بوريس بيستوريوس وزيراً لدفاع ألمانيا

يباشر مهامه باستضافة اجتماع لتنسيق المساعدات العسكرية لكييف

وزير الدفاع الألماني الجديد بوريس بيستوريوس يتحدث للصحافيين أمس (د.ب.أ)
وزير الدفاع الألماني الجديد بوريس بيستوريوس يتحدث للصحافيين أمس (د.ب.أ)
TT

بوريس بيستوريوس وزيراً لدفاع ألمانيا

وزير الدفاع الألماني الجديد بوريس بيستوريوس يتحدث للصحافيين أمس (د.ب.أ)
وزير الدفاع الألماني الجديد بوريس بيستوريوس يتحدث للصحافيين أمس (د.ب.أ)

لم يضع المستشار الألماني أولاف شولتز وقتاً في ملء واحدة من أهم الحقائب الوزارية في حكومته، وسارع بتعيين وزير جديد للدفاع بعد يوم على استقالة كريستين لامبريشت من منصبها.
وعيّن شولتز وزير داخلية ولاية ساسكونيا السفلى بوريس بيستوريوس وزيراً جديداً للدفاع، ليتسلم منصبه رسمياً يوم الخميس بعد أداء القسم.
ويبدأ بيستوريوس مهمته فور أدائه القسم، إذ يصل في اليوم نفسه إلى برلين وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، عشية استضافته اجتماعاً في قاعدة رامشتاين الأميركية العسكرية غربي ألمانيا، يضم وزراء دفاع الدول الصديقة لأوكرانيا وأمين عام حلف شمال الأطلسي (الناتو)، لتنسيق المساعدات العسكرية لكييف.
وهكذا يبدأ وزير الدفاع الألماني الجديد مهمته على عجل من دون أن يتسنى له الكثير من الوقت للاستعداد للاجتماع الدولي يوم الجمعة. ولكن شولتز امتدح «خبرته في الأمن والسياسة والإدارة» التي قال إنها تؤهله لكي يتسلم قيادة القوات العسكرية «في هذه النقطة المفصلية».
وبيستوريوس نفسه بدا مستعداً للمهمة التي قال إنه لم يبلغه بها شولتز إلا قبل يوم واحد فقط. وقال في كلمة للصحافيين من هانوفر إنه «سيسعى لتقوية الجيش الألماني للمستقبل»، مشيراً إلى أن الجيش «كان عليه أن يتأقلم مع الوضع الجديد الذي نتج عن الحرب في أوكرانيا». وأضاف أن الجيش «بإمكان الاعتماد» عليه.
وينتمي بيستوريوس إلى الحزب الاشتراكي الحاكم الذي تنتمي إليه الوزيرة المستقيلة لامبريشت كذلك، ما يعني أنه بتعيينه حافظ المستشار على التوازن بين الأحزاب الثلاثة الحاكمة التي تتقاسم الحقائب الوزارية، ولكن فشل بالإبقاء على تعهده بأن تكون الحكومة مناصفة بين الرجال والنساء.
ويبدو أن بيستوريوس كان سيكون خيار شولتز لوزارة الداخلية، بعد أن تغادر وزيرة الداخلية الحالية نانسي فايزر التي من المتوقع أن تقود الحزب الاشتراكي في الانتخابات المحلية في ولاية هسن في الأشهر المقبلة.
ولم يكن اسم بيستوريوس من الأسماء التي تداولتها الصحافة لخلافة لامبريشت، ومع ذلك فقد حظي تعيينه بترحيب من الأحزاب الحاكمة والمحللين الألمان، فيما قابلت المعارضة تعيينه بحذر.
ورغم أن وزير الدفاع الجديد لا خبرة له بالقوات الأمنية فإنه كان وزير داخلية ناجحاً في ولايته لسنوات حيث تسلم منصبه عام 2014، وقد خدم الخدمة العسكرية لمدة عامين في مطلع الثمانينات، قبل أن يبدأ دراسته الجامعية.
وعادت مواقف سابقة لبيستوريوس حول روسيا لتطارده بعد تعيينه وزيراً للدفاع ستكون مهمته الأولى اتخاذ قرارات حول مساعدة أوكرانيا وإصلاح وتطوير الجيش الألماني لكي يتمكن من مواجهة أي خطر محتمل من روسيا. وفي عام 2018، دعا بيستوريوس إلى مراجعة العقوبات المفروضة على روسيا بسبب ضمها للقرم، متذرعاً آنذاك بأن العقوبات تضر بالاقتصاد الألماني.
وكان بيستوريوس آنذاك يغوص في تحليل العلاقة مع روسيا داخل حزبه، وفيما كان يطالب جناح داخل الاشتراكيين بإبقاء العقوبات على روسيا والتشدد معها، كان جناح آخر ينتمي إليه بيستوريوس يطالب بتهدئة الوضع مع موسكو ورفع العقوبات عنها. وروج آنذاك لسياسة «صديقة» مع روسيا على اعتبار «أننا لن نتمكن من تحقيق سياسة أمنية أوروبية من دون روسيا».
وبيستوريوس الذي توفيت زوجته بالسرطان عام 2015، صادق سياسية من الحزب تدعى دوريس شرودر كوبف، بين العامين 2016 حتى 2022. وشرودر كوبف كانت الزوجة الرابعة للسياسي الاشتراكي غيرهارد شرودر المقرب جداً من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حتى اليوم. وخلال زواجها السابق بشرودر، التقت مع زوجها آنذاك ببوتين أكثر من مرة، علماً بأنه يتمتع بعلاقة صداقة مع شرودر.
ولكن بيستوريوس لم يتمسك بالدفاع عن موسكو بعد الحرب في أوكرانيا، بل وجه إليها انتقادات لاذعة باكراً ووصف ما يحصل بأنها «أول حرب عدائية في وسط أوروبا منذ عقود»، محملاً المسؤولية فيها للرئيس الروسي بوتين، ومعبراً عن تعاطفه مع الأوكرانيين ودعمه لهم.
وفي مايو (أيار) العام الماضي، أراد منع تجمع لأنصار روسيا في ولايته، محذراً من رفع شعارات مؤيدة للجيش الروسي مثل حرف «ز» الذي تحول رمزاً لدعم روسيا في حربها على أوكرانيا.


مقالات ذات صلة

ألمانيا تسحب قواتها من مالي... وتؤكد أنها «باقية»

العالم ألمانيا تسحب قواتها من مالي... وتؤكد أنها «باقية»

ألمانيا تسحب قواتها من مالي... وتؤكد أنها «باقية»

عشية بدء المستشار الألماني أولاف شولتس زيارة رسمية إلى أفريقيا، هي الثانية له منذ تسلمه مهامه، أعلنت الحكومة الألمانية رسمياً إنهاء مهمة الجيش الألماني في مالي بعد 11 عاماً من انتشاره في الدولة الأفريقية ضمن قوات حفظ السلام الأممية. وعلى الرغم من ذلك، فإن الحكومة الألمانية شددت على أنها ستبقى «فاعلة» في أفريقيا، وملتزمة بدعم الأمن في القارة، وهي الرسالة التي يحملها شولتس معه إلى إثيوبيا وكينيا.

راغدة بهنام (برلين)
العالم ألمانيا لتعزيز حضورها في شرق أفريقيا

ألمانيا لتعزيز حضورها في شرق أفريقيا

منذ إعلانها استراتيجية جديدة تجاه أفريقيا، العام الماضي، كثفت برلين نشاطها في القارة غرباً وجنوباً، فيما تتجه البوصلة الآن شرقاً، عبر جولة على المستوى الأعلى رسمياً، حين يبدأ المستشار الألماني أولاف شولتس، الخميس، جولة إلى منطقة القرن الأفريقي تضم دولتي إثيوبيا وكينيا. وتعد جولة المستشار الألماني الثانية له في القارة الأفريقية، منذ توليه منصبه في ديسمبر (كانون الأول) عام 2021. وقال مسؤولون بالحكومة الألمانية في إفادة صحافية، إن شولتس سيلتقي في إثيوبيا رئيس الوزراء آبي أحمد والزعيم المؤقت لإقليم تيغراي غيتاتشو رضا؛ لمناقشة التقدم المحرز في ضمان السلام بعد حرب استمرت عامين، وأسفرت عن مقتل عشرات

العالم ألمانيا تشن حملة أمنية كبيرة ضد مافيا إيطالية

ألمانيا تشن حملة أمنية كبيرة ضد مافيا إيطالية

في عملية واسعة النطاق شملت عدة ولايات ألمانية، شنت الشرطة الألمانية حملة أمنية ضد أعضاء مافيا إيطالية، اليوم (الأربعاء)، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية. وأعلنت السلطات الألمانية أن الحملة استهدفت أعضاء المافيا الإيطالية «ندرانجيتا». وكانت السلطات المشاركة في الحملة هي مكاتب الادعاء العام في مدن في دوسلدورف وكوبلنتس وزاربروكن وميونيخ، وكذلك مكاتب الشرطة الجنائية الإقليمية في ولايات بافاريا وشمال الراين - ويستفاليا وراينلاند – بفالتس وزارلاند.

