نصائح غذائية للتصدي للالتهابات الداخلية في الجسم

يؤثر النظام الغذائي على ميكروبيوم الأمعاء (رويترز)
يؤثر النظام الغذائي على ميكروبيوم الأمعاء (رويترز)
TT

نصائح غذائية للتصدي للالتهابات الداخلية في الجسم

يؤثر النظام الغذائي على ميكروبيوم الأمعاء (رويترز)
يؤثر النظام الغذائي على ميكروبيوم الأمعاء (رويترز)

يتحدث الكثير من الأطباء بشكل مستمر عن أهمية مكافحة الالتهابات الداخلية بالجسم، والتي تحدث كاستجابة تلقائية حين يحاول الجسم مكافحة العدوى أو السموم أو الصدمات النفسية.
وحتى وقت قريب، كان مصطلح «الالتهاب» يستخدم بشكل عام لوصف شيء يمكنك رؤيته مثل احمرار الجسد، أو تورم اللوزتين أو التهاب الزائدة الدودية. ولكن يتم الآن الاهتمام بشكل متزايد بالالتهاب «الخفي»، وهو عملية خبيثة مزمنة تستمر مدى الحياة يمكن أن تكون مسؤولة عن المشكلات الصحية الشائعة من أمراض القلب إلى السرطان والسكري من النوع الثاني، وحتى الاكتئاب والخرف.
وفي هذا السياق، نقلت صحيفة «التلغراف» البريطانية، عن الدكتورة شيلبا رافيلا، أخصائية أمراض الجهاز الهضمي، والأستاذة المساعدة في الطب في المركز الطبي بجامعة كولومبيا، قولها: «تعودنا التحدث إلى حد كبير عن الالتهاب كنتيجة، وليس كسبب جذري، لمرض ما. لكن في العقدين الماضيين، أصبحت هناك أدلة متزايدة على أن الالتهاب نفسه يمكن أن يسبب أو يرتبط بمعدلات أعلى من الأمراض المزمنة».
وقالت رافيلا إن هناك عدة نصائح غذائية يمكن للأشخاص اتباعها للتقليل من خطر التهابات الجسم والتصدي لها بفاعلية.

وهذه النصائح هي:
*النظام الغذائي الصحي:
تقول رافيلا إن النظام الغذائي يؤثر على ميكروبيوم الأمعاء، وهي مجموعة من الميكروبات المفيدة الموجودة داخل أمعائنا.
وتؤثر هذه الميكروبات على جهاز المناعة، وتساعد على امتصاص فيتامينات مهمة في أمعائنا. وأشارت رافيلا إلى أن الأطعمة الغنية بالألياف تساعد في التصدي للالتهابات، وتعزز حيوية وصحة ميكروبيوم الأمعاء.
وتوجد الألياف في الحبوب الكاملة مثل الشوفان والشعير، كما توجد بكثرة في الأطعمة النباتية والفواكه والخضراوات المجففة والثوم والبصل والكراث.

*التنوع مهم:
تقول رافيلا إن أحد أكبر المفاهيم الخاطئة هو أن النظام الغذائي المضاد للالتهابات يستثني بعض المجموعات الغذائية، مشيرة إلى أنه «في الواقع نظام متنوع وشامل للغاية».
وتنصح رافيلا المرضى بملء أطباقهم بمجموعة متنوعة من النباتات قدر الإمكان. وتابعت: «هذا يشمل بعض الأطعمة التي تم تكييفنا لتجنبها، مثل تلك التي تحتوي على الغلوتين، حيث إن هذه الأطعمة تكون مضادة للالتهاب حين نستهلك نسبا معتدلة منها».
وتوصي رافيلا أيضاً بتناول الألياف القابلة للذوبان الموجودة في الموز ودقيق الشوفان والفول، مضيفة أن «بكتيريا الأمعاء تحب هذه الأطعمة. إنها تقلل الالتهاب في الأمعاء وفي جميع أنحاء الجسم».
وأظهرت الأبحاث المتكررة، بما في ذلك دراسة أجريت عام 2019، أن الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من مادة البوليفينول - مثل التوت والحمضيات والحبوب الكاملة والمكسرات - تقاوم الجذور الحرة المسببة للسرطان وتتصدى للالتهاب.
وقالت رافيلا أيضا إن الفطر مصدر طبيعي لفيتامين (د) المعروف بمساعدة الجسم على امتصاص الكالسيوم ودعم جهاز المناعة، وإن البصل والثوم يعملان على تحفيز المناعة ودعم بكتيريا الأمعاء، مؤكدة على ضرورة تضمين هذه الأطعمة في نظامنا الغذائي:

*الأطعمة التي ينبغي تجنبها:
تقول رافيلا: «يستجيب الجهاز المناعي للنظام الغذائي الغربي المليء بالأطعمة الحيوانية، والسكر، والملح، والكربوهيدرات المكررة والأطعمة المصنعة، كما لو كانت جرثومة ضارة. وتظهر الدراسات التي أجريت على كل من الحيوانات والبشر أن هذا النظام الغذائي يمكن أن ينشط الجهاز المناعي بشكل مباشر، مما يضغط على خلايا الجسم، ويحفز الخلايا المناعية لإنتاج كمية زائدة من الجزيئات الالتهابية، وعدد أقل من الجزيئات المضادة للالتهابات».
ولفتت إلى أن أبرز الأطعمة التي يجب تجنبها هي: حبوب الإفطار التي تحتوي على نسبة عالية من السكر، ورقائق البطاطس والأطعمة المالحة الأخرى، واللحوم المصنعة بما في ذلك لحم الخنزير المقدد والنقانق، والمشروبات الغازية.


مقالات ذات صلة

الزواج يبطئ شيخوخة الرجال

صحتك الرجال المتزوجون يتقدمون في العمر أبطأ من الرجال العزاب (رويترز)

الزواج يبطئ شيخوخة الرجال

أظهرت دراسة جديدة أن الرجال المتزوجين يتقدمون في العمر أبطأ من الرجال العزاب، إلا إن الشيء نفسه لا ينطبق على النساء.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك شخص يُجري فحصاً لداء السكري (رويترز)

مرض السكري قد يسرّع من انكماش المخ

كشفت دراسة جديدة أن مرض السكري من النوع الثاني قد يؤدي إلى انكماش المخ بشكل سريع مع التقدم في العمر.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك استهلاك الأطعمة التي تحتوي على «أوميغا 3» و«أوميغا 6» مثل الأسماك الزيتية يقلل معدل خطر الإصابة بالسرطان (جمعية الصيادين الاسكوتلنديين)

أطعمة تقلل من خطر الإصابة بـ14 نوعاً مختلفاً من السرطان

وجدت دراسة أن استهلاك «أوميغا 3» و«أوميغا 6»، وهي الأحماض الدهنية التي توجد في الأطعمة النباتية والأسماك الزيتية، قد يؤثر على معدل خطر الإصابة بالسرطان.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق الغضب لا يزال يشكل حافزاً مهماً للنجاح في العالم الحديث (رويترز)

الأشخاص الغاضبون «أكثر ميلاً للنجاح»... كيف؟

كشف أحد علماء الأعصاب أن الأشخاص الغاضبين أكثر ميلاً للنجاح، وقال الدكتور جاي ليشزينر إن الشعور بالغضب قد يكون «محركاً مهماً» للنجاح في العالم الحديث.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم صورة تحت المجهر الإلكتروني والتي قدمها المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية في عام 2024 لجزيئات فيروس جدري القردة باللون البرتقالي الموجودة داخل الخلايا المصابة باللون الأخضر (أ.ب)

كندا ترصد أول إصابة بسلالة فرعية من جدري القردة

أكدت وكالة الصحة العامة الكندية أمس (الجمعة) رصد أول حالة إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة في كندا لدى شخص في مانيتوبا.

«الشرق الأوسط» (مونتريال)

مصر: الكشف عن صرح معبد بطلمي في سوهاج

المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)
المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)
TT

مصر: الكشف عن صرح معبد بطلمي في سوهاج

المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)
المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)

أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية، السبت، عن اكتشاف صرح لمعبد بطلمي في محافظة سوهاج (جنوب مصر). وذكرت البعثة الأثرية المشتركة بين «المجلس الأعلى للآثار» في مصر وجامعة «توبنغن» الألمانية أنه جرى اكتشاف الصرح خلال العمل في الناحية الغربية لمعبد أتريبس الكبير.

وعدّ الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، الدكتور محمد إسماعيل خالد، هذا الكشف «النواة الأولى لإزاحة الستار عن باقي عناصر المعبد الجديد بالموقع»، وأوضح أنّ واجهة الصرح التي كُشف عنها بالكامل يصل اتساعها إلى 51 متراً، مقسمة إلى برجين؛ كل برج باتّساع 24 متراً، تفصل بينهما بوابة المدخل.

ولفت إسماعيل إلى أنّ الارتفاع الأصلي للصرح بلغ نحو 18 متراً، وفق زاوية ميل الأبراج، ما يضاهي أبعاد صرح معبد الأقصر، مؤكداً على استكمال أعمال البعثة في الموقع للكشف عن باقي المعبد بالكامل خلال مواسم الحفائر المقبلة، وفق بيان للوزارة.

جانب من صرح المعبد المُكتشف (وزارة السياحة والآثار)

بدوره، قال رئيس «الإدارة المركزية لآثار مصر العليا»، ورئيس البعثة من الجانب المصري، محمد عبد البديع، إنه كُشف عن النصوص الهيروغليفية التي تزيّن الواجهة الداخلية والجدران، خلال أعمال تنظيف البوابة الرئيسية التي تتوسَّط الصرح، كما وجدت البعثة نقوشاً لمناظر تصوّر الملك وهو يستقبل «ربيت» ربة أتريبس، التي تتمثّل برأس أنثى الأسد، وكذلك ابنها المعبود الطفل «كولنتس».

وأوضح أنّ هذه البوابة تعود إلى عصر الملك بطليموس الثامن الذي قد يكون هو نفسه مؤسّس المعبد، ومن المرجح أيضاً وجود خرطوش باسم زوجته الملكة كليوباترا الثالثة بين النصوص، وفق دراسة الخراطيش المكتشفة في المدخل وعلى أحد الجوانب الداخلية.

وقال رئيس البعثة من الجانب الألماني، الدكتور كريستيان ليتز، إنّ البعثة استكملت الكشف عن الغرفة الجنوبية التي كان قد كُشف عن جزء منها خلال أعمال البعثة الأثرية الإنجليزية في الموقع بين عامَي 1907 و1908، والتي زُيّن جانبا مدخلها بنصوص هيروغليفية ومناظر تمثّل المعبودة «ربيت» ورب الخصوبة «مين» وهو محوط بهيئات لمعبودات ثانوية فلكية، بمثابة نجوم سماوية لقياس ساعات الليل.

رسوم ونجوم تشير إلى ساعات الليل في المعبد البطلمي (وزارة السياحة والآثار)

وأضاف مدير موقع الحفائر من الجانب الألماني، الدكتور ماركوس مولر، أنّ البعثة كشفت عن غرفة في سلّم لم تكن معروفة سابقاً، ويمكن الوصول إليها من خلال مدخل صغير يقع في الواجهة الخارجية للصرح، وتشير درجات السلالم الأربع إلى أنها كانت تقود إلى طابق علوي تعرّض للتدمير عام 752.

يُذكر أنّ البعثة المصرية الألمانية المشتركة تعمل في منطقة أتريبس منذ أكثر من 10 سنوات؛ وأسفرت أعمالها عن الكشف الكامل لجميع أجزاء معبد أتريبس الكبير، بالإضافة إلى ما يزيد على 30 ألف أوستراكا، عليها نصوص ديموطيقية وقبطية وهيراطيقة، وعدد من اللقى الأثرية.

وعدَّ عالم الآثار المصري، الدكتور حسين عبد البصير، «الكشف عن صرح معبد بطلمي جديد في منطقة أتريبس بسوهاج إنجازاً أثرياً كبيراً، يُضيء على عمق التاريخ المصري في فترة البطالمة، الذين تركوا بصمة مميزة في الحضارة المصرية». وقال لـ«الشرق الأوسط» إنّ «هذا الاكتشاف يعكس أهمية أتريبس موقعاً أثرياً غنياً بالموروث التاريخي، ويُبرز تواصل الحضارات التي تعاقبت على أرض مصر».

ورأى استمرار أعمال البعثة الأثرية للكشف عن باقي عناصر المعبد خطوة ضرورية لفهم السياق التاريخي والمعماري الكامل لهذا الصرح، «فمن خلال التنقيب، يمكن التعرّف إلى طبيعة استخدام المعبد، والطقوس التي مورست فيه، والصلات الثقافية التي ربطته بالمجتمع المحيط به»، وفق قوله.

ووصف عبد البصير هذا الاكتشاف بأنه «إضافة نوعية للجهود الأثرية التي تُبذل في صعيد مصر، ويدعو إلى تعزيز الاهتمام بالمواقع الأثرية في سوهاج، التي لا تزال تخفي كثيراً من الكنوز».