لم يضع المستشار الألماني أولاف شولتز وقتاً في ملء واحدة من أهم الحقائب الوزارية في حكومته، وسارع بتعيين وزير جديد للدفاع بعد يوم على استقالة كريستين لامبريشت من منصبها.
وعيّن شولتز وزير داخلية ولاية ساسكونيا السفلى بوريس بيستوريوس وزيراً جديداً للدفاع، ليتسلم منصبه رسمياً يوم الخميس بعد أداء القسم.
ويبدأ بيستوريوس مهمته فور أدائه القسم، إذ يصل في اليوم نفسه إلى برلين وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، عشية استضافته اجتماعاً في قاعدة رامشتاين الأميركية العسكرية غربي ألمانيا، يضم وزراء دفاع الدول الصديقة لأوكرانيا وأمين عام حلف شمال الأطلسي (الناتو)، لتنسيق المساعدات العسكرية لكييف.
وهكذا يبدأ وزير الدفاع الألماني الجديد مهمته على عجل من دون أن يتسنى له الكثير من الوقت للاستعداد للاجتماع الدولي يوم الجمعة. ولكن شولتز امتدح «خبرته في الأمن والسياسة والإدارة» التي قال إنها تؤهله لكي يتسلم قيادة القوات العسكرية «في هذه النقطة المفصلية».
وبيستوريوس نفسه بدا مستعداً للمهمة التي قال إنه لم يبلغه بها شولتز إلا قبل يوم واحد فقط. وقال في كلمة للصحافيين من هانوفر إنه «سيسعى لتقوية الجيش الألماني للمستقبل»، مشيراً إلى أن الجيش «كان عليه أن يتأقلم مع الوضع الجديد الذي نتج عن الحرب في أوكرانيا». وأضاف أن الجيش «بإمكان الاعتماد» عليه.
وينتمي بيستوريوس إلى الحزب الاشتراكي الحاكم الذي تنتمي إليه الوزيرة المستقيلة لامبريشت كذلك، ما يعني أنه بتعيينه حافظ المستشار على التوازن بين الأحزاب الثلاثة الحاكمة التي تتقاسم الحقائب الوزارية، ولكن فشل بالإبقاء على تعهده بأن تكون الحكومة مناصفة بين الرجال والنساء.
ويبدو أن بيستوريوس كان سيكون خيار شولتز لوزارة الداخلية، بعد أن تغادر وزيرة الداخلية الحالية نانسي فايزر التي من المتوقع أن تقود الحزب الاشتراكي في الانتخابات المحلية في ولاية هسن في الأشهر المقبلة.
ولم يكن اسم بيستوريوس من الأسماء التي تداولتها الصحافة لخلافة لامبريشت، ومع ذلك فقد حظي تعيينه بترحيب من الأحزاب الحاكمة والمحللين الألمان، فيما قابلت المعارضة تعيينه بحذر.
ورغم أن وزير الدفاع الجديد لا خبرة له بالقوات الأمنية فإنه كان وزير داخلية ناجحاً في ولايته لسنوات حيث تسلم منصبه عام 2014، وقد خدم الخدمة العسكرية لمدة عامين في مطلع الثمانينات، قبل أن يبدأ دراسته الجامعية.
وعادت مواقف سابقة لبيستوريوس حول روسيا لتطارده بعد تعيينه وزيراً للدفاع ستكون مهمته الأولى اتخاذ قرارات حول مساعدة أوكرانيا وإصلاح وتطوير الجيش الألماني لكي يتمكن من مواجهة أي خطر محتمل من روسيا. وفي عام 2018، دعا بيستوريوس إلى مراجعة العقوبات المفروضة على روسيا بسبب ضمها للقرم، متذرعاً آنذاك بأن العقوبات تضر بالاقتصاد الألماني.
وكان بيستوريوس آنذاك يغوص في تحليل العلاقة مع روسيا داخل حزبه، وفيما كان يطالب جناح داخل الاشتراكيين بإبقاء العقوبات على روسيا والتشدد معها، كان جناح آخر ينتمي إليه بيستوريوس يطالب بتهدئة الوضع مع موسكو ورفع العقوبات عنها. وروج آنذاك لسياسة «صديقة» مع روسيا على اعتبار «أننا لن نتمكن من تحقيق سياسة أمنية أوروبية من دون روسيا».
وبيستوريوس الذي توفيت زوجته بالسرطان عام 2015، صادق سياسية من الحزب تدعى دوريس شرودر كوبف، بين العامين 2016 حتى 2022. وشرودر كوبف كانت الزوجة الرابعة للسياسي الاشتراكي غيرهارد شرودر المقرب جداً من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حتى اليوم. وخلال زواجها السابق بشرودر، التقت مع زوجها آنذاك ببوتين أكثر من مرة، علماً بأنه يتمتع بعلاقة صداقة مع شرودر.
ولكن بيستوريوس لم يتمسك بالدفاع عن موسكو بعد الحرب في أوكرانيا، بل وجه إليها انتقادات لاذعة باكراً ووصف ما يحصل بأنها «أول حرب عدائية في وسط أوروبا منذ عقود»، محملاً المسؤولية فيها للرئيس الروسي بوتين، ومعبراً عن تعاطفه مع الأوكرانيين ودعمه لهم.
وفي مايو (أيار) العام الماضي، أراد منع تجمع لأنصار روسيا في ولايته، محذراً من رفع شعارات مؤيدة للجيش الروسي مثل حرف «ز» الذي تحول رمزاً لدعم روسيا في حربها على أوكرانيا.
بوريس بيستوريوس وزيراً لدفاع ألمانيا
يباشر مهامه باستضافة اجتماع لتنسيق المساعدات العسكرية لكييف
بوريس بيستوريوس وزيراً لدفاع ألمانيا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة