلتقي ليو للمرة الأولى بشكل مباشر بعد ثلاثة اجتماعات افتراضية بينهما. وأضافت أن يلين وليو سيتبادلان وجهات النظر حول مسائل اقتصادية بالإضافة إلى تعميق الاتصالات بين واشنطن وبكين.


مقالات ذات صلة

زيلينسكي يطلب مساعدة الرئيس الصيني لإعادة أطفال أوكرانيين من روسيا

العالم زيلينسكي يطلب مساعدة الرئيس الصيني لإعادة أطفال أوكرانيين من روسيا

زيلينسكي يطلب مساعدة الرئيس الصيني لإعادة أطفال أوكرانيين من روسيا

أدلى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بمزيد من التصريحات بشأن مكالمة هاتفية جرت أخيراً مع الرئيس الصيني شي جينبينغ، في أول محادثة مباشرة بين الزعيمين منذ الغزو الروسي لأوكرانيا. وقال زيلينسكي في كييف، الجمعة، بعد يومين من الاتصال الهاتفي، إنه خلال المكالمة، تحدث هو وشي عن سلامة الأراضي الأوكرانية ووحدتها «بما في ذلك شبه جزيرة القرم (التي ضمتها روسيا على البحر الأسود)» وميثاق الأمم المتحدة.

«الشرق الأوسط» (كييف)
العالم الصين ترفض اتهامها بتهديد هوية «التيبتيين»

الصين ترفض اتهامها بتهديد هوية «التيبتيين»

تبرأت الصين، اليوم (الجمعة)، من اتهامات وجهها خبراء من الأمم المتحدة بإجبارها مئات الآلاف من التيبتيين على الالتحاق ببرامج «للتدريب المهني» تهدد هويتهم، ويمكن أن تؤدي إلى العمل القسري. وقال خبراء في بيان (الخميس)، إن «مئات الآلاف من التيبتيين تم تحويلهم من حياتهم الريفية التقليدية إلى وظائف تتطلب مهارات منخفضة وذات أجر منخفض منذ عام 2015، في إطار برنامج وُصف بأنه طوعي، لكن مشاركتهم قسرية». واكدت بكين أن «التيبت تتمتع بالاستقرار الاجتماعي والتنمية الاقتصادية والوحدة العرقية وموحّدة دينياً ويعيش الناس (هناك) ويعملون في سلام». وأضافت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ، أن «المخاوف المز

«الشرق الأوسط» (بكين)
العالم البرلمان الياباني يوافق على اتفاقيتي التعاون الدفاعي مع أستراليا وبريطانيا

البرلمان الياباني يوافق على اتفاقيتي التعاون الدفاعي مع أستراليا وبريطانيا

وافق البرلمان الياباني (دايت)، اليوم (الجمعة)، على اتفاقيتين للتعاون الدفاعي مع أستراليا وبريطانيا، ما يمهّد الطريق أمام سريان مفعولهما بمجرد أن تستكمل كانبيرا ولندن إجراءات الموافقة عليهما، وفق وكالة الأنباء الألمانية. وفي مسعى مستتر للتصدي للصعود العسكري للصين وموقفها العدائي في منطقة المحيطين الهادئ والهندي، سوف تجعل الاتفاقيتان لندن وكانبيرا أول وثاني شريكين لطوكيو في اتفاق الوصول المتبادل، بحسب وكالة كيودو اليابانية للأنباء. ووافق مجلس المستشارين الياباني (مجلس الشيوخ) على الاتفاقيتين التي تحدد قواعد نقل الأفراد والأسلحة والإمدادات بعدما أعطى مجلس النواب الضوء الأخضر لها في وقت سابق العام

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
يوميات الشرق الصين تُدخل «الحرب على كورونا» في كتب التاريخ بالمدارس