«الشرق الأوسط» (برلين)
الرياضة مدير دورتموند: لن أخوض في نقاش ضربة الجزاء غير المحتسبة أمام بوخوم

مدير دورتموند: لن أخوض في نقاش ضربة الجزاء غير المحتسبة أمام بوخوم

لا يرغب هانز يواخيم فاتسكه، المدير الإداري لنادي بوروسيا دورتموند، في تأجيج النقاش حول عدم حصول فريقه على ركلة جزاء محتملة خلال تعادله 1 - 1 مع مضيفه بوخوم أول من أمس الجمعة في بطولة الدوري الألماني لكرة القدم. وصرح فاتسكه لوكالة الأنباء الألمانية اليوم الأحد: «نتقبل الأمر.

«الشرق الأوسط» (ميونيخ)
شؤون إقليمية الاتحاد الأوروبي يطالب طهران بإلغاء عقوبة الإعدام بحق مواطن ألماني - إيراني

الاتحاد الأوروبي يطالب طهران بإلغاء عقوبة الإعدام بحق مواطن ألماني - إيراني

قال الاتحاد الأوروبي إنه «يدين بشدة» قرار القضاء الإيراني فرض عقوبة الإعدام بحق المواطن الألماني - الإيراني السجين جمشيد شارمهد، وفقاً لوكالة «الأنباء الألمانية». وأيدت المحكمة العليا الإيرانية يوم الأربعاء حكم الإعدام الصادر بحق شارمهد.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)

مسؤول: قراصنة إلكترونيون صينيون يستعدون لصدام مع أميركا

القراصنة قاموا بعمليات استطلاع وفحص محدودة لمواقع إلكترونية متعددة مرتبطة بالانتخابات الأميركية (أرشيفية - رويترز)
القراصنة قاموا بعمليات استطلاع وفحص محدودة لمواقع إلكترونية متعددة مرتبطة بالانتخابات الأميركية (أرشيفية - رويترز)
TT

مسؤول: قراصنة إلكترونيون صينيون يستعدون لصدام مع أميركا

القراصنة قاموا بعمليات استطلاع وفحص محدودة لمواقع إلكترونية متعددة مرتبطة بالانتخابات الأميركية (أرشيفية - رويترز)
القراصنة قاموا بعمليات استطلاع وفحص محدودة لمواقع إلكترونية متعددة مرتبطة بالانتخابات الأميركية (أرشيفية - رويترز)

قال مسؤول كبير في مجال الأمن الإلكتروني في الولايات المتحدة، الجمعة، إن قراصنة إلكترونيين صينيين يتخذون مواطئ قدم في بنية تحتية خاصة بشبكات حيوية أميركية في تكنولوجيا المعلومات تحسباً لصدام محتمل مع واشنطن.

وقال مورغان أدامسكي، المدير التنفيذي للقيادة السيبرانية الأميركية، إن العمليات الإلكترونية المرتبطة بالصين تهدف إلى تحقيق الأفضلية في حالة حدوث صراع كبير مع الولايات المتحدة.

وحذر مسؤولون، وفقاً لوكالة «رويترز»، من أن قراصنة مرتبطين بالصين قد اخترقوا شبكات تكنولوجيا المعلومات واتخذوا خطوات لتنفيذ هجمات تخريبية في حالة حدوث صراع.

وقال مكتب التحقيقات الاتحادي مؤخراً إن عملية التجسس الإلكتروني التي أطلق عليها اسم «سالت تايفون» شملت سرقة بيانات سجلات مكالمات، واختراق اتصالات كبار المسؤولين في الحملتين الرئاسيتين للمرشحين المتنافسين قبل انتخابات الرئاسة الأميركية في الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني) ومعلومات اتصالات متعلقة بطلبات إنفاذ القانون في الولايات المتحدة.

وذكر مكتب التحقيقات الاتحادي ووكالة الأمن السيبراني وأمن البنية التحتية أنهما يقدمان المساعدة الفنية والمعلومات للأهداف المحتملة.

وقال أدامسكي، الجمعة، إن الحكومة الأميركية «نفذت أنشطة متزامنة عالمياً، هجومية ودفاعية، تركز بشكل كبير على إضعاف وتعطيل العمليات الإلكترونية لجمهورية الصين الشعبية في جميع أنحاء العالم».

وتنفي بكين بشكل متكرر أي عمليات إلكترونية تستهدف كيانات أميركية. ولم ترد السفارة الصينية في واشنطن على طلب للتعليق بعد.