الصين تُدخل «الحرب على كورونا» في كتب التاريخ بالمدارس

أثار كتاب التاريخ لتلاميذ المدارس الصينيين الذي يذكر استجابة البلاد لوباء «كورونا» لأول مرة نقاشاً على الإنترنت، وفقاً لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي). يتساءل البعض عما إذا كان الوصف ضمن الكتاب الذي يتناول محاربة البلاد للفيروس صحيحاً وموضوعياً. أعلن قادة الحزب الشيوعي الصيني «انتصاراً حاسماً» على الفيروس في وقت سابق من هذا العام. كما اتُهمت الدولة بعدم الشفافية في مشاركة بيانات فيروس «كورونا». بدأ مقطع فيديو قصير يُظهر فقرة من كتاب التاريخ المدرسي لطلاب الصف الثامن على «دويين»، النسخة المحلية الصينية من «تيك توك»، ينتشر منذ يوم الأربعاء. تم تحميله بواسطة مستخدم يبدو أنه مدرس تاريخ، ويوضح

«الشرق الأوسط» (بكين)
العالم تقرير: القوات البحرية الأوروبية تحجم عن عبور مضيق تايوان

تقرير: القوات البحرية الأوروبية تحجم عن عبور مضيق تايوان

شجّع مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، (الأحد) أساطيل الاتحاد الأوروبي على «القيام بدوريات» في المضيق الذي يفصل تايوان عن الصين. في أوروبا، تغامر فقط البحرية الفرنسية والبحرية الملكية بعبور المضيق بانتظام، بينما تحجم الدول الأوروبية الأخرى عن ذلك، وفق تقرير نشرته أمس (الخميس) صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية. ففي مقال له نُشر في صحيفة «لوجورنال دو ديمانش» الفرنسية، حث رئيس دبلوماسية الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أوروبا على أن تكون أكثر «حضوراً في هذا الملف الذي يهمنا على الأصعدة الاقتصادية والتجارية والتكنولوجية».

«الشرق الأوسط» (بيروت)

حالة تأهب مع وصول الإعصار «شيدو» إلى أرخبيل مايوت الفرنسي

بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
TT

حالة تأهب مع وصول الإعصار «شيدو» إلى أرخبيل مايوت الفرنسي

بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)

ضرب الإعصار «شيدو» صباح اليوم السبت أرخبيل مايوت الفرنسي في المحيط الهندي حيث أُعلنت حالة التأهب القصوى مع توقع اشتداد الرياح المصاحبة له والتي تجاوزت سرعتها 180 كيلومترا في الساعة.

وضرب الإعصار جزيرة بوتيت تير في شرق الأرخبيل حيث يخشى أن تصل سرعة الرياح «إلى 200 و230 كلم/ساعة»، بحسب آخر نشرة للأرصاد الجوية الفرنسية، متوقعة رياحا مدمرة أشد من تلك التي صاحبت الإعصار «كاميسي» عام 1984.

وتسببت الرياح بانقطاع الكهرباء مع سقوط أعمدة كهرباء واقتلاع أشجار وتطاير أسقف منازل مصنوعة من الصفيح.

غيوم في سماء مايوت (أ.ف.ب)

وفي مدينة أوانغاني، قال رئيس البلدية يوسف أمبدي إنه يخشى «الأسوأ... لا يمكننا الخروج ولكن ما نشاهده يفوق الوصف».

ومنذ الصباح الباكر، أصدرت السلطات تحذيرا أرجوانيا وهو ما يعني لزوم جميع السكان منازلهم وعدم الخروج بما يشمل أجهزة الطوارئ والأمن وجميع عناصر الإنقاذ.

وقالت فاطمة التي تعيش في ماجيكافو-كوروبا وما زالت تذكر الإعصار الذي ضرب جزر القمر المجاورة عندما كانت طفلة «نحن خائفون جدا».

وتوقعت هيئة الأرصاد الجوية الفرنسية أمطارا شديدة الغزارة مع خطر تشكل السيول والفيضانات وارتفاع أمواج البحر التي يمكن أن يكون لها آثار كبيرة على الساحل.

وحُظرت حركة المرور على الطرق العامة في جزيرتي غراند تير وبوتيت تير، وأغلق مطار دزاوودزي منذ مساء الجمعة.

ويتوقع خبراء الأرصاد الجوية الفرنسية تحسنا في الأحوال الجوية خلال اليوم، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.